الشاعر: تراجع حماس عن الحسم العسكري ليس تنازلا والرئيس لم يربط الحوار بمؤتمر الخريف
8 ذو القعدة 1428

<font color="#0000FF">مؤتمر دمشق رسالة للمفاوض الفلسطيني انه لا يحظى بالتفويض المطلق لعقد أي تفاهمات<BR>المبادرات المطروحة على الساحة متشابهة والمطلوب استعداد حقيقي لدفع استحقاقات الحوار من الطرفين<BR>المناكفات والضغط الدولي والتدخلات الخارجية أفشلت حكومة الوحدة<BR>حماس لم تربط الحوار بوقف الاتصالات مع الإسرائيليين وهي موافقة عليه دون شروط مسبقة<BR>شريحة كبيرة من الفلسطينيين "كفرت" بالسياسة الحالية ولن أتردد في خوض أي تجربة تعيد اللحمة</font><BR><BR><font color="#ff0000">أجرى الحوار من نابلس: سامر خويرة</font><BR><BR>يجمع المراقبون على أن الدكتور ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء في الحكومة العاشرة التي شكلتها حركة حماس عقب فوزها في الانتخابات التشريعية، ووزير التربية والتعليم في الحكومة الحادية عشرة (حكومة الوحدة الوطنية) التي تشكلت بعد اتفاق مكة ووثيقة الوفاق الوطني، على تسميته "برجل التوافقات الفلسطينية"؛ فهو من الشخصيات التي عليها إجماع وطني، تمتلك من سمات وقدرات أن تنبذ الفصائلية وتصل إلى تعبيرات سياسية وحزبية ومواقف إيجابية تتجلى على مساحة الوطن. فهو "صمام أمان" مارس وما زال دورا جوهريا في وقف حالة الاستقطاب السياسي.<BR><BR>ولد الشاعر عام 1961 في قرية "سبسطية" قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، وأكمل دراسته الثانوية فيها. وفي عام 1985 حصل على درجة البكالوريوس في الفقه والتشريع من قسم الدراسات الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية.<BR>وفي عام 1989 حصل على درجة الماجستير من جامعة النجاح الوطنية أيضا. ومن ثم حصل على درجة الدكتوراة من قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة مانشستر ببريطانيا وذلك عام 1996، والتي عقد فيها مقارنة بين الإسلام واليهودية، مع التركيز على مكانة المرأة في الديانتين.<BR><BR>يتمتع الشاعر منذ وجوده على مقاعد الدراسة في الجامعة بشخصية قيادية فذة، ما أهله حينها إلى الترشح لانتخابات مجلس اتحاد الطلبة في جامعة النجاح الوطنية عام 1981، حيث فاز بأعلى الأصوات، وأصبح رئيسا للمجلس. فهو يمتلك شخصية مؤثرة في شتى الاتجاهات، فهو على حد وصف البعض له "عامل وحدة.. وموضع إجماع وطني".<BR><BR>ويتميز الشاعر بنشاط يصفه البعض بأنه غير طبيعي، فهو "دينمو" بحق، فيشهد له حضوره الكثيف في الندوات والمحاضرات والمؤتمرات واللقاءات الإعلامية، ما أكسبه المزيد من الخبرات والمؤهلات التي حفلت بها سيرته الذاتية.<BR> <BR>ونظرا لما تر به الساحة الفلسطينية حاليا من انقسام شديد، على كافة المستويات، وحالة الاستقطاب العنيفة ما بين الفصيلين الكبيرين "حماس وفتح". وما اقتراب انعقاد مؤتمر الخريف الذي دعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية وتزامنه مع مؤتمر دمشق الذي ستنظمه الفصائل الفلسطينية عدا فتح في العاصمة السورية. ومع استمرار اللقاءات الفلسطينية الإسرائيلية وغيرها من المستجدات المتسارعة على الساحة الفلسطينية، كان لا بد من لقاء مع د. ناصر يشرح لنا موقفه ونظرته للأمور، فكان اللقاء التالي الذي انفرد به موقع "المسلم".<BR> <BR>• <font color="#ff0000">رؤيتكم لآخر التطورات على الساحة الفلسطينية؟</font><BR>الأوضاع لا زالت مغلقة نسبيا، هناك انفراجات بسيطة نأمل أن يتم البناء عليها.<BR><BR>• <font color="#ff0000">تبدو الأنباء الراشحة حول الحوار بين حركتي حماس وفتح، أن الأولى ستقدم تنازلات كبيرة في مقابل مجرد حوار مع السلطة الفلسطينية، هل أدركت حركة حماس أنها قد تعجلت بعض الشيء بما يحدوها إلى التراجع عن المكاسب الأمنية التي حققتها في غزة؟ </font><BR><BR>إن أي تنازلات يقدمها الإنسان لأجل الصالح العام وفي الشأن الوطني، لا تعتبر تنازلات. فيما يتعلق بالمفاهيم الحزبية يمكن تسميتها تنازلات سواء من حماس أو من فتح، لكن عندما نتحدث عن قضية مقدسة، نتكلم عن وحدة النظام السياسي وعودة اللحمة الداخلية.. أي إنسان يقدم من طرفه لا يجوز أن نسميها تنازلات مهما كانت مستوياتها. <BR>حتى لو طلب من حماس أشياء معينة والبعض يراها تنازلات، أنا لا ليس عندي أي مانع أن تقدم لو كان هدفها وحدة الصف الفلسطيني.<BR>ثانيا: لماذا يطلب من حماس أن تقدم تنازلات؟ حماس تقول انه لم يكن لديها نية للحسم العسكري والسيطرة على المقرات، وبالتالي هذه القضايا في أي حل سيتم معالجتها. وبالتأكيد لن يكون هناك أي حل من غير معالجة هذه القضايا، وبإقرار حماس بأنه لم يكن لديها نية للحسم العسكري بل جاءت حسب قولها إنها جاءت بشكل تلقائي.. وسواء كانت بنية أو بدون نية، عن قصد أو غيره.. مخطط لها أم لا.. هذه يدل على وجود اعتراف لدى حماس أن هذه الخطوة ليست من أجندتها. وبالتالي التراجع عنها ليس تنازلا.<BR><BR>• <font color="#ff0000">التقيتم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كيف تصف لقاءك مع الرئيس، وهل ترون أفقاً لحل المعضلة الفلسطينية الداخلية؟ </font><BR><BR>اللقاء الواضح العلني الأول هو اللقاء الذي جمعنا به يوم الجمعة 2-11-2007. ولكن هناك تواصل واتصالات فردية كثيرة ومتعددة سبقته. أؤكد أن اللقاء لم يخطط أو يبرمج من أجل الحوار مطلقا وهذا يجب أن يكون واضحا.. اللقاء يحمل طابعا عفويا نسبيا وهذا لا يعني أنه لا يحمل غرض ورسالة.. بل أنه كان يحمل رسالة تهدف لكسر الجليد وإذابته وإرسال إشارات ايجابية لشعبنا عن إمكانية الالتقاء والحوار من جديد. وكذلك إرسال إشارات للجهتين لكل من فتح وحماس أن الأبواب ليست مغلقة تماما ويمكن أن يكون هناك حوار. الأجواء العامة للقاء يمكن أن نقول إنها ايجابية نسبيا ولم تغلق الباب بل تركته مفتوحا للحوار. <BR>افهم أن كل فريق في فتح وحماس.. في السلطة والحكومة (حكومة حماس في غزة) يتمسك أمام الإعلام والرأي العام وبالمسلمات والثوابت التي أطلقها كمقدمات وشروط للحوار.. ولكن للأمانة أقول إنه لا يمكن لحوار على الإطلاق أن يتم الشروع به وفق الإعلانات الموجودة في الساحة.. لا يمكن لأي حوار أن يبدأ من غير مقدمات يسهم بها كل فريق شئنا أم أبينا، ومعروف للجميع أن أي حوار يعني بالضرورة الالتقاء في منتصف الطريق. إذا كان كل فريق يريد أن يتمسك بإعلاناته المسبقة فهذا يعني أنه لا حوار.<BR>لاحظت وكان هناك تأكيد في اللقاء أن الحوار غير مرتبط بمؤتمر الخريف وهذه خطوة واضحة وجيدة أيضا. وهي تعطي إشارات عن إمكانية فتح الحوار في أي لحظة.. الحوار مرتبط باستحقاقات فلسطينية بين الطرفين على الأرض وليس مرتبطا بمؤتمر الخريف. ومع هذا لا يمكن أن نغض النظر عن تأثير مؤتمر الخريف على إمكانية الشروع بالحوار.., لا يمكن أن نتجاهل أننا أمام استحقاق مؤتمر الخريف وان البعض سيجد من الحرج الجمع بين الأمرين في ذات الوقت. مع أن السيد الرئيس أكد انه لن يربطه بالخريف ولا بالضغوطات الدولية من بعض الأطراف على الفلسطينيين وإنما استحقاقات فلسطينية داخلية. <BR>هناك فرصة وهذه الفرصة محكومة عليها بالفشل الذريع إذا لم يكن هناك استعداد حقيقي لدفع استحقاق للحوار لدى كل فريق.<BR><BR>• <font color="#ff0000">هل تعتقدون أن الحكومة المقالة قادرة على الاستمرار في إدارة شؤون غزة إذا ما استمرت حالة الانسداد قائمة لشهور قادمة؟ </font><BR><BR>أنا لا أحب أن نتحدث على قدرة على إدارة شؤون منطقة داخل فلسطين. أي إنسان مستعد لان يثبت جدارته وقدرته إذا ما خضع لتحدي ولكن ليس هذا هو المطلوب. المطلوب هو الحفاظ على وحدة القضية الفلسطينية جغرافيا وسياسيا كنظام. استمرار الوضع الحالي بين رام الله وغزة خطير جدا يرسخ الفصل الجغرافي والفصل السياسي.. يرسخ ووجود نظامين وهذا أمر خطير على الفلسطينيين والقضية الفلسطينية.<BR>مسألة تدبير رواتب واحتياجات يمكن أن يبذل كل فريق كل ما لديه من طاقات داخلية وخارجية وعلاقات دولية لتأمين احتياجات المنطقة الذي يسيطر عليها. لكن ليس هذا المطلوب. <BR>بمعنى أنه يمكن للحكومة في الضفة ومن خلال علاقات مع أطراف دولية أن تسعى لتوفير الاحتياجات الأساسية والرواتب، لأن لهذه الأطراف مصلحة في تثبيت أرجل هذه الحكومة، وهناك جهات ذات علاقة مع الحكومة في غزة سواء كانت شعبية أو بعض الدول، يمكن أن تثبت أقدامها في غزة. <BR>نحن نتكلم عن الخطورة السياسية في الفصل ما بين الضفة وغزة، ونتكلم عن الأوضاع المزرية المتعلقة بإغلاق المعابر والحيلولة دون تنقل المواطنين كالطلبة والعلاج والحج والحاجات اليومية التي تحتاج إلى السفر والتنقل.<BR>إذن هناك مشكلتين، الأولى القطيعة الفلسطينية والفلسطينية، والثانية الأوضاع الإنسانية الصعبة المتعلقة بإغلاق المعابر فضلا عن الحصار الاقتصادي الذي بلغ حد الحصار على الوقود والعلاج والكهرباء <BR>وبالتالي، نحن نتكلم عن كارثة حقيقة. قد نجمع ضرائب وندفع رواتب وندخل أموال ونؤمن احتياجات الحكومة. المشكلة ليست هنا، بل المشكلة سياسية إنسانية مع بعضهما البعض ونحن مطالبون بحل هذه الإشكالية للعودة إلى نظام سياسي واحد ووحدة جغرافية واحدة.<BR><BR>• <font color="#ff0000">لكن توفير الاحتياجات الأساسية باتت هي الحاسم بنظر الناس والحكومتين لإثبات نفسها..بمعنى إذا كنت قادرا على توفير الرواتب وإطعام الناس سأستمر!!!. </font><BR><BR>في تقديري أن المسالة المالية والاحتياجات اليومية للمواطنين قضية لا يمكن تجاوزها بأي شكل. وأي إنسان يتصدر المسؤولية هو مسئول قانونيا وأخلاقيا عن احتياجات المواطنين، وبالتالي لا يمكن أن تتهرب لا حكومة رام الله أو حكومة غزة من هذه المسؤولية وأي تهرب ستسقط حكومته ولو كان هناك نظام ديمقراطي. لكن يمكن أن تسقط بطرق غير ديمقراطية.. الناس تضج يضيق صدرها يمكن أن تقود مسيرات احتجاج فيما لو تم المساس باحتياجاتهم الأساسية، وبالتالي كل من الحكومتين مطالب بتوفير تلك الاحتياجات. وبتقديري هذا الذي يبرر اهتمام الحكومتين وأنصارهما بالداخل والخارج بهذا الأمر. <BR>المشكلة ليست هنا، هذه محطة ولكن كل فريق يريد أن يثبت انه هو القادر في سبيل برنامجه السياسي هو يقدم هذه الخدمات، ومن يساعدوننا يريدون إثبات برامج معينة وليس لوجه الله الكريم أحيانا.<BR>مساعدة السلطة ليس لوجه الله، بل مقابل برامج سياسية ومواقف سياسية وبدونها سيتوقف الدعم عنها، <BR>هذا أمر معروف للمواطن الصغير ولفتح وحماس والإعلاميين والسياسيين.. الكل يعرف أن المساعدات محكومة بالبرامج السياسية.. <BR><BR>• <font color="#ff0000">هل تعتقدون أن سمعة الحركات النضالية الكبرى في فلسطين قد تضررت بشكل بالغ في الخارج جراء ما حدث في غزة من جهة وما استتبعه من إجراءات تعسفية في الضفة؟ </font><BR><BR>شئنا أم أبينا أن الأحداث الداخلية تسيء للمتقاتلين لو كان كل فريق على حق مطلق والأخر على باطل مطلق، ومع هذا فالمتقاتلين يخسران جزء من شعبيتهما..فكيف الآن وقد اختلطت الأمور ووسائل الإعلام تبرر لهذا وهذه تهاجم هذه وتلك تهاجم ذاك.. وكل له مبررات ومؤيدين.. الآن هناك خلط أوراق عجيب وهذا سيقود بالتأكيد إلى اتهام شريحة كبيرة السلطة وفتح وشريحة كبيرة ستتهم حماس وحكومتها، هذا يتعرض للاتهام وهذا يتعرض للاتهام. وهذا يقلل من شعبية الحركتين. <BR>الانشغال بالاقتتال عن القضايا الأساسية كالقدس والجدار والاستيطان والأسرى، هذا سيخسر الجهتين ويمس بسمعتهما. وهنا نلاحظ ازدياد الشريحة التي تقول للجميع كفى، وهذه تزيد يوما بعد يوم بغض النظر من هو صاحب الحق ومن هو المخطئ. هم يقولون يجب أن تتوقف هذه المهزلة وان نعود للانشغال بالقدس التي تهدم بيوتها كل يوم ولا تعطى التراخيص، والأقصى وحفرياته والجدار الذي يلتهم الاراضي والمستوطنات التي تتزايد يوم بعد يوم. هناك مشاكل كبيرة جدا يجب أن تتفرع لها الفصائل عوضا عن الانشغال ببعض القضايا الجدلية كجلسات التشريعي ومن هو الممثل الشرعي.. المواطن بدء يمل هذا الكلام ويريد أن يرى اهتمام بطريق أخر بالقضية الفلسطينية.<BR><BR>• <font color="#ff0000">في ظل اتهامات فتحاوية لأبناء حماس بالانحياز إلى حلف إيران/سوريا، لماذا تصر الحركة رغم ذلك على إجراء مؤتمر في دمشق في هذا التوقيت بالذات؟ </font><BR><BR>المشكلة أن الفريق الأخر "حماس" سيردون عليك أن المؤتمر الأخر (أنابوليس) منحاز لأمريكا وإسرائيل.. سيقولون لك حلف مقابل حلف..مع أنهم يصرون في حماس على رفض التعامل مع الأحلاف. ولكن الصورة ستظل كذلك، قبلت حماس وفتح والسلطة بذلك أم رفضوا. سيظهر وكأنه تجمع مقابل تجمع. <BR>واضح أنهم في حماس يأملون في الفصائل المتواجدة في الخارج غير فتح أن تجتمع للتأكيد على الثوابت والقضايا المصيرية حتى لا يتم إقرار أي اتفاقيات تمس بهذه الثوابت.<BR>وبناء على ما ذكرته وسائل الإعلام فقد تم تأجيل مؤتمر دمشق لكي يتزامن مع مؤتمر الخريف. وواضح تماما أن الهدف من مؤتمر دمشق هو إرسال رسالة واضحة تقول ما يلي:<BR>أ‌. انه لا يجوز لأحد ولا يحق لأحد أن يفرط في الثوابت وعلى سلم الاولويات حق عودة اللاجئين.<BR>ب‌. يريدون أن يرسلوا رسالة أن الرئيس أبو مازن والفريق المفاوض معه لا يحظى بالتفويض المطلق لعقد أي اتفاقيات من هذا النوع، لذلك تم تأجيله حتى يتزامن مع مؤتمر الخريف.<BR><BR>حقيقة، داخليا وشخصيا وللأمانة وحتى أكون واضح وصريح أنا غير هذا مرتاح لهذا الانقسام الفلسطيني وغير موافق عليه، ويجب أن يكون هناك وحدة كلمة فلسطينية.<BR>نحن في مؤتمر مكة ووثيقة الوفاق الوطني كان هناك اتفاق انه لا مانع من أن يكون صاحب الشأن فيما يتعلق بالمفاوضات حول القضية الفلسطينية هي منظمة التحرير ورئيس السلطة، ولكن بشرط على أن يعود بعد ذلك للشعب الذي عليه أن يقرر من خلال مؤسساته الرسمية التي تمثله قبول أي نتيجة يتم التوصل إليها، تماما كما يعود المفاوض الإسرائيلي للكنيست بعد أي مفاوضات. لذا علينا أن نعود لمؤسساتنا وشعبنا حتى نبت في الأمر. <BR>الأمر الأخر، في وثيقة الوفاق، تم التوافق على عدد من الثوابت، وان يكون هناك قاسم مشترك لا يتجاوز دولة في حدود 67 والقدس وحق العودة واللاجئين.. وبالتالي ما دام هناك قاسم مشترك متفقون عليه، لماذا يكون هناك مؤتمران وصوتان؟. الانقسام الداخلي مشكلة يخشى بدل أن يكون عملية للحفاظ على الثوابت أن تصبح هناك استغلال لحالة انقسام الداخلي من خلال ابتزاز دولي أمريكي وإسرائيلي وهذا كلام خطير. أُفضل أن يكون وحدة وكلمة واحدة ضمن الثوابت المتفق عليها.<BR><BR>• <font color="#ff0000">د. ناصر شكلت السنتين الأخيرتين تغيرا جذريا في حياتك. فمن أكاديمي إلى سياسي إلى تقلدك منصب في الحكومتين (10 و11)، وتعرضك للاعتقال لدى الإسرائيليين 3 مرات.. كيف تقيمها على الصعيد الشخصي، وهل أنت نادم على ذلك؟ </font><BR><BR>أنا غير نادم أبدا على هذه التجربة وهذه الفترة..اعتقد أنها تجربة غنية وثرية. وإذا كنت حزين فبسبب الأوضاع الداخلية، وأيضا بسبب تدخل عدد كبير من اللاعبين بالقضية الفلسطينية محليا وإقليميا لم نستطع أن نعطي الصورة التي نطمح إليها.. شخصيا لدي أحلام كبيرة ومشروع وطني كبير وحدودي.. مشروع يشكل النهوض بالشأن الفلسطيني وبالقضية ونهوض بالمجتمع الفلسطيني، ولكن للأسف كثرة التدخلات وكثرة اللاعبين وأزمة الثقة الداخلية العنيفة، بحيث لو تقدمت بأي خطوة ضمن استراتيجية معينة لن تفهم على أنها مشروع وطني، بل يصر البعض فهمها أنها ضمن نشاط حزبي وتبدأ المناكفات وهذا هو الخطير.. <BR>لدينا مفاهيم وطنية كبيرة وتصورات للنهوض بالقضية الفلسطينية سياسيا وبالمجتمع الفلسطيني داخليا. <BR>نحن بحاجة إلى توافق داخلي. <BR>لن أتردد دقيقة واحدة في خوض أي تجربة يمكن أن تسهم في إعادة اللحمة بالمجتمع الفلسطيني وبالقضية الفلسطينية وضمن القواسم المشتركة التي أؤمن بها. إذا أراد كل فريق أن يتمسك بالحق المطلق الذي يؤمن به لن يكون هناك توافق داخلي، ولن يتم تحقيق أي شيء مما يؤمن به هذا فريق أو ذاك. <BR>عالم السياسية هو عالم التوافقات عالم الممكن .. عالم المنطق، عالم ما لديك وما تستطيع. السياسة عالمك وعالم الآخرين. إذا أردت أن تغني موالك وحدك دون أن تشرك الآخرين فعليك أن تذهب لواد بعيد أو لأكمة في جبل عال وتغني ما تريد، وإذا كنت إنجاز شيء للمواطنين فأنت بحاجة إلى شراكة حقيقة وقواسم مشتركة، وان نعمل ضمن خطوط الوسط. كل إنسان يريد أن يتمسك بما يريد ويحب ويرغب ويرى لن تقود هذه إلى نتيجة ايجابية لا للشعب ولا للقضية الفلسطينية. <BR>نحن نعمل ضمن أوضاع غير طبيعية. فنحن تحت احتلال ولسنا في دولة فلسطينية.. الكل يعلم هذا أي مراقب عربي أو دولي وأي صحفي يعلم أنا لسنا في دولة مستقلة ولا ما يحزنون.. نحن لا زلنا نعيش ظلال الاحتلال ويمكن أن نكون مشروع دولة ولكننا لسنا دولة. وبالتالي علينا أن نتعامل على هذا الأساس وعلينا أن لا نبذل كل جهودنا وأن ندخل في صراعات عنيفة على شيء ليس دولة. فهذا الاقتتال غير صحيح ويجب أن يكون تنازلات حتى نصل إلى الهدف المنشود لشعبنا وقضيتنا الفلسطينية. يجب أن نضع الأمور في نصابها الصحيح. <BR>شدة الحدية بين الطرفين لا تبشر بخير ويجب أن يكون هناك عقلاء يضعون الأمور في نصابها الصحيح ويقبلون بأنصاف الحلول بين الفرقاء الفلسطينيين لكي يلتقوا مع بعضهم البعض. <BR>الحلم المطلق هو الفشل المطلق أو العدم المطلق.. إذا كان شخص يؤمن بأنه قادر على تحقيق حلمه المطلق فعليه أن يذهب شهيدا أو يرحل من هذه الأرض.. إذا كنا نريد ان نغير الواقع علينا التدرج ونؤمن بالشراكة ضمن قواسم مشتركة نعمل على أساسها. ويجب علينا أن لا ننسى أننا نعمل ضمن تجاذبات وبرامج سياسية متناقضة في الداخل الفلسطيني وعلينا أن نعلم أننا نتحرك لقيادة مجتمع فلسطيني لا زال تحت الأنقاض ويعيش بصورة شبه كاملة على المساعدات الخارجية، فلا يمكن لأحد أن يدعي انه يدعي أنه يريد أن يصنع قرار فلسطيني مستقل هذه كذبة كبيرة. يجب أن يكون الأمر واضحا، من أراد قرار فلسطيني مستقل عليه أن يكون له مصادره المستقلة والتامة وان تكون له بنية تحتية واستقلال وموارد كاملة تفي بالاحتياجات.<BR>نحن للأسف منظومة تقوم على استخدام اكبر عدد ممكن من الموظفين، وهذا العدد هو أضعاف الحاجة الحقيقة وهو أضعاف قدرة وطاقة الاقتصاد والدخل الفلسطيني.. ويبدو أن الأمر كان مبرمج حسب تحليلي وكأنه مبرمج أن نكون مجتمع محتاج فقير متسول يعيش على المساعدات وعلى الرواتب.. هذه الرواتب من أين ستدفع، هل ستدفع من الدخل القومي. أين هو الدخل القومي ؟؟ كل الأموال التي تأتي لا تذهب للاستثمار وللبنية التحتية، كلها تذهب للاستهلاك الفوري عن طريق دفع الرواتب. وبالتالي أي سلطة ستأتي ستكون مسئولة عن توفير هذه الرواتب وإلا ستنقلب عليها الدنيا في ساعات. وهو ما حدث مع الحكومتين العاشرة والحادية عشرة.<BR><BR>• <font color="#ff0000">في تقديركم، كيف ترصدون نجاحات حققتها حكومتكم؟ ما هي الأسباب الحقيقية والخفية لفشل حكومة الوحدة واتفاقية مكة؟ </font><BR><BR>كان هناك جدية عالية للنجاح في الحكومتين ونية عالية للنهوض بالقضية الفلسطينية ونية عالية للبحث عن برنامج سياسي مشترك. الحكومة الأولى (العاشرة) كان هناك مناكفات كبيرة أفشلتها لأنها حكومة اللون الواحد. فيها عدد من الخبراء كبير جدا وكفاءات وتكنوقراط وكان بإمكانها أن تنجح لكن المناكفات كانت قوية وكذلك الضغط الدولي وتدخلات كبيرة خارجية.. ولا ننسى دور الاحتلال وخاصة الاعتقالات العنيفة التي طالت أعضاء المجلس التشريعي والوزراء والموظفين. هذا بمجمله قاد إلى انهيار لا شك في ذلك. <BR>حكومة الوحدة الوطنية، في تقديري كان أمامها فرصة للنجاح.. لديها برنامج وقاسم مشترك مقبول دوليا المفروض أنه يحقق التوافق الفلسطيني الداخلي. ما الذي حدث؟. تم اعتقالي، ثم علمت أن هناك أحداث في غزة وانقسام عنيف.. من المسؤول عن كل ذلك؟ هل كان هناك إصرار على إفشال حكومة الوحدة؟ من هذا الذي أصر على إفشال حكومة الوحدة؟ هل كان هناك بعض الأطراف الدولية الحريصة على إفشال حكومة الوحدة؟ هل كان هناك أطراف فلسطينية داخلية حريصة على إفشال حكومة الوحدة؟، هل كان هناك أيادي كثيرة تعبث وتعمل على إفشال حكومة الوحدة؟ هل تم القيام بأحداث عنيفة لاستدراج المنطقة لعنف كبير جدا يقود لإسقاط حكومة الوحدة وحصول ما حصل. بإمكاني أن أجزم أن كل هذا مع بعضه البعض وليس احد هذه الاحتمالات، بل جميع الاحتمالات اجتمعت لإجهاض حكومة الوحدة. <BR>بالتأكيد هناك عنصر أخر وهو الخلافات الداخلية. الدم لم يكن قد جف.. أزمة الثقة عنيفة بين الأطراف وخاصة بين فتح وحماس.. بعض الناس أصحاب المصالح. المشكلة الأمنية وبعض قيادات الأجهزة الأمنية يبدو أنها لم تحقق الاستجابة المطلوبة من قبل حكومة الوحدة بفرض الأمن والنظام والقانون وإنهاء حالة التنازع الداخلي وإنهاء المربعات الأمنية خاصة في قطاع غزة. كل هذه الأسباب أدت لإسقاط حكومة الوحدة التي بتقديري لو كتب لها النجاح ومنحت الفرصة لأعطت مثالا للشراكة الحقيقة وليس للمحاصصة. <BR>فرق كبير بين الشراكة والمحاصصة، في الشراكة أنت تعمل مع الآخرين ومع كل من يريد خدمة شعبك تعمل لخدمة الشعب.. أنت والآخرون تعملون لخدمة شعبك. أما المحاصصة فأنت والآخرون تعمل لاحتكار وابتزاز وقضم الفوائد.. سواء فوائد كانت سياسية أو مصالح توظيفية أو غيرها. ولذلك حكومة الوحدة كان بإمكانها أن تحقق شراكة حقيقة لخدمة الشعب وجميع الأطراف تشترك لخدمة الشعب. كان بالإمكان أن يحصل ذلك لكن المؤامرة اكبر من حكومة الوحدة.<BR>قرأت قصة عنوانها "ضربة واحدة تقتل سبعة"، وفي تقديري أن الأحداث الداخلية ضربة واحدة قتلت الاثنين معا.. قتلت فتح وقتلت حماس، قتلت الحكومة وقتلت السلطة وأساءت للشعب الفلسطيني، وبالتالي هي "ضربة معلم"، ولم تكن عملية عفوية. بل بتقديري هناك استدراج وهناك أيادي كثيرة عبثت بالقضية الفلسطينية وبتقديري أن الأوضاع الداخلية كانت درجة الحدية وعدم التوافق عالية جدا. وبالتالي هناك عوامل كثيرة داخلية وخارجية دخلت في الموضوع. <BR>البعض عمل بإخلاص، هناك مخلصون كثر ولمست إخلاص كبير لإنجاح العمل من الطرفين، ولكن للأسف اللاعبين كثر والذي لا يستفيد يسعى للتخريب. وهذه مشكلة في هذا البلد وفي كل بلد. <BR><BR>• <font color="#ff0000">ماذا بخصوص المبادرات السياسية المطروحة على الساحة من قبل بعض الفصائل والشخصيات، كيف تقيم الدور الذي تلعبه الأحزاب والفصائل الأخرى في ظل الوضع الراهن؟</font><BR><BR>كل المبادرات يمكن أن تختزلها في مبادئ أساسية وهي شرط يقوم على استعداد كل طرف على دفع استحقاق للتعايش للشراكة وعدم التفرد وهذه هي المسألة الرئيسية. هناك استحقاقات. أي مبادرة في جوهرها إذا لم تعالج هذه النقطة ستفشل. الأمر من هو المستعد؟ يجب أن نحظى على قبول أي مبادرة لدى الأشخاص الرئيسيين في فتح وحماس في السلطة والحكومة. هذه العناصر الأساسية التي يجب أن تبادر لتقديم شيء معين وتقديم استعداد لدفع استحقاقات الحوار.<BR>الفصائل في القضية الفلسطينية.. الكل يعلم أن درجة وجودها في الشارع الفلسطيني وبالتالي تأثيرها يبقى محدودا. وهي تشعر أن قدرتها على التأثير في فتح وحماس محدودة. التأزم السياسي الكبير والفئوي عال جدا ودرجة التأثير ستكون قليلة. إذا ما دخلت فتح وحماس بقوة في الحوار فلن ينجح. يجب أن تكون هناك موافقة من الطرفين وبسرعة وقبل فوات الأوان. <BR>المشكلة أننا نتكلم عن أزمة عنيفة حدث بها موت وقتل وجرحى وتدمير، ونتكلم عن أزمة ثقة عنيفة وفصل سياسي وجغرافي ومراكز قوى عسكرية ضخمة جدا في غزة وأجهزة أمنية في الضفة. ما مصير كل هذا؟ هل يوافق الطرفان على وجود نظام سياسي واحد وسلاح موحد والكل يعود للنظام والقانون وشرعية واحدة. هذا لن يجيب عليه إلا فتح وحماس. <BR>وأنا اعلم أن حماس أعلنت عن استعدادها للعودة للحوار دون شروط. فتح والرئاسة أعلنتا موافقتهما على الحوار شرط قيام حماس بالخطوة الأولى المتمثلة بالتراجع عما حدث في غزة. هناك تعارض واضح. تقديري أن المخرج الوحيد هو أن نكتفي بإعلان استعدادات، بمعنى لو أعلن كل طرف استعداده لدفع الاستحقاق المطلوب منه يعلنه إعلانا، ثم يجلس الطرفان للحوار والنقاش. لكن هذا الاستعداد يجب أن يكون استعداد حقيقي. لأنه ستأتي اللحظة الحاسمة للتنفيذ وبالتالي أي إعلان شكلي أو دبلوماسي لن يفيد. المطلوب قناعة داخلية لدى كل فريق انه مستعد وجاهز لدفع استحقاق للعملية التحاورية. <BR><BR>• <font color="#ff0000">ماذا عن اللقاءات الفلسطينية الإسرائيلية؟</font><BR><BR>اللقاء أمر طبيعي والكل يعلم أننا تحت احتلال وان النظام الفلسطيني الحالي قام ضمن توافقات مع الإسرائيليين.. يجب أن لا نخدع أنفسنا وان نكون صرحاء.. الاتصالات الفلسطينية الإسرائيلية لن تتوقف دقيقة واحدة. السلطة لم تقم إلا ضمن توافق. الكلام واضح وبالتالي ربط كل شيء بقطع الاتصال مع الإسرائيليين كلام مستحيل وغير واقعي وهو غريب وبعيد ولن يكون منطقي على الإطلاق. <BR>لكن يمكن أن نقول أننا نضع شروط أن يكون أي تفاوض مع الإسرائيليين لا يمس بالقضايا المصيرية للشعب الفلسطيني وأي تفاهمات نهائية يجب أن تصب في مصلحة الفلسطينيين وإحقاق حقوقه. ولكن أن نقول أن كل شيء متوقف على قطع الاتصالات مع الإسرائيليين هذا كلام إنسان لا يريد أن يشترك في النظام السياسي الفلسطيني، لان النظام السياسي الفلسطيني قام على التوافقات مع الإسرائيليين. هذا كلام واضح وجلي ولا يجب أن يخدع احدنا نفسه. أما أن تقول لا اعمل حوار إلا إذا توقفت الاتصالات مع الإسرائيليين أنا أقول لك أن هذا ليس حتى مفهوم حماس. حماس وافقت حسب ما اعلم في اتفاق مكة ووثيقة الوفاق الوطني وفي القاهرة وفي كل مكان هي لم تقول أن شرط الحوار هو وقف الاتصالات مع الإسرائيليين هذا البند لم يرد على الإطلاق. كان الحديث في بعض اللقاءات عن هدنة متبادلة مع الإسرائيليين، كيف ستتم هذه الهدنة؟ سيكون بين طرفين. المهم أن تكون اللقاءات ضمن القواسم المشتركة التي وافق عليها الفلسطينيين جميعا. <BR><BR>• <font color="#ff0000">رسالتك للقيادة الفلسطينية؟ الحكومة في رام الله وفي غزة؟ للشعب الفلسطيني؟</font><BR><BR>أولا أنا اقدر كل جهد من اجل مساعدة الشعب الفلسطيني ورفع المعاناة عنه مع تقريري لكل من يقوم بذلك. ثانيا يجب سرعة حل الإشكالات الداخلية حتى يتكلم الفلسطينيون بلغة واحدة وحتى يتفرغوا للقضايا المصيرية. <BR>ثالثا: المواطنون تعبوا تعبا شديدا ليس من كونهم تحت احتلال مع أن هذا الأمر متعب وليس من ضريبة كونهم تحت احتلال. وليس من كونهم في مقاومة الاحتلال مع أن هذا أيضا متعب...لكن تعبوا من حالة التمزق الداخلي وفقدان الأمل وهذا أكثر شيء يتعب الفلسطيني ويرهقه.. مل الفلسطينيون من سماع ما يرد في الأنباء يوميا هذا يقول لك خبر عن حدث في الضفة وأخر في غزة. بالتالي الناس تعبت وتريد أن يتوقف هذا الكلام. هذه رسالة واضحة تماما. <BR>هناك خطورة أن شريحة كبيرة من المواطنين بدأت تكفر في السياسة الحالية تريد فقط أن تعيش حياتها وهذا كلام خطير جدا وخاصة أننا نعيش تحت احتلال. الجميع مطالب أن يساعد شعبه ويعطيه فرصة من الأمل ولا يمكن العثور على أي فسحة من الأمل في ظل الاقتتال والانقسام الداخلي. المطلوب إذن تسريع الحوار الداخلي قدر الامكان. <BR><BR><br>