خالد مشعل لـ "المسلم": خيارات الاحتلال فاشلة، وقضية فلسطين أكبر من حماس وفتح
29 ذو الحجه 1425

خص الأستاذ خالد مشعل (رئيس الدائرة السياسية في حركة المقاومة الإسلامية حماس)، مراسل المسلم في العاصمة السورية "دمشق" بحديث خاص حول آخر التطورات السياسية على الساحة الفلسطينية وعن الخطط الأخيرة الرامية لإنهاء الانتفاضة.. وفيما يلي نص الحوار:<BR><BR><font color="#CC3300" size="4">* كم أنتم قريبون من الهدنة مع الاحتلال الإسرائيلي؟ </font><BR>القرب أو البعد يعتمدان على طرفين أساسيين: على الموقف الإسرائيلي ومدى استعداد إسرائيل للالتزام بالشروط الفلسطينية، والآخر هو الأمريكي ومدى استعداده أو قدرته بالضغط على الطرف الإسرائيلي حتى يلتزم بالحقوق الفلسطينية؛ لأن القضية الأساسية ليست الهدنة أو التهدئة، هذه مجرد خطوة على الطريق، أما الأساسية فهي أن نصل إلى مرحلة نتمكن فيها من إنهاء الاحتلال، وتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني والخروج من وضع الاحتلال إلى وضع فيه سيادة وحرية وكرامة وفيه تحقيق لكامل الحقوق الوطنية المشروعة.<BR><BR>*هناك تصريحات نسبت إلى قياديين في حركة "حماس" تقول: إنكم على استعداد لقبول حل ينص على إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلت في عدوان الرابع من يونيو 1967م، ما هو تعقيبكم على ذلك؟ </font><BR>إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في أراضينا المحتلة عام 1967م وامتلاك السيادة الحقيقية الكاملة عليها مع القدس وحق العودة وإنهاء المستوطنات الاحتلالية.. نعد ذلك إنجازاً مرحلياً للشعب الفلسطيني، وهذا يمثل الموقف العربي والفلسطيني الرسمي ونحن لا اعتراض لدينا عليه، ونعتقد بأنه حق طبيعي لنا وبإمكاننا أن ننجزه، لكن هذا بالتأكيد لا ينهي المشكلة الفلسطينية؛ لأن بقية الحقوق الفلسطينية لا أحد يستطيع أن يبتعد عنها أو يقفز عنها، لكن كخطوة في طريق الحل هي أمر ممكن ومقبول.<BR><BR><BR><font color="#CC3300" size="4">* ألا تعتقد اليوم بعد أكثر من أربع سنوات من الانتفاضة والمقاومة بأن الشعب الفلسطيني أنهك وأنه بحاجة إلى مدة يلتقط فيها أنفاسه كي يواصل المقاومة بزخم أكبر؟ </font><BR>الشعب الفلسطيني استنزف، وقدم الكثير من التضحيات أصابته العديد من الجراح والآلام، وهذه استحقاقات طبيعية في وجه أي شعب يريد الحرية واستعادة أرضه وحقوقه، ولكن العدو بالمقابل يعاني أيضاً، ورغم تفوقه العسكري فمعاناته شديدة، ومعاناته تحولت إلى مأزق حقيقي بدليل أن كل خياراته الأمنية والعسكرية فشلت في تصفية القضية وفي القضاء على الانتفاضة والمقاومة، ولم تعد القوة العسكرية كافية وحدها لحسم الصراع. الشعب الفلسطيني طالما لا يرى ضوءاً في الأفق يحمل له التبشير بالأمل بأن يتخلص من الاحتلال وأن يستعيد أرضه وحقوقه فإنه سيواصل الصمود والمقاومة، هذا سيبقى الخيار الوحيد، بدليل الانتخابات البلدية في قطاع غزة التي جرت مؤخراً، أي أن شعبنا في رفح وفي بيت حانون والمناطق الحدودية الأكثر تضرراً من الاجتياحات الإسرائيلية، صوت لـ"حماس"، أي صوت لخيار المقاومة. هذا يدل أنه رغم الاستنزاف شعبنا لم يتعب؛ لأن هذا هو الخيار الوحيد لشعبنا الفلسطيني.<BR><BR><BR><font color="#CC3300" size="4">* خطة فك الارتباط أحادية الجانب والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وإخلاء المستوطنات، كيف تنظرون إلى هذه الخطة الشارونية.. هل تعدون ذلك انتصاراً للمقاومة الفلسطينية؟ </font><BR>بالتأكيد، فالعدو لم يفكر بالانسحاب من غزة إلا مجبراً وبالضغط، طبعاً هو يحاول أن يخطو هذه الخطوة ليلتف على الإنجاز الذي حققته المقاومة الفلسطينية، وأن يحول خروجه من غزة إلى مأزق فلسطيني، ولكن النقطة المهمة أن نيته وإعلانه عن الخروج من غزة وفك الارتباط من طرف واحد يظهر مأزقه الحقيقي واضطراره للخروج من غزة. نحن سنحول ذلك إلى إنجاز وطني من خلال مواصلة ضغطنا ومقاومتنا والتحرك في مختلف قنوات العمل كشعب فلسطيني وكفصائل حتى نتمكن من إنجاز الحقوق الوطنية لشعبنا.<BR><BR><font color="#CC3300" size="4">*بالنسبة للمجتمع الإسرائيلي كيف كنت تقيمه، هل هو مجتمع مهزوز بفعل المقاومة الفلسطينية؟ </font><BR>المقاومة والانتفاضة في السنوات الأربع الماضية ضربت المجتمع الصهيوني في عمقه معنوياً وسياسياً وأمنياً واقتصادياً، وهزت صورته أمام العالم وكشفت الوجه الحقيقي للاحتلال البشع أمام المجتمع الدولي، وهذا ألحق بالاحتلال أضراراً عديدة، وبات المجتمع الإسرائيلي مهزوزاً، وأعتقد أن المبالغة في التشدد والتطرف في المجتمع الإسرائيلي هي تعبير عن مأزق وضعف وليس تعبيراً عن قوة، وهذا يدل على أن الطريق الحقيقي لاستعادة الحقوق هي مواصلة الصمود والمقاومة والضغط على الاحتلال حتى يخرج من أرضنا.<BR><BR><BR><font color="#CC3300" size="4">*عودة إلى الهدنة أو التهدئة، هل نحن أمام مرحلة جديدة من الهدنة؟ </font><BR>الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، وخلال اجتماعاتنا مع الأخ أبو مازن أبدينا استعدادنا للقبول بالتهدئة بشرط أن يلتزم العدو الإسرائيلي بالشروط الفلسطينية.<BR><BR><font color="#CC3300" size="4">* ما هي الشروط.. وقف الاغتيالات من قبل الاحتلال الإسرائيلي مثلا؟ </font><BR>هناك شروط محددة: الإفراج عن الأسرى والمعتقلين ووقف كل أشكال العنف من قتل واغتيال واعتقال وهدم واجتياح، عندها نحن في "حماس" وفي بقية الفصائل يمكننا أن نتعامل بإيجابية مع الهدنة، وأعود وأكرر الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي.<BR><BR><font color="#CC3300" size="4">*ما هو موقفكم من الخطة المسماة بـ"خريطة الطريق"؟ </font><BR>نعتقد أنها خريطة لا توصل إلى الهدف، وهي في طبعتها الأولى غير منصفة؛ لأنها تدخل الفلسطينيين في نفق مظلم وتلزمهم باستحقاقات أمنية قد تقود إلى حرب أهلية وإضعاف الجبهة الفلسطينية الداخلية، فكيف نقبلها وهي تعدلت بلاءات شارون الأربع، بالإضافة إلى البلاءات المعروفة بالأربعة عشرة اعتراضاً، والبلاءات الشارونية مدعومة من (الرئيس الأمريكي) بوش، وبالتالي نحن أمام خارطة طريق شارونية موافق عليها أمريكياً. خارطة الطريق تلبي ما يريده شارون فقط، وهي غير منصفة للشعب الفلسطيني.<BR><BR><BR><font color="#CC3300" size="4">* كيف تقيم أداء محمود عباس منذ انتخابه رئيسا للسلطة الفلسطينية؟ </font><BR>الأخ أبو مازن قطع شوطاً جيداً في حواره الفلسطيني الفلسطيني، ونحن تعاملنا معه بإيجابية وأيضاً جميع الفصائل الفلسطينية، ونتمنى أن يستمر على هذه الحالة في معالجة الوضع الفلسطيني الداخلي، بمعنى أن نلتزم بالعبر التي توصلنا إليها في مشاوراتنا الداخلية مع الأخ أبو مازن، ونتمنى من الإخوة في السلطة الفلسطينية وفي حركة "فتح" أن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن يتعاملوا معنا بإيجابية، ونحن من طرفنا كحركة "حماس"، سنحرص على هذا التعامل بإيجابية؛ لأن هذا هو خيارنا الوحيد لانتزاع حقوقنا. لذلك نشعر أن هناك جدية في المرحلة الراهنة، لكن العبرة هي بالالتزام بها والثبات عليها، خاصة عندما تتصاعد الضغوط الإسرائيلية والأمريكية على الأخ أبي مازن.<BR><BR><font color="#CC3300" size="4">* هل بإمكاننا أن نطمئن بأنه لن يكون هناك اقتتال داخلي فلسطيني؟ </font><BR>الدم الفلسطيني هو خط أحمر ولن يكون هناك صراع داخلي، والاقتتال الداخلي هو عبارة عن أحلام إسرائيلية، ونحن لن نحقق هذه الأحلام وسنبقى في جميع الأحوال منحازين إلى المصالح الفلسطينية العليا، ومعركتنا الوحيدة هي مع الاحتلال، وستتوقف عندما يرحل الاحتلال.<BR><BR><BR><font color="#CC3300" size="4">* كيف تنظر إلى التهديدات الإسرائيلية باغتيالك، وتحديداً التصريح الأخير لرئيس لجنة الخارجية والأمن الإسرائيلية، المدعو يوفال شطاينتس بوجوب اغتيالك من قبل "الموساد"؟ </font><BR>هذا أولاً تعبير عن السلوك العدواني القائم على القتل والاغتيال والإرهاب، وهذه النزعة العدوانية متأصلة في السلوك الصهيوني. ثانياً: كلما فشلت إسرائيل في تصفية القضية تحاول تعليق فشلها على تهديد دول ومرة على تهديد شخصيات في الداخل والخارج، وكلما تخلصت من قائد تتحول إلى آخر وهكذا دواليك، وهذا تعبير عن المأزق والعجز الإسرائيلي رغم التفوق العسكري، ثم ثالثاًَ هذا الأمر لا يخيفنا لقد تعودنا على هذه التهديدات، وأنا تعرضت لمحاولة اغتيال حقيقية ولكن الله أنقذني، وهذا أعطاني مزيداً من الصلابة والتحصين والتطعيم المضاد لمثل هذه التهديدات. نحن أصحاب قضية عادلة والموت لا يخيفنا.<BR><BR><BR><font color="#CC3300" size="4">* ولكن مع ذلك، كنتيجة للتهديدات باغتيالك، هل اتخذت الحيطة والحذر أكثر؟ </font><BR>نحن في جميع الأحوال نأخذ بعين الاعتبار التهديدات، ولذلك اتخذنا الإجراءات الأمنية اللازمة، ونحن ملزمون بذلك شرعاً وواجباً وطنياً، والباقي على الله _سبحانه وتعالى_، ونحن لا نخشى القتل، ومع ذلك ضاعفنا من إجراءاتنا الأمنية، وذلك من باب الوقاية وليس من باب الخوف.<BR><BR><BR><font color="#CC3300" size="4">* هل ستخوضون الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني، خصوصاً وأن هناك من يتحدث عن حالة من الهلع في صفوف حركة "فتح" بعد فوزكم الساحق في الانتخابات البلدية في قطاع غزة مؤخراً؟ </font><BR>القضية ما زالت قيد الدراسة في أطر الحركة، عندما سنقرر سنعلن عن ذلك. بالتأكيد نحن نأخذ في الحسبان الانتصار في الانتخابات في قطاع غزة إضافة إلى عدة عوامل، وفوزنا في غزة هو انتصار لكل شعبنا على مختلف فصائله، وهو تعزيز لمبدأ الشورى في المجتمع الفلسطيني. إخواننا في فتح أعزاء علينا وشركاء في هذه المسيرة ونحن لا نأتي على حساب أحد ولسنا بديلاً عن أحد، فقضية فلسطين أكبر من "حماس" و"فتح"، وهدفنا إنهاء الاحتلال والمعاناة ونخدم هذه القضية من كل المواقع في المقاومة والانتفاضة والعمل السياسي والدبلوماسي، هذا هو خيارنا الفلسطيني الشامل حتى نضاعف من قوتنا وتأثيرنا، وهكذا فقط نقصر من أجل الاحتلال الإسرائيلي.<BR><BR><BR><font color="#CC3300" size="4">*رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال قال: إن خالد مشعل اتخذ قراراً استراتيجياً لإفشال الهدنة، ما هو تعقيبكم على تصريحاته؟ </font><BR>هذا نوع من الكذب المكشوف والمفضوح للعدو الصهيوني. العالم يعلم أن "حماس" لديها موقف واضح يعكس حالات الداخل والخارج. هم يريدون اتهام قيادات "حماس" في الخارج بهذه الاتهامات من أجل اللعب بالوضع الفلسطيني الداخلي من ناحية، والتحريض علينا في الخارج الذي يسمى تحريضاً على سوريا ولبنان من ناحية أخرى. هذه لعبة إسرائيلية مكشوفة. ما جرى الاتفاق عليه خلال المحادثات بشأن التهدئة أو الهدنة مع الأخ أبو مازن يمثل موقف "حماس" في الداخل والخارج.<BR><BR><BR><br>