السؤال
السلام عليكم - عمري 15 سنة، هذا العام أجريت امتحانات مهمّة لأنتقل إلى الثانويّة وحصل لي توتّر بعد أن نجحت، واستمرّ التوتّر وأعاني الآن من صداع متكرّر في الرأس ومن اكتئاب ووسواس قهري ونفسيّتي ضعيفة. أصبحت لا أستطيع أن أعيش حاضري وأنا شخصيّة منعزلة ووحيد وخجول إلى درجة كبيرة،عندما أخرج لأتمشّى أحسّ بالارتباك، وعندما أحكي مع أحد يحبّ كلامي ويصير يحبّني ولكنّ نيّتي دائما غير صافية حيث أنّني أقول في نفسي إنّه يريد أن يستغلّني كضحيّة اغتصاب، أحسّ أنّه يعاملني كأنّني فتاة، أنا أيضا مدمن على العادة السرّية وأشاهد أفلاما إباحيّة بكثرة، ليس لديّ أصدقاء كثر، لا يأتونني إلى منزلي أو نخرج سويّا يعني أصدقائي عن بُعد، كان لديّ صديق الطفولة وهو صديقي الحميم.. أسمع أيضا إهانات في المدرسة ولا أكون قادرا على فعل شيء، أثّر ذلك في نفسي وحياتي صارت بلا معنى حيث أكون أحيانا مستعدّا للدخول إلى النار وأنا تائه في حياتي أعيش في ظلمات وغموض، وأحيانا لا أستطيع أن أفسّر حياتي وأبكي أحيانا رغم أنّني إنسان محبوب في أخلاقي وكلامي إلاّ أنّني أشكّ في حبّ الآخرين لي وهذه الحالة فقط في هذه السنة.. أرجو العلاج أو نصائح (مع كلّ احترامي).
الجواب
أخي الفاضل أهلا وسهلا بك في موقعنا
الأخ العزيز من الواضح أنّك شخص حسّاس تفتقد الثقة بنفسك إلى حدّ كبير، ولكن هناك دور لنا في شعورنا بالوحدة والقلق والاكتئاب وعدم الثقة بالنفس فأنت كما ذكرت شخص انعزالي، تبتعد عن الآخرين وتجلس بمفردك كثيرا، ليس لديك هوايات أو أنشطة تقوم بها وتطوّر من شخصيّتك، ودائما أخي الغالي تلك الشخصيّة تكون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق والوساوس لأنّها لا تفعل شيئا أو ليس لديها هدف تسعى لتحقيقه فتتملّك منها الأفكار السلبيّة ويصبح شاغلها الشاغل هو معرفة رأي الآخرين ومدى حبّهم لها رغم ابتعادك عن الآخرين وعدم الظهور لهم. أخي الفاضل أنت في حاجة قويّة لعرض نفسك على اختصاصي نفسي لمساعدتك في مسك الخيط أو وضع قدمك على بداية الطريق من خلال بعض الجلسات النفسيّة لتدريبك على بعض المهارات الاجتماعيّة والنفسيّة مع بعض الأدوية التي تخلّصك من الوساوس والاكتئاب.
وهناك بعض الإرشادات سوف أقدّمها لك للتدريب عليها والقيام بها ومنها ما يلي:
- في البداية لابدّ من التخلّص من الانعزال والجلوس مع أفراد أسرتك وفتح حوارات معهم ودخول غرفتك للنوم لأنّ الانعزال والوحدة يتسبّبان في انتشار الأفكار السلبيّة الهدّامة.
- ثانيا لابدّ من إنهاء الحديث السلبي عن ذاتك فلا تنعت ذاتك بل عاملها بلطف وإيجابيّة وشجّع نفسك دائما بالكلام الإيجابي وبالإصرار على التحدّي وإنجاز الأعمال.
- تخلّص من الكسل واضبط ساعات نومك واستيقاظك فلا تنم كثيرا بل مدّة 7: 8 ساعات يوميّا ولا تسهر مطلقا.
- عليك بالمشي نصف ساعة يوميّا مبكّرا أو قبل غروب الشمس مشيا بشكل رياضي.
- عليك بممارسة تمرينات الاسترخاء البدني والعقلي والتنفّس العميق المنتظم وواظب على تلك التمرينات ربع ساعة يوميّا.
-عليك بوضع مجموعة من الأهداف الواقعيّة القابلة للتنفيذ وحدّد مدّة زمنيّة لتنفيذها وكافئ نفسك عند تنفيذ أهدافك.
-عبّر عن مشاعرك أوّلا بأوّل وارفض الطلبات غير المعقولة بقول لا ولكن بأسلوب مهذّب ولائق اجتماعيّا.
-ابحث عن هوايات وأنشطة جماعيّة تقرّبك من الآخرين، شارك في جمعيّات تطوّعيّة كورشات تعليميّة وندوات بمراكز للشباب ومحاضرات تنمية بشريّة.
-علّم نفسك التفاؤل والبعد كلّ البعد عن التشاؤم والنظرة السوداء للأمور حتّى لا تحبط وتشعر بالعجز، ابتعد عن كلّ ما هو سلبيّ سواء كان فكرة في ذهنك أو شخصا سلبيّا أو مكانا سلبيّا.
-اجلس في أماكن طبيعيّة خضرة، بحر، هواء طلق واستمتع بجمال الطبيعة وتأمّل خلق الله لمدّة نصف ساعة بشكل منتظم.
-اجلس في وسط الناس واستمع وتعلّم من حديثهم وطريقتهم في الحديث، ابتسم للآخرين ولا تكن عبوس الوجه، اجلس جلسة الواثق من نفسه، لا تتحرّك بقلق سيطر على قلقك فأنت فقط الذي تشعر بالقلق وليس الآخرون...
- حافظ قبل كلّ شيء على تواصلك مع المولى عزّ وجلّ، انتظم في الصلوات والدعاء والاستغفار والتأمّل في ملكوت المولى عزّ وجلّ.
الأخ العزيز تمنيّاتي لك بحياة سعيدة خالية من الهموم، أنت شابّ في مقتبل حياته استغلّ حياتك بكلّ حواسّك وطاقتك، أحبّ نفسك والآخرين، ساعد نفسك والمحيطين، انظر إلى نصف الكوب المليء ولا تنظر إلى النصف الفارغ من الكوب، فكّر بإيجابيّة وتفاؤل، تخلّص من كسلك وسلبيّتك، تفاعل مع المجتمع ولا تسمح لنفسك أن تكون هامشيّا.
في انتظار تواصلك معنا باستمرار للإجابة والاطمئنان عليك.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.