أسامة حمدان: كوادر "حماس" ومؤيدوها سيقاطعون الانتخابات
29 ذو القعدة 1425

<font color="#800000"> أحمد اللحام – بيروت </font> </br> </br> قال أسامة حمدان (ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان): إن تأييد الجبهة الشعبية لـ(مرشح الرئاسة الفلسطينية) مصطفى البرغوثي لا يربك الحركة، وإن هذا القرار هو رسالة موجهة لمن يحاول رسم الخارطة الفلسطينية من خارج الشعب الفلسطيني، وتابع أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية هي التي تقوم بالفلتان الأمني وليس المقاومة التي لم توجه سلاحها إلى أي مواطن، وفي معرض رده على سؤال قال: إن محمود عباس ليس شخصاً دموياً أو ثأرياً، لكنه يعتقد أن بعض المحيطين به، والذين يتغطون بغطائه سيحاولون الانتقام من كل من لم يصوت له، مشيراً إلى أن البعض يقود المعركة الانتخابية الفلسطينية على قاعدة عدم التنافس بالمعنى الانتخابي المعهود، إنما على قاعدة: إما هو أو لا أحد! وشدد على أن البعض يعتقد أن وجود أكثر من رأي في الساحة الفلسطينية قد يشوش على التفاوض مع العدو الصهيوني! وأضاف أن مؤتمر لندن سيحمل السلطة الفلسطينية أعباء لن تكون قادرة على تحملها، وستستخدم ضدها من الجانب الإسرائيلي وأمريكا وبريطانيا، وأكد أن "الحديث عن الهدنة غير وارد بالمرة في أجندتنا"، لافتاً إلى أن" هنالك اتصالات من قبل بعض الأطراف والجهات الأمريكية والأوروبية معنا، وذلك لاستطلاع موقف حماس"، وفيما يلي النص الكامل للحديث الذي أجراه مراسل "المسلم" في بيروت أحمد اللحام.<BR><BR><font color="#FF0000"> هنالك اجتهاد يقول: إن قرار الجبهة الشعبية بالتصويت لمرشح الرئاسة مصطفى البرغوثي هو محاولة لإرباك حركة "حماس" خصوصا وأنها أعلنت عن نيتها بمقاطعة الانتخابات تصويتاً وترشيحاً، فما هو تعقيبك على هذا الاجتهاد؟ </font><BR>لا أعتقد أن الهدف الذي يقف من وراء هذا الاجتهاد هو إرباك حركة "حماس"، وذلك كون الأمور بحثت بتفاصيلها الدقيقة مع معظم الفصائل وبضمنهم الإخوة من الجبهة الشعبية، وكما فهمنا من الإخوة في الشعبية فإن منشأ هذا الاجتهاد عدم التسليم بالمرشح الواحد الذي يبذل الجميع جهوداً لإنجاحه، والقول: إن قوى وفصائل فلسطينية قد تصوت لمرشح آخر يبدو أنه خارج سياق ما يريده غير الفلسطينيين، لذلك فإن هذا الاجتهاد لن يربكنا، خصوصاً وأن موقفنا واضح ومحدد، وسواء كان الفائز محمود عباس أو مصطفى البرغوثي ستكون الأعباء الملقاة على عاتقه كثيرة وسيراقب الشعب أداءه وأي أداء خاطئ سيتحمل وزره هو ومن دعمه.<BR><BR><font color="#FF0000"> كيف قررت الجبهة الشعبية التصويت إلى جانب مصطفى البرغوثي بالرغم من اختلافهم أيديولوجياً، فكيف تفسر ذلك، وهل بالإمكان اعتبار هذا القرار بمثابة رسالة موجهة إلى محمود عباس؟ </font><BR>أعتقد أن الجبهة الشعبية أرادت توجيه رسالة إلى أبي مازن مفادها وجود مرشح آخر مدعوم من قبل فصائل وله فرصة حقيقية بالفوز، باعتبار أن الجبهة الشعبية تنظيم كبير له وزن جماهيري وشعبي كبير في الداخل، ومن الجهة الأخرى فبالإمكان اعتبار هذا القرار رسالة موجهة لمن يحاول رسم الخارطة الفلسطينية من خارج الشعب الفلسطيني، من خلال تمهيد الطريق إلى فوز مرشح محدد بعينه، لكن بإمكان الشعب الفلسطيني في لحظة ما قلب الموازين ودعم مرشحين آخرين، فحصر رئاسة السلطة الفلسطينية سيكون بحد ذاته محفزاً لحصول إشكاليات، ونتمنى من الإخوة في الجبهة الشعبية أن يتخذوا التدابير اللازمة لمنع وقوع إشكاليات من خلال الخطوة التي قاموا بها.<BR><BR><font color="#FF0000"> ما هي الإشكاليات المتوقع حدوثها ما بعد الانتخابات؟ وما هي التداعيات السلبية المتوقع حدوثها على الساحة الفلسطينية؟ </font><BR>من أهم التداعيات أن يقود البعض المعركة الانتخابية المبنية على قاعدة عدم التنافس بالمعنى الانتخابي المعهود، إنما على قاعدة: إما هو أو لا أحد، وقد ينعكس هذا في السلوك تجاه كافة المرشحين الآخرين ومن يدعمهم، ولمسنا جانباً من هذه الإشكالية مع مروان البرغوثي الذي تراجع بعد ضغوط عن ترشيح نفسه.<BR><BR><font color="#FF0000"> هل تعتقد أن من سيفوز في الانتخابات سيقوم بالانتقام من الأشخاص الذين لم يدعموه أو سيقيدهم؟ </font><BR>لا أعتقد أن الفائز هو من سيفعل ذلك، فأبو مازن ليس شخصاً دموياً أو ثأرياً، لكن باعتقادي أن بعض المحيطين به ويتغطون بغطائه، خصوصاً بعد فوزه بالرئاسة، ربما يحاولون ارتكاب مثل هذه الممارسات، خصوصاً أن الشارع الفلسطيني عانى من بعض الممارسات كالتي حصلت في الآونة الأخيرة في هذا الاتجاه.<BR><BR><font color="#FF0000"> هل هذا يعني أن بعض المقربين من أبي مازن سيقومون باستغلال الموقف وزرع بذور الفتنة داخل شعبنا الفلسطيني؟ </font><BR>البعض سيكون مهتماً بفعل ذلك؛ لعدة اعتبارات، منها: مصالح فردية وشخصية، وهنالك اعتبارات لها علاقة بالشعور أن وجود أكثر من رأي في الساحة الفلسطينية قد يشوش على التفاوض مع الكيان الصهيوني، وأعتقد أن أبا مازن في حال فوزه سيكون أمام تحد، وهو إبعاد من ينظر إليه من الشعب الفلسطيني على أنه سبب المشاكل من جهة الفساد، أو من جهة افتعال بعض الفتن وإبقاء نخبة تحسن نصحه، وهمها الأساسي الحفاظ على الوحدة الفلسطينية وحماية الشعب الفلسطيني والصمود بوجه ضغوط شارون القادمة إلينا، خصوصاً أنها حظيت، كما أعلنت بمؤتمر هرتسليا بدعم أمريكي مطلق.<BR><BR><font color="#FF0000"> هل توجه كلمة للمقترعين من خارج كوادر "حماس"؟ </font><BR>موقفنا واضح، وهو أننا سنقاطع الانتخابات، أي أن كوادر "حماس" ومؤيديها سيقاطعون الانتخابات، لكننا لن ننطلق في الشارع الفلسطيني، ونقول لهم: قاطعوا الانتخابات، هذا يعني أننا لن نوجه نداء للشعب الفلسطيني بمقاطعة الانتخابات.<BR><BR><font color="#FF0000"> هل هنالك تدخلات مصرية، أو مفاوضات لعقد هدنة مع الاحتلال الإسرائيلي؟ </font><BR>لا يوجد حديث عن هذا الموضوع ولا حوار سياسي حوله، كنا نتمنى انعقاد الحوار السياسي قبل الانتخابات لرئاسة السلطة، وذلك من شأنه رصد ترتيبات واضحة داخل البيت الفلسطيني. هنالك بعض التسريبات الإعلامية لدعوتنا إلى أحد المؤتمرات أو الحوارات في القاهرة بعد الانتخابات، لكن هذه التسريبات غير مؤكدة، وحتى الآن لم يتصل بنا أحد، ولم نتشاور حول هذا الموضوع، وكل من اتصل بنا سواء من حركة "فتح" أو من المرشحين الآخرين أكدوا على أنهم معنيون بتعزيز وصنع الحوار الوطني الفلسطيني.<BR><BR><font color="#FF0000"> لكن موقفكم كان واضحاً في مؤتمر لندن حول هذا الموضوع؟ </font><BR>نحن لا نعد مؤتمر لندن هو مؤتمر حوار فلسطيني، إنما نعده محاولة لخنق الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية، وستوضع السلطة الفلسطينية في دائرة من الحصار، ويطلب من خلالها تعلم أساليب وفنون الإدارة السياسية والقانونية، وإعطاء دروس تأهيل لصالح شارون وما يريده، وذلك بدليل أن توني بلير غير هدف المؤتمر بعد اجتماعه بشارون، وكنا نتمنى ونتوخى أن ترفض السلطة الفلسطينية مثل المؤتمر؛ لأننا لسنا بحاجة إلى تلقي دروس التأهيل، بل نحن بحاجة إلى إقرار دولي أن الشعب الفلسطيني واقع تحت احتلال يجب أن يزول، وهذا الإقرار الدولي لم يتحقق للأسف حتى الآن، بل على العكس، فبعد انتخاب الرئيس الأمريكي جورج بوش لمدة رئاسية أخرى، أعلن أن المشروع الذي يريده شارون هو المقبول عليه وليس خارطة الطريق، ووعده بإقامة الدولة الفلسطينية تأجل من عام 2005م إلى عام 2009م، وبدل أن يكون السلام مسؤولية كافة الأطراف أصبح السلام مسؤولية الفلسطينيين.. إذن ما الذي سنذهب من أجله إلى لندن؟ نحن نعتقد أن مؤتمر لندن سيحمل السلطة الفلسطينية أعباء لن تكون قادرة على تحملها، وستستخدم ضدها من الجانب الإسرائيلي ومن بعض الأطراف الدولية كالولايات المتحدة وبريطانيا.<BR><BR><font color="#FF0000"> كيف تفسر تأييد أبي مازن لمؤتمر لندن بينما أبو علاء يعارضه؟ </font><BR>يبدو أن هنالك سوء تنسيق، ولا توجد مؤسسة تتدارس الشأن السياسي وتتخذ القرار، أبو مازن اتخذ قراراً لم يكن أبو العلاء لوحده يعارضه، بل العديد من القياديين في السلطة الفلسطينية، وفي حركة "فتح" لم يكونوا راضين عن هذا القرار وعبروا عن ذلك في مناسبات مختلفة، وهذا مؤشر سلبي لمستقبل القيادة الفلسطينية وربما انفرادها في اتخاذ القرار.<BR><BR><font color="#FF0000"> هل هنالك اتصالات من جهات أمريكية معكم؟ </font><BR>نعم هنالك اتصالات من قبل بعض الأطراف والجهات الأمريكية والأوروبية معنا، لكن هذه الاتصالات تبقى في حدود الاتصالات السياسية، وذلك لاستطلاع موقف "حماس"، في بعض الاتصالات كانت حوارات سياسية تمحورت حول مستقبل القضية الفلسطينية.<BR><BR><font color="#FF0000"> في حال فوز المرشح أبو مازن، هنالك مخطط لجمع الأسلحة غير الشرعية، وهي بملكية المقاومة الفلسطينية، هل تعتقد أن هذا الأمر سيؤدي لإشعال الفتنة داخل الشعب الفلسطيني؟ </font><BR>هذا الاحتمال وارد، فلم تعد الرمزية للسلطة الفلسطينية نفسها عندما كان الراحل ياسر عرفات قائداً. أبو مازن اختلف عليه داخل حركة "فتح"، فما بالك عند الشعب الفلسطيني. ممارسات الأجهزة الأمنية تدفع الشارع الفلسطيني إلى الشعور بالقلق والتصدي للأجهزة الأمنية بدليل أن حملة الاعتداءات والقتل التي حدثت العام الماضي كان المتورطون فيها عناصر في أجهزة السلطة وليسوا مقاومين، فمن يتحدث عن فلتان أمني فهو يتحدث عن فلتان في الجهاز الأمني وليس في أجهزة المقاومة التي لم توجه سلاحها في وجه أي مواطن أو أي عنصر أمني، فأنا أقول: إن هذه المحاولة ستكون غير محمودة العواقب، وربما تؤدي إلى نهاية السلطة الفلسطينية على يد الشعب الفلسطيني.<BR><br>