د. غزال : يجب استثمار الانسحاب الإسرائيلي كي لا يتحول النصر إلى هزيمة
16 جمادى الثانية 1426

<font color="#000080">مصطفى خطيب- خاص بالمسلم- فلسطين </font> </br> </br> في ظل تشابك الظروف والأحداث وتسارعها فلسطينياً وعالمياً، وتوتر الوضع بين (حماس) وحركة (فتح) ممثلة بالسلطة، وتصاعد العنجهية الصهيونية مع اقتراب هزيمتها في قطاع غزة، التقى موقع المسلم (القيادي البارز في حركة حماس) د.محمد غزال في حوار سريع: </br> </br> <font color="#FF0000"> ما الأسباب برأيك وراء تفجر الأوضاع بين (حماس) والسلطة في قطاع غزة، وإلى أين سيؤول الوضع مستقبلاً؟ </font><BR>بداية، أقول: إننا نأمل أن يستمر الاتفاق الذي أعلنته قيادات (حماس) و(فتح) في قطاع غزة، متمنياً بموجبه رأب الصدع الحاصل، أما أسباب تدهور الوضع فهي كثيرة.<BR>أولها: تفاهمات القاهرة التي لم يحترمها الصهاينة، وزاد الأمور صعوبة عدم احترام السلطة لها كذلك، فقد بقي الفساد على حاله، وهذا بدوره أعطانا عدم الثقة في السلطة.<BR>أما السبب الثاني: الانسحاب من غزة خطوة "مفصلية" وتحتاج لإعداد لكي لا يتحول النصر لهزيمة، والسلطة تريد ممارسة الأمور بمفردها، وهذا كان أيضاً سبب وراء تجدد الحوادث المؤسفة.<BR>السبب الثالث: هناك رغبة أمريكية صهيونية بإشعال الوضع، وللأسف هذا الأمر وجد تجاوب من بعض المسؤولين في السلطة وذلك لتحقيق مصالح شخصية.<BR><BR><font color="#FF0000"> كيف تنظر (حماس) لزيارة (وزيرة الخارجية الأمريكية) كوندليزا رايس للمنطقة بهذه الظروف؟ </font><BR>نحن لا نعول على زيارة رايس بشيء، ولا نأمل الكثير من مثل هذه الزيارات، ونتمنى ألا تكون زيارة رايس صباً للزيت على النار في ظل الوضع المتأزم، فالجانبان الأمريكي والصهيوني لا يريدان مشاهدة ديمقراطية في فلسطين، ما دامت هذه الديمقراطية ستصل بـ(حماس) إلى السلطة (الحكم)، كذلك هناك ضغوطات على السلطة من الصهاينة والأمريكان بهدف وضع حماس في الزاوية، وصدرت أوامر لبعض المسؤولين في السلطة بإعطاء إشارات إطلاق النار على عناصر (حماس)، وذلك من أجل زج حماس في مشكلة.<BR><BR><font color="#FF0000"> إلى أين سيؤول الوضع في الضفة الغربية، باعتقادك بعد تنفيذ الانسحاب في قطاع غزة وشمال الضفة؟ </font><BR>بعد الهروب الإسرائيلي من غزة والذي سيتم نتيجة لضربات المجاهدين وبطولاتهم وتضحياتهم، يسعى الكيان الصهيوني للاستفراد بالضفة والتي يعدها مع القدس قلب إسرائيل، وهو يقوم منذ مدة طويلة بتنفيذ سياسات عملية على الأرض لصنع وقائع لا يمكن تجاوزها بحال من الأحوال في أية مفاوضات أو تطورات سياسية مستقبلية، ولهذا فنحن نتوقع نهاية التهدئة وانفجار الأوضاع بعنف شديد بعد اكتمال الانسحاب الإسرائيلي من غزة وسيكون مجال الصراع وأسبابه هي الضفة والقدس وما يجري فيهما من إجراءات صهيونية.<BR><BR><font color="#FF0000"> بالرجوع للوضع الداخلي الفلسطيني، هل هناك ضمانات معينة من الرئيس الفلسطيني بإجراء الانتخابات التشريعية خلال هذا العام؟ </font><BR>للأسف الشديد لا توجد ضمانات من أية نوع، فقد نكث الرئيس وقيادة السلطة بكل الوعود والعهود التي أعطوها للشعب والقوى والفصائل سواء كانت هذه الوعود متعلقة بالأمن أو محاربة الفساد أو إجراء الانتخابات أو غيرها.<BR><BR><font color="#FF0000"> هل انتهت حماس من إعداد قوائمها الانتخابية، وهل صحيح ما أشيع حول وجود امرأة على رأس كل قائمة؟ </font><BR>قطعت (حماس) شوطاً كبيراً في الإعداد للانتخابات وفي اختيار شخصياتها للمواقع المختلفة، وبصفتها حركة إسلامية وطنية فهي تتعامل مع المرأة بالمنظور الإسلامي الذي لا يفرق بين الناس على أساس الجنس، ولهذا سيكون للمرأة مواقع مهمة في قوائم (حماس).<BR><BR><font color="#FF0000"> هل تعتقد (حماس) أن السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي ستكون قادرة على ضبط الوضع، وإنهاء الفوضى الأمنية الحاصلة وما الحلول التي تقدمها حماس بدروها؟ </font><BR>الفوضى الأمنية هي التطبيق العملي للفساد الذي هو التعبير والوصف الحقيقي للسلطة الفلسطينية وأجهزتها ومؤسساتها، فالنسبة الأكبر من هذا الفساد يعود لقادة السلطة وأجهزتها الأمنية التي تحولت بعد وفاة عرفات إلى مجموعة من العصابات والمافيات والتي تسعى كل واحدة منهن للحصول على أكبر كمية من الغنائم في الوقت الذي يدفع الشعب والمواطن العادي ثمن ذلك.<BR><BR> ولحل هذه الإشكالية طرحت (حماس) قضية الانتخابات التشريعية بقوة وذلك لإعادة القوة للشعب والمواطن فيقوم باختيار قادته، وبالتالي محاسبتهم ولثقة الحركة بأن الشعب سيختار كثيراً ممن ينتمون لـ(حماس)، وهم بدورهم سيستطيعون من موقع السلطة أن يوقفوا كثيراً من هذا الفساد والانفلات.<BR><br>