9 شوال 1435

السؤال

فضيلة الشيخ:
هل يكفي وضع الشريط في قراءة سورة البقرة لطرد الشياطين أم يلزم القراءة المباشرة من الشخص المسترقي؟

أجاب عنها:
أ.د. سليمان العيسى

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
إنني أرى أنه لا يكفي وضع الشريط المسجل فيه سورة البقرة عن القراءة، ذلك أن الأحاديث الواردة في فضلها ومكانتها وطردها للشياطين إنما جاءت بقراءتها لا بسماعها فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي أمامة الباهلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيابتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما، اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة" أي السحرة.
وروى مسلم أيضاً والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة" أخرجه مسلم برقم 780 في صلاة المسافرين والترمذي في ثواب القرآن.
قلت فهذه الأحاديث وما في معناها تدل على أن الفضل المذكور إنما هو في قراءتها؛ إذ فيها الأمر بقراءتها والذي يترتب عليه الثواب والحرز، وعلى كلٍّ فسماعها مع الإنصات فيه خير كثير لكنه لا يقارن بقراءتها اللهم إلا إن كان المقتصر على سماعها من الشريط لا يحفظها ولا يقرأ بنفسه فهذا لا شك أن سماعها كافٍ عن قراءتها وتحصيل الثواب والحرز المذكورين لعذره، هذا وقراءة القرآن وكذا سماعه ولو لمن قدر على القراءة فيه خير كثير، لكني فصلت القول فيما يخص السؤال فيما يظهر لي،
والعلم عند الله تعالى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.