22 شعبان 1426

السؤال

الحمد لله على نعمة الإسلام لمن فهمه وعمل به، وفي خظم هذا السياق أود أن أطرح على معاليكم سؤال يخص فئة من الشباب عندنا الذين تركوا المحرمات واعتنقوا الاسلام بعنف وعن جهالة، فمنهم من يفتي، ومنهم من يدرس الأطفال ويغرس في عقولهم أفكار خاطئة، وأصبحوا من سكان المسجد لا من ضيوف الرحمن، فيلعبون ويأكلون ويقهقهون النهار بطوله، ويزعجون المصلين، مشكلتي أني اعتدت المساجد منذ طفولتي، ولكنني أصبحت أنفر من المساجد هرباً من المضايقات والخوف من تغير شعور الإخوة بيني وبين هؤلاء، فهل يحق لي ذلك؟ أم علي أن أتحمل ذلك؟ فأنا أصبحت تقريباً لا أطيقهم، حتى إمام المسجد بكى نعم بكى؛ وذلك عندما دعوه بالجاهل. <BR>سؤالي هو : كيف يمكن لي أن أتعامل مع هذه المشكلة ؟<BR>

أجاب عنها:
جمّاز الجمّاز

الجواب

الحمد لله رب العالمين، وبعد: الواجب شكر نعمة الله عليكم، حيث أمكنكم من الوصول إلى المسجد والصلاة فيه، والجلوس فيه تعبداً، إما لتلاوة قرآن أو مدارسة علم أو تشاور فيما ينفع ويفيد. واللائق بك أن تكون داعية قدوة، وتصبر على أذى الناس وتحتملهم، فقد صح أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم". فاصبر وتحمل ذلك، ولا تنفر من المساجد بسبب تلك التصرفات الفردية، وعليك بنصحهم وتوجيههم أن يكونوا جادين. وما يدريك فقد يستجيبون لك، وتحظى بالأجر والمثوبة من الله _جلا وعلا_ وليس من اللائق أن يُوصف إمام المسجد بأنه جاهل، بل قد يقال عنه: إن يُلحظ عليه ملاحظات، وعليه فينبغي لأحد منكم أن يجلس معه ويناصحه، ويبين له بأدب ولين وجه الخطأ، ولا بد من الصدق والإخلاص في النصيحة، ومن ذلك إظهار الشفقة عليه، وإشعاره بمحبته، والرغبة في إيصال الخير إليه، والواجب أن يكون في المدينة أو الحي أو المسجد شيخ داعية يُرجع إليه في المهمات والمشكلات وواجب عليه تبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم، فيحدثهم في مهمات الدين والعقائد، وبيان الفروض الواجبة عليهم، وكيفية أدائها، ويعرض للآداب والأخلاق، ويعرفهم بسيرة النبي _صلى الله عليه وسلم_ وسيرة أصحابه، والناس يجب عليهم القيام بذلك حتى تستقيم أحوالهم وشؤونهم. وعليك ألا تمل ولا تضجر من تصرفات الناس، ويعظم ذلك ويتأكد إذا كانوا علماء أو طلاب علم أو دعاة أو أئمة. بل إنك بفعلك هذا تُصلح نفسك، وتؤثر في غيرك، وحينها أبشر بمجتمع طيب صادق تتفيؤون في ظلاله أنت وأصحابك. وبالله التوفيق. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.