د. عصام الراوي: الاحتلال سيرحل بعد نهب ثرواتنا ونخالف الحكومة في عدة أمور
19 جمادى الثانية 1426

<font color="#000080"> بغداد - عبد الله عمار </font> </br> </br> <font color="#0000FF"> تحاول الحكومة العراقية إشراك أهل السنة عموماً وهيئة علماء المسلمين خصوصاً في العملية السياسية الداخلية، من كتابة الدستور وتسلم مناصب قيادية في الحكومة الجديدة، غير يائسة من خطب ودهم لوقف المقاومة المسلحة في وجه قوات الاحتلال الأمريكية، في وقت تحاول قوات الاحتلال وأعوانها من القوات العراقية المسلحة؛ تحقيق ذات الأهداف بالطرق العسكرية من قتل واعتقالات وتدمير مساجد ومنازل. </br> إلا أن المواقف الثابتة والمبدئية للهيئة لم تَلِنْ منذ بداية احتلال العراق، وظلت لوحدها ترفع شعار الجهاد في وجه الاستعمار والخيانة، دافعة بذلك ثمناً يسجله لها التاريخ. </br> </br> موقع (المسلم) أجرى حواراً مع الشيخ الدكتور عصام الراوي (عضو مجلس شورى هيئة علماء المسلمين)، والذي شرح للموقع أساس خلاف الهيئة مع الحكومة العراقية الجديدة، مبيناً موقف الهيئة من عمليات التفجير التي تطال الأهالي، ومن الخلافات الطائفية في العراق. </font> </br> </br> <font color="#FF0000"> دكتور عصام، لماذا لم تشاركوا في الانتخابات والعملية السياسية التي جرت وتجري في العراق؟ </font><BR>يجب التمييز ما بين عمل الحكومة والعملية السياسية، لذلك نحن في صميم السياسة والعمل السياسي وارتضينا لأنفسنا أن نكون قوى معارضة، لكن هذا لا يعني المقاطعة التامة للحكومة، فنحن نحضر مؤتمراتها التي تدعونا إليها ونزورها، هذه هي الشورى في مفهومنا، فالمعارضة فعلها أشد من فعل الحكومة، وأقصد المعارضة البناءة وليس الهدامة، وحين نرى صواباً نقره وحين نرى خطأ نعترض عليه، ولنا ثوابتنا الوطنية التي نلتزم بها على طول الخط ، خاصة في عملية الانتخابات الماضية، فرؤيتنا أن البلد تحت الاحتلال، ولا يمكن أن تكون هناك انتخابات نزيهة وعادلة تضمن حقوقنا وحقوق الآخرين من الأحزاب الوطنية التي لم تشترك في هذه العملية، لذلك فإن مشاريعنا السياسية في هذا الجانب مؤجلة حتى إشعار آخر.<BR><BR><font color="#FF0000"> يقال: إن شرطكم للمشاركة في العملية السياسية والمتمثل بانسحاب قوات الاحتلال يعد طلباً تعجيزياً؟ </font><BR>أتعجب لمن يقول هذا الكلام، فهل الذي يريد حريته واستقلاله والعيش بحرية وكرامة هو أعجوبة أو أي شيء يفوق قدرات الإنسان؟ إن من يروج هذا الكلام هو من يسير في درب الاحتلال، ونحن من حقنا، الذي ضمنه القانون الدولي الذي به يحتمون، أن نطالب برحيل قوات الاحتلال، وأن يعود الاستقرار لهذا البلد، ولا يوجد شيء تعجيزي ؛ لأن قوات الاحتلال مهما طال بها الأمر سوف ترحل في يوم من الأيام، لكن بعد نهب ثرواتنا، فمطالبنا بجدولة انسحاب قوات الاحتلال مطلب شعبي وطني لا يختلف عليه اثنان من أبناء العراق الذين تشيع حب العراق في أنفسهم وضمائرهم.<BR><BR><font color="#FF0000"> ما هي تصوراتكم للدستور القادم، وهل ستشاركون في كتابته؟ </font><BR>لن نشارك في كتابة الدستور رسمياً، لكننا قدمنا العون والمشورة لمن يريد أن يشارك في صياغة الدستور الدائم، فنحن لسنا ضد كتابة الدستور، إنما لدينا تصوراتنا لما ينبغي أن يكون عليه الدستور الدائم؛ لأننا نريد من دستورنا أن يكرس الاستقلال ويطرد الاحتلال وأن تعود خيرات البلد لأبنائه لينعموا بها كما يشاؤون فهذا مطلبنا وعليه ترتكز الفقرات الأخرى لكتابة الدستور، ولكن في نفس الوقت نشتم من الطروحات الفيدرالية أن وراء الأكمة ما ورائها، كما نؤكد على دستور يعد العراق مركزاً للعروبة والإسلام وليس فقط جزءاً لا يتجزأ منهما.<BR><BR><font color="#FF0000"> قائمة الـ 25 مرشحاً من العرب السنة لكتابة الدستور، ألا تعد كافية؟ </font><BR>ليس لدينا أي مرشح لكتابة الدستور، وذلك للأسباب التي ذكرتها، وفي نفس الوقت لا نقر بالنسب ولا بالأعداد ولكن نؤمن بأن أمة محمد _صلى الله عليه وسلم_ أمة واحدة ولا تقبل الطروحات الطائفية والقومية، وكذلك نؤمن بأن الواقع يكذب ذلك؛ لأن المجتمع العراقي متداخل وهم أنساب متصاهرون وهذه الحقيقة يهمشها من يروج للطائفية والمحاصصة، فالعراق بلد واحد يؤمن بالإسلام كما يؤمن بالأديان الأخرى التي لأبنائها نفس حقوقنا.<BR><BR><font color="#FF0000"> ما رأيك بطلب رئيس الحكومة ووزير الخارجية تمديد عمل قوات الاحتلال في العراق؟ </font><BR>نحن ضد تصريحات (رئيس الحكومة) الدكتور الجعفري، و(وزير خارجيته) زيباري، فهما لم يسميا التسميات بحقها، وقد تجاوزا على ملايين الشعب العراقي، بل إن وزير الخارجية يتجنب الكلام بلغة الرسول العربي محمد _صلى الله عليه وسلم_ ولغة الخلفاء الراشدين، بل يتكلم بلغة الاحتلال وأعطى المسميات نفسها التي يروجها الاحتلال فنحن لا نقبل هذا العمل الذي لا يمثل الإرادة الوطنية لأبناء الشعب.<BR><BR><font color="#FF0000"> كيف تنظر هيئة علماء المسلمين لاحتلال العراق لأكثر من عامين؟ </font><BR>منذ أبريل 2003م لم نر يوماً يمر من دون قتل الناس أو حرق المساجد وانتهاك الحرمات. في إسبانيا يحتفلون بتحرير الأندلس من العرب وفي فرنسا يحتفلون بعد قرنين على احتلال مصر من قبل نابليون، ومع الأسف هم يحتفلون بعامين من الاحتلال ويسمونها قوات تحرير ونصر، وأقصد هنا الجعفري والزيباري وبوش، فأنا أتساءل أي نصر مع هذا الدمار والقتل؟!<BR><BR><font color="#FF0000"> توجه الكثير من التهم للهيئة بأنها تدعم العمليات الإرهابية؟ </font><BR>أولاً: نحن ضد الإرهاب الذي يستهدف الأبرياء، وقد ذكرنا ذلك عدة مرات، لكن هناك حملات إعلامية لتشويه الحقائق، نحن نؤيد المقاومة الشريفة التي هي ضد الاحتلال وننبذ الإرهاب بكل صوره.<BR><BR><font color="#FF0000"> كيف يتوقف نزيف الدم العراقي؟ </font><BR>يتوقف النزف بقول عمر بن عبد العزيز عندما قال لولاته: حصنوا مدينتكم بالعدل، ولا عدل مع الاحتلال، عندما يخرج المحتل تتحقق العدالة ويتحقق الأمن ويتوقف هذا النزف.<BR><BR><font color="#FF0000"> هل تخشون من وقوع حرب أهلية؟ </font><BR>نحن نخشى على العراق ممن يروج لهذه الأقاويل وينشرها في مجتمعنا، فهم يستغلون كل حادث مهما كان ليضخموه ويدخلوه في عدة جوانب ويؤولوه لحسابهم حتى يحققوا أهدافهم في إحداث فتنة طائفية، لكن هؤلاء تناسوا أن العراقيين واعون لهذه المؤامرات التي يرعاها ويمولها الاحتلال، فهو حريص على إشعالها، لكننا _إن شاء الله_ سنفوت عليهم الفرص، فالذي يعرف حقيقة مجتمعنا ونسيجه المتداخل اجتماعياً يعلم أن ما يريدونه لن يتحقق أبداً.<BR>* ما رأيكم بعمليات "البرق" و"الرمح" و"الخنجر" وأخيراً.. "السيف"؟<BR>نحتسب إلى الله منها، فكل ما نتج عن هذه العمليات هو الاعتقالات التي طالت أعداداً كبيرة من العراقيين، نحن نستنكر هذه العمليات ونشجبها؛ لأن الهدف منها هو إحداث تفرقة ما بين أبناء البلد، وهي الطريق الذي يريد الاحتلال أن نسلكه، ولكن هذا لن يحدث أبداً _بإذن الله_.<BR><BR><font color="#FF0000"> ومستقبل العراق؟ </font><BR>أراه مظلماً ببقاء الاحتلال الأمريكي، لهذا يجب أن نعمل بكل طاقتنا من أجل الإسراع في إخراج هذا الاحتلال لتعود البسمة إلى شفاه الأطفال، وحتى يطمئن العراقي على نفسه وهو خارج إلى عمله، وكذلك لتطمئن الأم على ولدها بأن مستقبله مشرق في ظل العراق الموحد المستقل الذي يحكمه أهله بعربهم وكردهم وكافة الأقليات التي تعيش على أرضه.<BR><br>