د. أبو مرزوق لـ( المسلم ) : حكومة حماس المقبلة حكومة تكنوقراط وليست سياسية
11 محرم 1427

القاهرة – محمد جمال عرفة <BR><font color="#ff0000">أكد الدكتور موسي أبو مرزوق (نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس") أن حكومة حماس المقبلة سوف تكون حكومة تكنوقراط (فنيين) وليست حكومة سياسية، وأن الغرض منها خدمة الشعب الفلسطيني وتقديم خدمات وإصلاحات كثيرة على كافة المستويات، مؤكداً أن حماس سوف تتحمل مسئولياتها ولن تخذل الشعب الفلسطيني الذي انتخبها.<BR>وقال: إن حكومة حماس المقبلة سوف تجمع ما بين السياسة والمقاومة، وإنها لن تتخلى عن سلاح المقاومة وستنجح في السياسة كما نجحت في المقاومة، ولن تعترف بـ"إسرائيل"، مؤكداً أن الهدنة الطويلة التي تحدثت عنها حماس لن تطرح قبل الانسحاب "الإسرائيلي" وإطلاق سراح الأسرى وغيرها من الالتزامات. <BR>وقال أبو مرزوق -الذي شارك وفد ضخم من قيادي حماس ضم 11 مسؤولاً في جولة عربية بدأت بالقاهرة – أن حماس سوف تتعامل مع الواقع الموجود على الأرض الفلسطينية باعتبار أن الاحتلال موجود، دون أن يعني هذا التسليم بهذا الواقع الذي ستسعى حكومة حماس لتغيير ما يعارض منه مع مصلحة الشعب الفلسطينية.<BR> <BR>وفيما يلي تفاصيل الحوار الذي أجراه (المسلم) مع أبي مرزوق بالقاهرة: </font><BR><font color="#0000ff">ما هو هدف جولة وفد حماس التي بدأت بالقاهرة وستشمل كما قيل دولا عربية وإسلامية أخرى؟ </font><BR>هدف الجولة هو التواصل والتشاور مع إخواننا داخل الأرض المحتلة ومع الأشقاء العرب والاستماع مهم لنصائح وإطلاعهم علي مستجدات الساحة الفلسطينية، والسعي لتأمين الدعم المالي للشعب الفلسطيني في ضوء التهديدات الغربية بقطع المساعدات عن شعبنا وعقابه علي انتخاب حركة حماس، لأن ما قبل 25 يناير (انتخابات التشريعي) يختلف عما بعد 25 يناير، حيث انتخب الشعب الفلسطيني لأول مرة في انتخابات حرة ونزيهة وحدد البوصلة.. نعم كانت هناك انتخابات رئاسية نزيهة قبل التشريعية، ولكنها كانت لبرنامج سياسي واحد هو برنامج فتح، ولكن الانتخابات التشريعية كانت بين أكثر من برنامج، ونحن لنا خيارات جديدة ونسعى لتجديد المشروع الوطني الفلسطيني وتشاور حول هذا مع الجميع.<BR><font color="#0000ff">قلتم أنكم سوف تجمعون بين السياسة أو الحكم وبين المقاومة.. نرجو شرح هذا كيف؟ </font><BR>لو كانت الحكومة الفلسطينية متمتعة بالسيادة علي كافة الأرض فلن تكون هناك مزاوجة بين الحكم والمقاومة، أما لو استمر نقص السيادة فسوف نمارس الحكم والمقاومة معاً، فهذه مسائل عملية، ولا يمكن لحكومة تحت الاحتلال أن تمارس الحكم بحرية، وبالتالي لو أسقطت حكومة حماس المقاومة، فسوف يسقط حقها في تنفيذ وعودها لشعبها في تحرير الأرض.<BR> <font color="#ff0000">27.5% من جملة المساعدات تقدمها حماس</font> <BR><font color="#0000ff">هناك مخاوف من حالة ارتباك مقصودة لحكومة حماس المقبلة تسعي لها الدول الأوروبية وأمريكا من خلال قطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني، ألن يؤثر هذا عليكم ويؤخر صرف رواتب العاملين وبالتالي يظهر فوزكم علي أنه نقمة علي الفلسطينيين؟ </font><BR>ليس صحيحاً أن غالبية المساعدات التي تأتي للشعب الفلسطيني هي مساعدات أمريكية وأوروبية، حماس تقدم 27.5% من مجمل المساعدات للشعب الفلسطيني كمنظمة وحركة سياسية اجتماعية، كما أن غالبية المساعدات تأتي من دول عربية وإسلامية (من بين أكثر من 300 مليون دولار مساعدات تصل للفلسطينيين 50 مليون منها فقط مساعدات أجنبية والباقي عربية).<BR>وعموما لو قطع الأوروبيون المساعدات عن شعبنا فهم الخاسرون لأنهم يعادون بذلك شعبنا ويعاقبونه علي خياراته الديمقراطية، كما أنهم سيثبتون بذلك أنهم لا يحترمون خيارات الآخرين في الديمقراطية ويخالفون مبادئ وقواعد اللعبة الديمقراطية التي يتحدثون عنها ولا يعاقبوا الشعب الفلسطيني؛ لأنه حدد خيارته بطريقة ديمقراطية.<BR><font color="#0000ff">ما ملامح حكومة حماس المقبلة؟ ومن الأوفر حظا للترشيح لمنصب رئيس الوزراء؟ </font><BR>نحن نسعى لحكومة وحدة وطنية من كافة الفصائل الفلسطينية، ونسعى لحكومة تقدم خدمات للشعب الفلسطيني وتنهي معاناته وحالة الفساد وتنفذ برامج إصلاحية للتنمية، أي أن حكومة حماس المقبلة سوف تكون حكومة تكنوقراط (فنيين) من الكفاءات والشخصيات المشهود لها بالنزاهة، وليست حكومة سياسية لأن الغرض منها خدمة الشعب الفلسطيني وتقديم خدمات وإصلاحات كثيرة علي كافة المستويات، فحماس سوف تتحمل مسئولياتها ولن تخذل الشعب الفلسطيني الذي انتخبها، ولن تدخل في نفس الوقت في مجادلات سياسية وستسعى للتداول السلمي للسلطة وتعزيز القيم الأخلاقية للشعب الفلسطيني ومحاربة الفساد.<BR>أما بالنسبة لرئيس الوزراء المقبل فسوف يتحدد اسمه بعد انعقاد المجلس التشريعي في 18 فبراير الجاري، حيث سيكلف الرئيس أبو مازن حماس بتشكيل الحكومة في غضون أسبوعين تمتد لأسبوعين آخرين، وما قيل في وسائل الأعلام عن ترشيحات معينة غير صحيح؛ لأن حماس لم تحدد بعد.<BR><font color="#0000ff">لو تولت حماس السلطة الآن هل ستمدد الهدنة التي انتهت مع تل أبيب أم تطرح هدنة أطول أم تستمر في المقاومة؟ </font><BR>حماس تعد أن قضية الاحتلال لم تحل بعد، وهناك فرق بين (التهدئة) كما أسميناها في تفاهمات القاهرة السابقة مع باقي الفصائل مع "إسرائيل"، وبين (الهدنة) طويلة الأجل أو السلام المرحلي، التي جري الحديث عنها والتي لها شروطها المتمثلة في دولة فلسطينية علي الأرض في الضفة وغزة والقدس، وعندما طرح الشيخ ياسين _رحمه الله_ هذه الهدنة الطويلة قبل وفاته كان يسعى لكشف وإظهار عدم نية "إسرائيل" في السلام أو الانسحاب.<BR>ولن نقرر أي شيء في هذا الصدد إلا بالتفاهم مع الشعب الفلسطيني كله؛ لأن حماس لا تنوي الانفراد بشيء أو استبعاد الآخرين، وبشكل عام مسألة توقيف حكومة حماس أو اعتقالها أي مقاوم.<BR><font color="#0000ff">هل صحيح مات تردد عن أن أبامازن ومصر طلبوا الاعتراف بـ"إسرائيل" كشرط لتولي حماس الحكومة؟ </font><BR>كل ما ينشر في وسائل الإعلام عن هذه الشروط غير صحيح، لا أبو مازن وضع شروط لتولينا الحكومة ولا يستطيع؛ لأن الشعب انتخبنا وأعطانا الأغلبية، ولا مصر وضعت أي شروط أو طلبت منا الاعتراف بـ"إسرائيل" كل ما طلبته مصر هو السعي للوحدة الوطنية الداخلية وعدم الاقتتال الداخلي والعقلانية في إدارة شئون الدولة الفلسطينية دون التخلي عن قناعاتنا.<BR> والاعتراف الفلسطيني بـ"إسرائيل" ليس واردا عند حركة حماس، وشرعية الاحتلال لا يمكن الاعتراف بها، ثم أين هي الدولة التي نعترف بها والتي لم يحدد "الإسرائيليون" حدودها أو معالمها ويصرون علي استمرار اغتصاب الأرض العربية؟!.<BR><font color="#0000ff">هناك أنباء عن صدور قرارات ومراسيم رئاسية من السلطة الفلسطينية استباقا لتولي حماس السلطة منها قرارات خاصة بتبعية الأجهزة الأمنية للرئاسة أو تعيينات معنية أو تفريغ مخازن السلاح.. كيف ستتعاملون مع هذه التحديات؟ </font><BR>حماس لا تعترف سوي بالشرعية الموجودة، وأي مراسيم أو قرارات صدرت بغرض استباق تولي حماس الحكومة وفرض أمر واقع لن نعترف بها، وبخصوص الأجهزة الأمنية تحديداً طلبنا الالتزام بما كان يطالب به أبو مازن نفسه عندما كان رئيسا للوزراء وهو مطالبته بوضع ثلاثة من الأجهزة الأمنية (وزارة الداخلية – الدفاع المدني – الأمن الوقائي) تحت سلطة مجلس الوزراء وجهازي المخابرات وأمن الرئاسة لرئيس الدولة.<BR>ونحن نتعامل مع الأجهزة الأمنية علي أنها أجهزة فلسطينية للدولة وليست لفصيل فلسطيني دون آخر، ولا صحة لما يقال عن أن حماس سوف تنتقم من مسئولين سابقين عندما تتولي السلطة فنحن لن نفتح الملفات القديمة أو نثير خلافات وسنسعى لتوحيد كلمة الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه.<BR><br>