الشيخ رائد حليحل: الحكومة الدنمركية تتعامل مع الأزمة أمنياً وسنتابع القضية في محاكم الاتحاد الأوروبي
22 صفر 1427

<font color="#000080">أجرى الحوار: معمر الخليل </font> </br> </br><font color="#0000FF">عكفت العديد من الجهات الإسلامية في معظم دول العالم، على نصرة نبي الهدى محمد -صلى الله عليه وسلم- بعد الإساءة التي قامت بها إحدى الصحف الدنمركية المتطرفة من نشر رسومات كاريكاتيرية، حاولت من خلالها المساس بشخص النبي الكريم. </br>ومن بين أهم الجهات التي قامت بمحاولات عديدة ودؤوبة لنصرة النبي المصطفى –صلى الله عليه وسلم- اللجنة الأوروبية لنصرة خير البرية.. التي قامت بجهود مباركة، ووضعت أجندة فاعلة وطويلة الأمد لذلك، وسخّرت جهودها وطاقاتها خدمة لذلك. </br>موقع (المسلم) التقى الشيخ رائد حليحل (رئيس اللجنة الأوروبية لنصرة خير البرية) خلال زيارته للرياض، في طريقه إلى العاصمة البحرينية (المنامة) للمشاركة في المؤتمر العالمي لنصرة النبي _صلى الله عليه وسلم_. </br>وخلال حوار متشعب وصريح.. كشف الشيخ حليحل عن عدد كبير من توجهات وسياسات اللجنة واللجان الإسلامية الأخرى، وعرض تفصيلاً دقيقاً لآخر الأحداث التي جرت على ساحة القضية.. </font> </br> </br><font color="#FF0000">يتابع الكثير من المسلمين أعمالكم وجهودكم، ويسمعون عنكم، فهل لنا في نبذة توضيحية أكثر عنك بشكل خاص، وعن اللجنة بشكل عام؟ </font><BR>بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:<BR>أنا أخوكم في الله رائد حليحل الأصل من لبنان مدينة طرابلس، درست في المدينة المنورة خريج الجامعة الإسلامية كلية الشريعة، كنت أعمل في مجال الدعوة إلى الله _عز وجل_ في لبنان، حتى قدمت في أواخر عام 1999 ميلادي إلى الدنمارك مستضاف من أجل الدعوة إلى الله في رمضان، وبقيت في الدنمارك حتى هذه اللحظة، منذ ست سنوات تقريباً، طبعاً أنا أسكن في مدينة اسمها أوغوس المدينة الثانية بالدنمارك، ولكن أتجول في مناطق الدنمارك عموماً في المساجد والمنتديات والمراكز الإسلامية.<BR><BR>أما بالنسبة للّجنة التي أترأسها الآن هي حقيقة ليست لجنة قديمة إنما هي حديثة طرأت بعد أحداث الرسومات التي وقعت في جريدة (يولند بوستن) كانت عبارة عن تنسيق وتشاور بين المراكز والجمعيات والمنتديات الإسلامية في الدنمارك وجلسنا أكثر من جلسة وبدأنا القيام بخطوات ورأينا أنه من الضروري أن تتحد هذه الجمعيات في مظلة واحدة حتى يكون لها موقف واحد ورؤية واحدة، وطبعاً نحن دائما عندنا لجنة تنسيق مصغرة لهذه الجمعيات التي وصلت الآن تقريباً إلى 31 جمعية، وهناك جمعيتان من هذه الجمعيات لها فروع واحدة لها تقريباً عشرة وأخرى لها حوالي 40 فرع في الدنمارك والمناطق، فهي الجمعيات تمثل الغالبية العظمى من المسلمين، ونحن على علاقة بالجميع حتى بعض من انفصل، وله عمل مستقل، كان الأصل أن يكون تحت لواء هذه اللجنة لكن انفصل البعض لظروف شخصية أو لرؤية معينة أو حتى لضغط القضية لأنه ما استطاع أن يكمل مسيرته، لكن بشكل عام نحن بعد استطلاع الرأي في الساحة الإسلامية في الدنمارك يعني نمثل الشريحة العظمى من الدنماركيين من جهة ونعبّر عن نبض الشارع المناصر لله _عز وجل_.<BR><BR><font color="#FF0000">ماذا قدّمت اللجنة الأوروبية في مسألة الإساءة للرسول _صلى الله عليه وسلم_ في شهرها الأخير؟ </font><BR>نحن في اللجنة ما زلنا في إطار المتابعات لصدى الأعمال الأخيرة، عندنا اجتماعات دورية منتظمة نبحث فيها كل المسائل، طبعاً نحن حضّرنا للمشاركة في مؤتمر البحرين قضية ردات الفعل الإعلامية والسياسية في الساحة، وكان لنا بعض اللقاءات مع بعض السياسيين الدنماركيين وإن كانت هذه اللقاءات غير معلنة طبعاً لرغبتهم لأن حالة المجتمع الدنماركي الآن ترفض اللقاء بالمشايخ والدعاة أو من يمثل هذه اللجنة تحديداً، فنحن التقينا بهم سراً حتى نتشاور فيما بيننا من جهة، وحتى نستفيد من إطلالتهم السياسية في الساحة الدنماركية وحتى لا نحرجهم سياسياً، وأيضاً طبعاً كان لنا متابعة للقضية من الناحية القضائية القانونية، وكان لنا رصد لبعض الألاعيب إن صحّت التسمية من قبل الصحيفة وحتى من بعض مسؤولي الحكومة كما حصل مؤخراً في كلام السفير الدنماركي في السعودية لما ذُكر عنه أنه أبلغ الشيخ صالح بن حميد (رئيس مجلس الشورى) اعتذاراً واضحاً وصريحاً، إلا أن هذا الكلام الذي ذُكر هنا في المملكة ذُكر عكسه في الدنمارك عندما كذّب نفس السفير عبر وكالات الأنباء الدنماركية، حيث قال إنه لم يقل هذا الكلام، بل ادعى أن الإشكالية قد تكون ناتجة عن أن الشيخ صالح بن حميد هو الذي أحضر المترجم فقد يكون الخلل من المترجم، فنحن الآن حقيقة عملنا هو عبارة عن مواصلة المشاريع السابقة، رصد الساحة الدنماركية قدر الإمكان، إعداد ملف من خلال الأحداث الأخيرة من أجل أن تكون الصورة والرؤية واضحة ستقدم في مؤتمر البحرين.<BR><BR><font color="#FF0000">ذكرت أنه كان فيه تعليق معين من قبل السفير الدنماركي وكان العكس في الدنمارك، وتم اكتشاف هذه المسألة إن صح التعبير عن طريق التنسيق ما بين جهات معينة في السعودية والدنمارك، يعني هذا ألا يقودنا مثلاً إلى ضرورة وجود تعاون مشترك بين جهات إسلامية في كل مكان في العالم، لخدمة الإسلام وقضاياه العالمية؟ </font><BR>يعني لا شك أخي الكريم نحن من أول ما بدأت القضية في الدنمارك ونحن في تنسيق مع الإخوة هنا في اللجنة العالمية لنصرة خاتم النبيين، وفيه تشاور مستمر في كثير من الإجراءات بفضل الله _عز وجل_ والجهة الثانية بفضل الله سبحانه وتعالى أنه الآن مؤتمر البحرين القادم يعني قد يجسِّد ما ذكرته من قضية اجتماع جميع ألوان الطيف الإسلام من شتى بقاع الأرض بفضل الله سبحانه وتعالى، حتى يكون هذا المؤتمر أول شيء عن الوحدة الإسلامية الصحيحة التي حصلت إبّان هذه الأزمة من جهة، ومن الجهة الثانية تكون مقدمة إن شاء الله أن ينبثق عن هذا المؤتمر لجنة متابعة مخصصة، تكون مهمتها الدعوة إلى الله _عز وجل_ على بصيرة، رصد كل ما يكون له علاقة بالطعن في الإسلام أو برموزه مثلاً وبالتالي خدمة المشاريع الدعوية عموماً وتنسيق المواقف والجهود حتى يُستفاد من هذه الهبّة الواحدة من أجل ألا تذهب هباءً منثوراً.<BR><BR><font color="#FF0000">أي أفق ترونه للأزمة وأين ستقف الغضبة الشعبية المباركة؟ </font><BR>أظن أنه من الأمر الطبيعي وهو أمر فطري أن الإنسان دائماً يكون عنده ردة الفعل في اللحظة الأولى ولذلك في الحديث لما تكلم النبي _صلى الله عليه وسلم_ عن قيمة الصبر قال: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى" لأن هذه هي الفطرة الإنسانية التي عند الصدمة الأولى تكون ردة الفعل قوية، طبعاً هذا لا يعني أن لا يكون هناك استمرارية في ردة الفعل هذه، لكن قد لا تكون بنفس المعيار أو نفس المستوى، لأنه دائماً الحدث يقع ردة الفعل موازياً له في أول الفترة، لكن قد تستمر كثير من الإجراءات ضد الوضع الدنماركي المصر على هذه الإساءة، فأنا حقيقة لست كغيري من الذين كانوا يتمنون أن تبقى قضية وسيلة المقاطعة والخطب الرنانة مستمرة طيلة الوقت ليس هذا المطلوب، هي كانت مطلوبة كمرحلة أولى للتعبير عن الغضبة من جهة لتجييش الطاقات من أجل نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم الاستفادة من هذا الجو وهذا المناخ بإذن الله حتى توظفها بشكل إيجابي في المستقبل، فأنا أظن أن الهبة الشعبية طيبة ومباركة وحقيقة يعني أحيت في الأمة الروح من جديد وأظن أن مؤتمر البحرين، وأسأل الله أن يوفق في هذا الأمر ونحن عازمون على هذا الأمر _إن شاء الله_ أن نستطيع أن نوظف هذه الهبّة العارمة حتى يجعلها طاقة مؤثرة وإيجابية ونافذة إن شاء الله ليستفاد منها في المستقبل.<BR><BR><font color="#FF0000">وهل ما زالت تحدث وقفات اعتزالية أو تظاهرات للجالية مثل ما تحدث الآن؟ </font><BR>طبعاً أنه لا بد هنا من التنبيه أن في الدنمارك لم نختر طريقة المظاهرات الاحتجاجية العالمية، يعني نحن نعلم أن مقدار الإساءة ولّد كثيراً من النقمة في قلوب المسلمين، ونخشى أننا كوننا في قلب الحدث أنه إذا دُعي لمظاهرة تنفلت أعصاب بعض المتحمسين، ويقوم بأفعال تسجَّل ضد الجالية المسلمة، ونحن _بفضل الله_ الآن مر على الأزمة حوالي خمسة أشهر إلى الآن بإقرار من الجهات الرسمية من الأحزاب بل حتى من جهاز المخابرات الدنماركي بأنه حقيقة يُكْبِر الأداء الإسلامي في الدنمارك وأنه كان راقياً جداً وأنه بعيد عن الانفعالية والغوغاء التي تشين هذه القضية، فنحن حقيقة الاحتجاج عندنا يعني نعيش في مجتمع الإعلام وحرية الرأي والتعبير تأخذ مساحة كبيرة منه، فمجرد التعبير ببيان صحفي، برأي، بمداخلة، بتعليق، بتعقيب، أنا أظن أنه كان سيكون حجة علينا.<BR><BR><font color="#FF0000">ما الجهود المبذولة الآن للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم في الدنمارك؟ وما مدى تفاعل الجهات الخيرية والرسمية مع مساعي طباعة كتب تتحدث عن ملامح العظمة في شخص النبي _صلى الله عليه وسلم_؟ </font><BR>هذا السؤال من شقين، الشق الأول: البعض حاول أن يصور العالم الإسلامي أن ما وقع في الدنمارك هو نتاج الجهل العام بالإسلام وبالنبي _صلى الله عليه وسلم_ وبالتالي للأسف بدل أن ننقد هؤلاء الذين أساؤوا لديننا أو لنبينا _صلى الله عليه وسلم_ بدأ النقد للمسلمين لتحميلهم المسؤولية واتهامهم أنهم هم الذين تسببوا في مثل هذه الصور السيئة، بمعنى أنهم لم ينشروا الإسلام، ولم يدعوا إلى الله لم يعرفوا النبي _صلى الله عليه وسلم_ لغيرهم، أنا هنا لا بد أن أنبه إلى أمرين:<BR>الأمر الأول: أن المجتمع الدنماركي بطبيعته مجتمع علماني بحت يعني الدين عنده لا قيمة له إطلاقاً وبالتالي هم وإن كانت رايتهم الصليب مثلاً وإن كانت الكنائس عندهم منتشرة وإن كان الأصل في الدين البروتستانتية، إلا أن مظهر التدين عندهم منعدمة تقريباً، وبالتالي فكرة التدين أصلاً غير موجودة عندهم وبالتالي أي اهتمام ديني حتى يدفعه إلى البحث عن الإسلام أو إلى سماع الكلام عن الإسلام أصلاً غير موجود، فنحن نعاني أكثر من هذه القضية وطبعاً هذه معايشة في كل المجتمع الغربي عموماً وليست فقط في الدنمارك، لكن مع ذلك إلا أنه الحمد لله الجالية _بفضل الله عز وجل_ لها إسهامات طيبة وقد تُرجمت حقيقة كثير من الكتابات في سيرة النبي _صلى الله عليه وسلم_ مثلاً كتاب (الرحيق المختوم) مُترجم للغة الدنماركية وليس للإنجليزية، فيه كتب مثل تعريف عام بدين الإسلام للشيخ الطنطاوي _رحمه الله_ مترجم للدنماركية، فيه كتاب (تيسير فقه العبادات) للشيخ المولوي مترجم للدنماركية، وكتب أخرى مؤلفة قصداً باللغة الدنماركية سواء تتحدث عن الله _عز وجل_ أو عن القرآن أو عن الإسلام إلى جانب مواقع في الإنترنت فيها الدعوة إلى الدنماركيين باللغة الدنماركية كثير من النشرات التي توزع مجاناً إلى جانب بعض المحاضرات والندوات التي إما أن يؤتي الدنماركيون إلى مراكز المسلمين باتفاق سابق ويسمعون عن الإسلام أو أن ينتدب بعض الدعاة إلى الله _عز وجل_ إلى بعض المراكز أو حتى الجامعات ليحدثوهم عن الإسلام فحقيقة، كان الجهد وما زال مستمراً إلى الآن للتعريف بالإسلام والتعريف بالنبي _صلى الله عليه وسلم_، الآن حقيقة أثناء هذه الأزمة لا شك أن الجالية المسلمة في الدنمارك تسعى وتخطط وتجتهد وتعمل لتطوير عملهم في الدعوة إلى الله _سبحانه وتعالى_ وبالعكس حقيقة أصداء التجاوب والتعاطف الإسلامي في العالم الإسلامي كبيرة جداً يعني أكبر مما تتوقع، يعني نحن يومياً تأتينا اتصالات إما من السعودية من الكويت من الإمارات من البحرين كلٌّ يرغب من المحسنين في قضية الدعم سواء ترجمة كتب أو نشرات سواء حتى استئجار ولو ساعة عبر القنوات الدنماركية من أجل توصيل الرسالة أو أي شيء. فالحمد لله التجاوب طيب ونحن حقيقة نتمنى من مؤتمر البحرين أن ينشئ -وهذا موجود في خطة العمل- لجنة متخصصة في متابعة هذه المسائل، حتى تنظم الأمور من أجل ألا تكون الجهود مبعثرة من جهة ولا حتى متكررة _بإذن الله عز وجل_.<BR><BR><font color="#FF0000">سمعنا أكثر من مرة إسلام بعض الدنماركيين بعد الأحداث الأخيرة، بعض الأخبار قالت إن خمسين دنماركياً، أسلموا وبعضها قالت خطأ، وسمعنا عن مقتل أحد رسامي الكاريكاتير، فما حقيقة هذا الأمر؟ </font><BR>هذا الكلام فيما أعلم ليس صحيحاً، وليس موجوداً في الدنمارك، لكن الصحيح أنه بعد أحداث الهبّة العارمة في العالم الإسلامي هناك كثير من علامات الاستفهام والتعجب والأسئلة الكثيرة من المجتمع الدنماركي عن هذا الإسلام ما هو أثره؟ لماذا كانت هذه الغضبة بهذا المستوى؟ فهناك تساؤلات كثيرة وحقيقة طلب الزيارة من الدنماركيين للمراكز الإسلامية أصبح الآن أكثر حتى الكتب الموجودة في الأسواق التي تباع مترجمة إلى اللغة الإنجليزية أو حتى الدنماركية عن الإسلام تقريباً نفذت من الأسواق. فالآن ممكن نقول فيه إقبال حتى يُتعلم عن الإسلام، وهذا أمر طبيعي يعني من باب حب الفضول هم حقيقة ما أخفيك لأن عندهم قضية مجرد الرسم الكاريكاتيري أمر عادي جداً طبيعي، وإلى الآن هم يقولون "نحن نتفهم عاطفتكم نحو نبيكم لكن إلى الآن لسنا مدركين ولا مستوعبين لهذه الضجة أصلاً، ما في داعي لها حقيقة هذه الغضبة" بفضل الله _عز وجل_ قد تكون من باب ربّ ضارة نافعة، فقد فتحت آفاقاً جيدة حتى يسأل هؤلاء عن الإسلام ويتحروا عن الدين، ونحن نرجو أن يكون هذا باب دعوة. أما إسلام خمسين شخص بعينهم، أنا أظن أن مصدر الخطأ أتى من كلام لمفتي مصر الدكتور علي جمعة هو يتكلم في سياق أنه أتاهم في الأزهر السنة الماضية حوالي خمسين، والسنة التي قبلها حوالي أربعين دنماركياً أعلنوا الإسلام، هذا ما أذكره، فأنا أخشى أن يكون اطلع أحدهم على مقال الدكتور علي جمعة وفُهم أنه الآن بعد الأزمة أسلم خمسين، وهو ذكرها في سياق من باب الإنصاف "وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا" (المائدة: من الآية8)، ويرى أنه لا يصلح أن يجعل كل الدنماركيين في خانة واحدة. فيه ناس دخلوا في الإسلام لكن الآن بعد الأزمة لا أعلم هذا الكلام، وطبعاً من الآن من أخبرت أنه ما أشيع عن وجود جثة الرسام محترقة بجوار الجريدة هذا أمر غير صحيح.<BR><BR><font color="#FF0000">ذكرت أنه فيه زيادة وإقبال من الدنماركيين على الكتب الإسلامية ألا يمكن الاستفادة من هذا التوجه حالياً برسم خطة معقولة أو معينة للاستفادة من وسائل دعوية جديدة، فقد يرى البعض أن الوسائل الدعوية السابقة أو القديمة التي تحاول نشر الدعوة الإسلامية بحدود وطرق معينة، قد لا تفي بالغرض هنا، لأننا الآن أمام حالة فريدة جداً، لذلك فلا بد من أن يكون هناك عمل دعوي مميز وفريد؛ يقابل هذه الحالة الفريدة، فهل هذا موجود؟ </font><BR>هو طبعاً كما لا يخفى في أمور الدعوة في كل العالم وكل الأزمات -وليس فقط في هذه الأزمة- لا بد أن نستفيد من كل التقنيات المتاحة أمامنا، فنحن الآن شكّلنا لجنة وفيها إخوة مسلمون دنماركيون _بفضل الله عز وجل_ سيكون عندهم عمل من شقين:<BR>الشق الأول: إيجاد مكان في وسط المدينة إما أن يستأجر أو حتى مشترى، يكون مركزاً للتعريف بالمصطفى _صلى الله عليه وسلم_ طبعاً هذا سيكون فيه نشرات وكتب سيكون فيه سواء فيديو أو حتى سي دي أو أقراص مدمجة أو غيرها وسيعرض _بإذن الله عز وجل_ محاضرات، ويقوم بتنظيم ندوات للتعريف بالإسلام لغير المسلمين من جهة، ولاستقطاب المسلمين الدنماركيين من جهة أخرى.<BR>طبعاً نحن الآن حجزنا موقعاً على الإنترنت لمخاطبة الدنماركيين وتعريفهم بالإسلام، وسيشرف على الموقع إلى جانب إشرافي الشخصي الشرعي، سيكون فيه ثلة من الإخوان الذين عندهم ثقافة وعندهم معلومات، بعضهم من أصل دنماركي ومسلم، وبعضهم أخوة مسلمين وفدوا إلى الدنمارك، وأصحاب ثقافة عالية، وبعضهم أساتذة ومدرسين وبعضهم مشرفين اجتماعيين، وهم بالتالي يعرفون العقلية الغربية، فنحن الآن لا بد أن نستثمر قدر الإمكان كل الإمكانيات المتاحة حتى ندعو إلى الله _عز وجل_.<BR>ولم تغب عنا هذه المسألة، يبقى أمامنا قضية نحن الآن في صدد البحث فيها، هي مسألة الإطلالة عبر وسائل الإعلام، ونحن في الفترة الماضية -وهذا لعله فائدة من باب جهود اللجنة- أننا استأجرنا نصف صفحة في جريدة، وهو طبعاً بمبلغ باهظ وعالي جداً، من أجل أن نرسل رسالة وكانت الرسالة _بفضل الله عز وجل_ إيجابية، حتى أن هذه الجريدة التي أعطتنا هذه المسافة البسيطة تكشّفت لها بعض الحقائق، فكتبت بعدها أربع مقالات خدمت فيها قضيتنا، فهذه الحمد لله جيدة.<BR>فيه ناحية أخرى هي البحث في القنوات الفضائية، لكن نحن الآن نقيّم الموضوع، فأنا أجد فكرة تخصيص قناة فضائية إسلامية تبث وتصل للغرب فكرة غير سديدة جداً، لسبب مهم هو أن المجتمع الغربي سيعتبر هذه القناة قناة غزو ثقافي إسلامي، قناة موجهة له ضد عقيدتهم، فأظن أنه لن يدخلها عنده أصلاً في الجهاز، ولن يطلع عليها. لكن إن أمكن استئجار بعض الساعات أو حتى في عالم الإعلام أحياناً دعاية لمدة دقيقتين قد يكون لها رسالة كبيرة جدا،ً فنحن الآن نقوم بالتنسيق مع الإخوة في اللجنة الإعلامية، لإعداد بعض المواد الإعلامية، وإن شاء الله ممكن تكون من نتاج المؤتمر وبعد المؤتمر تكون مواد إعلامية، ونستطيع دفع أجرها _إن شاء الله_ لتنزيلها في المواقع.<BR><BR><font color="#FF0000">الصحيفة الدنماركية البذيئة تحمل شعار نجمة داود فوق اسمها, فما برأيكم الرابط بين إثارة المسلمين بهذه الرسوم, وبين الدوائر القريبة من "إسرائيل"؟ </font><BR>هو أخي الكريم لا شك المتتبع لعمل الصحيفة ولأربابها يعلم أن الصور مقصودة لذاتها وليست نوعاً عبثياً ولا اعتباطاً، ولا حتى كما ادعوا أنه نوع من أنواع الاختبار لمدى حرية الرأي والتعبير أبداً، وإنما هي في واقع الأمر مقصودة لذاتها، وفيه كثير من المؤشرات حقيقة تدل على أن رجلاً اسمه كاستن يوستن (وهو رئيس تحرير الجريدة)، وفليمن غوزي (وهو المحرر الثقافي فيها) فيه كثير من الإشارات تدل على أن لهم علاقات بالتيار اليميني المحافظ في أمريكا، حتى أن واحداً منهم هو يهودي الأصل فعلاً وله ارتباط ببعض الشخصيات المعروفة بأمريكا وغيرها، وفي بعض الإشارات سواء مما قاله رئيس التحرير في أول يوم نزلت فيه الرسومات 30/9/2205 ميلادي وحتى في بعض اللقاءات الخاصة، تشير أنهم أنزلوا الصور كمجس اختبار تقريباً، لأنهم الآن يخشون من سنان المسلمين في الغرب، فأرادوا أن ينزلوا شيئاً قد يكون انعكاس أو ردة الفعل عليه تعطي مؤشراً معيناً ع مدى حجم المسلمين، قوتهم، تأثيرهم، مدى ارتباطهم بدينهم، وإن كانوا في الغرب في أوروبا، لأن هم أصلاً عندهم برنامج عام تحت عنوان "الاندماج" بمعنى الانخراط في المجتمع الغربي. طبعاً كمسلمين وكدعاة إلى الله _عز وجل_ في الغرب نحن نوافق على جزئية من هذا الاندماج، ونحن نطلق عليه الاندماج الإيجابي بأن يكون الإنسان صالحاً في المجتمع، أن يكون عاملاً غير عاطل، أن يكون متعلماً، أن يكون دارسا،ً أن يتبوأ مناصب في المجتمع المدني، هذا شيء طيب جداً، وطبعاً عزل المسلمين وإبعادهم عن الجريمة وعن غيرها من الأمور، أما هم الظاهر خطتهم في قضية الاندماج هو -إن صحت التسمية- ذوبان المسلم في المجتمع الغربي تماماً، وأن يتقمص شخصية أخرى تماماً، فالظاهر مثل هذه الرسومات كان المقصد منها أن يُختبر المسلمون، كأنه في مرحلة امتحان، ما مدى الاندماج عندهم؟ هل أصبحوا كالغربيين ينظرون إلى الصور ثم يطوون الصحيفة؟ أم أن نبض الإيمان لا زال عندهم سارياً؟ فأنا أظن أنه كانت الرسالة قوية جداً للمجتمع الدنماركي، ليس فقط من داخل الدنمارك، وإنما حتى من العالم الإسلامي كله، أن الإسلام الذي يُظن أنه بدأ يخفت نوره في القلوب ما زال حياً _بفضل الله عز وجل_ وأنا أظن هذه نعمة من الله _عز وجل_ وهي نعمة من قبل هذه المحنة _بفضل الله سبحانه وتعالى_.<BR><BR><font color="#FF0000">هل رمت الرسوم البذيئة إلى تجييش أوروبا لاسيما الشعوب الوادعة فيها ـ إلا حد ما ـ في صف اليمين المحافظ الأمريكي وغيره؟ وما رؤيتكم لإفشال هذا المخطط إن كان صحيحاً؟ </font><BR><BR>سمعت كثيراً من التحليلات السياسية، لكن أنا أظن أنها مبالغ فيها نوعاً ما، يعني هناك من يقول: " إن هذه الرسومات من أجل أن تلفت انتباه العالم الإسلامي بعيداً عن أحداث في العراق"، ومنهم من قال: "من أجل تلفت انتباه العالم الإسلامي أو تشغلهم عما يجري في فلسطين" ومنهم من يقول لأسباب أخرى، فأنا أظن أن هذا الكلام ليس دقيقاً لسبب، السبب الأول أن الصحيفة صحيفة محلية داخل مجتمع الدنمارك، وهذا الذي أزعجهم أن المسألة انتقلت من البيئة الدنماركية إلى العالم الإسلامي كله، ولو كان المقصود منها هي قضية إثارة على مستوى أوروبا كلها لكان العمل أكبر من الدنمارك، لكن قد يكون تكرار الرسومات في أكثر من صحيفة في العالم الأوروبي عموماً، ونحن كنا خائفين من قضية -والظاهر أنها ظهرت- وهو أن ما جرى في الدنمارك هو عبارة عن بالون اختبار، فإذا نجحت الخطة تعمم في أوروبا، وقد تكون هذه مقدمة لذلك, وإذا كان كما تعلم من جهات تشتغل بالغرف المظلمة قد يكون عندها شيء من هذه التخطيطات، لكن فيما يظهر أنها هي عبارة عن عمل مستفز، عمل أريد منه مصلحة داخلية.<BR>ففي نظرة هؤلاء هي قضية إرساء دعائم الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير، ولسان حالهم يقول "نحن النصارى الموجودون في الدنمارك ارتضينا أن تكون النصرانية حكر على الكنيسة، أما في واقع الحياة لا بأس حتى أن نطعن بالمسيح _والعياذ بالله_ من الناحية العملية" فهم أرادوا أن يصبح الإسلام بهذه الطريقة، وأنا أجد أن هذا طبعاً يدل على جهل كبير بل على غباء وعدم وعي.<BR>فقضية التهويل من مسألة أن الصور مقصودة من أجل الإيقاع، أنا أظن ليست في الأصل إلا إذا قلنا في قضية اليمين المحافظ فيه أصابع خفية للصهيونية العالمية، الله أعلم. لكن يبقى أن يقال: " إن لم تكن هذه مقصودة في الأساس، إلا أنها قد تكون وُظِّفت بعد ذلك من أجل استغلالها لهذا الصدد"، لكن طبعاً هنا لا بد أن نبه لمسألة، أنه لا يجوز بحجة أن لا تستغل هذه القضية، أن يقف المسلمون ولا يعترضون على هذا المنكر. لأن المنكر يصل لمستوى الطعن بشخص النبي _صلى الله عليه وسلم_، وأجد أنه لا ينبغي أن يسكت عليها إطلاقاً تحت أي حجة وتحت أي مظلة، ولا حتى تحت مظلة الحنكة والحكمة والمسايسة. وأنا أظن أن هذا خطأ والله أعلم، بالعكس ينبغي أن يقاوم هذا الأمر.. لكن طبعاً ينبغي أن يتنبه المسلمون لهذه الأغراض، وأن نقاوم بطريقة هادئة فيها شيء من الحكمة والسياسة والعقل والوعي والإدراك. وأنا أظن أنه ما جرى الآن في العالم الإسلامي لا يخرج من هذا الإطار.<BR><BR><font color="#FF0000">لماذا يبني موقعكم لحد الآن اهتماماً كبيراً بمؤتمر كوبنهاجن ولا يأتي على ذكر مؤتمر المنامة؟ </font><BR>صراحة أذكر لك شيئاً أنه طلبت من الأخ الذي يتابع الموقع عملياً، أن يبدأ بالتركيز على موضوع مؤتمر البحرين. لكن نعذر الإخوة في الدنمارك، وأنا واحد منهم طبعاً، ولا أخفيك بعد أن كتبت مادة "زيارة عمرو خالد في الميزان" كان عندي كلام كثير، وددت أن أكتبه عن زيارة عمرو خالد، لكن حقيقة أنا خشيت أن تتحول الأمور من الاتجاه الصحيح إلى اتجاه آخر، ويصبح بدل أن تكون لنصرة النبي _صلى الله عليه وسلم_ تصبح من أجل النقد وغيرها. فأنا صراحة رغم أنني متألم جداً ومنزعج جداً من كثير من الإطلاقات التي أطلقها الأستاذ عمرو خالد، لأنه لم يكن واقعياً تماماً لما جرى في الدنمارك، بالعكس ذكر أموراً هي حقيقة مصطدمة بالواقع ولم تطابقه إطلاقا،ً ولا أخفيك إلى الآن بعض الإخوة يأتيهم كثير من التساؤلات، ما هو موقفكم من عمرو خالد؟ ومن مؤتمره؟ ولماذا لم تسجلوا موقفاً إلى الآن؟، كأن الإخوة لم يكتفوا بالموقف الأساسي فأرادوا مواقف متكررة، لكن أنا حتى تكون الصورة واضحة، أول شيء مؤتمر البحرين لم يعقد إلى الآن.. يعني المؤتمر سيُعقد وطبعاً الجهات التي دعت له ما شاء الله هي جهات عالمية، وطبعاً نحن الآن كمسلمي الدنمارك ممثلين بأشخاص، هؤلاء الأشخاص يعرفون المواضيع بتفاصيلها، وهم قادمون للبحرين، وأنا واحد منهم بإذن الله _عز وجل_ لكن يبقى أن مؤتمر البحرين لما يُعقد بعد، وسيكون فيه تغطية في موقعنا، وبعد أن يُعقد سيكون طبعاً هناك رصد لردات الفعل وغيره لهذا المؤتمر.<BR>لكن المشكلة أن مؤتمر عمرو خالد الآن سبب التركيز في بعض المسائل عليه، لأنه إلى الآن للأسف له أصداء سيئة في الدنمارك ،ولأجل ذلك نضطر للكتابة حول هذا الموضوع، لا أكثر من ذلك.<BR>فالتركيز على موضوع مؤتمر عمرو خالد أمر واقع، لا سيما أن مؤتمر البحرين في البحرين، وهو مؤتمر عالمي، أما المؤتمر السابق فكان في كوبنهاجن. فردات الفعل ستكون محلية، ونحن الآن لجنة داخل الدنمارك، ويحتاج الأمر إلى متابعة ومعالجة، علماً كما ذكرت في الفترة الأخيرة حاولنا كثيراً أن نكون هادئين وألا ننتقد نقداً شديداً في الموضوع. <BR>فنظن إن شاء الله قريباً _بإذن الله عز وجل_ موضوع مؤتمر البحرين سيفرض نفسه على الأحداث وسيضطر موقعنا وغيره من المواقع أن يتحدث عن مؤتمر البحرين، وليس عن مؤتمر عمرو خالد، علماً أنه بعض الناس يرى نتائج المؤتمر في كوبنهاجن كانت جيدة. أما أنا فأقول إنه يوجد خطأ في التعبير، لا يصح أن يقال: " إن نتائجه كانت جيدة" لأنه لو نظرنا لماذا عُقد المؤتمر والحملة الدعائية للمؤتمر، لا نجد أن النتيجة التي وصلوا إليه منسجمة مع هذه الدعوة.<BR>فما وصلوا إليه في المؤتمر مغاير لأهداف.. أنا ذكرت بالأمس في بعض القنوات الفضائية أنه هو نتاج ضغط الموقف الذي ذُكر في نهاية المؤتمر من طلب الاعتذار.. طبعاً طلب الاعتذار لم يكن مما يركز عليه الأستاذ عمرو خالد، بالعكس كان يقلل من شأنه، وكان يركز على مبدأ الحوار، لكن ذكر الأستاذ عمرو خالد للاعتذار الآن برأيي يدل على شيء، أنه هو أتى بشيء لكن وجد الواقع شيئاً آخر، وأنا أجد أن هذا في صالحنا نحن؛ لأننا _بفضل الله عز وجل_ نحن مسلمون قائمون والمسلمون في الدنمارك فنحن أعلم بالساحة الدنماركية، وأعرف بها، وكان الأولى بالأستاذ عمرو خالد حتى يُنجح عمله أن ينبثق وأن يخرج وأن ينسق مع الإخوة في الدنمارك، لأنهم سيعطونه الصورة حقيقة وهذا ما لم يفعله. <BR>أنا أظن أنه لما عايش الدنماركيين لمدة يوم لمس ما نعرفه من سنوات طويلة جداً، ولذلك اضطر أن يطالب بالاعتذار، فطلب الأستاذ عمرو خالد منهم الاعتذار أنا أظن سببه ثلاثة أشياء الشيء الأول لمسّ لمس اليد أن العالم الإسلامي كله لا يؤمن بهذا، وبالتالي لا بد أن يحافظ على رصيده في العالم الإسلامي. الشيء الآخر أنه لم يجد أي حظوة داخل مجتمع الدنمارك، فهو طبعاً أوهم بأنه سيتقبل رسمياً، وقد يستقبل من رئيس الوزراء أو حتى وزير الداخلية، للأسف لم يستقبل من أي جهة رسمية فيما أعلم، والأمر الآخر الأسوأ من ذلك؛ أن المؤتمر الذي عُقد في كوبنهاجن لم يكن فيه أي تنسيق رسمي، وهذه من الأمور التي انتقدتها في المؤتمر من قبل، قلت: " إن الحوار لن يكون مع خمسة مليون –هم عدد سكان الدنمارك- فإن كان فسيكون مع الجهة الرسمية السياسية وسيكون مع الجهة الرسمية كحكومة، لأنها ظهرت بأنها متعنتة وسيكون أيضاً مع جريدة اليولاند بوستن، وهذا لم يحدث.<BR>فالمقصد أنني أجد الأستاذ عمرو خالد أخطأ في حساباته، نحن لما انتقدنا يمكن بعض الإخوة لام أنه كان النقد شديداً بعض الشيء، ولكن هذا من حرقتنا، ولأننا متألمون في مجتمع الدنمارك، ولأننا فعلاً كنا نعيش في جوف الدنمارك، كنا نتصور مؤتمر عمرو خالد في داخل الدنمارك على أنه طوق نجاة للمجتمع الدنماركي على حساب المسلمين. فنحن كنا نربأ بالأستاذ عمرو خالد أن يخوض في هذه القضية. وأنا كلمته قبل أن يأتي الدنمارك بأسبوعين وشرحت له بعض الملابسات ووعدني أن يكلمني قبل أن يأتي. فنحن أردنا أن ننسق، لكن للأسف هو رجل استمر بهذه الطريقة... وأنا قلت في المؤتمر أنه الأصل أن يكون الحوار إما مع أصحاب الجريدة -وهم الذين عملوا هذا العمل السيئ- أو مع الحكومة، إلا أن الحوار لم يكن مع أناس من الحكومة ولم يكن هناك أناس من الجريدة أيضاً,, كان هناك سفير دنماركي سابق يقال إنه أسلم، وكان هناك مبشر بالديانة النصرانية، وكان هناك مستشرق، وكان هناك مسؤول قسم استراتيجي أو مركز دراسات استراتيجية دنماركية سورية أو شرق أوسطية.<BR>فالموضوع أخذ ناحية شعبية، وأنا أظن هذا سبب ثانٍ صدم الأستاذ عمرو خالد، والناحية الثالثة أن الأستاذ عمرو خالد انصدم جداً في ردة فعل الجالية. هو الآن يقال: " إنه التقى مع العديد من المسلمين في الجالية" لكن حقيقة يعرف أنه لم يلتق معهم، وإن التقى فقد التقى بنذر يسير جداً لا يمثل الجالية ولا أغلب الجالية، بدليل أنه على موقعه قبل المؤتمر كان يذكر أنه سيلتقي بالجالية يوم الأحد في موقع كذا ساعة كذا تاريخ كذا، هذا كله لم يحصل.<BR>طبعاً أنا لن أغفل أن كلامنا نقداً لمشروع عمرو خالد لم يدخل للنوايا نيته عند الله _عز وجل_ فأنا أظن _إن شاء الله عز وجل_ أنهم أرادوا الخير وأنهم لا يمكن أن يساوموا على نصرة النبي _صلى الله عليه وسلم_، وأنهم لما وجدوا أن هذا الجو ليس صحيحاً عادوا إلى ما كانت تقوله الأمة كلها فطلبوا بالاعتذار.. فنقول الآن طلبهم بالاعتذار لم يأت بشيء جديد، ولا يصح أن نسميه بنتائج باهرة للمؤتمر.. يعني كان بإمكان الأستاذ عمرو خالد أن ينقلها على قناة اقرأ وهو في مصر أو في لندن، أما تصوير القضية بهذه المحاورة أنه صار فيه حوار هادئ بين الشباب الدنماركي والشباب المسلم كان أظن حقيقة فيه كثير من التهويل وليس واقعياً تماماً.<BR><BR><font color="#FF0000">اطلعت كثيراً على مقالات حول المؤتمر وقرأت للأستاذ عمرو خالد قوله أنه مد يده إلا أنه لم يجد أيدي ممدودة من قبل الدنماركيين، وكثير من وسائل الإعلام الغربية ذكرت أن الحوار لم يكن هادئاً، ولم يخرج بنتائج إيجابية.. حتى من خلال الموجودين هناك قالوا نفس الكلام.. فهل هذا دليل على فشل المؤتمر.. وعلى أن الدنمركيين لم يكونوا متقلبين للحوار مع العالم الإسلامي؟ </font><BR>طبعاً في المجتمع الدنماركي كان يقال بصراحة " نحن لن نجري المؤتمر أصلاً من أجل أن نتحاور في القضية ونتنازل عنها، نحن أجرينا المؤتمر من أجل أن نفهم المسلمين معنى حرية الرأي عندنا، وسنتفهم دوافعهم العاطفية وبذلك تنتهي القضية". المشكلة أنه في أول يوم للمؤتمر كانت إطلالة إيجابية، في كلام الأستاذ طارق السويدان، عندما طلب بالاعتذار.. وكان شديد اللهجة، لكن للأسف الأستاذ عمرو خالد بقي أداؤه ليس على المستوى المطلوب، لأنه تكلم بطريقة فيها كثير من العاطفية، وهذا حقيقة تصلح في مجتمعاتنا الشرقية، لكنها لا تصلح في المجتمعات الغربية.. لأن العقل الغربي يحتاج إلى مقارعة، على بدأ حجة بحجة، أما أن ترسل له رسالة إيجابية تقول له فيها: " أنا أحبكم، أنا أحترمكم، أنا أريد أن أحاوركم" هذا كلام لا يجدي. ولذلك المرأة التي كانت تقابله كانت خبيثة جداً، قالت له "أنتم الآن جئتم من أجل هذه القضية، فإذا القضية ما حلّت ماذا نفعل؟ قال عندنا كثير من القواسم المشتركة نتكلم فيها"، فنجد أن الأستاذ عمرو وقع في أخطاء كان يجب ألا يقع فيها صراحة، وأنا أتمنى _إن شاء الله_ نكون استفدنا من هذه التجربة، وأتمنى أن يحضر في مؤتمر البحرين، وأتمنى أن ينقل هذه التجربة، لكن بعيداً عن منطلق الدفاع عن النفس، لأنني أقدّر للأستاذ عمرو جهوده، وطبعاً أي واحد مثله في موقعه وفي إطلالته الإعلامية قد يكون من الصعوبة أن تذكر السلبيات.. ولا بد أن تذكر له الإيجابيات أكثر، لكن أتمنى أن يكون عنده جرأة كافية لأن يذكر السلبيات والإيجابيات، حتى تكون الصورة موضوعية وواضحة ودقيقة، وحتى يشكر على إجابته للمؤتمر، وحتى هو وغيره يستفيد ويستدرك السلبيات لكي لا يقع فيها مرة أخرى.<BR><BR><font color="#FF0000">ما هي ورقة المسلمين الدنماركيين المقدمة لمؤتمر المنامة وما الذي تريدونه من الأمة وما الذي وددتم أن تلقوه ولم تلقوه حتى الآن من الأمة الإسلامية؟ </font><BR>نحن نثمّن كثيراً مما فُعل من العالم الإسلامي ونعتبره مبادرة طيبة ومشكورة جداً ولا نطالبه بما لا يطيق أصلاً، فنحن جزء من هذا العالم، ولو كنا في الغرب نحن نريد أن نتحاور ونتعاون مع بعض، وأن قيمة التحاور مهمة، وأن يكون الحوار أساسه مع المسلمين قبل أن يكون مع الآخرين، فنحن حقيقة ليس لنا مطالب كثيرة بمقدار ما أن مطلبنا يعني هو الاستفادة من هذه الهبّة الشعبية العارمة وتوظيفها لخدمة الإسلام، وليس لأغراض أخرى. فنحن حقيقة مرادنا أن يحس المسلمون في الدنمارك أنهم ليسوا لوحدهم وأن وراءهم المسلمين الحمد لله ينصرونهم يعضدونهم يؤيدونهم يحبونهم يساعدونهم، ونحن حقيقة إن كان لنا من مشروعات عملية خدمة للدعوة كوننا أقلية في المجتمع الدنماركي فنعلّق آمالاً بعد الله _عز وجل_ على العالم الإسلامي أن يمدنا سواء مادياً أو معنوياً بالعون من أجل إيصال هذه الرسالة التي تهم الدين إن شاء الله _عز وجل_.<BR><BR><font color="#FF0000">وما هي بالتحديد ورقتكم المقدمة للمؤتمر؟ </font><BR>كما ذكرت لك أول شيء، ذكر معاناة المسلمين في الدنمارك، لماذا وصل إلى هذا المستوى؟، مطالبة العالم الإسلامي أن يفعّل هذه الخطوات الشعبية حتى ترتفع إلى مستوى رسمي نوعاً ما وليس فقط شعبياً، من أجل أن تكون هناك مواقف ليست انتقاماً من أحد وليست كسراً لهيبة الحكومة الدنماركية كما يتصورا إلى غير ذلك، إنما فقط الذي نريده حقيقة إن لم يكن هناك اعتذار صريح وواضح من هذا الفعل السيئ فلا أقل من إشارات واضحة تطمئن المسلمين أن دينهم محترم، وأن مقدساتهم مهابة، وأن رموزهم لا يمكن أن يتطاول عليها بأي حرية أو بأي حجة، وأعتقد أن أهم مطلب هو التركيز في هذا المؤتمر على إتباع كل الوسائل المتاحة الضاغطة التي تساعد على استصدار قانون دولي فعلاً، لأنه قناعتنا الشخصية أن المجتمع الغربي الذي أصبح علمانياً أو بعيداً عن التدين، ما أظنه عنده دوافع من مسألة الشهامة والكرامة والأخلاق العالية حتى يرتدع عن مثل هذه الأعمال مجددا، بلً يحتاج إلى قانون حتى يضبطه. المجتمع الغربي حقيقة القيم عنده هي القانون، قانون يردعه عن شيء ويمنعه من شيء، فأظن أن استصدر مثل هذا القانون سيكون خير عظيم بإذن الله _عز وجل_. وأن هذا كلام في وثيقة الأستاذ عمرو خالد في رسالته قلت له: " إن كلمتك أن القضاء ليس مهماً، المهم الحوار.. فإذا كنت قادراً فتعال حاورهم عن الهولوكست.. مع العلم أنك لن تستطيع أن تحاورهم"، الدنمارك جزء من أوروبا، أوروبا كلها.. القانون يمنعك أن تلقي ورقة في الطريقة،ولو ألقيتها ستعاقب، وبالتالي قبل أن تلقيها ستفكر.. فإذا استصدر مثل هذا القانون سنستريح مما يسمى من صدام الحضارات وصراع الحضارات، سنستريح من هذه المشكلة كلها، فأنا أظن استصدار مثل هذا القانون سيكون جيداً جدا،ً ليس فقط في الدنمارك لكن أيضاً في غير الدنمارك.. وأظن إذا وقع مثل هذا الأمر سيكون فاتحة خير وبإذن الله، سيدعم المسلمين دعماً كبيراً جداً، يعني بإيجاز نحن نريد من هذا المؤتمر أن يكون واضحاً في دعمه لمسلمي الدنمارك، وأظن أصلاً ما انعقد إلا من أجل ذلك، فنحن وإياهم شيء واحد مطالبنا ومطالبهم واحدة إن شاء الله.<BR><BR><font color="#FF0000">علمنا أن اللجنة سوف تتابع رفع دعوى قضائية ضد الصحيفة الدنماركية بعد إعلان المدعي العام في الدنمارك عدم قبول الدعوى.. إلى أي مدى قد تذهب اللجنة في رفع الدعوى ومتابعتها؟ ثم ما هي الجهة التي قد تلجأ إليها الآن؟ </font><BR>عندنا مكتب محاماة بالتنسيق مع الإخوة في اللجنة العالمية، وعندنا مكتب محاماة في الدنمارك ومحامون في أمريكا يتابعون القضية، طبعاً فيه إجراءات قانونية، لا بد من أخذها واعتبارها، لكن الفكرة الأولى هي التوجه إلى المحكمة في الاتحاد الأوروبي، إن لم يكن فمحكمة دولية.. المهم رفع القضية..<BR>وللعلم فإن المدعي العام لم يرفض فقط القضية، إنما رفض رفع الدعوى في أي محكمة في الدنمارك، فالآن الأبواب أغلقت أمامنا في الدنمارك ولم يعد أمامنا إلا الالتجاء للنواحي الدولية. وطبعاً التجاؤنا للنواحي الدولية فقط هو عبارة عن رسالة أننا مستمرون وماضون في حقنا، ولا قدر الله قد نخذل كما خذلنا في الدنمارك، وهذا ما لا نرجوه إن شاء الله، لأن الجو العام الدولي الظاهر أنه يؤيد أن مثل هذه الإهانات من العيب أن تستمر.. فأنا أظن أن يكون من الحكمة أن تبقى في المحاكم الدولية.. بل أنا أقول كان من الحكمة في المجتمع الدنماركي أن يقبل هذه الدعوى، ولكن أظن أنهم تصرفوا بشيء من الاستعجال وعدم الوعي، ولو حاولت الحكومة أن تتبرأ وتقول "ليس لي علاقة لأن المدعي العام هو الذي فعل هذا الفعل" إلا أن المدعي العام لم يكن على مستوى الحدث، لأنه لو تعامل مع القضية بحنكة وبسياسة لقبل الدعوى من أجل أن يمتص نقمة العالم الإسلامي من جهة، وأن يرسل رسالة واضحة للعالم أننا نحترم الدين وسننظر في هذه القضية.. وطبعاً كما لا يخفى أن القضية ستطول، قد تتأخر سنة، أو سنة ونصف، ما بين مرافعات ومداولات وغيرها، ويمكن أن ترفض فيما بعد.. لكن الآن تعطي إشارة مهمة.<BR>أما الآن في هذا الوقت فالعالم كله ملتهب بهذه الصورة، ثم يأتي المدعي العام ليقول: " أنا لن أقبل الدعوى" فأنا أظن أنه من أنواع صب الجاز على النار كما يقولون، وهذا خطأ كبير وأظن أن الحكومة الدنماركية أدركت خطورة هذا الموقف ولذلك للأسف، وهذه معلومة يمكن أن تكون غير معروفة لدى الجميع، أنه نحن كمسلمين، لم يتم إبلاغنا بقرار رفض المدعي العام عن طريق المحامي، ولا حتى عن طريق المحكمة، ولا برسالة من المدعي العام، ولكن عن طريق جهاز المخابرات، بمعنى أن جهاز المخابرات هو الذي استدعى الأئمة، وهو الذي ترجم لهم الدعوى ورد المدعي العام، وسلمها لهم، وطالبهم بالتهدئة، وألا تستغل هذه الرغبة في تهييج الشعب.<BR>وأنا حقيقة عاتبت الذين أتوني إلى البيت من المخابرات، وقلت لهم: " أنتم مصرون على التعامل مع القضية من ناحية أمنية، ونحن مصرون على التعامل معها من ناحية ثقافية وفكرية، وأنتم أحرار".<BR>وأنا صراحة أظن عندهم تخبطاً كثيراً، الآن آخر خبر جاءنا من إخوة في الدنمارك أنه حتى الحزب العنصري الذي يدعم الحزب الحاكم، والذين يشكلون أغلبية برلمانية، ويشكلوا الحكومة، فيما بينهم خلاف قوي الآن، بين الحزبين من جهة، وداخل كل حزب من جهة. لأن الحقيقة أدركوا أن الحكومة بسياستها الرعناء أقحمت الدنمارك وأدخلتها في دوامة صراع، هي في غنى عنها.<BR>وقد قال أحد الإعلاميين: " إن مجتمع الدنمارك مجتمع متحضر ومتطور، وعندنا حرية رأي، ولا يستطيع رئيس الوزراء أن يعتذر عن فعل فعلته الصحيفة". فقلت له: "لا تلقي علي بهذا الكلام، لأن عندنا النرويج مثالاً، وعندنا السويد مثالاً، وكلاهما مجاوران وبلد اسكندنافي، وعندنا أكبر من ذلك فرنسا، فرنسا اعتذرت على لسان رئيسها جاك شيراك عن الرسومات.<BR>وأعتقد أن رئيس الوزراء ينطلق في مواقفه من نظرته الضيقة المحدودة داخل الدنمارك، لمصالح انتخابية بحتة، ولأنه لو قال كلاماً يرضي المسلمين؛ سيسخط عليه الحزب العنصري، وبالتالي سيسقط.. فأنا أراه بهذه الطريقة أناني جداً، عندما يغلّب مصلحته الشخصية وبقاءه على الكرسي على مصلحة الدنمارك.. وأنا قلت مرة -وأنا مُصِرّ على كلمتي-: " إن ما خسرته الدنمارك كسمعة هي أكبر بكثير من خسارتها المادية"، الخسارة المادية تعوّض، أما سمعة الدنمارك التي كانت تُضرب بها المثالية كالسويد، أنها مجتمعات مرفهة هادئة طيبة اجتماعياً رائعة جداً، أظن أنهم أقحموا أنفسهم في صراع هم في غنى عنه.<BR><BR><font color="#FF0000">كانت الدنمرك تحاول الحصول على مقعد أو عضوية في لجنة إنسانية عالمية، ويبدو أن أحداث نشر الرسوم الكاريكاتيرية أفشلت حصولها على ذلك. </font><BR>صحح، هم قد قدموا هذا الطلب في الأمم المتحدة، وعندما علمت منظمة المؤتمر الإسلامي توجه الدنمرك لذلك، اتفقت الدول الإسلامية فيما بينها على ألا يدعموا الدنمارك في ترشيحها لمثل هذه اللجنة؛ لأنهم الآن عملهم غير منسجم أبداً مع مثل هذه اللجنة، وإلى الآن لم يحدث شيء جديد.<BR><BR>وبالنسبة لموقف الأمين العام للأمم المتحدة، فإنني أراه جيد، بل أنا أجد مواقف العالم كله، حتى الفاتيكان في روما، كان موقفهم جيد، وهذا طبعاً يؤدي إلى حصر الدنمارك في زاوية، وإذا لم نحصل من الدنمارك على اعتذار واضح وصريح لا بد من خطوات معينة، تضيّق على الدنمرك.<BR>الآن يوجد كلام كثير داخل الدنمارك كطرح للخروج من المأزق، كأن يكون في سقوط الحكومة وإعادة انتخابات مبكرة، والإتيان بحكومة إنقاذ وطني إن صحت التسمية، فأنا أظن أن هذا قد يكون مخرجاً جيداً. لكن المشكلة أنه ليس هناك جرأة في طرح مثل هذا الموضوع، لسبب أن طرح مثل هذا الموضوع قد يُشعر بأن المسلمين -وهم قِلّة- قد انتصروا على الدنماركيين، وهم الكثرة، فالظاهر كتخريج سياسياً قد يُنتظر حتى تهدأ الأمور في العالم الإسلامي، حتى يُسكت نوعاً ما عن موضوع الرسومات، وتمر فترة زمنية معينة، بعد محاورات ومناورات سياسية، بعدها لا بد أن تسقط الحكومة. لأنه حقيقة هناك أصوات من عقلاء في الدنمارك -وهذا أمر جيد من سياسيين مخضرمين من وزراء سابقين ومن رؤساء أحزاب حتى الحقوقيين- يشير على فشل الحكومة. وهناك كلام إيجابي جداً، كمثال ما حصل مؤخراً خلال محاضر في الجامعة الدنماركية، حيث تم تقديم ستين ألف توقيع للخارجية الدنماركية، طالب فيها الموقعون بالإسراع بإيجاد حل سلمي للقضية.<BR><BR><font color="#FF0000">بعد الحصار لعمل المؤسسات الخيري بعد أحداث سبتمبر ألا ترون أن العمل الدعوي مقبل على حصار مماثل بعد الأزمة الحالية للرسوم الدنماركية؟ </font><BR>بالعكس أنا أظن أن ما حدث عكس ذلك، بسبب أن أحداث 11 سبتمبر كانت من ناحية أمنية، أما الآن فلا شيء أمني بفضل الله _عز وجل_، هي مسألة ثقافية فكرية بحتة. فأنا أظن أنه لا خوف من هذا الموضوع، بالعكس فهو قد يكون فاتحة خير لعمل متطور أكثر.. وبتصوري فإن الحصار الذي كان مضروباً على الدعاة إلى الله _عز وجل_ حتى لا يقدموا إلى الغرب، قد زال _إن شاء الله عز وجل_ ونحن الآن في مؤتمر البحرين ننظم ونسعى إلى تنظيم إتيان ثلة من الدعاة وكوكبة طيبة منهم لعقد مؤتمر إسلامي في كوبنهاجن للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالإسلام، فلا هناك خوف من هذا _بإذن الله عز وجل_.<BR><BR><font color="#FF0000">وأخيراً.. ما مدى تأثير المقاطعة الاقتصادية الشعبية على الحكومة والشركات الدنمركية؟ </font><BR>المقاطعة أخي الكريم لا شك أنها مؤثرة، والذي يقول غير ذلك يكون مكابراً. وأنا أجد أكبر دليل على أنها مؤثرة أن الحكومة اضطرت أن تقول كلاماً تدعي أنه نوع من أنواع الاعتذار، في وقت مر أربعة أشهر لم تتنازل خلاله عن أي شيء أبداً. فالمقاطعة حقيقة مضرة، ولعلمك فإن المجتمع الدنماركي يعتمد اقتصاده على الضرائب المأخوذة من الشركات، فعندما تتضرر الشركات تتضرر الحكومة. فالضرر موجود موجود، والمجتمع الدنماركي يخاف من هذا الأمر، فأظن أن المقاطعة هي السلاح الوحيد بأيدي المسلمين الآن، بدليل أنه عندما طلب السفراء العرب والمسلمين مقابلة رئيس الوزراء، لم يكونوا قد وضعوا قضية المقاطعة في أجندتهم، اقترحوا فقط قضية الحوار والنقاش وقضية المناظرة الفكرية الثقافية.. ولم يستقبلهم رئيس الوزراء آنذاك.<BR>لكن لما الدنمارك تعنتوا وظنوا أن بأيديهم القوة، التجأ العالم الإسلامي لقضية المقاطعة فأنا أظن أن أي إنسان من الخطأ أن يلقي من يده هذا السلاح، وأخشى أن يكون ذلك في غير وقته.<BR>وأنا كإنسان مقيم في الدنمارك، لم ألمس عملياً أثراً للمقاطعة، لكن مما أعرفه من التقارير الاقتصادية وغيرها أن الأثر كبير جداً، وأن هناك انزعاجاً كبيراً، وهذا طبعاً نتج عنه أن بعض الشركات المتضررة تعاطفت مع المسلمين، خاصة التي لها مصالح في الشرق الأوسط، والتي تعرف قيمة هذا الموضوع.. فأظن أنه يمكن أن يستفاد من المقاطعة كوسيلة ضغط على المجتمع الدنماركي، حتى يغير مساره عكساً.. وأنا أظن أن كل شيء يمكن أن يفضي إلى نصرة النبي الكريم _صلى الله عليه وسلم_ يجب أن يتبّع ولا يقطع.<BR><br>