د. مثني الضاري لـ "المسلم": المقاومة العراقية بدأت ترشد نفسها
30 ربيع الأول 1426

<font color="#000080"> القاهرة – حوار/ محمد جمال عرفة </font> </br> </br> نفى الدكتور مثني حارث الضاري (المتحدث باسم جبهة علماء المسلمين السنة) أن يكون العرب السنة يشعرون بتهميش بعد استبعادهم من العديد من المناصب السياسية. </br> وكشف د. مثني - في حوار مع "المسلم" بالقاهرة – عن أن هناك تقارير عراقية كثيرة عن التغلغل الصهيوني في العراق. </br> كما كشف عن أعمال تقوم بها أيادٍ خارجية يغذيها الاحتلال بهدف جرّ البلاد لحرب أهلية. </br> وحول ما يتردد عن ضعف المقاومة، قال: إن المقاومة لم تضعف، وهناك أوقات تهدئة وفقاً لظروفها، وشدد علي أن المقاومة عموما بدأت ترشد نفسها. </br> </br> وفيما يلي تفاصيل الحوار: </br> </br> <font color="#FF0000"> هل أصبح العراق دولة طائفية بعدما جرى توزيع المناصب في الرئاسة والحكومة وفق توزيع طائفي وعرقي؟ وهل الطائفية لصالح الأمريكان؟ </font><BR>الطائفية في العراق لصالح الأمريكان مادامت اللعبة في أيديهم، وهم يتصورون أن خروجهم من العراق سينتج عنه فتنة وحرب طائفية، وأن الحل هو "فرق تسد".<BR><BR>وهناك تياران لأمريكا في مسألة التعامل مع الطائفية: (الأول) يمثله البنتاجون وهو جناح متشدد يرغب في عراق غير مستقر لتأمين الدولة الإسرائيلية، وهو بالتالي يعزز الطائفية، و(الثاني) جناح الخارجية المعتدل نسبياً الذي لا يحبذ الطائفية في العراق.<BR><BR>ولذلك الحل من وجهة النظر الأمريكية هو تفتيت المقاومة وتفتيت القوة السياسية العراقية المعارضة للاحتلال أو ما يسمونه "إنهاء التمرد" لتهيئة المجال للعملية السياسية، وإقناع بعض الفصائل السنية للتفاوض مع الأمريكان، أي أن هناك حديث عن "تفتيت" المعارضة والقوي الممانعة والمعارضة للاحتلال بهذه الطريقة.<BR><BR><font color="#FF0000"> هل ظهرت بوادر لهذه الممارسات الطائفية في العراق في ضوء ما يتردد عن هجوم على مساجد سنية وشيعية وتولي عناصر شيعية لوزارة الداخلية؟ </font><BR>هناك أعمال تقوم بها أيادٍ خارجية يغذيها الاحتلال بهدف جرّ البلاد لحرب أهلية، وهناك أطراف عديدة تسعى لخلق مشاكل في بعض المناطق- وهي في الغالب مشاكل طائفية وعرقية- لإلهاء العراقيين عن العدو الخارجي أولاً، والسماح لقوى مجاورة للتدخل في الشأن العراقي ثانياً، ولتغطية الفشل السياسي المتراكم منذ الانتخابات (30 يناير 2005م) إلى الآن.<BR><BR>والهيئة تلقت الكثير من شكاوى المواطنين حول ممارسات طائفية، ولكنها أبت إظهارها حرصاً على الوحدة الوطنية، حيث تعرضت العوائل السنية في عدة قرى إلى "حملات التهجير أو الترحيل القسري التي تمارسها المليشيات الطائفية التابعة لبعض الأحزاب التي تتلقى أوامرها من وراء الحدود.<BR><BR>وهناك أيضاً سجون ومعتقلات أنشأتها هذه الأحزاب في بعض المحافظات الجنوبية، ومنها "سجن الكوت في محافظة واسط الذي يوصف ببشاعته، وتشرف عليه عناصر مخابرات من دولة مجاورة (ربما يقصد إيران –المحرر)، ومعتقلات في الحسينيات، ومنها حسينية الإمام علي في قرية الحرية في المدائن؛ حيث يوجد محبس انفرادي فيها، وكذلك غرف مهجورة في أطراف المنطقة.<BR><BR><font color="#FF0000"> تخوف البعض من تهميش السنة العرب لصالح الشيعة في حالة عدم المشاركة في الانتخابات الأخيرة.. والآن عقب توزيع المناصب وانتزاع منصب رئيس الدولة من السنة العرب، وحصولهم علي 4-6 مقاعد وزارية فقط من حوالي 30، هل تشعرون أن العرب السنة تهمشوا بالفعل سياسياً؟ </font><BR>الذي جري تهميشه هو الخيار الوطني ككل وليس السنة العرب، وواقع الحال يقول: إن السنة العرب لم يهمشوا كما يقال،ونحن لا نعترف بما يقال عن هذا التهميش، ولكن هناك ثلاثة مواقف بين السنة العرب: (الأول) لأفراد قبلوا الدخول في العملية السياسية في ظل الاحتلال وقبلوا بها منذ البداية وشاركوا في الانتخابات وحكومة علاوي وهدفهم تقليل تهميش السنة العرب، و(الثاني) رفض الدخول في هذه العملية السياسية تحت الاحتلال مثل جبهة علماء المسلمين، والطرف (الثالث) هي المقاومة العراقية المسلحة التي ترفض أيضاً المشاركة في العملية السياسية تحت الاحتلال.<BR><BR>أي أن هناك جناحان يرفضان المشاركة السياسية من أجنحة السنة العرب، والتهميش هنا لا يطال السنة العرب وحدهم ولكن العرب عموما بما فيهم التركمان وغيرهم، ثم أن لدينا شكوكاً في عملية إدارة الدستور والقوى التي ستشارك في وضعه، وهل ستنجح في تخفيف ما به من عيوب أم لا. <BR>الحل بالتالي هو الخيار الوطني الذي طرحناه لجدولة انسحاب قوات الاحتلال.<BR><BR><font color="#FF0000"> من حين لآخر نلاحظ تصفية أحد علماء العراق في مجال الذرة أو الكيمياء في الشارع أو منزله والفاعل مجهول..هل هذا يأتي ضمن نشاط صهيوني متزايد في العراق كما يقال؟ </font><BR>للأسف هذا صحيح، وهناك تقارير كثيرة عن التغلغل الصهيوني في العراق وإنشاء خلايا جاسوسية نائمة في ظل فوضى العراق الحالية لتحريكها وقت الحاجة، وهناك تقارير عن عمليات شراء لأراضي وإنشاء شركات وهمية للصهاينة تحت لافتات أوروبية، ووسط هذا يجري القضاء علي عقول وعلماء العراق وقتلهم ودفعهم للتهجير، وحتى الآن قتل عشرة علماء عراقيين في مجالات، وهناك آلاف الكفاءات العلمية والأطباء هاجروا لدول مجاورة مثل الأردن وسوريا وغيرها.<BR><BR>والعراق أصبح الآن مرتع لأجهزة المخابرات الصهيونية، ونحن نعرفهم من سحنتهم ولهجتهم وهيئتهم، ولكنهم يتحركون تحت غطاء أجنبي وينشطون في بناء عشرات الخلايا التجسسية النائمة.<BR><BR><font color="#FF0000"> يقال: إن المقاومة العراقية ضعفت بعد الضربات العديدة التي تلقتها واقتحام المدن السنية واحدة تلو الأخرى من جانب المحتل وقصفها.. هل هذه المقولة صح أم خطأ؟ وهل تورط المقاومة خطابها السياسي أم لا تزال ترفض أي حل سياسي؟ </font><BR>المقاومة لم تضعف ولكن هناك أوقات تهدئة وفقاً لظروفها، ولكن العمليات مستمرة ومتصاعدة ولكن يجري تعتيم إعلامي كبير عليها من قبل قوات الاحتلال، والملاحظ لدينا في العراق أن المقاومة بدأت تركز علي العمليات النوعية مثل عملية الهجوم على سجن أبي غريب (أربعة مجموعات هاجمت السجن)، والتي يكون صداها الإعلامي أكبر وتأثيرها أوقع على الاحتلال.<BR><BR>والمقاومة عموماً بدأت ترشد نفسها، وهناك حركة نقد ذاتي مستمرة بينها منذ معركة الفلوجة، والتيار المتشدد بدأ يضعف، وحتى التيار المحسوب على المجاهدين العرب ممن يقال: إنهم من أنصار القاعدة الذي ينقسم لفريقين فريق يسعي للتحرير فقط وفريق يسعي للجهاد وقتل الأمريكان والإثخان فيهم وتطبيق الشريعة، وقد بدأ فريق التحرير يتغلب ويقترب من المقاومة العراقية الوطنية في الهدف، وهناك شبه توحد في الهدف بين المقاومين.<BR>بعبارة أخرى هناك فصائل مقاومة بدأت تركز على المشروع السياسي وتسأل عن ضرورة تحديد موقف من مستقبل العراق بعد المقاومة وإلى متى يستمر القتال دون هدف مرسوم.<BR><BR>وحتى الآن لا يقدر الحرس الوطني العراقي الذي شكله الأمريكان ودربه علي دخول المدن السنية بدون مشاركة القوات والطائرات الأمريكية مباشرة؛ لأنه ضعيف وغير مدرب جيداً واقتحامه المدن السنية معناه تجييش كل السنة ضده والمقاومة قوية.<BR><BR>والأمريكان في اطروحاتهم يقدرون المقاومة بـ 20 ألفاً مدربون جيداً يعاونهم لوجستياً 200 ألف عراقي، وهذا مقابل 150 ألف جندي عراقي للحرس الوطني .<BR><BR>ويجب ذكر أنه ليس كل ما يجري من عمليات عسكرية في العراق "مقاومة".. فهناك نوع آخر من أعمال العنف وتصفية الحسابات بين القوى السياسية وتدخل فيها عوامل الاختراق من قبل الاحتلال، أو الاختراق من دول الجوار ودول الإقليم؛ لأن ساحة العراق ساحة واسعة، وتداخلت فيها عوامل التشويه من قوة الاحتلال تجاه المقاومة.<BR> <BR>وبالتالي حصلت على أخطاء كبيرة جداً خرجت عن ضوابط عمل المقاومة المشروعة، ومنها قضايا الاختطاف والقتل ولنا موقف واضح منذ أكثر من سنة حول هذا الموضوع، وهذه المجموعات محسوبة على القوة السياسية الداخلة في العملية السياسية، وقامت بأعمال منكرة من قتل وخطف وسلب وابتزاز ونسبت أعمالها خطأ للمقاومة، وفي بيان رقم 15 باسم القوي الوطنية طالبنا في النقطة الثانية بالاعتراف بالمقاومة العراقية، والتفريق بينها وبين الإرهاب.<BR><BR><font color="#FF0000"> وهل نجحت المقاومة في فرض أجندتها علي الأمريكان؟ </font><BR>المقاومة هو السبيل الوحيد لإقناع الأمريكيان، وأنا ألمس من خلال معيشتي في العراق، ألمس أن هناك تحولات كبيرة من قبل الأمريكان في الداخل والخارج، واعتقد أنهم سيقبلون في يوم قريب وليس بعيدًا على تغيير موقفهم من كثير القضايا التي كانوا يرفضون تغير موقفهم فيها، وبالتالي ستكون فرصة سانحة من القوة الوطنية، لإثبات القيام بهذا الثبات من قبل هذه، وإنهاء الاحتلال في أقرب فرصة ممكنة.<BR><BR><font color="#FF0000"> هل ستشاركون في وضع الدستور الجديد أم ستقاطعون الدعوة الموجهة من الحكومة؟ </font><BR>نحن مع القوى الوطنية العراقية طالبنا بخروج قوات الاحتلال الأمريكية أولاً وتحقيق المصالحة الوطنية، وبالتالي لن نعطي في هذا الأمر (الدستور) رأياً قبل تنفيذ مطالبنا، أي بعد الرد على شروطنا، وبالتالي لن نشارك قبل الاستجابة لمطالب جدولة الانسحاب الأجنبي.<BR><br>