23 رجب 1436

السؤال

فضيلة الشيخ:
أنا لا أستطيع من أن أتخلص من معصية الزنا، ومن النظر المحرم، وأريد أن أنذر لله بأنني إن عدت إليه فسأفعل كذا وكذا، فهل يجوز لي هذا النذر؟ وهل تنصحنا بذلك؟ وهل عموماً يجوز النذر لإجبار النفس على ترك المعاصي...

أجاب عنها:
أ.د. سليمان العيسى

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
إن النذر لا يأتي بخير، لكن إذا نذر الإنسان نذر طاعة أو ترك معصية وجب الوفاء به لقوله صلى الله عليه وسلم: "من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه".
هذا وننصح السائل وغيره ألا يقدم على النذر ولو كان لطاعة لمنع نفسه عن المعصية؛ لأن النذر كما تقدم لا يأتي بخير، وعليه أن يترك المعصية خوفاً من الله ويعمل الطاعة رجاء ما عند الله، وهذا ما جاءت به السنة وما عليه سلف الأمة ما كانوا ينذرون لمنع أنفسهم من معاصي الله، هذا ودعوى السائل بأنه لا يستطيع التخلص من معصية الزنا ومن النظر المحرم إلا بنذر يحجزه عن ذلك غير صحيح فالله لم يكلف العباد بما لا يطاق، قال تعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا) (البقرة: من الآية286)، والله سبحانه ما نهى عن شيء وحرّمه إلا لما يترتب عليه من المضار العظيمة وقد جاء في الحديث أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ائذن لي في الزنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أترضاه لأمك؟ قال: لا، قال: أترضاه لأختك؟ قال : لا، أترضاه لعمتك ولخالتك؟ قال: لا، قال: وكذا الناس لا يرضونه لأمهاتهم ولا لأخواتهم ولا لعماتهم ولا لخالاتهم. الحديث بمعناه.
هذا وننصح السائل بأن يسارع إلى الزواج إن كان قادراً فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج وإن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء، وهذه نصيحة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم للشباب، كما نسأل الله سبحانه أن يملأ قلوبنا جميعاً بالإيمان ومراقبته في السر والعلن إنه على كل شيء قدير.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.