هذا التناقض العجيب ليس من عندنا بل وقع فيه المرشد العام للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف في الحلقة الأخيرة من مراجعاته التي بثتها قناة الحوار.
كان الرجل يعبّر عن إعجابه بسياسة دولة عربية ما،باعتبارها جريئة ومتمردة على إملاءات الولايات المتحدة الأمريكية بالرغم من وجود قواعد عسكرية أمريكية فوق أراضيها!!ولم يتنبه عاكف ولا محاوره عزام التميمي إلى هذا التناقض الفظيع،إذ يغدو منح الأمريكان قواعد عسكرية لإيذاء أمة الإسلام شيئاً ثانوياً أمام مسرحيات للتمرد اللفظي والإعلامي على أوامر واشنطن من البلد الذي يستضيفها للضحك على عامة المسلمين!!فكيف تنطلي الخدعة على أناس من النخبة المفكرة؟
في حوار متلفز بقناة المستقبل اللبنانية،شارك رضوان السيد بمداخلة هاتفية من مسقط التي يزورها،في حين كان ممثل القوات اللبنانية أنطوان زهرا ضيفاً في الاستديو.وكان محور المناقشات تقويم خطاب حسن نصر الله الذي جاء بعد 24 ساعة من تنصيب ميشيل سليمان رئيساً للجمهورية.
ركّز السيد في مداخلته على ممارسات عصابات حزب اللات التي عاثت في بيروت فساداً،مؤكداً أن نصر الله الذي لم يحترم مبدأ المواطَنَة،عليه في الأقل أن يقف عند حرمة الدم المسلم إذا كان يعتبر أهل السنة والجماعة مسلمين!!لكن زهرا لم يفهم-أو لم يرد أن يفهم-ما عناه رضوان السيد من مروق أدوات ولاية الفقيه من كل الشعارات الزائفة التي يرفعونها،فقال للسيد:وأهل الكتاب يا دكتور!!ولم يسمع السيد تعليق زهرا فلم يرد عليه،وتلك هي مشكلة يبدو أنه لا حل لها في المداخلات الهاتفية خلال اللقاءات التلفزيونية.فالسيد لم يقصد أن الدم المسلم هو المعصوم وحده في شريعتنا السمحة،بل إنه يشمل أهل الذمة والمُعَاهَدِين والمُسْتَأْمَنين...
في 16جمادى الأولى1429 بثت قناة الجزيرة حلقة من برنامج(شاهد على العصر)،مع حامد الجبوري الوزير العراقي السابق في عهد كل من:أحمد حسن البكر وصدام حسين.
والجبوري –الشيعي-روى قصة استشهاد الشيخ عبد العزيز البدري رحمه الله على يد صدام حسين في فترة مبكرة من حكم البعث ومن دون علم رئيس الجمهورية –البكر-حينئذ.والشيخ البدري من أعلام أهل السنة في زمنه،وكان صديقاً للرئيس البكر،وأشهر مؤلفاته:الإسلام بين العلماء والحكّام!!والمدهش أن هذه المعلومة المعروفة مغيبة حتى إن معدّ البرنامج ومقدمه أحمد منصور المعروف بجديته وجدية الفريق المساعد له في التحضير لحلقاته اتضح أنه لا يعرف من هو الشيخ البدري..ومع ذلك فات على منصور أن يلتقط الواقعة ودلالتها على أن صدام حسين كان مناوئاً للإسلام السني أصلاً ولم يكن طائفياً مثلما تصر وسائل إعلام الكذب والتقية أن تصوّره لإذكاء أحقاد دهمائها على أهل السنة والجماعة.
هي مقارنة ظالمة جداً يقترفها –عمداً-غلاة اللادينيين لغاية في نفوسهم المريضة،لكن المحزن أن يقع في هذا الفخ بعض الطيبين،تأسيساً على معرفتهم بخبث الرافضة وهم يشاهدون علاقات معلنة بين حركة حماس وطهران ونصر الله.وفي المقابل ينطلق السذج من هذه العلاقات الاضطرارية فيحسنون الظن بحزب اللات جاهلين هويته العقدية المغالية في الرفض وكراهية الصحابة الكرام وأمهات المؤمنين الطاهرات.وفات الجميع أن الخيارات أمام حماس ضيقة جداً في ظل حصار أكثر النظم العربية للحركة حصاراً يكمل الحصار الصهيوني الحقود. ومن كانت السنة تعنيه حقاً فليقف مع أهلنا في فلسطين لئلا نبدأ في فقد كثير منهم بتأثير سلبيتنا ومخاتلة الرافضة!!