فجور علني في بلادنا.. موزار و"التوحيد"
14 جمادى الأول 1429
منذر الأسعد

مثلما يستحيل أن يكون الواحد ثلاثة والثلاثة واحداً!!
مثلما يستحيل أن يكون الجزء أكبر من الكل..
مثلما يستحيل أن تكون الورقة كلها بيضاء وكلها سوداء؟؟
يستحيل أن تكون هنالك صلة بين التوحيد وموسيقار نصراني غربي..
لكن المستحيل صار "عرساً" عند كل أعداء الإسلام، عندما تمكن دهاقنتهم من "احتلال"أدمغة بعض السعوديين من عميان البصيرة، الذين يلتزمون مبدأ طه حسين:اتباع الغرب اتباعاً ببغاويا بخيره وشره، وحلوه ومُرّه!! وعندما وجدوا ثغرة تسللوا منها إلى دار التوحيد ومنطلق الرسالة، فاستطاعوا القيام بما يقرب من المستحيل، ألا وهو حفل موسيقي ماجن علانية، اختلط فيه الرجال والنساء!! ولم يكن هؤلاء التائهون من خارج الدائرة، بل هم من أهل "الديرة"!! ممن ختم الله على قلوبهم، وعلى عيونهم غشاوة.
ولذلك هلل القوم هناك وطبّلوا لـ"إنجازهم" التاريخي الذي لم يكونوا ليحلموا به!! ولذلك صاغوا نبأ فاجعتنا تحت عنوان شامت يقول: موزار "يجمع نساء ورجال السعودية تحت قبة واحدة!! فهل هنالك ما يدمي الفؤاد أكثر من شماتة الأعداء؟
السعوديون الذين توحدهم عقيدة التوحيد النقية، والذين وحدتهم دولة التوحيد تحت راية التوحيد، لا يجدون من يوحدهم إلا جوقة فجور غربية تبث الفساد وتتمنى نشر الانحلال في مجتمع مسلم يتشبث بدينه بالرغم من كل مؤامرات التغريب التي تنهال عليه من خلال الفضائيات والإنترنت، وعبر أقلام تخصصت في الكيد للإسلام وأهله، تحت شعارات شتى، لا يجمع بينها سوى المروق وعبادة الغرب في أحطّ ما فيه، ووهبت نفسها للشيطان بلا مقابل، فغاية ما تتمناه أن تَشِيعَ الفاحشة في الذين آمنوا!!
تقول CNNالعربية في موقعها على الشبكة العنكبوتية:( لأول مرة في تاريخ المملكة العربية السعودية، يقام فيه حفل موسيقي قد يوصف بالتطور الثوري، ليس لمضمونه الذي يأتي ضمن المحرمات، بل لنجاحه في جمع الذكور والإناث تحت قبة واحدة)!! فهم يعلمون أن هذا الحفل الساقط حرام في ديننا، فهذه البدهية التي يعرفها الكفرة، أيجهلها أولئك الذين أتاحوا لهم تنظيم هذا المستنقع الوضيع!!
ويكمل الشامتون تحدّينا في عقر دارنا قائلين) يُذكر أن السفارة الألمانية في الرياض هي الراعي للحفل الكلاسيكي الذي قدم فيه العازفون مقطوعات للموسيقار العبقري موزار، ضمن الأسبوع الثقافي الألماني في المملكة والذي يحدث لأول مرة.
وبالرغم من أن العديد من السفارات الأجنبية العاملة في المملكة تقوم بين الفينة والأخرى بجلب فرق موسيقية للعزف لكن على أرض السفارات أو في مجمعات إقامة "الوافدين"، غير أن حفل الجمعة هو الأول الذي يقام في مكان عام.
وأوضحت السفارة أنها أخذت أذناً من وزارة الإعلام والثقافة السعودية المسؤولة عن إدارة شؤون مركز الملك فهد الثقافي حيث أقيم الحفل..)!!
وتختم القناة المبتهجة بهذا الاختراق الذي مكّنتهم منه وزارة الثقافة والإعلام بنبرة سخرية دفينة فتقول:( هذا وقد غاب عن العيان أي من عناصر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي بمثابة الشرطة الدينية في البلاد.).وبالطبع لا يحق لنا الانشغال بحمق كاتب التقرير لجهله –أو تجاهله- حقيقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ففوق حقده المتأصل الموروث، فإنه يستقي معلوماته المشوهة من أذناب التغريب الحاقدين على الهيئة لأنها التعبير الرسمي والشعبي عن ازدراء المسلمين لانحداره وتبعيته وحرصه على فتح أبواب الشهوات لتكون رديفاً لما ينشره من شبهات!!
فهل يرضى ولاة الأمر بهذا الاستهزاء بدين الأمة بل وبالنظام العام للدولة الذي يحظر مثل هذه المنكرات؟
وهل يصمت العلماء عن هذا الغزو الفاضح والوقح؟
وهل يقبل السعوديون أن تتدرج الفتنة في ربوعهم على غرار ما فعله أسلاف صبية التغريب من قبل في مجتمعات مسلمة أخرى حتى باتت أحوالها لا تسر سوى أعداء الله وخصوم الفضيلة والناقمين على العفاف؟