الدكتور حسين البار: تم تقديم الدعوى ضدي بطريقة ملتوية
21 ذو القعدة 1426

كان للانتخابات البلدية التي شهدتها مدينة جدة توابع لم تنته عند حد فرز أصوات الناخبين وتحديد الفائزين وفقا لعملية حرة نزيهة, فلقد غادر السجال صناديق الانتخابات إلى قاعات المحاكم, وتأبى بعض الخاسرين إلا أن يتعلق بأهداب تصريحات منسوبة لبعض الفائزين في ظل أجواء الانتصار التنافسي الشريف. <BR>أكثر من دعوى أقيمت ضد فائزين تنوعت ما بين طعون انتخابية في البيئة التي جرت فيها الانتخابات أو في النتائج التي أسفرت عنها هذه الانتخابات, ودعاوى تمس أشخاص الفائزين لاعتبارهم قد أساءوا ـ في نظر المدعين ـ إلى ذوات منافسيهم. <BR>الدكتور حسين محمد سالم البار كان أحد أولئك الذين أقيمت ضدهم دعاوى وصفت بأنها "شخصية", وفصلت المحكمة الجزئية في جدة يوم الثلاثاء 18 ذو القعدة 1426هـ، الدعوى التي أقيمت ضده من قبل بعض الخاسرين في الانتخابات، بعد أن حقق نجاحاً كبيراً بحصوله على 11481 صوتاً عن الدائرة السادسة، في انتخابات جدة البلدية التي جرت قبل أشهر.<BR><BR>موقع (المسلم) التقى الدكتور البار، واستوضح منه قضية الدعوى المقامة ضده، وسأله عن بعض القضايا المتعلقة بذات الموضوع:<BR><BR><font color="#0000ff">دكتور حسين، هل يمكن أن تشرح لنا ما الذي جرى تحديداً بخصوص القضية المقامة ضدك؟</font><BR><BR>في الحقيقة، أقام بعض الإخوان الخاسرين في الانتخابات البلدية للمحكمة بدعوى قضائية تأسيساً على ادعائهم أني تلوت الآية القرآنية الكريمة "لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ" (الحشر:20) لدى ظهور النتيجة، وادعوا أنني قد قمت بترديد الآية بصوت عالٍ في مكان عام ، زاعمين بأني قد تعمدت الإيهام بأن الخاسرين في الانتخابات البلدية ضدي هم الخاسرون المعنيون بهذه الآية, وأني من أولئك الفائزين المعنيين في الآية القرآنية الكريمة !! ومن ثم قاموا بادعائهم مطالبين المحكمة بتعزيري طبقاً لذلك. <BR>من جهتي, لا أستسيغ ولا يخطر ببالي أصلاً أن أنعت الإخوة الخاسرين بهذا الوصف لمجرد أنهم خسروا في الانتخابات فضلاً عن أذكر أنني تلوت هذه الآية الكريمة في هذه المناسبة.. باختصار هي دعوى جد غريبة لا يقبلها العقل. <BR><BR><font color="#0000ff">وكيف قبلت المحكمة هذه الدعوى؟</font><BR>في الحقيقة أن الدعوى لم تقبل بالأساس, وبادئ الأمر رفضت المحكمة نظر هذه الدعوى, إلا أن المدعين جهدوا في أن يتخذوا أسلوبا ملتويا لطرحها بين يدي القضاء, فرئيس المحكمة قد رفضها أول الأمر لكن محامي الخاسرين ـ وهو للمناسبة أحد الخاسرين أيضاً في الانتخابات ـ وتمكن بطريقة غير صحيحة في تهيئة المجال لقبول هذه الدعوى أمام القضاء, زاعماً أمام رئيس الإدارة أن"الشيخ قال اقبلوها وأعطوها موعدا". <BR>وبالفعل، تم تسجيل القضية وأحيلت إلى أحد القضاة، وحدثت رئيس المحكمة عن ذلك فقال لي: "كيف حصل هذا، أنا رفضتها فكيف تُقبل؟" وأراد أن يوقفها، وبعد ذلك جرى العمل اتفاقا على استمرار الدعوى ما دامت أنها صارت هكذا وبهذه الطريقة، رغم أنها أدرجت بطريقة ملتوية، حتى لا يعتقد البعض أن رئيس المحكمة متعاطف معنا نظراً لمعرفته الشخصية بي.<BR><BR>الحاصل أننا جلسنا ثلاثتنا بين يدي القاضي عمر باقيس , وما إن أخذ منا بطاقات الأحوال, وشرع في تسجيل حضورنا وما إلى ذلك من هذه الإجراءات حتى بادرنا بالقول : "فقد حكمت بصرف النظر عن الدعوى" من دون أن يضطرنا لتقديم دفوع لها, بما ترجم لدينا أنها دعوى متهافتة لا تستأهل من المحكمة نظراً ولا اهتماماً.<BR><BR><BR><font color="#0000ff">يبدو أن الدعوى حالة من الحالات التي تبعت الإعلان عن نتائج الانتخابات، حيث قدم البعض طعوناً ضد الفائزين عبر طرق مختلفة، فهل تعد هذه الدعوى إحدى أشكال الطعون التي قدمت؟</font><BR>قضائياً، لا تعد هذه الحالة إحدى حالات الطعون في نتائج الانتخابات، حيث يعتبرون أنها قضية شخصية، وفي الحقيقة أعزوها لحالة ممتزجة من الشعور بالغيرة من فوز "الإسلاميين" والندم على مصالح فاتت بعض الخاسرين ومطامع رجاها البعض من دخول البلديات وأيضاً نتاج خسارة مادية فادحة تكبدها الخاسرون دونما مردود يلقونه، لذلك طعنوا في ديوان المظالم على هذه المسألة وأطلقوا تهماً حول ما أسموها بالقائمة الذهبية وغيرها، وهم بالتالي يحاولون التشويش والادعاء ضد الأعضاء الفائزين بالأباطيل، من أجل تشويه صورتهم. لذلك أرى أنهم حاولوا تشويه صورتي.<BR><BR><font color="#0000ff">هل حدث أن اتهم أحد الفائزين أيضاً في دعوى أخرى، لتشويه صورته؟</font><BR>نعم، في الحقيقة، حاول البعض من قبل أيضاً تشويه صورة الدكتور عبد الرحمن اليماني (أحد الفائزين في الانتخابات البلدية بجدة أيضاً) مستدلين بإجابة له على سؤال لمراسلة وكالة الأنباء الفرنسية بعد الانتخابات قالت له أليس غريباً أن يفوز سبعة كلهم من الأصوليين (...) والمتدينين، فرد عليها قائلاً: " ليس غريباً، لأنه في الأصل شعبنا شعب متدين، ولا مكان للعلمانيين فيه"، وكان هذا سياق الكلام.<BR>فالذين أغضبهم ذلك واستدعاهم لإقامة دعوى ضد رأي وتصريح صحفي عبر عنه الدكتور اليماني على خلفية ما قالوا: " إنه اتهمنا بأننا علمانيون، ونطلب تعزيره وجلده والاعتذار العلني لنا"، وفي نظري أن الدكتور اليماني لم يقصد أن يقول "إن هؤلاء علمانيون"، بل أراد القول في سياق الكلام أنه من الطبيعي أن يختار الشعب السعودي أهل الدين؛ لأن الشعب متدين، الشعب السعودي شعب متدين يحب الدين، ولا يحب الناس الذين هم ضد الدين، لذلك طبيعي أن يختار أهل الدين ومنهم طبعاً الفائزون والخاسرون، لأنه حتى الخاسرين الذين لم يوفقوا في الانتخابات هم كذلك من أهل الدين، ولن يختار الشعب السعودي أبداً أناساً يعلنون أنهم ضد الدين.<BR>وهم قد ساءهم ذلك إثر اعتقادهم أن المقصود أن الخاسرين هم العلمانيون وأنه لا أحد ينتخبهم، فطبعاً هذا الكلام العام يقول السلف "يحمل على أحسن المحامل"، ولا يحمل على أسوئها، وهو أيضاً يتحقق في نص الدعوى التي قيلت عليّ، حيث يقولون: " إنه يقول الآية مردداً إياها بصوت عال يقصد بذلك بأن الخاسرين هم أهل النار وأن الفائزين هم أهل الجنة".<BR><BR><font color="#0000ff">هل تتوقع أن يستأنف المدعون القضية ضدك؟</font><BR>لا, لا أعتقد ذلك، في الحقيقة، بعد أن انتهت الجلسة وخرجنا من عند الشيخ القاضي، تكلمت مع الإخوة المدعين، وقلت لهم: "هل حقاً تصدقون أنني قلت هذه الآية، وأنني أقصد منها ما ادعيتم به عليّ" فقالوا: " لقد جاءتنا رسائل على الجوال من أناس كانوا معك وقت قولك الآية، وقد أخبرونا أنك قلت هذه الآية بصوت عالٍ، وأنك تقصد الإشارة إلى أن الفائزين في الانتخابات هم من أصحاب الجنة، والخاسرين من أصحاب النار". فقلت لهم "يا إخوة، أحقاً تصدقون هذا الكلام، وهل حقاً في نفوسك ودواخلكم شك بأنني قلت هذه الآية، وقلتها بهذه النية، ثم من يستطيع أن يعلم ما في القلوب غير الله _تعالى_، هل تؤكدون أن قصدك في ذلك الوقت الإشارة التي قلتموها". <BR>وأخذوا بعد ذلك يعتذرون، قائلين: أنتم أساتذتنا ونتوسم فيكم الخير، وأنتم أناس أخيار، وانتهى الموضوع عند ذلك.<BR><BR><font color="#0000ff">هل ترى أن مثل هذه الطعون قد تؤثر على عملكم في المجلس؟</font><BR>أبداً، لم يحدث أن تأثر أحد بهذا، واليوم كان لنا أول جلسة في المجلس البلدي، وقد استقبلنا الإخوة هناك استقبال الأبطال، وكان استقبالاً حافلاً مليئاً بالحفاوة والتكريم، وقد أخبرت الإخوة المدعين أن هذا الوقت هو وقت عمل، وطلبت منهم تنحية الخلافات، وتنحية الغيرة وغيرها، من أجل مصلحة أعلى.<BR><BR><br>