أمين (ائتلاف الخير): الولايات المتحدة تريد اقتلاع العمل الخيري الإسلامي !
13 جمادى الأول 1426

<font color="#000080">حوار أجراه: لطفي عبد اللطيف </font> </br> </br>منذ أربعة سنوات وتحديداً في عام 2001م انطلقت مؤسسة "ائتلاف الخير"، والتي تضم 56 مؤسسة ومنظمة وجمعية دعوية وإغاثية عبر العالم؛ لتقدم أنموذجاً جديداً للعمل الخيري داخل الأراضي العربية المحتلة في فلسطين، وخلال هذه الفترة استطاعت أن تقدم بعض التجارب الناجحة في الحقل الإغاثي، باعتماد المشاريع التنموية التيسيرية، واعتبار القوى العاملة البشرية المميزة الدافعة نحو تحقيق الأهداف.<BR><BR>فـ"ائتلاف الخير" بدأت عملها تحت شعار مئة يوم ويوم، لصمود الشعب الفلسطيني، رداً على حملة الإرهابي شارون التي تقدم بها لانتخابه (مئة يوم لتصفية الانتفاضة والقضاء على المقاومة)، وخلال هذه المدة استطاع "ائتلاف الخير" أن يفعل نشاطه، ويحشد العمل الخيري لدعم الصمود في الداخل الفلسطيني، ويعتمد أسلوب العمل التطوعي المنهجي المنظم.<BR>فماذا قدّم ائتلاف الخير؟! وكيف صمد في وجه الهجمة الشرسة؟! وما هي المشروعات التي نفذها؟! وكيف في ظل الحصار المضروب على العمل الخيري يدخل إلى فلسطين ويقيم مشروعاته التنموية؟! وما هو سر المعركة التي خاضها "الائتلاف" مع المجلس اليهودي البريطاني؟!<BR><BR>في هذا الحوار الذي أجراه موقع (المسلم) مع الدكتور عصام يوسف (أمين عام ائتلاف الخير، ونائب رئيس الصندوق الفلسطيني في بريطانيا) يكشف لنا عن العديد من المفاجآت أولها: كيف يعمل "ائتلاف الخير" في داخل فلسطين، والحرب الذي شنها المجلس اليهودي البريطاني ضده، والمشروعات التنموية التي تم تنفيذها... وفيما يلي نص الحوار:<BR><BR><font color="#FF0000">في البداية قلنا له: منذ أربع سنوات انطلق "ائتلاف الخير" ، فماذا تحقق خلال هذه المدة؟! </font><BR>هدفنا الأول والأساسي دعم الصمود في الداخل، والوقوف بقوة مع أبناء الشعب الفلسطيني، وإعادة بناء الاقتصاد، وإيجاد فرص عمل للشباب، فحددنا أهداف "ائتلاف الخير" في خمسة نقاط هي:<BR>أولاً: التنسيق بين المؤسسات الخيرية بما يعود بالخير والمنفعة على الشعب الفلسطيني.<BR>ثانياً: التخفيف من معاناة وآلام المجتمع الفلسطيني، بجميع طبقاته .<BR>ثالثاً: الحفاظ على مقدرات الشعب الفلسطيني، وإعادة تأهيل البنية التحتية له.<BR>رابعاً: بناء الإنسان المنتج القادر على إعانة نفسه وذويه.<BR>خامساً: إعادة رسم أولويات العمل الخيري وصياغة فلسفته بناء على الواقع.<BR>ونستطيع القول: إننا استطعنا أن نحقق الكثير من هذه الأهداف.<BR><BR><font color="#FF0000">البعض يرى أن "ائتلاف الخير" يفتقد للهوية المحددة التي تضعف عمله؟! </font><BR>هذا كلام غير صحيح تماماً، هويتنا محددة، وأهدافنا واضحة، نحن نقدم العمل الإنساني التطوعي، وهذا هو أساس عملنا، لأننا نعمل تحت مظلة القانون الدولي، وهو يلزمنا في ذلك، وإذا كنا نحن ائتلاف جمعيات خيرية إسلامية، فإننا لا نميز في تقديم الإغاثة بين أبناء الشعب الفلسطيني.<BR><BR><font color="#FF0000">ولكن التحديات أصعب وأغلقت مؤسسات خيرية كبرى وجمدت أرصدة آخرين وطاردت البعض وحجمت نشاط الجميع؟! </font><BR>لا نخفي ذلك، وكل ما قلته صحيح، ولكن إذا نظرنا إلى "ائتلاف الخير" نجد أن المؤسسة تنمو والنشاط يتسع، ووصل عدد المؤسسات الخيرية المشاركة فيه إلى 56 جمعية ومؤسسة ومنظمة وجمعية خيرية، من جميع الدول العربية ومن أوروبا وأفريقيا وآسيا، ومجلس الأمناء يتكون من 28 شخصية شرعية وعملية وفكرية وإغاثية بارزة، فرئيس ائتلاف الخير د. يوسف القرضاوي، ونائب الرئيس المستشار سوار الذهب، ويضم من المملكة العربية السعودية: د. صالح الوهيبي الأمين العام للندوة العالمية، والشيخ سعد البريك، والدكتور عبد الوهاب نصر ولي، والدكتور عبدالحميد المعجل.<BR><BR><font color="#FF0000">وكيف توصلون مساعداتكم للداخل في ظل الحصار الرهيب للشعب الفلسطيني وعلى العمل الإغاثي؟! </font><BR>العمل الإغاثي الفلسطيني بشكل عام له خصوصيات مختلفة، وله ظروفه، فـ70% من الشعب الفلسطيني يعيشون في مخيمات سواء في الداخل أو الخارج، ومعظم أبناء الداخل سواء في الضفة وغزة يعيشون في 30 مخيماً، وهناك ما بين أربعة وخمسة ملايين يعيشون في الشتات في لبنان والأردن وفلسطين وغيرها من البلدان، لذلك فالعمل الإغاثي يشكل المحور الأساسي للعمل في الداخل أو في المخيمات فهناك إغاثة فلسطينية – فلسطينية، من جمعيات ومنظمات ودور الأهل، والأبناء، وهناك إغاثة عربية – فلسطينية، وهناك إغاثة دولية – فلسطينية، فترى عوائل أجزاء منها في الدول العربية، وأجزاء منها في المخيمات الأردنية أو اللبنانية أو في سوريا، وبعض أبنائها في أوروبا وأمريكا وغيرها..<BR><BR><font color="#FF0000">ألم توجه لكم تهمة دعم أبناء الشهداء والمقاومين وأنتم تعملون في مجال رعاية الأيتام ودعم الأسر حتى من خلال المشروعات التنموية؟! </font><BR>نحن نعمل تحت شعار العمل الإنساني، عملنا محوره الإنسان، لا نفرق بين ابن شهيد وابن غير شهيد، ندعم المحتاج، نقدم مورد الرزق للأسرة التي تعاني، لا علاقة لنا بالعسكري ولا نتدخل في السياسة، ننظر للشق الإنساني فقط، ندعم مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، ونوسع نشاطها، والذين يكيلون الاتهامات يريدون تخويف المؤسسات الإغاثية من العمل.<BR><BR><font color="#FF0000">وهل تطبقون المعايير الدولية للإغاثة؟! </font><BR>نحن نطبق قانون العمل الإنساني الدولي بكل حرفية، وهو مظلتنا في العمل، وكل أوراقنا مكشوفة، والميزانيات مرفقة وواضحة، والتحويلات عبر البنوك الدولية واضحة، عملنا إغاثي بحت، ونحن مؤسسة خيرية ملتزمة بالإطارات الدولية والإقليمية والمحلية، لم يثبت علينا أننا خالفنا حتى القانون الإسرائيلي الذي نعمل داخله، وجميع المؤسسات التي تشارك في ائتلاف الخير قانونية وعلنية ونشاطها معروف، ونحن في داخل فلسطين نعمل في أراضي السلطة الفلسطينية تحت مظلة السلطة وأجهزتها الرقابية والتنفيذية، ونعمل في المناطق التي تخضع للمحتل الصهيوني، وقطعاً تكون الأمور تحت رقابة صارمة من الجيش المحتل، ولذلك نحرص على طرح المفهوم الإنساني للإغاثة الإسلامية، وتكون سجلاتنا دقيقة جداً.<BR><BR><font color="#FF0000">وماذا عن قوانين الإرهاب التي تطارد كل عمل إغاثي إسلامي؟! </font><BR>هذه القوانين تطارد المؤسسات الإغاثية الإسلامية فقط، وتقوم على تنفيذها إدارات لها أجندة خاصة ضد العمل الإغاثي الإسلامي، بل ضد الإسلام كدين، والمسلمين كشعوب، ولذلك نحن سواء في "ائتلاف الخير" أو في "صندوق الإغاثة الفلسطيني" والذي يطلق عليه "الإنتر بال" حاولنا الاستفادة من القانون الإنجليزي في شقه الداعم للعمل الإنساني والتطوعي والإغاثي، وحرصنا أن يكون عملنا أكثر تنظيماً وشفافية، فالهدف أن نصل في ظل هذا الحصار المحكم لدعم الشعب الفلسطيني في الداخل، ولذا انصب الاهتمام على الإنسان الفلسطيني وتطوير قدراته وتنمية موارده، وقطعاً السلطات البريطانية تطلع على المناشط التي نقوم بها.<BR><BR><font color="#FF0000">ولكن الوضع في فلسطين مختلف، وكل من يقوم بأي عمل إغاثي يوجه له اتهام بدعم "حماس" أو "الجهاد" أو غيرها من فصائل المقاومة، فكيف تعملون في ظل سيف الاتهامات المسلط على الرقاب؟! </font><BR>فلسطين أرض معركة، والجميع يعرف ذلك، وأرض نزاع بين محتل مغتصب وشعب يجاهد لاستعادة حقه، والانتفاضات والثورات وأعمال المقاومة تخلف ضحايا وأيتام وأسر مشردة، ونحن وجدنا أن دعمنا لهؤلاء طريقنا لدعم الشعب الفلسطيني، فهناك آلاف المؤسسات الصهيونية الغربية التي تدعم الصهاينة، وبلا حدود وبإمكانات هائلة، ومن حقنا نحن أن ندعم الفلسطينيين في أرض الرباط، ونرى الصليب الأحمر يعمل وفق أجندته الخاصة، وسط المعارك والنزاعات فلماذا لا نعمل نحن وننقذ شعبنا في أرض الرباط.<BR><BR><font color="#FF0000">إعلانكم بأن حملتكم سوف تكون مئة يوم ويوم، والآن مر أربع سنوات على إطلاقها فهل تم تطوير أو تحديث الحملة وفق معطيات جديدة؟! </font><BR>الحملة لم يكون المقصود منها عدد أيام معينة، بل كان وراءها أهداف ورؤى استراتيجية، فهي ترد على أن الخير لا بد أن يهزم الشر، ويكون أطول عمراً وأبقى، شارون قال: مئة يوم سوف أخمد المقاومة، ونحن رفعنا شعار (مئة يوم ويوم لدعم الصمود)، فالشر قابلناه بالخير والدعم والصمود، ولذلك فإن حملتنا في الأساس للمحافظة على الشعب الفلسطيني ومؤسساته ودعمه على الأرض ومن الداخل وبكل قوة، والحمد لله جسّدنا ملحمة للعمل الإغاثي لـ56 مؤسسة إغاثية إسلامية من شتى بقاع الأرض، حتى من داخل الولايات المتحدة، وعملنا يزداد قوة كل يوم، رغم الضغوط والتحديات!<BR><BR><font color="#FF0000">وماذا فعل ائتلاف الخير؟! </font><BR>قد يكون لمؤسسة "ائتلاف الخير" دور فاعل في العمل الإغاثي الفلسطيني، فهي تعمل من داخل العالمين العربي والإسلامي، ومن قلب أوروبا وأمريكا، وتحت مظلة القانون الدولي، ولذلك فمشروعاتنا في نمو وازدياد، نحن نفذنا أربعة آلاف مشروع خيري إنساني شامل، لكل القطاعات التنموية، كلها تنصب في إطار دعم وبناء القدرات الذاتية، للشعب الفلسطيني وتشغيل العمال وشراء محاصيل الزيتون، وتشييد الصناعات الصغيرة، وتشغيل المؤسسات الصحية، وتفعيلها وإمدادها بالكوادر البشرية ودفع رواتب هؤلاء.<BR><BR><font color="#FF0000">والاتهامات الموجهة للعمل الخيري الإسلامي؟! </font><BR>أؤكد أن جميع هذه الاتهامات كاذبة، ولا تقوم على دليل واحد، وكلها من خيال الاستخبارات وأجهزتها فلا يوجد أي دليل ضد أي مؤسسة خيرية إسلامية، ولم تحاول مؤسسة إسلامية إغاثية إلى القضاء في قضية واحدة محلياً أو إقليمياً أو دولياً، ولم تتهم أي منها في قضية تَمُتّ بأي صلة لما يسمى بـ"قضايا الإرهاب".<BR><BR><font color="#FF0000">وكيف ترون ما قدم من إغاثة للشعب الفلسطيني خلال المدة ما بعد 11 سبتمبر؟! </font><BR>للأسف قليل جداً ولا يفي بالمطلوب على الإطلاق، فالحملة ضارية على الشعب الفلسطيني من حصار وتجويع وقتل وإرهاب ومستمرة، والصهاينة لا يريدون الميت أن يرفث حتى لا يزعجهم عند موته، وفي المقابل هناك حالة فتور على المستوى الرسمي، ولكن هذا لم يؤثر على الدعم الشعبي، ونحن ما نقدمه هو إعذار إلى الله، عملنا قد يمثل نقطة في محيط.<BR><BR><font color="#FF0000">هناك تحركات للمنظمات الإغاثية الإسلامية على المستوى الدولي والبحث عن مظلة مع المنظمات التطوعية. مدى جدوى هذه التحركات؟! </font><BR>بلا شك أن إنشاء المكتب الدولي للمنظمات الإنسانية في جنيف واختيار مجلس المكتب ودعوة المنظمات الإغاثية للعضوية فيه خطوة مهمة وإن تأخرت بعض الشيء، وهي نقلة للعمل الخيري الإغاثي الإسلامي للساحة الدولية، وتأتي مبادرة الحكومة السويسرية لدعم العمل التطوعي ورفع الظلم الواقع عليه خطوة مهمة أيضاً، والخطوات ستستمر وستكون أكثر فعالية.<BR><br>