رئيس "جمعية الاتحاد الإسلامية" اللبنانية: نجمع بين النشاط الدعوي والخيري.. نحاول تأهيل السنة شرعياً
13 صفر 1429

تعد جمعية الاتحاد الإسلامي أحد الجمعيات الاجتماعية والتربوية والإغاثية المنتشرة في ربوع لبنان.<BR>وتحصر الجمعية عملها في الجوانب التربوية والدعوية والإغاثية، وتمكنت من فتح فروع عديدة لها في كثير من المناطق اللبنانية ، وخرّجت من دور تحفيظ القرآن التابعة لها خلال العشر سنوات أو يزيد بقليل ما يقارب من 125 حافظ وحافظة منهم ثمانية أتمُّوا جمع القراءات العشر، واستفاد من هذه الدور ما يقارب الثلاثة آلاف رجلٍ وامرأة وشابٍّ وفتاة.<BR><BR>"موقع المسلم" التقى رئيس جميعة الإتحاد الشيخ حسن قاطرجي لتفهم منه الأسباب الحقيقة التي مكنت الجمعية من تحقيق هذا العمل ومنجزاته في المجالات الخيرية.<BR><BR><font color="#0000FF">حوار: محمد مصطفى علوش</font><BR><BR><font color="#ff0000">متى نشأت جمعية الاتحاد الإسلامي؟ وأين؟ وما هي العوامل التي دفعتكم إلى تأسيسها؟</font><BR>بعد أنْ توقفت الحرب الأهلية في لبنان عام 1990م التي كان لها دروس مهمة وخطيرة بالنسبة للوضع العام في لبنان ومجمل الكيان اللبناني وموقع المسلمين فيه، ودلالاتٌ عميقة على التركيبة الاجتماعية والسياسية للمسلمين وموقعهم الديني والسياسي والاجتماعي، وما انكشف من مخاطر اللامبالاة تُجاه الانتماء الطائفي الفارغ لدى معظم الطبقة السياسية في الوسط الإسلامي بل لدى عدد غير قليل من عامة المسلمين، وعلى إثر اجتماعات وقراءات مع عدد من الدعاة الجادّين امتدَّتْ على مدى سنتين، وفي ربيع 1993م تحديداً انطلقت بفضل الله عزّ وجلّ ورعايته جمعيةُ الاتحاد الإسلامي ابتداءً في بيروت، ثم تمدّدت إلى ضواحيها ثم إلى طرابلس وإقليم الخَرّوب وصيدا، ثم بعد حرب اليهود في يوليو 2006م انتقلت للعمل الإغاثي والدعوي في مدينة صور وقرى كفر شوبا وأم التوت والبستان ومروحين من قرى الجنوب السُّنّية. <BR><BR>وعلى الرغم من وجود عدة جمعيات وجماعات إسلامية في لبنان ومع حرصنا على التواصل الأخوي والتكامل معها ـ والعاملون فيها إخواننا وأخواتنا نحبهم في الله وننصحهم وينصحوننا ـ إلا أنّ العوامل التالية دفعت إلى انطلاقة الجمعية:<BR><BR>1. التهاء معظم الجماعات الإسلامية السياسية بتفاصيل السياسة اللبنانية مما أثّر في برنامجها الفكري تراجُعاً وضعفاً، ولوّثها بأساليب الساسة اللبنانيين التي ينتقدها الناس كثيراً والتي تتنافى مع المصداقية الإسلامية وأفقدها الرونق الإسلامي وأضعف الجانب الدعوي والتربوي لديها وأدخلها في دهاليز السياسة المحلية بأوحالها وركام سوء أخلاقها، وأبعدها عن مهمتها في تصحيح المفاهيم وتوجيه الأفكار وتربية الجيل والاهتمام بالعلم الشرعي.<BR>2. انزواء كثير من الجمعيات الإسلامية في دائرة العمل الخيري دون أن يكون لها رسالة دعوية في الهداية ولا مساهمة ذات قيمة في الدعوة إلى الهوية الإسلامية وفي التربية على الالتزام وتثبيت العقيدة ونشر العلم.<BR>كل ذلك أقنعنا بمبرر انطلاقة تجربة جديدة تكمّل أخواتها وتستفيد من تجاربها ولكنها تحرص على أن تتسم بالجِدّة والمضمون الدعوي وتُحيي وظيفة الدعوة إلى الله في الأمة، وتسعى إلى الشمول وتهتم بتجديد الدين ـ علماً وروحاً وحركية ونظاماً حضارياً ـ وترتكز على العلم الشرعي وتدأب في نشره، وتُمسكُ بيد المسلمين في لبنان للاعتزاز بالأصالة والارتكاز إليها مع الاهتمام بالمعاصرة في جوانبها التي لا تتعارض مع تعاليم الدين وأحكامه. نرجو أن يوفّقنا الله عزّ وجلّ:<BR><BR>إذا لم يكن من الله عونٌ للفتى XXX فأول ما يقضي عليه اجتهادُه<BR><BR><font color="#ff0000">حتى الآن، ماذا حققت الجمعية من الأهداف التي وضعتها لنفسها حين تأسست؟</font><BR><BR>أولاً: القيام بفعّالية والحمد لله في حدود إمكاناتها المتواضعة بوظيفة الدعوة إلى الله؛ فدعاتها يبلِّغون الدعوة في المدن والقرى الموجودين فيها، ولقد استقطبت الجمعية نخبة من الدعاة وطلاب العلم المتميّزين بفضل الله المتفوقين في دراساتهم الشرعية وإمكاناتهم الشخصية، وهم يقومون بهذه الوظيفة ضمن المنهجية التالية:<BR><BR>- الدعوة إلى الفهم الصحيح للإسلام والحث على الالتزام به وتربية المستجيبين على الارتباط بالقرآن الكريم والسنّة المباركة دراسةً وفهماً وتطبيقاً وبفقه أئمة الاجتهاد تعلُّماً لمذاهبهم والتزاماً، مع الحرص على نشر مجالس العلم.<BR><BR>- التربية على التديُّن الحيّ والفاعل بالعلم والمناخ الإسلامي، وعلى فهم العصر وتحدياته بالتوعية والتثقيف، وعلى القيام بمهمة الدعوة بل حملِ همِّها والابتكار في أساليبها والتجديد الدائم في خطابها.<BR><BR>- الانتقال بالمدعوّين إلى طاقات فاعلة تخدم العمل الإسلامي وتُقدّم للناس خيراً ينفعهم.<BR><BR>- تخيُّر النوعيات الصالحة لتُعَدّ وفق برامج علمية وتربوية لمهمّات إدارية وقيادية.<BR><BR>ثانياً: إقامة مؤسسات ناجحة في مجال تخصصها وأخص بالذكر: شبكة دُور القرآن الكريم للحفظ وللتلاوة التي افتتحنا أول مركز متخصص منها لتعليم التلاوة وتحفيظ القرآن في بيروت عام 1416هـ (صيف 1995م)، وآخر مركز افتتحناه قبل سنوات قليلة في مدينة صيدا الجنوبية. وتهدف هذه الدُّور لربط المسلمين بالقرآن الكريم وتحويل النظرة إليه من تراتيل تُتلى صبيحة الأعياد وعلى المقابر وفي المآتم إلى أنه كتاب الله الخالد المتضِّمن رسالتَه إلى المسلمين وسائر الناس ليعرفوا ماذا يريد ربّهم منهم؟ وكيف يُمضون أعمارهم في هذه الحياة؟ وما هو النظام الذي يجب أن يطبقوه؟<BR><BR>- ولقد تخرج من هذه الدور خلال عشر السنوات أو يزيد بقليل ما يقارب من 125 حافظا وحافظة منهم ثمانية أتمُّوا جمع القراءات العشر، واستفاد من هذه الدور ما يقارب الثلاثة آلاف رجلٍ وامرأة وشابٍّ وفتاة.<BR><BR>- ومن المؤسسات الناجحة التي وفَّقَنا الله سبحانه وتعالى إليها أتوقف عند تجربة مؤسسة (المركز الثقافي) الذي يحمل رسالة التعريف بالإسلام للشباب في الجامعات العلمانية ودعوة غير المسلمين في لبنان ومن خارجه ممن يأتي إليه ـ عن طريق الحوار والنقاش العلمي وحُسْن الخُلُق ـ دعوتهم إلى حقيقة الإسلام وعظمة تعاليمه بعيداً عن واقع المسلمين المُزْري أو لنقُل: المشوِّه للإسلام في بعض جوانبه. والحمد لله حقق (المركز) إنجازات رائعة فقد أسلم إلى الآن حوالي أربعين رجلاً وامرأة نصْفُهم من اللبنانين، والآخرون أجانب ومعظمهم من حملة الشهادات العليا والتخصّصات المتميزة: مثل هندسة البترول والكيمياء النووية والاقتصاد. وسجّلت لنا قناة (المجد) شريطاً لإسلام الدكتور الأمريكي ـ البريطاني الأصل ـ Ian webber (إيان وِيْبر) في (المركز) وهو شريط مؤثر جداً.<BR><BR>- وهذه المؤسسة الثقافية تعرِّف بالإسلام بعدة لغات وتوفّر كتباً للتعرُّف على الإسلام وتعاليمه وأحكامه بحوالي 40 لغة، متعاونةً مع مراكز التعريف بالإسلام في المملكة العربية السعودية والكويت وقطر.<BR><BR>- ومع انطلاقة الجمعية أطلقنا مؤسسة تنشط في المجال الخيري والإغاثي تقوم بعملها المعروف في الساحة الإسلامية ولكن الإضافة التي نحرص عليها دائماً باهتمام مع توفير طاقات وبرامج وخطط لإنجاحها هي أن يترافق مع أداء دورها الخيري تأدية دورها الدعوي؛ هذه المؤسسة هي (صندوق التكافل الإسلامي) في الجمعية الذي هو أحد المؤسسات الناشطة في العمل الخيري في لبنان بفضل الله ويتفرّع عنه إدارياً (جهاز الهداية والتبليغ) الذي يقوم بواجب الدعوة في أوساط العائلات التي يهتم بها والطلاب الذين يساعدهم والأيتام الذين يرعاهم جنباً إلى جنبِ الجهد الخيري والرعاية المعيشية.<BR>ثالثاً: كسب المرأة المسلمة إلى صفوف الدعوة الإسلامية وتفعيل طاقاتها حتى تتقدم بوعيها واهتمامها بدينها وبتربية أولادها وبتحصيل العلم الشرعي وقيامها برسالتها الدعوية في أوساط النساء والحمد لله الجمعية حققت إنجازات مهمة في هذا المجال.<BR><BR>رابعاً: الثبات على منهجيّة البُعد عن التهوُّر في العمل والتعصُّب في الفكر والرأي... في مقابل البُعْد أيضاً عن الميوعة والتسيُّب في المواقف والتهاون في الفكر والفتاوى، ولقد نجحنا والفضل لله وحده على الرغم من الظروف السياسية والاجتماعية الصعبة في لبنان وعلى الرغم من معايشة عدة عهود سياسية متنوّعة الميول حادّة التعاطي مع الحالة الإسلامية. وهذه المنهجية يرسمها ميزان دقيق يهدي إليه اللهُ بتوفيقه وفضله، ثم المنهجُ العلمي المرتبط بقال الله وقال رسول الله وما فهمه أهل العلم الربانيون الأحرار عنهما والحرصُ الدائمُ على إكساب الدعوة الإسلامية تجربة مفيدة تقيم الحجة على المتهوِّرين وعلى المتهاونين معاً وتَكْسَب ثقة المسلمين وتتقدم إلى مواقع جديدة نافعة للعمل الإسلامي تقدّماً نوعياً إنْ كان من حيث التنظير التأصيلي أو من حيث الإنجاز العملي. والله المستعان وعليه التُّكلان.<BR><BR>على قدر أهل العزم تأتي العزائم XXX وتأتي على قدر الكرام المكـارمُ<BR>وتعْظُمُ في عين الصغير صغارُها ْXXX وتصغُرُ في عين العظيم العظائمُ<BR><BR><font color="#ff0000">لو تعدِّد لنا مراكز الجمعية وأبرز نشاطاتها الدائمة والموسمية. </font><BR><BR>- المراكز هي: مركز بيروت ـ مركز طرابلس ـ مركز عرمون ـ مركز إقليم الخَرّوب ـ مركز صيدا.<BR>- وعندنا مركز (دار الدعوة) وهو مركز للتدريب الدعوي والمحاضرات ودروس العلم ويقع في بيروت، وعندنا مركز (المنتدى الطلابي) في بيروت والشمال الذي ينشط في أوساط الطلاب والطالبات ويُصدر نشرة الأندلس التوجيهية للطلاب، وكذلك (المركز الثقافي) الذي سبق الحديث عنه وهو في بيروت أيضاً.<BR>- وللجمعية (مركز القسم النسائي) الذي يُدير القسم النسائي ويُشرف على الدعوة والنشاط الخيري والاجتماعي في الأوساط النسائية في مختلف المناطق اللبنانية، ويُصدر مجلة "منبر الداعيات" التي تهتم بالمرأة المسلمة تثقيفاً وتوعية وتطرح قضاياها وقضايا الفكر الإسلامي على صفحاتها، وتقدِّم معالجات تربوية واجتماعية في ضوء الأحكام الشرعية، وترتقي باهتمامات المرأة لتتماهى مع حاجات الأمة ووتطلُّعاتها المصيرية والتحديات التي تواجهها.<BR>- والحمد لله خطونا الخطوات الأساسية للإعداد لمشروع الجمعية الكبير التعليمي ـ التربوي (المدرسة الدَّوْلية ـ آفاق) في منطقة عرمون من ضواحي بيروت لكل مراحل التعليم وسنشرع في البناء بعون الله تعالى في أقرب وقت. ونُعِدّ العُدّة لمركز (إحياء السنّة وإقراء الحديث) بإذن الله وفضله.<BR><font color="#0000FF"> أما أبرز أنشطتنا الدائمة والموسمية فأحب التركيز على غير الرتيب منها: </font><BR>1. استقدام علماء ومفكرين ودعاة من خارج لبنان. وهذا تم مرات عديدة، فقد استضفنا أكثر من مرة الشيخ عبد القادر أرناؤوط رحمه الله، كما استضفنا الدكتور الفقيه أحمد الحجي الكردي والدكتور الداعية أبو الفتح البيانوني والأستاذ جاسم المطوّع والداعية السعودي الشيخ إبراهيم الدويش و الشيخ السعودي سليمان الجبيلان، والدكتور اللغوي محمد حسان الطيّان والداعية الشيخ محمد ياسر القُضماني والمربي الداعية الدكتور محمد راتب النابلسي السوريِّين، والشيخ العالِم المربي صالح الغرسي التركي، والداعية الإعلامي المشهور الدكتور محمد العوضي والمفكّر الأستاذ عبد الله النفيسي الكويتيَّيْن، ومن النساء الدكتورة سميرة جمجوم والدكتورة فاطمة ناصيف والدكتورة سناء العابد والداعية الأخت أسماء الباني والداعية القطرية فاطمة العلي، وغيرهم. <BR>2. دورات الفرقان الإسلامية التي تهتم بأولاد المسلمين في الصيف، وتنظِّم الجمعية سنوياً في الصيف ما بين (12 ـ 14) دورة في عدة مدن ومناطق من لبنان بمقررات أُعدت من متخصصين والجانب المتميز فيها النشاط الصيفي الترفيهي.<BR><BR>3. الدورة التأهيلية لمدرِّسي القرآن الكريم ومديري الدورات الصيفية التي تُشرف على تنظيمها (دار القرآن الكريم) سنوياً أول كلِّ صيف في طرابلس وتستفيد منها عشرات الدورات الصيفية من كل لبنان وخاصة شماله التابعة لعشرات الجمعيات أو المعاهد العلمية، ونستقدم لها محاضرين ومدربين من الخارج وتهدف هذه الدورة السنوية إلى التوعية بأهداف الأنشطة الصيفية وخاصة تعليم القرآن العظيم لأولاد المسلمين والارتقاء بمهارات التعليم والإدارة وبالبرامج القرآنية واللامنهجية. فمثلاً ممن استقدمتهم الجمعية: الدكتور عبد الكريم بكار والدكتور المدرِّب الشيخ يحيى الغَوْثاني والمدرِّب الأستاذ حمزة الحمزاوي السوري المشرف على (مركز رؤى)، وللنساء المدرّبة سميّة مكي، وغيرهم.<BR>4. الدورة الشبابية الثقافية التي يشرف على تنظيمها (المنتدى الطلابي) سنوياً في الربيع، ويُستقدَم لها دعاة وعلماء من الداخل والخارج ـ وقد استقدمنا العام الفائت الداعية المشهور الدكتور وجدي غنيم والدكتور العلاّمة في العلوم الكونية صبري الدمرداش ـ وهي تستهدف بالدرجة الأولى شريحة الطلاب في الجامعات.<BR>5. مشروع الأضاحي السنوي في عيد الأضحى الذي ينفِّذه (صندوق التكافل الإسلامي) كل عام، وله مميزات كثيرة عندنا، وهو مشروع كبير تستفيد منه أيام العيد حوالي (5000) عائلة من مختلف المناطق.<BR>6. (الإفطارات الدعوية) في رمضان هكذا نسميها وهي غير الإفطارات المنتشرة في كل العالم الإسلامي التي يُكرَم فيها الفقراء أو التي يُقصَد منها جمع التبرعات وهذه وتلك موجودة عندنا. ولكن نقصد من هذه دعوة الدعاة والعلماء والعاملين للإسلام من مختلف المشارب والجمعيات لتأليف القلوب وتوثيق التواصل.<BR>7. (دورات المهارات) التي يُستقدم لها متخصصون في اختصاصات متنوعة يُقصد منها استقطاب الشباب من جهة ومن جهة ثانية رفع الكفايات.<BR>8. (رحلات العمرة) وهي من أنشطتنا التي نعتني بها ونحرِّضُ على المشاركة فيها العائلات والشباب ليتزوّدوا إيمانياً ويرتقوا رُوحيّاً ويتواصلوا أخوياً. ولقد سَيَّرنا في الصيف المنصرم عشر رحلات بالتعاون مع حملة الشايجي في الكويت.<BR><BR> <font color="#ff0000">ماذا قدمت الجمعية للسُّنّة في لبنان عامة والجنوب تحديداً خلال حرب تموز؟</font><BR><BR> إن أهم ما قدّمتْه وتقدّمه الجمعية للسُّنّة ولعموم الناس (الإسلام) منقذاً من عذاب الجاهلية المعاصرة ومخلِّصاً من الأزمات الحادّة ومنفتحاً على الواقع المعاصر ومستعلياً بمنهجه وشريعته على الطروحات الثقافية والفلسفية الجاهلية التي يتخبط فيها العالم اليوم.<BR><BR>وتقدِّم الجمعية الإسلام علماً وعملاً، دعوةً وتربية، التزاماً ورسالةً في الحياة: تقدمه (فكرةً) يشرحها الدعاة والعلماء و(أداءً) من خلال العيش الواقعي بالإسلام و(مؤسساتٍ) تقيمها الجمعية وتحرص على تنوُّعها تخصُّصاً وانتشاراً جغرافياً بقدر ما يتوفّر لها من إمكانات.<BR><BR>أما في الجنوب فقد قدمت الجمعية للمسلمين في الجنوب مساعدات عينية ومالية، وكانت جسراً يوصل تقدمات أهل الخير ـ كثير منهم من الخليج ـ أفراداً وهيئات إلى أهالينا، ترافَقَ ذلك مع حضور كوادرها في عدد من القرى السنّية فضلاً عن المدينتين الأساسيَّتَيْن: صيدا وصور، ووصل حضور دعاتها وكوادرها الإغاثية إلى قرى الشريط الحدودي مثل مروحين والبستان وأم التوت وإلى مرجعيون وهي بلدة فيها سنّة وشيعة ونصارى، وبفضل الله عاد بعض الأشخاص الذين تنصّروا في مرجعيون إلى الإسلام بعدما تعرفوا على دعاة الجمعية ومشايخها. وترافق العمل الإغاثي مع الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وفتح بعض المساجد المغلقة أو المهدَّمة وإقامة دروس توعية وتعليم شرعي في العديد من القرى، وتنفيذ مشاريع عامة مثل إنارة بعض القرى بمولِّدات كهربائية كبيرة تقدَّمَ بها بعضُ أهل الخير أنارَتْها بعد طول ظلام دامس وأنارت القرى المجاورة، تماماً كما أنارت جهودُ الدعاة وطلاب العلم قلوبَ كثير من أهالي القرى فاهتدَوْا بعد ضلالة وتعلّموا بعد جهالة واستبصروا بعد عماية وتجدّد فيهم الأمل بعد طول إهمالٍ لقُراهم وتقصير أهل السُّنّة على المستوى الرسمي والشعبي بهم.<BR><BR>كما قدمت الجمعية دراسة إحصائية مهمة جداً تضمنت واقع القرى وعدد المساجد فيها وعدد سكانها وظروفها المعيشية وحاجاتها الإغاثية والعمرانية والتعليمية، وفوق ذلك وأهم منه حاجاتها إلى الدعاة وطلاب العلم المخلصين.<BR><BR><font color="#ff0000">ما هي الجهات الخيِّرة التي تدعم الجمعية وتغطي احتياجاتها؟</font><BR><BR>للجمعية عدة لجان تعمل في مجال تخصصها، منها لجنة العلاقات العامة بشقَّيْها مع الرجال والنساء. وهذه اللجنة تضع الخطط للتحرك مع التجار وأهل الخير داخل لبنان وفي دول الخليج حيث تتعاون الجمعية مع الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم في جُدّة ومع الندوة العالمية للشباب الإسلامي في الرياض وهي عضو مؤازر فيها ومع الهيئة العالمية للمسلمين الجُدُد في جُدّة، وفي الكويت مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، والرحمة العالمية، وبيت التمويل وبيت الزكاة، وكذلك لها علاقات متقدِّمة مع هيئات إسلامية في قطر والإمارات.<BR><BR><font color="#ff0000">هل هناك تنسيق بينكم وبين الجمعيات الإسلامية الأخرى ذات الصبغة الخيرية؟ وكيف؟</font><BR><BR>نعم يوجد تنسيق ولكن ليس على المستوى المطلوب والسبب هو أن الوصول إلى المستوى المطلوب يتطلب دوراً رئيساً من دار الفتوى أو أن تتوافق كل الجمعيات الإسلامية على تشكيل مجلس أعلى أو هيئة عُليا للعمل الإسلامي أو على الأقل للجمعيات الإسلامية ولو في المجال الخيري في الخطوة الأولى لنصل إلى المجال الأخطر وهو دور المسلمين السياسي وماذا يريدون في لبنان في ظل الصيغة اللبنانية الحالية المعقدة والمأزومة وماذا يجب أن يخططوا له لمستقبلهم في سياق انبعاث إسلامي عالمي تشهده كل دول العالم وخاصة بلاد المسلمين، مع الأخذ بعين الاعتبار ما يجب أن تقوم به بلاد الشام ـ فلسطين وسوريا ولبنان والأردن ـ ودورها التجديدي المنشود على خلفية رسالتها الحضارية ومواجهتها للكيان الصهيوني بأبعاده السياسية والعسكرية والإفسادية ومشروعه الخطير الفكري والثقافي والأخلاقي في المنطقة. ولنقُلْ بصراحة: المسؤوليات جسام والإمكانات محدودة ولكن الآمال عريضة والطموحات كبيرة ونرجو أن يكون لنا نصيب من وعد الله عز وجل: &#61481;إن تنصروا الله ينصُرْكم&#61480;. وصدق الشاعر الحكيم:<BR><BR> <BR>وما نيلُ المطـالب بالتمنِّـي XXX ولكنْ تُؤخذ الدنيا غِلابا<BR>وما استعصى على قومٍ منالٌ XXX إذا الإقدامُ كان لها رِكابا<BR><BR><br>