المدير السابق للمركز الاستراتيجي للقوات المسلحة: لا أستبعد وجود صفقة بين أمريكا ومشرف على اغتيال بوتو مقابل تصفية الإسلاميين
22 ذو الحجه 1428

<font color="#0000FF">الخبير الاستراتيجي لواء د.نبيل فؤاد (المدير السابق للمركز الاستراتيجي للقوات المسلحة): </font><BR><font color="#0000FF">لا أستبعد وجود صفقة بين أمريكا ومشرف على اغتيال بوتو مقابل تصفية الإسلاميين</font><BR><font color="#0000FF">باكستان مرشحة للدخول في حرب أهلية بعد اغتيال بوتو</font><BR><font color="#0000FF">لا أعتقد أن الإسلاميين يقفون وراء اغتيال بوتو</font><BR><BR><font color="#0000FF">أجرى الحوار: همام عبدالمعبود</font><BR>أكد الخبير الاستراتيجي اللواء دكتور نبيل فؤاد (المدير السابق لمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة بمصر) أنه لا يستبعد وجود صفقة بين الرئيس الباكستاني برويز مشرف والإدارة الأمريكية على تصفية بنظير بوتو زعيمة حزب الشعب مقابل إطلاق يد مشرف في تصفية التيارات الإسلامية المتنامية هناك.<BR><BR>وقال اللواء دكتور نبيل فؤاد في حوار خاص مع "المسلم": الأحداث مرشحة للتصاعد بقوة في باكستان، فحزب الشعب الذي كانت تترأسه بوتو قبل اغتيالها له شعبية كبيرة، كما كانت هي أيضا تتمتع بشعبية عريضة، ما يجعل الأمور مرشحة للتصاعد، ولا أستبعد قيام مريدوها بمحاولة الانتقام من مشرف، وقد تتفاقم الأوضاع وتزداد سوءًا فيصل الأمر إلى حد الحرب الأهلية.<BR><BR>وأضاف اللواء فؤاد أن الهدف الأساسي للتدخلات الأمريكية المستمرة في الشأن الباكستاني هو تخوفها الشديد من وصول القنبلة النووية الباكستانية إلى أيدي الإسلاميين وهو ما قد يجعل المصالح الأمريكية والأمن القومي الأمريكي في الداخل والخارج معرضًا للخطر.<BR><BR><font color="#0000FF">مزيد من التفاصيل في نص الحوار: </font><BR><BR><font color="#ff0000">* كيف تقرأ الأحداث في باكستان بعد اغتيال بوتو؟</font><BR>** باكستان منذ مدة ليست بالقليلة تشهد توترات اجتماعية وتصاعدية بين الجماعات الإسلامية والنظام الحاكم هناك بقيادة برويز مشرف، إضافة إلى أن هناك تدخل أمريكي سافر وشديد، وضغوط كبيرة على مشرف من جانب أمريكا لقمع التيار الإسلامي في باكستان، زيادة هذه الضغوط جعلت مشرف يستخدم العنف ويقلص من مساحة الحريات ضد شعبه حتى مل الشعب من هذه التصرفات وبدأت معارضة قوية تظهر في الأفق لمشرف.<BR>الأمر الذي أدى لتراجعات من قبل النظام منها رفع الطوارئ والإفراج عن بعض الإسلاميين المعتقلين، ثم الموافقة على عودة بوتو تحت رعاية أمريكية كمحاولات للتهدئة، كما أن الضغوط الشعبية المعارضة لمشرف جعلته يتخلى عن قيادة الجيش، ويخلع الزي العسكري رغمًا عنه.<BR>كل هذا أدى بالتالي إلى نهوض واستقواء جبهة الإسلاميين مما حدا بالولايات المتحدة أن تخشى من وصول الإسلاميين للحكم، فدعمت بقوة عودة بوتو ونواز شريف على أمل إعادتهم إلى الحكم خلال الانتخابات التي كانت مقررة بعد أسبوعين.<BR><BR><font color="#ff0000">* لكن في تقديركم.. هل الأحداث مرشحة للتصاعد أكثر في باكستان بعد اغتيال بوتو؟</font><BR>** نعم.. بلا شك.. فالأحداث مرشحة للتصاعد بقوة نتيجة أن حزب الشعب الذي كانت بوتو تترأسه قبل اغتيالها مساء الخميس الموافق 27 ديسمبر 2007 له من الشعبية ولها هي أيضًا من الشعبية ما يجعل الأمور تتصاعد كمحاولة من مريديها للانتقام، خاصة أنها كانت مرشحة بقوة للفوز بالانتخابات المقبلة، وهذا هو ما كانت تريده أمريكا في وصول بوتو إلى الحكم، حيث تؤلف الوزارة على أن يتولى نواز شريف الرئاسة لامتصاص غضب التيارات الإسلامية التي كانت قد ظهرت قوتها وسطوتها ضد مشرف.<BR><BR><font color="#ff0000">* بمناسبة الحديث عن الدور الأمريكي.. كيف تراه؟</font><BR>** الدور الأمريكي لن يتوقف لتخوفها الشديد من أن يصل التيار الإسلامي إلى الحكم في باكستان وبالتالي وصول القنبلة النووية الباكستانية لأيدي الإسلاميين، وهو الأمر الذي تخشاه أمريكا جدًا، لأنه في هذه الحالة ستكون مصالح الولايات المتحدة في الداخل والخارج معرضة للخطر النووي، ووقتها لن تستطيع أمريكا ولا معاونيها الوقوف في وجه التيارات الإسلامية أو أية تنظيمات جهادية في العالم.<BR>لذلك أنا أرى أن الأوضاع في باكستان ستشهد خلال الفترة المقبلة تفاعل عالمي وإقليمي وداخلي عنيف لمواجهة خطر صعود التيارات الإسلامية إلى الحكم، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى المزيد من التنازلات لصالح الإسلاميين كمحاولة لإرضائه، وقد يؤدي ذلك في حالة استمرار الخلاف إلى حدوث حرب أهلية تدعمها أمريكا، وهنا ستدخل أمريكا بقوة لأنها لا تقبل التصعيد وخشيتها كما قلت سابقًا من أن تصل القنبلة النووية الباكستانية لأيدي الإسلاميين، وهو وما يعني حربًا نووية ضدها لا محالة.<BR><BR><font color="#ff0000">* ماذا عن حركة طالبان.. هل سيكون لها دور؟</font><BR>** نعم.. إذا أضفنا تنامي حركة طالبان في أفغانستان نستشف أن الأمور لا تسير في اتجاه التيار الموالي لمشرف ولا حتى أنصار أمريكا في باكستان.. لذلك فهي تتصرف بحذر تجاه هذه التطورات لأن أية مفاجآت تحدث ستضر بأمنها القومي في الداخل والخارج مباشرة.<BR><BR><font color="#ff0000">* بعد كل هذا التوضيح.. برأيك من يقف وراء اغتيال بوتو؟</font><BR>** حادث اغتيال بوتو جاء رغم أنف مشرف، ورغم إرادته، وربما تكون مرجعيتها أمريكا لامتصاص موقف ما ومخطط ما يدور في ذهنها، لكن مسألة اتهام مشرف مستبعدة لأنه يعلم تمامًا أن شعبيتها في باكستان كبيرة جدًا ومقتلها سيؤثر على نظام حكمه ويعجل برحيله، إلا أنه ليس بعيد عن الاتهام بأن يكون قد خطط للحادثة لعلمه أنه في طريقه إلى الخروج لا محالة من القصر الرئاسي شاء أم أبى، لذلك ربما يكون قد قرر الانتقام من خصومه وتصفيتهم فبدأ ببوتو.<BR>وهذا ليس ببعيد ولكن الأيام المقبلة ستظهر الحقيقة.. إلا أنني أعود وأقول أن مشرف كان يدرك تمامًا أنه باغتيال بوتو ستحدث اضطرابات كبيرة ضده وربما تعجل برحيله حتى قبل حدوث الانتخابات، إذا تأكد الشعب الباكستاني من أنه هو الذي يقف وراء عملية الاغتيال، وبالتالي يكون مشرف قد اغتال نفسه سياسيا.<BR><BR><font color="#ff0000">* هل تراها مؤامرة أمريكية؟</font><BR>** لا أعتقد ذلك لأنها لن تؤدي إلى التهدئة التي كانت تسعى إليها أمريكا وهي تعلم تمام العلم بأن الفوضى لن تؤدي إلا إلى وصول القنبلة النووية لأيدي الإسلاميين، لكني لا أعتقد أن الاتهام ممكن أن يوجه إلى أي تيار بعينه الآن، ولكن هناك توتر قد يحمل المزيد من التصعيد الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى حرب أهلية، ثم مزيد من التدخل الأمريكي للحفاظ على القنبلة النووية الباكستانية حتى لا تصل إلى أيدي الإسلاميين.<BR><BR><font color="#ff0000">* ماذا عن اتهام الإسلاميين باغتيالها.. ردًا على المخطط الأمريكي؟</font><BR>** لا أعتقد أن الإسلاميين يقفون وراء اغتيال بوتو لأن المفهوم أنهم- أي الإسلاميين- عدوهم الأول هو مشرف وليس بوتو، وهم بالفعل قاموا بعدة محاولات لاغتياله وفشلوا لكن صعب أن يفكروا في اغتيال بوتو لأنها كانت الأمل في ضبط الأمور، وإبعاد مشرف عن الحكم، وهم يعلمون ذلك جيدًا.<BR>واتهام الإسلاميين بعيد تمامًا لأنهم ليس لهم أية مصلحة في ذلك.. أما بالنسبة للحديث عن أنهم دبروا عملية الاغتيال ردًا على المخطط الأمريكي فأنا لا أعتقد لأن بوتو ليست شخصية سياسية جديدة على الساحة الباكستانية وليست أداة أمريكية، إنما مشرف هو الذي كان أداة أمريكية بالفعل لذلك أنا استبعد اتهام الإسلاميين بأنهم وراء عملية الاغتيال.<BR><BR><font color="#ff0000">* نعود للدور الأمريكي... هل تستبعد أن يكون هناك مخطط أمريكي يهدف للقضاء على بوتو كصفقة مع مشرف لتسليم القنبلة النووية؟</font><BR>** بداية القنبلة النووية الباكستانية قائمة لا محالة لإحداث التوازنات بينها وبين الهند.. وأمريكا تخطط وتقول ما تريد لكنها ليست سيدة العالم كما يتوهم البعض، لأن هناك واقع لا يمكن تغييره، هذا الواقع يقول إنه ليس بإمكان أمريكا ولا الغرب كله أن ينزعوا السلاح النووي الباكستاني مهما خططوا وسعوا لذلك.<BR>لأن السلاح النووي الباكستاني جزء من الأمن القومي لباكستان ولا يمكن بأي حال التخلي عنه أو إهداره بسهولة حتى تستمر عملية التوازنات مع الهند كما قلت.. لذلك لا يمكن التنازل عنه إلا إذا تخلت الهند عن سلاحها النووي وهذا أمر مستحيل ولن يحدث أبدًا.<BR>أما الحديث عن صفقة مع مشرف فربما حدث ذلك.. لكن ليس المقابل تسليم السلاح النووي لأن هذا أمر صعب جدًا، إنما من الممكن أن يكون المقابل هو القضاء على الإسلاميين وهو ما يفعله مشرف في الواقع، ويسعى لتحقيقه قبل خروجه من الحكم.<BR><BR><font color="#ff0000">* ماذا عن مستقبل الإسلاميين هناك.. وكيف ترى دورهم في الانتخابات المقبلة؟</font><BR>** الإسلاميون أحد أجنحة المعارضة وليسوا كل المعارضة.. وهم الآن يحاولون الاتصال بكافة أجنحة المعارضة الأخرى للاتفاق على صيغ موحدة للوقوف بها ضد التمديد لبقاء مشرف في الحكم، حيث يتم الآن عقد لقاءات بين الإسلاميين وبقية أطياف المعارضة الباكستانية للاتفاق على ذلك.. من خلال الانتخابات المقبلة.<BR><BR><font color="#ff0000">* لكن.. كيف يتفق الإسلاميون مع بقية أطياف المعارضة رغم اختلاف الإيديولوجيات؟</font><BR>** هذا أمر طبيعي في لعبة السياسة.. فهم متفقون على أمر واحد وهو إقصاء مشرف.. أما الاختلافات الأيدلوجية فتأتي فيما بعد.. بعد أن يطيحوا بمشرف يعود كل حلف للطريقة التي تناسبه في تحقيق أهدافه وغاياته، أما الآن فالأهم هو الاتفاق على الإطاحة بمشرف فقط وهذا هو الأهم الآن بالنسبة لهم جميعًا، لا بد أن نفهم الأمور في هذا الإطار.<BR><BR><font color="#ff0000">* هل تتوقع أن تتحول باكستان لمعقل لتنظيم القاعدة؟</font><BR>** في حالة بقاء مشرف في الحكم أعتقد أن المسلحين الموجودين على الحدود سيزيدون من تحركاتهم الانقلابية وهم في الأساس على اتصال بالقاعدة.. وبالتالي مسألة تحول باكستان لمعقل للقاعدة غير مستبعدة في ظل هذه الظروف، خاصة مع تنامي قوة طالبان في أفغانستان على حساب قوات التحالف التي تتعرض يوميًا لخسائر باهظة.<BR>كما أننا لا ننسى احتياج القاعدة لباكستان لضم أعضاء جدد لتنظيمها من الباكستانيين كمحاولة لإحداث توازن يضمن لها استمرارها في ظل الحرب الضروس التي تقودها أمريكا والغرب عليها.<BR><BR><font color="#ff0000">* وفي حالة حدوث ذلك.. هل تتوقع وقوع البرنامج النووي الباكستاني في يد الطالبانيين؟</font><BR>** لا أستبعد ذلك.. تنامي الإسلاميين في باكستان وفي كثير من الدول التي يغلب عليها الطابع الإسلامي من حيث عدد السكان يزداد يومًا بعد يوم.. ومسألة الجهاد ضد أمريكا وحلفائها تتنامى أيضًا لذلك لا استبعد أن يكون من ضمن مخططات طالبان السيطرة على باكستان بهدف الوصول لبرنامجها النووي ليكون التهديد القوي ضد الأطماع الأمريكية في البلاد الإسلامية.<BR><br>