11 رجب 1426

السؤال

أنا امرأة و لدي أخ من الرضاعة تجاوز الأربعين متزوج ، اكتشفت علاقته مع ابنتي، ويزورها وأنا في العمل حققت معه فثار وغضب وأنكر وهددها .<BR>اعترفت لي ابنتي بأنها علاقة محرمة لم تصل إلى الفاحشة، بل دون ذلك مع تهديد ابنتي، والضغط عليها.<BR> ماذا أفعل معه، وهو يعتقد أني لا أعرف شيئاً، وهو شخص متهور؟<BR>

أجاب عنها:
جمّاز الجمّاز

الجواب

الحمد لله رب العالمين، وبعد: هذه الظاهرة، وإن كانت موجودة فهي قليلة، ومع هذا يجب الوقاية منها، وسبل الوقاية كثيرة ومتعدّدة، ومن أهمها: 1- قطع الاتصال بين الأقارب من الرضاع، والاتصالات جماعياً، كوليمة أو مناسبة اجتماعية، ويكون طبيعة اللقاء كغيره من اللقاءات، الرجال مع الرجال، والنساء مع النساء. 2- الحرص التام على تفقّد أفراد العائلة، حينما يزور أحدهم قرابته من الرضاعة، ومعاملته معاملة الأجنبي، بحيث لا يُمكَّن من الخلوة بأحد. 3- توعية أفراد العائلة بماهية قرابة الرضاعة، وأنها قرابة تعامل معاملة قرابة النسب، فيما يحل ويحرم من النكاح. 4- عدم فتح المجال للزيارات الفردية من المرأة للرجل، أو الرجل للمرأة، بحجة قرابة الرضاع، وإن كانوا كباراً، وإشعارهم بأن النفس أمارة بالسوء، وحيث إنه لا علاقات اجتماعية سابقة، ولا قرابة نسب ظاهرة، فقد يحصل ما لا تحمد عقباه، إذ الشيطان يزيِّن لكل منهما أنه أجنبي عن الآخر، فيقعان في الرذيلة. 5- تعويد الصغار من الذكور والإناث على عدم معاملة قرابة الرضاع من الإخوة والأخوات قرابة النسب، وتصويرهم أنهم كالأجانب الأباعد، وأن لهم الزيارة والمعونة والمساعدة، والإيلام لهم، وقضاء حوائجهم، ونحو ذلك. وينبغي ألاّ يُفهم من ذلك قطع العلائق، وإيجاد العداوة والبغضاء، بل يكون فيه تزاور، ولكن يجب أن يكون جماعياً، لئلا تحصل الخلوة، ويعوَّدون على ذلك رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً. ومتى وقع ما لا تحمد عقباه بين أخ وأخت من الرضاعة، من الوقوع في الرذيلة أو مقدماتها، ونحو ذلك، فيجب الآتي: 1- احتواء المشكلة وعدم تركها تتوسع، ويعلم بها أطراف أخرى . 2- ضبط المتورطين في المشكلة، وعدم إتاحة الفرصة لهما بالاتصال محادثة أو لقاء. 3- الحرص على عدم ذهاب المتورطين في المشكلة إلى المكان الذي اعتادا اللقاء فيه، وأمرهما بمقاطعة الذهاب إليه (مدرسة + جامعة + مكان وظيفة + مكان نزهة + أسواق محدّدة). 4- القيام بواجب النصيحة لكل من الشاب والفتاة، من رجل أو امرأة من المحارم، والتخويف بالله ومن عذابه من الاستمرار في هذا العمل المشين. 5- إشعارهما بالخطأ الذي وقعا فيه، وأنّ الوقوع في الخطأ ليس عيباً، وأن العيب هو معرفة الخطأ، والاستمرار فيه. 6- اختيار من يُرضى عند الشاب والفتاة، بإسداء النصيحة لهما، وهذا أمر مهم، فقد يقبلان منه ما لا يقبلان من غيره. 7- إهداء بعض الأشرطة المتميزة لهما، والتي تعالج مثل هذه المشكلة، وذلك بسؤال أصحاب التسجيلات، ويُراعى فيها ما يزرع الخوف والغيرة في القلب. 8- تغيير أرقام الهاتف الخاصة، بحيث يصعب الاتصال والمحادثة بينهما، أو سلبهما وسيلة الاتصال، إذا كان يغلب على الظن نفع ذلك. 9- إيجاد وسائل ترفيه مباحة في المنزل لقضاء الأوقات، وللقضاء على الفراغ الذي قد يكون هو السبب في المشكلة. 10- ربطهما بصحبة طيبة، تؤثِّر عليهما في السلوك والأخلاق بالنافع والمفيد، وتنقلهما إلى جو هادئ أمين. 11- التعجيل بتزويجهما، بحيث يُتفادى مثل هذه المشاكل. 12- لا مانع من استخدام أسلوب التهديد إذا لم تنفع معهم الأساليب اللينة، مثل تخويفهما إن لم يرتدعا بتصعيد المشكلة مع الأقارب، أو أنّ الأمر سوف ينتشر، أو قد يلزم الأمر إبلاغ الجهات الرسمية. 13- دعاء الله أولاً وآخراً بحفظ الذرية من الفساد، والدعاء لهم بالصلاح والتوفيق. وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.