أنت هنا

يوسف أبا الخيل لم يرجع عن ضلالاته
18 جمادى الثانية 1429
عبدالعزيز الجليّل

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام الموحدين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد فإن من علامة توفيق الله عز وجل لعبده أن يرزقه التواضع والانقياد للحق إذا بان له ومن علامة الخذلان للعبد تكبره على الحق وإباءه الانقياد له وهذا هو الكبر الذي حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله (لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر) قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا قال: (إن الله جميل يحب الجمال.الكبر بطر الحق وغمط الناس) ]مسلم:91[ (وبطر الحق): هو دفعه وإنكاره ترفعاً وتجبراً.
ومثالاً لهذا البطر والتكبر على الحق ما نراه من إصرار يوسف أبا الخيل على فهمه المنحرف للتوحيد والإسلام مع كل ما كتب من ردود علمية على مقالاته التي مفادها عدم تكفير من لم يدخل في الإسلام ويؤمن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى ما دام أنه لم يعاد الإسلام ويحارب أهله. وقد بين شيخنا عبد الرحمن البراك أن هذا القول من نواقض الإسلام ونصح صاحب المقالة بالتوبة والرجوع إلى الحق، لأن هذا القول من ابي الخيل هداه الله فيه تكذيب للقرآن وتكذيب للرسول صلى الله عليه وسلم وأيد الشيخ في فتواه جمع من أهل العلم وقد كتبت رداً على ضلالاتة في مقال منشور بعنوان (يوسف أبا الخيل لا يكفر من كفره رسول الله) ولكن ويا للأسف لم نرى من هذا الكاتب الظالم لنفسه تراجعاً بل ما زاده ذلك إلا إصراراً وتبجحاً حيث فاجأنا بمقال خطير في جريدة الرياض 15/5/1429هـ تعقيباً وإعجاباً لكلمة الملك عبد الله في المنتدى السادس لحوار الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي وحاول أن يتترس بكلمة الملك ليؤكد بذلك ويصر على مواقفه المنحرفة السابقة فكان مما قال هداه الله:(جاءت كلمة الملك المجدد عبدالله بن عبد العزيز التي ألقاها أثناء استقباله المشاركين في المنتدى السادس لحوار الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي الذي أقيم بمدينة الرياض لتقترح بعدا جديدا في تأسيس العلاقة بين أتباع الديانات التوحيدية...الخ)
ولنا على هذا الكلام الخطير تساؤلات محددة نريد من ابا الخيل الإجابة عليها بكل صراحة ووضوح ودون غموض وتدليس ومراوغة.
السؤال الأول: ماذا تعني بقولك (أتباع الديانات التوحيدية)؟ إننا لا نفهم من هذه الجملة إلا أن اليهودية والنصرانية اليوم ديانات توحيدية بمعنى أن أتباعها يعبدون الله وحده لا شريك له ولا يعبدون أحداً سواه؟ إن كنت تعني هذا فإن العجائز وطلاب الابتدائي أفهم منك في توحيد رب العالمين إذ كيف يقال عن من يقولون (إن الله ثالث ثلاثة) أو(إن الله هو المسيح ابن مريم) أو أن (العزير ابن الله) أنهم موحدون ودياناتهم توحيديه. كيف يقال عمن قال الله عز وجل عنهم {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا* لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا* تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا* أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا*إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}]سورة مريم:88-93[كيف يقال عن هؤلاء أنهم أتباع الديانات التوحيدية. هذا ما نفهمه من كلامك المظلم فإن كنت تقصد شيئاً آخر بمفهوم (التوحيدية) فبينه لنا.
السؤال الثاني: ماذا تعني بقولك إن كلمة الملك جاءت لتقترح بعدا جديدا في تأسيس العلاقات بين أتباع الديانات التوحيدية؟ هل تعني أن الملك يرى ما تراه أنت بأن اليهودية والنصرانية ديانات توحيدية تعبد إله واحدا؟؟ إن كان هذا ما تقصده فإنك تسيء إلى الملك إساءة عظيمة وتذمه من حيث تريد مدحه والثناء عليه والإعجاب بكلمته. إن هذا الكلام جد خطير له ما بعده إذ كيف تنسب إلى أعلى رجل في دولة الحرمين بأنه يرى أن اليهود والنصارى الآن يتبعون ديانة توحيدية تعبد إله واحدا؟! إن في هذا اتهام للملك بأنه يجهل مبادئ التوحيد ولا يفرق بين الكفر والإيمان!! فهل هذا ما يعتقده الملك أم أنك أردت الاصطياد في الماء العكر واستغلال هذه الكلمة لتهدد محالفيك وخصومك بها؟
لذا ننصحك بترك هذا الأسلوب الرخيص في تقرير ما تريد واستخدامه في إسكات الحق وأهله فإنه أسلوب خسيس لن ينفعك في تحقيق ما تريد بل سينقلب عليك ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله وإن الله عز وجل قد أخذ الميثاق على أهل العلم أن يقولوا الحق ويردوا به الباطل نسأل الله بأن يجعلنا منهم.
وفي الختام ننصحك مرة أخرى وندعوك إلى التوبة قبل مباغتة الأجل وحلوله بساحتك فعندها لن ينفعك قلمك ولا جاهك ولا قرناء السوء الذين يزينون لك وحينها لا ينفع الندم ولا الاستعتاب نسال الله عز وجل أن يهدينا وإياك إلى صراطه المستقيم وأن ينجينا من مضلات الفتن إنه سميع قريب والحمد لله رب العالمين.