أنت هنا

قل أغير الله أتخذ وليا
12 رجب 1429
عبدالعزيز الجليّل
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه وبعد،
فإن من مظاهر غربة الدين في زماننا اليوم أن تصبح أصول الإيمان والتوحيد عرضة للأخذ والرد بين أبناء المسلمين،  ويصبح المتمسك بها غريباً توجه إليه سهام النقد ويوصف بالتشدد والتطرف وبث الفرقة في الأمة وابتغاء الفتنة بين طوائف المجتمع في الدولة الواحدة وأبناء الوطن الواحد !!
ومن هذه الأصول العظيمة التي توجه لها سهام الهدم والاستهجان،  عقيدة الولاء والبراء، الولاء لله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين الموحدين والبراءة من الشرك والمشركين،  قال الله عز وجل : {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ }الأنعام14
وقال سبحانه : {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ... الآية }الممتحنة4
وقوله تعالى : {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ }التوبة71
ومن أخطر المعاول التي تستخدم اليوم لهدم عقيدة الولاء والبراء معول ( الوطنية ) والذي يراد منه إحلال رابطة الوطن محل عقيدة التوحيد وذلك يعقد الولاء والبراء بين أبناء المجتمع المسلم .
إن حب الوطن ومكان المنشأ والحنين إليه طبع جبلي فطري مغروس في النفوس،  ولشدة مفارقة الأوطان على النفوس رتب الله عز وجل عليه الثواب العظيم للمهاجرين في سبيله المفارقين لأوطانهم من أجله قاله الله عز وجل : {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }الحشر8 .
وهاهو بلال رضي الله عنه يحن إلى وطنه الأصلي مكة بعد أن هاجر منها ويقول :
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة    ***    بوادٍ وحولي إذخر وجليل
فهذا الحب والحنين لا ضير فيه ولا لوم وليس نزاعنا مع دعاة الوطنية في هذه المسألة .
إنما اللوم والانحراف والنزاع في جعل الانتماء إلى الوطن الواحد هو معيار الولاء والمحبة والنصرة لكل من يعيش تحت مظلة الوطن الواحد ولو كان مشركاً أو منافقاً وجعله هو المقدم والمكرم على من ليس من أبناء الوطن ولو كان مسلماً صالحا تقياً،  إن هذا هو الانحراف والعودة إلى موازين الجاهلية ومعاييرها في الولاء والنصرة وفي العداوة والبراءة،  نعم إذا كان المواطن موحداً صالحاً خيراً فهذا نور على نور ولا تثريب على من وجد ميلاً أكثر إلى الموحد الصالح من قرابته أو قبيلته أو من أبناء وطنه . أما أن يجد ميلاً ومحبة وتآخياً مع أهل الشرك والنفاق ويجعله يسكت عن شركهم ونفاقهم لأنهم من أبناء وطنه فهذا هو المرفوض في ميزان الله عز وجل . قال الله عز وجل عن نوح عليه السلام حينما قال : {رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي } قال الله عز وجل له : { إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ } هود46
إنه لا يخفى ما في ( الوطنية ) بالمفهوم الجاهلي من هدم لعقيدة الولاء والبراء في هذا الدين،  فكم في الوطن الواحد من العقائد الباطلة الكفرية التي يخرج صاحبها من الإسلام،  كمن يعبد غير الله عز وجل ويستغيث به ويدعي أن غير الله تعالى يعلم الغيب كغلاة الشيعة والصوفية،  وكم في الوطن الواحد من يكفر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويعاديهم،  ويقذف نساء النبي صلى الله عليه وسلم العفيفات الطاهرات،  وكم في الوطن الواحد من المنافقين الذين يبطنون العداء للإسلام وأهله ويوالون الغرب وأهله،  فهل هؤلاء هم منا ونحن منهم لأننا وإياهم نعيش في وطن واحد ؟ إننا بهذا الفهم نعود إلى صورة من صور الجاهلية الأولى التي جاء هذا الدين للقضاء عليها وجعل رابطة العقيدة والإيمان فوق كل رابطة يعادى من أجلها ويوالى من أجلها ويحب من أجلها ويبغض من أجلها .
قال صلى الله عليه وسلم : ( من تعزى بعزاء أهل الجاهلية فأعضوه هن أبيه ولا تكنوا ) .
فسمع أبي بن كعب رجلاً يقول : يالفلان ! فقال : اعضض إير أبيك فقال : يا أبا المنذر ! ما كنت فاحشاً،  فقال بهذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد في مسنده (20728) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 269 ) .
ويشرح شيخ الإسلام هذا الحديث فيقول : ( ومعنى قوله : من تعزى بعزاء الجاهلية ) يعني يتعزى بعزائهم،  وهي الانتساب إليهم في الدعوة،  مثل قوله : يالقيس ! ياليمن ! ويالهلال ! ويالأسد، فمن تعصب لأهل بلدته،  أو مذهبه،  أو طريقته،  أو لأصدقائه دون غيرهم كانت فيه شعبة من الجاهلية،  حتى يكون المؤمنون كما أمرهم الله تعالى معتصمين بحبله وكتابه وسنة رسوله ) [مجموع الفتاوى 28/422].
وقد وقفت على دراسة مهمة يتحدث فيها كاتبها د . أحمد محمود السيد عن فقه المواطنة وأصولها الغربية في الجاهلية المعاصرة،  ونظراً لأهميتها وعلاقتها بموضوعنا أنقل بعض ما ورد فيها حيث يقول وفقه الله تعالى : ( في هذه الأيام يتردد لفظ المواطنة على ألسنة المهتمين بالعمل السياسي ودعاة العلمانية وأنصار المنهج العلماني بوجه عام ولا غضاضة في هذا ولا عجب،  حتى وإن ادعى هؤلاء أنه لا يتعارض مع الإسلام،  أو أن الإسلام قد عمل به وأسسه،  بل العجب كل العجب أن ينبري بعض الشيوخ وعلماء الشريعة لإثبات أنه مبدأ إسلامي أصيل وأن مضمون هذا المفهوم مماثل لما جاء به الشرع الحنيف !
والأدهى من ذلك أن السيناريو نفسه يتكرر كما حدث في الستينات مع الاشتراكية هناك من كتب عن (( المواطنة في الإسلام ))،  و (( المواطنة عند رسول الله ))،  و (( المواطنة في الشريعة الإسلامية ))،  و (( المواطنة مبدأ إسلامي أصيل ))،  و (( مبدأ المواطنة أهم دروس الهجرة )) . وهناك من استدل بآيات قرآنية وتفسيرات حاول أن يلوي فيها أعناق الآيات لكي تعبر عن مفهوم المواطنة الغربي مؤكداً تطابقها مع تفسيرات القرآن !
تعالوا نتفهم معنى المواطنة في دولة المنشأ لنعرف إن كانت تصلح كمبدأ إسلامي أم لا ..
يعرف قاموس المصطلحات السياسية (( المواطنة )) بأنها : مكانة أو علاقة اجتماعية تقوم بين شخص طبيعي،  وبين مجتمع سياسي ( الدولة )،  ومن خلال هذه العلاقة يقدم الطرف الأول الولاء،  ويتولى الطرف الثاني الحماية،  وتتحدد هذه العلاقة بين الشخص والدولة بالمساواة أمام القانون (( الوضعي )) في ظل هيمنة الدولة القومية .
ويعبر مفهوم المواطنة بمعناه الحديث عن تطور شديد التعقيد صاغته أوربا الغربية في القرن التاسع عشر خلال عمليات تاريخية واجتماعية وسياسية تم فيها الانتقال من الحق الإلهي المقدس إلى حق المواطن،  ومن هيمنة الكنيسة إلى هيمنة الدولة ...
والمواطنة كمفردة من مفردات النظام السياسي الغربي ـ الذي انتشر في أوربا ومنها إلى أمريكا ثم بقية أنحاء العالم بعد ذلك ـ ترتكز على مجموعة عناصر أساسية أهمها :
1-              إحلال عبادة الوطن وتقديمها على عبادة الله وحده .
2-              إعلاء وتقديم الولاء للدولة على أي ولاء آخر حتى ولو كان الدين .
3-              إحلال الرابطة القومية محل الرابطة الدينية كأساس لتجانس الجماعة السياسية .
4-              تحويل الفرد من مقولة دينية إلى مقولة سياسية .
5-              فصل العلاقة السياسية عن العلاقة الدينية .
6-              صبغ الوجود الديني بطابع النسبية والذاتية .
7-              رفض القيم والأخلاق الكاثوليكية في ملية بناء الدولة أو رسم السياسة العامة .
8-              رفض تدخل رجال دين في كل ما له صلة بالسلطة الزمنية .
9-              إطلاق التسامح الديني،  وحرية الاعتقاد طالما أنه لن يتدخل في شؤون الحكم .
10-         الحرية هي القيمة العليا التي تعلو على سائر القيم بما فيه حرية الارتداد عن الدين .
هذه العناصر تظهر بوضوح الحل الذي وضعه الأوربيون لإشكالية العلاقة بين الدين والدولة من خلال (( المواطنة )) وفكرة الدولة القومية،  وهل الحل الذي شكل الأساس الذي قامت عليه ظاهرة الدولة القومية التي أوجدها الأوربيون أنفسهم كأداة للتخلص من طغيان السلطة الدينية وتجاوزات الكنيسة الكاثوليكية الغربية،  ولذلك قامت الدولة القومية على مبدأ الفصل بين الدين والدولة بمعنى عدم توظيف الدين في خدمة السياسة وعدم توظيف السياسة في خدمة الدين،  ورفض تدخل المؤسسات الدينية في كل ما له صلة بالعلاقة بين الوطن والدولة،  وجعل نشاط القوى الدينية قاصراً على الجوانب الروحية دون الحياة السياسية،  وتخليص النشاط الديني من الدوافع والمطالب السياسية ...
فالمواطنة كمبدأ سياسي لا تعمل بعيداً عن النظرية السياسية الغربية التي صاغتها،  ولا يمكن أن تقطع من سياقها ليتم تفعيلها في نظام آخر مختلف عقائدياً واجتماعياً وتاريخياً،  فالنظام السياسي الإسلامي يقوم على مجموعة مبادئ تعمل معاً لتحقيق مبادئ الإسلام وهديه من خلال منظومة من الآليات مثل : الإمامة ـ أهل الحل والعقد ـ الشورى ـ الخلافة ـ إلخ .. والتميز فيها يكون للمسلم فلا يستوي المؤمنون والكافرون،  وإذا كان معيار التفضيل هو التقوى كما في الحديث ( لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى ) فإن هذه التقوى معناها الإسلام والإيمان الخالص،  وهذا ليس معناه ظلم المخالفين في العقيدة لكنهم في ظل الدولة الإسلامية يتعاملون من خلال العهود والمواثيق التي تحفظ لهم حقوقهم وتحفظ للدولة الإسلامية ما تفرضه عليهم من واجبات ...
ولكن تأبى نفوس الذين تشربوا فكر الغرب ورضعوا من علمانيته إلا أن يستبعدوا الإسلام من طريق سياسة الدنيا ويستكثروا على أتباعه أن يحكموا بهديه ومبادئه فتحاول هذه الفئة أن تلوي أعناق الآيات وتغير في مضمون التفسير لتوافق هواهم وتوظف من منحهم صفة ( المفكر الإسلامي ) كي يؤكدوا أن الإسلام لا يتعارض مع تلك المصطلحات بل يؤسس لها ويطبقها،  وتباركها شهادات لبعض الشيوخ والعلماء،  متصورة أنها بهذا التلبيس على الناس تكون قد ضمنت غسيل عقولهم وتحويل انتمائهم لهذا الفكر .. {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ{4} لِيَوْمٍ عَظِيمٍ{5} يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ{6} المطففين 4-6 أ . هـ [ أنظر موقع أنا المسلم ] .
هذه هي حقيقة الوطنية وملابسات نشأتها وخطرها العظيم على عقيدة التوحيد والموالاة والمعاداة فيه.
فهل يسوغ بعد ذلك لأحد أن يرفع سيف الوطنية في وجه كل من يرفض أن يكون الوطن هو الأساس الذي يعقد عليه الولاء والبراء،  بغض النظر عن عقائد هؤلاء المواطنين ونحلهم ؟ هل يجوز أن تكون رابطة الوطن فوق رابطة التوحيد ؟ هل يجوز أن يتآخى ويتحاب الموحدون مع المشركين والكفار والمنافقين ويسكت عن كفرهم و نفاقهم بحجة أنهم أبناء وطن واحد ؟! وبحجة أن الانطلاق من التوحيد في الولاء والبراء يفرق الأمة ويذكي الفتن الطائفية فيها ؟
إن هذا هو ما يدعو إليه العلمانيون والباطنيون ومن تأثر بهم من المخدوعين من أبناء المسلمين ومن أمثلة ذلك ما نشرته جريدة الرياض في تاريخ 19/6/1429هـ بعنوان ( الفجور المذهبي وصرخة الأمين العام ) لعبد الله القفاري . وخلاصة ما طرحه صاحب المقال هداه الله : وصفه لأولئك الذين يحذرون من الطوائف الشركية ويبينون للأمة أصولهم الكفرية وعداوتهم للسنة وأهلها بأنهم مثيرو الفتنة المذهبية . وأبدى إعجابه بما قاله الأمين العام لمجمع الفقه الدولي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي د. عبد السلام العيادي أصلحه الله عن هؤلاء واصفاً لهم بأنهم ( أهل الفجور المذهبي ) ويشرح هذه الفجور بأنه : كل محاولة لإثارة الصراعات المذهبية في الساحة الإسلامية . وهو بذلك يعرض بالبيان الذي نبه فيه بعض المشايخ على خطر الشيعة الرافضة وما يحملون من عقائد شركية تهدم التوحيد الذي جاء به المرسلون وما يبطنون ويطفح على ألسنتهم من عداوة لأهل السنة وتكفيرهم لهم بداية من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلى من بعدهم من المتبعين لهم بإحسان،  في الوقت الذي يجندون أنفسهم في المشروع الإيراني التوسعي في بلاد أهل السنة،  فهل من يحذر الأمة من هذه المخاطر الجسيمة هو من يفتت وحدة الأمة ويثير الفتن أم هو الذي يسكت على هذه المخاطر ويدفنها ويتقارب مع أهلها بحجة التعايش الطائفي ونبذ الفرقة ؟؟ ..
ومما قاله هذا الكاتب في مقاله المظلم : ( الفجور المذهبي يتجاوز التفرقة بين المسلمين على أساس المذهب وحشد الاصطفاف الطائفي إلى مستوى العبث بمستقبل الأوطان وتهيئة الفرصة لمزيد من بث جذور الفرقة وإضعاف الجبهة الداخلية !! ) أ . هـ .
سبحان الله ما أكثر التلبيس على هذه الأمة في هذه الأزمنة المتأخرة .
فمن قال أن عقيدة الرافضة الشيعية مجرد مذهب من المذاهب الفقهية الإسلامية ؟
إن من يقول هذا الكلام إما أنه جاهل تماماً بحقيقة عقيدة الشيعة ومصادمتها لعقيدة الموحدين،  أم أنه يعلم أحوالهم وعقائدهم لكنه ملبس مخادع .
وعلى أية حال فإن عقائد الشيعة وأحوالهم لم تعد خافية في هذا الزمان ولئن عذر أحد في الأزمنة الماضية فإنه لا يعذر اليوم،  وقد صرحوا بعقائدهم الشركية وموالاتهم لأعداء الله تعالى وسبهم وتكفيرهم لأصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وابنتيهما الطاهرتين وذلك في كثر من حسنيايتهم ومواقعهم ومنشوراتهم ولم يعد هذا خافياً على أحد.
كما ظهرت ولاءاتهم المشبوهة بإيران الصفوية وحزب الشيطان في لبنان .
كما ظهر حقدهم الدفين على أهل السنة بما فعلوه ويفعلونه بأهل السنة في العراق وإيران ولبنان من صنوف القتل والتعذيب والتهجير . فهل هؤلاء مجرد مذهب فقهي ؟
إن من يسكت من أبناء السنة على عقائد وأحوال هؤلاء هو عدو الوطن وعدو أهل السنة وهو ممن يتآمر على الوطن وأهله بالتمكين لهؤلاء وأمثالهم والسكوت عن عقائدهم الباطلة ومخططاتهم الإجرامية،  ولن يفيق أمثال هؤلاء حتى يجروا للذبح كالخراف.
وفي الختام نقول لمن يرفع سيف الوطنية ليسكت به أهل العلم الذين ينصحون للأمة ويكشفون اللبس والتضليل عنها : كفى بكم يا أدعياء الوطنية ابتزازاً وتنطعاً واستهلاكاً لمصطلح الوطنية فهي شنشنة نعرفها من هؤلاء حيث يركبون هذا المصطلح ليمرروا من خلاله أفكارهم ومخططاتهم ويهددوا به الدعاة الذين ينصحون للأمة والذين لا ينطلي عليهم مثل هذه الشعارات البراقة لأنهم لا يرون شيئاً فوق عقيدة التوحيد والولاء لها ولأهلها ويرفضون دعوة تهميش التوحيد والولاء والبراء فيه ويقدمون الولاء لله تعالى على كل اعتبار من وطن وقبيلة وطائفة ويرون أن توحيد الأمة لا يكون إلا بالتوحيد وتطهيرها من الشرك،  وإلا فهو الفشل والفرقة والفتن،  قال الله تعالى : { وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ } . أي أن فتنة الشرك أكبر من فتنة الاقتتال ولما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم قال : ( أن تجعل لله نداً وهو خلقك )  البخاري(4477)، فلا يتقدم الشرك بالله ذنب ولا أعظم منه .
نسأل الله عز وجل أن يحيينا ويميتنا على التوحيد وأن يتوفانا طيبين وأن يعيذنا من شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله رب العالمين .