اللواء صلاح سليم: إفشال حماس نجاح لـ"إسرائيل" لا لفتح..الموساد ربما ضالع بتفجيرات سيناء
19 ربيع الثاني 1427

<font color="#ff0000"> إفشال حكومة "حماس" لا يعني نجاحاً لحركة "فتح".<BR>مطلوب حل عربي عاجل لمنع وجود "رأسين للجسد الفلسطيني"<BR>خطة أمريكية "إسرائيلية" أوروبية لإفشال حماس شاركت فيها "فتح"<BR>السعودية ومصر وقطر والإمارات والجزائر أوفوا بالتزاماتهم، والكويت مؤخراً.<BR>ديون السلطة بلغت 1.7 مليار دولار وعجز الميزانية سجل 750 مليون دولار!!<BR>حكومات عربية وغربية تقف ضد إقامة حكم إسلامي التوجه أو المرجعية بالمنطقة.<BR>إفشال حماس ضربة للحركات الإسلامية الداعية لنظم حكم ذات مرجعية إسلامية.<BR>جماعة بثقل "الإخوان" لن تقف مكتوفة الأيدي أمام إفشال باكورة تجاربها في الحكم<BR></font><BR><font color="#0000ff"> أجرى الحوار : همام عبد المعبود </font><BR>كشف (الخبير الاستراتيجي) اللواء أركان حرب صلاح الدين سليم، (مستشار المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط) ، عن وجود مخطط "سري" لإفشال حكومة"حماس"، تقوده "إسرائيل"، وترعاه الولايات المتحدة الأمريكية، وتشارك فيه دول غربية وأخرى "عربية"، تورطت فيه أطراف من حركة "فتح"، محذراً من أن "إفشال حماس سيجر المنطقة لعواقب وخيمة، ولن ينفع سوى الاحتلال الجاثم على أنفاس الشعب الفلسطيني".<BR>وقال اللواء صلاح الدين سليم (العضو بالمجلس المصري للشؤون الخارجية التابع لوزارة الخارجية المصرية)، في حوار مع مراسل موقع "المسلم" بالقاهرة :" مطلوب حل عربي عاجل لرأب الصدع وحتى لا يقع الشعب الفلسطيني فريسة لخطة تستهدف تجويعه وتركيعه"، معتبراً أن "إفشال حماس ضربة للحركات الإسلامية الداعية لنظم حكم ذات مرجعية إسلامية في المنطقة".<BR>وحذر سليم، الأستاذ الزائر للاستراتيجية وأسلحة الدمار الشامل بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، من تأخر أو تراجع الدول العربية عن دعم الحكومة الفلسطينية، في وقت بلغت فيه ديون السلطة 1.7 مليار دولار، ووصل عجز الميزانية إلى 750 مليون دولار!!"، مشيراً إلى أن " خمس دول عربية فقط أوفت بالتزاماتها المالية تجاه الشعب الفلسطيني، وهي: السعودية ومصر وقطر والإمارات والجزائر، إضافة إلى الكويت التي استجابت مؤخراً بعد زيارة الدكتور محمود الزهار (وزير خارجية فلسطين)".<BR><font color="#0000ff"> تفاصيل الحوار ... </font><BR><font color="#ff0000"> الواقع يشير إلى أن هناك من يسعى لإفشال حكومة حماس المنتخبة، وإظهارها في صورة العاجز... في تقديركم من يقف خلف هذا المشهد ويحرك خيوط المؤامرة ضد حماس؟ </font> <BR>القوة الرئيسة التي تريد التخلص من حكومة حماس، وتسعى لإفشالها هي حكومة الاحتلال "الإسرائيلي"، مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، التي أعطت الضوء الأخضر لـ(رئيس الوزراء المكلف) إيهود أولمرت لكي ينفذ خطة الفصل والانسحاب من جانب واحد في الضفة الغربية، تماما كما فعل شارون في غزة وإن كانت حفظا لماء الوجه تقول بأنها لن تعترف بحدود "إسرائيل" كخطة نهائية.<BR>الخطة الأمريكية "الإسرائيلية" الأوربية تهدف إلى ضرب الاقتصاديات الفلسطينية، وتدهور مستوى معيشة المواطن الفلسطيني، وكذلك تعميق الشقاق بين حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، وبصفة خاصة حركة فتح التي خسرت الانتخابات التشريعية الأخيرة بسبب توقف مسيرة الحلول السياسية منذ سبتمبر 2000م، وبسبب الفساد المستشري في السلطة والذي يعد آفة الحكومات العربية.<BR><font color="#ff0000"> ما هي في نظركم ملامح المؤامرة ضد حماس عربيا وغربياً أو داخليا وخارجياً ؟ </font> <BR>المؤامرة ضد حكومة حماس أطرافها أربعة، عدوها اللدود "إسرائيل"، وحامي حمى الاحتلال في المنطقة "أمريكا"، والطرف المغلوب على أمره "أوربا"، فضلا عن أطراف - للأسف – عربية إما بفعل الضغوط أو بفعل الخوف من تصدير حماس حكومتها إذا نجحت لجيرانها العرب.<BR>وقد وصل الأمر إلى حد التنسيق مع أطراف من حركة فتح وبين أمريكا و"إسرائيل" لتقويض حكومة حماس، فقد عقد في شهر فبراير الماضي اجتماع في معهد "جيمس بيكر للسياسة الخارجية"في مدينة "هيوستن" بولاية تكساس الأمريكية حضره جبريل الرجوب، وممثلو وكالة المخابرات الأمريكية، وبعض المسئولين "الإسرائيليين" من الخارجية والموساد، للتخطيط لأعمال مضادة، ووضع خطة سرية لتقويض وإفشال حكومة حماس.<BR>وقد شملت الخطة طلب الرئيس أبو مازن من حماس تخليها عن الحكم بدعوى فشلها في أداء مهامها بما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني، تمهيدا لإجراء انتخابات جديدة في شهر سبتمبر القادم، لكن نسي هؤلاء جميعا أن حماس تملك الأغلبية في المجلس التشريعي، وأنه بإمكانها إسقاط أي حكومة تشكل رغماً عن أنفها، وأن فشل حماس لا يعني نجاح "فتح" وإنما نجاح الاحتلال !<BR><font color="#ff0000"> ما هي انعكاسات إفشال حماس على التيار الإسلامي المعتدل والمتشدد ؟ </font> <BR>بلا شك فإن إفشال حكومة حماس هو ضربة موجهة ضد الحركات الإسلامية الداعية لقيام نظم حكم ذات مرجعية إسلامية، بهدف تحقيق العدل والتكافل في أركان المجتمع، ومن ثم إفشال المشروع السياسي الإسلامي.<BR>وقد أدركت حركة حماس مبكراً أن هناك مؤامرة مدبرة لإفشال حكومتها، ولعل هذا يبدو واضحا من حديث رئيس وزراء حكومة حماس إسماعيل هنية، عندما خرج عن هدوئه المعتاد وهو يخطب الجمعة خلال شهر أبريل 2006م، بمخيم جباليا، وأعلن أنه على علم بأن هناك من يخططون لإفشال حكومة حماس، غير أن هؤلاء يغفلون أن إفشال حماس سيكون له عواقب وخيمة لا يعلم مداها إلا الله.<BR><font color="#ff0000"> هل هناك علاقة بين توقيت الحملة على حماس، وظهور ابن لادن و الزرقاوي وتفجيرات دهب؟ </font> <BR>ربما كانت هناك بعض الخيوط التي تربط بين تفجيرات سيناء وتنظيم القاعدة الذي تفكك فعلياً منذ أكتوبر 2001م، وإن بقي كخلايا عنقودية، وإن ظل فكراً موجوداً في عدد من الدول العربية، ولا نستبعد أن يكون هناك من يخطط أو يسعى للاستفادة من هذه الأحداث وتوظيفها لتسهيل مهمة إفشال حماس من خلال وضع المنطقة تحت ضغط التوتر وإيقاظ الحديث من جديد حول الإرهاب، خاصة بعد النجاحات التي حققها التيار الإسلامي المعتدل هنا وهناك على صعيد الانتخابات البرلمانية.<BR>أما تفجيرات سيناء فقد تكون ذات علاقة ما بالقاعدة، ولا نستبعد أن يكون هناك دور للموساد الإسرائيلي هدفه إشعال المنطقة، ولا أعتقد ان هناك من يقول بان حركة حماس لها أدنى صلة بمثل هذه التفجيرات، فلا يعرف عن حماس- منذ نشأتها- القيام بأي عمل مناهض لأي نظام أو حكومة عربية؛ لأنها وحدت عدوها في الاحتلال الإسرائيلي، وحددت هدفها في تحرير الشعب الفلسطيني. <BR><font color="#ff0000"> ما هي انعكاسات إفشال حماس على البرنامج الإصلاحي والخيار الديمقراطي في العالم العربي؟ </font> <BR>من غير شك فإن هناك عدد من الحكومات العربية فضلا عن الحكومات الغربية لا تريد إقامة حكم إسلامي التوجه، أو إسلامي المرجعية، في العواصم العربية، ولا شك بأن حكومة حماس، التي تحسبها أمريكا، وربيبتها في المنطقة "إسرائيل" على التوجه الإسلامي المتشدد، قد التزمت بالتهدئة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي طبقاً لاتفاق القاهرة في مارس 2005م، بصورة فاقت كتائب شهداء الأقصى في وقف العمل المسلح لكن لا يزال هناك من يريد لحماس ألا تقوم.<BR>غير أن هؤلاء جميعاً نسوا حقيقة هامة وهي أن فشل حكومة حماس سوف يعني – من جهة أخرى- العودة من جديد إلى حمل السلاح كخيار وحيد، وهو ما لا أظن أنه في صالح تلك الحكومات العربية ولا حتى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن الذي كانت حماس من قبل نقطة ضعفه الوحيدة في جلوسه على مائدة المفاوضات. <BR><font color="#ff0000"> من أشد الملفات حساسية وتحديا لحكومة حماس .. الملفان الاقتصادي والأمني .. فهلا تفضلتم بقراءة ما بين السطور فيهما، ووضع النقاط على الحروف ؟ </font><BR>دعنا نحلل الأمور بوضوح؛ فلاشك أنه كان يجب على حماس أن تتمسك بتشكيل حكومة وحدة وطنية، تضم أطرافا فلسطينية أخرى، لتضمن تأييد الشارع الفلسطيني، وتحمل المواطنين التبعات الاقتصادية للموقف الإسرائيلي الأمريكي المتعنت والمتربص، مع علمنا بأنها بذلت بعض الجهد الذي قوبل بعدم ترحيب من حركة فتح على وجه الخصوص.<BR>أما عن الوضع الاقتصادي فهو خطير للغاية؛ فديون السلطة بلغت 1.7 مليار دولار، كما أن عجز الميزانية في العام الحالي سجل 750 مليون دولار، والدول العربية لا تفي بالتزاماتها تجاه السلطة الفلسطينية والتي تبلغ 50 مليار دولار، باستثناء 5 دول هي المملكة العربية السعودية ومصر وقطر والإمارات والجزائر، وأخيرا استجابت الكويت بعد زيارة الدكتور محمود الزهار (وزير الخارجية في حكومة حماس).<BR>والمطلوب أن تتحرك الدول العربية في هذا الاتجاه لتقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني الذي تخطط أمريكا وإسرائيل لتجويعه لإثبات فشل حكومة حماس، خاصة بعد أن استجابت بعض الدول الأوربية المانحة، للدعوة الأمريكية الإسرائيلية بوقف الدعم المالي عن حكومة حماس، مشيرة إلى أنها من الممكن أن تقدم الدعم لـ(الرئيس الفلسطيني) محمود عباس (أبو مازن) شخصياً أو للمنظمات العاملة في مجال الدعم الفلسطيني !<BR><font color="#ff0000"> وماذا عن الملف الأمني؟ </font><BR>كذلك الحال بالنسبة للموقف الأمني؛ فهناك مشكلة حقيقية تتمثل في إصرار الرئيس أبو مازن على التمسك بالسيطرة على الأمن الوطني والمعابر وهو الأمر الذي كان يرفضه عندما كان رئيساً للوزراء في رئاسة (الزعيم الراحل) ياسر عرفات، بل ومن المفارقة أن أبو مازن خاض صراعا مع عرفات عام 2003 لتحويل منصب رئيس ديوان الموظفين من سلطة الرئيس إلى سلطة رئيس الوزراء.<BR>فقد أقدم على ضم المعابر الحدودية إلى صلاحياته وأرسل قوات حرس الرئاسة لإدارتها بدلاً من الشرطة التابعة لوزير الداخلية بعد أن هدد المراقبون الأوروبيون على معبر رفح بالانسحاب إذا أشرفت حكومة حماس على المعبر. <BR>كما ضم أبو مازن أيضاً قوات الأمن إلى صلاحياته لتفادي اعتبارها قوات معادية من قبل "إسرائيل" التي أعلنت أنها ستعتبر رجال الشرطة أعداء إذا كانوا تابعين لحكومة حماس التي يتزعمها إسماعيل هنية. <BR>وعليه فإن حلاً عربيا وإسلامياً مطلوباً على وجه السرعة منعاً لوجود "رأسين للجسد الفلسطيني الواحد"، أو كما يقول خبراء العلوم السياسية لمنع وجود صراع بين سلطتين، إحداهما منتخبة من الشعب الفلسطيني برئاسة إسماعيل هنية، والأخرى مدفوعة من الخارج يتزعمها (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس، وهو ما يعقد الأمور خاصة في ظل غياب برنامج موحد من الفصائل وبطء شديد في تنفيذ بنود اتفاق القاهرة الموقع في مارس 2005م، والذي يقضي بالاتفاق على البرنامج المرحلي.<BR><font color="#ff0000"> ولكن هل تعتقد أن حركة حماس ستستسلم لمحاولات إفشال حكومتها؟، وأن جماعة الإخوان المسلمين ذات التواجد الكبير في معظم الدول العربية ستقف دون تقديم العون لحماس ودعمها وتأييدها لإكمال مسيرتها بنجاح؟ </font><BR>بالطبع فإن حركة حماس لن تستسلم لهذا المخطط، بل إن المتوقع أن تتمسك بدورها وتصمم على النجاح، لأنها تدرك جيداً أن إعلان فشلها سيشوه صورتها ويقلل من شعبيتها وربما أفقدها مصداقيتها التي راهن عليها المواطنون الفلسطينيون الذين انتخبوها ووقفوا وراءها حتى تصل لكرسي الحكم.<BR>كما أن جماعة في ثقل "الإخوان المسلمون"، وتواجدها في الشارع العربي سوف لن تقف مكتوفة الأيدي لتشاهد مسرحية إفشال باكورة تجاربها في الحكم، حيث تراهن الجماعة على نجاح حماس في إدارة دفة الحكم ليكون نموذجاً قابلاً للتطبيق والقياس عليه في أي دولة عربية أخرى، خاصة بعد فوزهم في الانتخابات ووصولهم للبرلمان في عدد من الدول العربية مثل الأردن واليمن والسودان والجزائر والمغرب وأخيراً في مصر.<BR>وذلك انطلاقاً من فشل حكومة حماس سيكون له آثار سلبية على الحركة في كثير من البلدان العربية التي سيروق لأنظمتها ضرب المثال بحكومة الإخوان التي فشلت في فلسطين، ومن ثم فإن الجماعة ما فتئت تصدر البيانات، وترسل الرسائل، وتلقي الخطب، تدعو فيها لدعم حكومة حماس في معركتها لإثبات الوجود، وتحذر من السماح بإفشالها وما يمكن أن يخلفه من آثار سلبية على قضية فلسطين.<BR>******************<BR><font color="#ff0000"> من هو اللواء صلاح سليم؟ </font><BR>* لواء أركان حرب صلاح الدين سليم.<BR>* من مواليد شهر نوفمبر عام 1941م، بمدينة القاهرة.<BR>* تخرج في كلية العلوم جامعة القاهرة عام 1962م، ثم تخرج في الكلية الحربية عام 1963م.<BR>* حصل على درجة الماجستير في العلوم العسكرية من موسكو عام 1969م.<BR>* وحصل على زمالة أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 1985م.<BR>* شارك في حروب عام 1967م، وحرب الاستنزاف، وكان قائداً لإحدى الكتائب العسكرية في حرب السادس من أكتوبر العاشر من رمضان المجيد عام 1973م.<BR>* شارك في حرب تشاد الأولى والثانية عامي 77 و78، خلال عمله ملحقاً حربياً.<BR>* عمل رئيساً للبعثة العسكرية المصرية في الكونغو.<BR>* عمل مديراً مساعداً لكلية الحرب العليا.<BR>* عمل مستشاراً لقيادة القوات المسلحة في الإمارات.<BR>* يعمل مستشاراً للمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط.<BR>* عضو بالمجلس المصري للشئون الخارجية التابع لوزارة الخارجية المصرية، وهو مؤسسة للتفكير والتخطيط واقتراح الخيارات والسياسات بوزارة الخارجية.<BR>* عضو مجلس إدارة المركز القومي للعلوم والآداب بجامعة المنيا.<BR>* عضو مجلس الأمناء بمركز الحرية للدراسات الإستراتيجية.<BR>* أستاذاً زائراً لمادة الإستراتيجية وأسلحة الدمار الشامل بأكاديمية ناصر العسكرية العليا.<BR>* ألف تسعة كتب في السياسة والعسكرية والإستراتيجية، فضلاً عن عدد كبير من الأبحاث والدراسات والمقالات الدورية في كبريات الصحف والمجلات المتخصصة. <BR><br>