20 ربيع الأول 1441

السؤال

ابنتي عندها 6 سنوات وتعاني من خوف رهيب من النوم، تلعب طوال النهار وتنام بالنهار بشكل طبيعي وإذا جاء وقت المساء تبدأ بالبكاء وتقول لا أريد النوم وتظل مستيقظة تبكي وتخشى من أحلامها المخيفة، ويجب أن يبقى أحد الأبوين معها إلى أن تنام بالرغم من أن معها إخوتها في نفس الغرفة! ماذا أفعل؟
وأيضاً تخاف من المنزل، وتخاف أن تمشى بمفردها في المنزل فإذا احتاجت لشيء تقوم بالجري إليه.
تخاف الدخول إلى الحمام ولا تغلق على نفسها الباب وتخرج بسرعة.
رقيناها وقرأنا سورة البقرة ونسمعها الرقية ونقرئها المعوذات وآية الكرسي ولكن بلا فائدة تبكي وتقول والله لا أعرف أنام! فما الحل بوركتم.

أجاب عنها:
د. أحمد فخري

الجواب

أهلا وسهلا بالأم صاحبة الاستشارة، الخوف شيء طبيعي لدى الإنسان فنحن نولد ولدينا خوف فطري من الضوضاء والانزلاق أو السقوط من المرتفعات وما عدا ذلك فهو خوف مكتسب من البيئة التي نعيش فيها ودائماً وفى الغالب الأطفال من سن أربع سنوات إلى سبع سنوات يتأثرون بشكل كبير جدا بما يشاهدونه أو يستمعون إليه من قصص وحكايات مخيفة أو بها شيء من الرعب والتهديد لحياتهم وحياة المقربين منهم فأحياناً مشاهدة فيلم في التليفزيون يسبب لهم خوفاً شديداً إذا احتوى على مشاهد مرعبة وأحيانا من يتحدث لديهم عن قصص مرعبة وبها خيال مخيف فتأثر في خيالهم وأحياناً الأولاد الصغار يقومون بسرد قصص مرعبة لمن هم في مثل سنهم أو أصغر منهم فتأثر فيهم بشكل كبير للغاية فنحن لا ننسى أن الأطفال مازالت قدراتهم على السيطرة على مخاوفهم ضعيفة ولا يتحكمون في البيئة من حولهم كما نفعل نحن الكبار بل يعتمدون علينا في حمايتهم من الأخطار التي تهدد كيانهم لذا هناك بعض الإرشادات التي نتبعها في مثل تلك الحالات ومنها:
 

الابتعاد كل البعد عن أي مثيرات بها أشياء مخيفة تؤثر على خيال الطفلة سواء مشاهدة أو استماع.
 

مراقبة بعض الأصدقاء للطفلة هل يقومون بسرد قصص مخيفه عليها ووقف ذلك دون تهديد لهم.
 

إعطاء الطفلة قدر من الثقة بنفسها من خلال تكليفها ببعض الأعمال البسيطة وتشجيعها والثناء عليها لما قامت به من أعمال.
 

عدم التقليل من شأن الطفلة وإشعارها بالضعف بسبب خوفها أو مقارنتها بمن هم في سنها وأشجع منها فهذا يفقدها الثقة في نفسها.
 

إحضار مجموعة من القصص الشيقة لقرأتها قبل النوم ومشاركة الطفلة في أحداث القصص بالرأي والتفكير.
 

انتقاء قصص بها بطولات وشجاعة وأمان وقوة حتى نطمئن الطفلة.
 

لابد من نوم الطفلة في سريرها في مواعيد النوم وإشعارها أن الوضع أمن وبصوت هادئ وبدون عصبية أو نرفزة حتى نشعرها أننا بجانبها.
 

إشعار الطفلة بالأمان من خلال التلامس الجسدي والقبلات والحضن الدافئ من الأم والأب دون إفراط أو تفريط.
 

عدم التشهير بالطفلة أمام الأهل أو الأصدقاء بأنها لديها مخاوف أو أنها ضعيفة لأن هذا يرسخ لديها المخاوف وانعدام الثقة بالنفس.
 

الاستماع إلى قراءة هادئة قبل النوم مع كوب من اللبن الدافئ يساعد على الاسترخاء.
 

أيضا تدريب الطفلة على حفظ جزء ولو أية يوميا من القرآن ومراجعتها قبل النوم وحفظ أية أخرى وتشجيعها على ذلك يعمل على التفكير الإيجابي والبعد عن التفكير السلبي في المخاوف.
 

الرقية الشرعية قبل النوم مهمة ومؤثرة بالفاتحة والمعوذات .
 

تمنياتي للطفلة بنوم هادئ وحياة هادئة وعلى أمل التواصل المستمر مع موقعنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.