مقالات سياسية
يستطيع الخطاب الرسمي السوري أن يدغدغ مشاعر البسطاء والواهمين فيما يخص السياسة الخارجية، غير أن يفشل تماماً عندما يتعلق الأمر بإعادة إنتاج أكاذيب قديمة ربما كانت تفلح في عصور الراديو والتليغراف لكنها تعجز عن ملاحقة التقنية العالية، والوعي المتنامي الذي تسبق فيه الجماهير بخطوات بعيدة النمط المتخلف الذي لا ينطلي إلا على الأغبياء وحدهم.
من أين جاء هذا الوعي السياسي لكثير من الشعوب العربية ، كيف خرجت كل هذه المطالب العادلة مع الإصرار عليها مهما كان الثمن ؟ النساء في اليمن يتكلمن بقوة ووضوح ، والشباب في مصر يتحدثون بلغة قوية وسياسية ، هل كان كل هذا مخزونًا مكبوتًا ، فلما جاءت اللحظة المناسبة ظهر وعبّر عن ذاته ؟ .
أخيرا تحرك الشعب السوري لإسقاط الديكتاتورية التي لم تحفظ وطنا، ولم تراع كرامة مواطن.. أخيرا انفجر الشعب السوري في وجه الدولة الفاشلة التي لم تحررأرضا، ولم تبن نهضة . وقد أربكت ثورة الشعب السوري اللانظام وجلاوزته حتى سادت الفوضى، واختلت الموازين لديه. وبعد أن كان رموزالمؤسسة الدينية مغيبون ولا سيما في الشأن السياسي...
الإقالة السريعة والعاجلة لسميرة المسالمة رئيسة تحرير صحيفة تشرين السورية بعد إدلائها بحديث طلبت فيه على استحياء من الأجهزة الأمنية الكشف عن الأطراف التي تقف خلف إطلاق النار رغم أنها دافعت في المجمل عن وجهة نظر النظام من الأحداث الدامية في درعا. هذه الإقالة تكشف عن ضيق النظام بأية مساءلة مهما كانت خجولة وتنسف من الأساس إدعاءاته
قد يبدو للوهلة الأولى أن الحرب على غزة في هذا التوقيت غير مبررة ، على الرغم من علمنا جميعا بأن "إسرائيل" لا تحتاج إلى مبررات لتنفيذ جرائمها إلا أنها عادة ما تحاول التذرع بصاروخ سقط هنا أو عبوة زرعت هناك ،ولكنها هذه المرة لم تبدأ العدوان بأحد هذه المبررات.
تلاميذ مدرسة، تتراوح أعمارهم ما بين العاشرة والثانية عشرة، اختزلوا في أدمغتهم كل رياحين المستقبل وأحلامه الوردية، وكثّفوا شروق شمسه في قلوبهم البيضاء النابضة بالبراءة والمحبّة لوطنهم.. لم يتلوّثوا بعدُ، بالظلام الذي تعيشه بلادهم منذ خمسة عقود، ولا بظلاميّي الحزب الواحد والجمهورية الوراثية.. أشدّ ما رسخ في ذاكرتهم من أسماء...
كتبت سابقاً في القضية الليبية مقالا بعنوان (مستنقع البزنس) و كان الحديث عن أمريكا التي تلكأت كثيراً ثم دخلت بعدئذ في التحالف لحفظ المدنيين من قصف القذافي , و أيضاً عن موقف رئيس وزراء تركيا الذي عارض التدخل الخارجي لإنقاذ المدنيين وهو موقف أقل ما يقال فيه أنه لا إنساني ويشم منه رائحة الشركات التركية التي فقدت موقعها بعد بداية
لا يقبل المجلس العسكري أن يحكم مصر "خميني آخر" كما أعلن، لكن وزير الخارجية المصرية د.نبيل العربي يريد إقامة علاقة طيبة مع طهران. لا يبدو تفهم ذلك صعباً من الناحية النظرية في خطاب الدول لكنه قد يحمل بعض التناقض في المواقف إذا ما نظر له بشكل مجرد.
اخص بالذكر الاسلاميين، وان كانت الحالة عامة. لم نفهم بعد ما الذي يجب ان نكون عليه في ممارسة الخلاف بحرية بعد 25 يناير، اذ ما زلنا نعيش ونمارس افعالنا السياسية، كما لو ان الثورة لم تحدث بعد او كأن المجتمع مازال يعيش حالة صراع وفق ذات التقاليد القديمة. القول يتردد كثيرا بان مصر بعد يناير ليست كمصر قبل 25 يناير، غير أن القول شيء والفهم
كسرت (إسرائيل) قبل أيام حاجز القتل ضد المقاومين الفلسطينيين في تحدي واضح لهم ؛ عندما قامت بقصف أحد المواقع التابعة لكتائب القسام وقتلت اثنين منهم في عملية استهداف هي الأولى من نوعها منذ انتهاء الحرب على غزة في بداية عام 2009 ، التي استهدفت فيه (إسرائيل) نشطاء من حركة حماس في أحد المواقع مما حذى بحركة حماس الرد على هذه العملية من خلال قصف عشرات القذائف الصاروخية على المواقع والبلدات (الإسرائيلية) المحيطة بقطاع غزة مما شكل مفاجأة للاحتلال.
أخيرا تحرك الشعب السوري لإسقاط الديكتاتورية التي لم تحفظ وطنا، ولم تراع كرامة مواطن.. أخيرا انفجر الشعب السوري في وجه الدولة الفاشلة التي لم تحرر أرضا، ولم تبن نهضة. وقد أربكت ثورة الشعب السوري اللانظام وجلاوزته حتى سادت الفوضى، واختلت الموازين لديه. وبعد أن كان رموز المؤسسة الدينية مغيبون ولا سيما في الشأن السياسي، بدأ النظام السوري بالدفع بهم لمواجهة الاحتجاجات، والتحركات المؤيدة للشعب السوري من خارج القطر العزيز. وذلك للزعم أن ما يجري ما هو إلا مخطط
عندما أراد أن يعدل السادات أحد بنود الدستور ليسمح ببقائه مدى الحياة تفتقت عبقرية ترزية دستوره مهونين على الشعب مشقة التغيير، فالمسألة لا تتعلق إلا بتغيير نص المادة من مدة جديدة إلى مدد جديدة، ما يعني أن التغيير لا يجاوز تحويل الـ ( ة ) إلى ( د )، والنتيجة أن السادات الذي وافاه الأجل قبل أن يهنأ بالدال قد خلّف لنا مبارك الذي جثم على صدورنا بسبب حرف واحد لثلاثة عقود تقريباً.
لم تستوعب الدرس بعض البلاد العربية وظلت تواصل العناد السياسي، فلما وصل مد التغيير قالوا: نحن مستهدفون، ولا يجوز أن يطالب أحد بحقوقه ولا يجوز أن تخرج المظاهرات، ولا ترفع الشعارات ولا قيام أي عمل معارض، وهي النغمة القديمة منذ الخمسينات وحتى الآن (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة) فلا تتحدثوا عن الحرية ولا العدالة، لأننا مستهدفون...
هل بذلت الدول العربية دماء أبنائها ثمنا للاستقلال عن المستعمر الخارجي لتقع في استعمار داخلي أشد عليهم وطأة وأكثر شراسة ؟! فتنعمت تلك الدول بالحرية السياسية أثناء حكم المستعمر أكثر مما تمتعوا به أثناء حكم أبناء الوطن بصورة جعلتهم يترحمون على أيام الاستعمار ؟!
لعلّ الذهول، هو العلامة الأبرز التي تَسِمُ –في هذه الأيام- وجوهَ المسؤولين المستبدّين في سوريّة.. فهم لم يُصدّقوا أنّ شعباً يستعبدونه منذ ثمانيةٍ وأربعين عاماً.. قد انتفض في ساعة الحقيقة، لأنهم جَهَلَة لا يقرؤون التاريخ، ولا يستوعبون دروسَه، ولا يفقهون سُنَنَ الله عزّ وجلّ في الأرض وحياة الأمم والشعوب، ولا يتّعظون من تساقط أشقّائهم الطغاة وهم في ذروة الطغيان والجبروت. فقد أغلق مستبدّو النظام أبصارَهم وبصائرهم دون كل التحذيرات والصرخات التي تُدَوّي عند مسامعهم...
ليس غريباً على النظام الفاشستي الحاكم في دمشق أن يحاصر الجامع الأموي بقدسيته ورمزيته، ويعتقل الآمنين من ساحته، ويرهب المسالمين في محيط المسجد العمري بدرعا، وأن يجهز جلاوزته على جريحين في مشفى إثر مظاهرات سلمية بالسكاكين، وأن يعتقل طلاب الرابعة الابتدائية في دمشق، ويقتل بدم بارد في درعا ويسير دباباته ومدرعاته إلى تلك المنطقة.
معاناة سورية وأهلها مزدوجة وفيها من الجروح وآلام المركبة ما يجعل قلوب كثيرين من أهلها مثقلة بمشاعر عميقة من الأسى والحزن العميقين. فالسوريون يشعرون بأنهم في مواجهة تجاوزات النظام وجرائمه وقفوا وحيدون ومعزولون ولسنوات عديدة. لا بل وأكثر من ذلك فإن كثير من رموز العمل الإسلامي والقومي ممن يتصدرون المعارضة في بلادهم ساعين للحرية
يجد القذافي نفسه هذه الأيام عاريا، وحيدا، رغم المرتزقة الذين جلبهم لقتل الشعب الليبي، ورغم الرهائن الذين يتمترس بهم في، العزيزية، ورغم الجرائم العسكرية التي يقوم بها في طبرقة، وراس لانوف، والزنتان، والرجبان، ومصراتة، وبن غازي. لقد فقد القذافي الشرعية الدولية، لدى الجامعة العربية، والمؤتمر الإسلامي، والاتحاد الإفريقي، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، بعد القرار الأخير
قلت في مقال سابق بعد أن سقط الطواغيت في مصر وتونس وان شاء الله سيسقط طاغوت ليبيا ، قلت : يجب أن يكون الشعار بعدها : الشعب يريد إسقاط أمريكا ، لأن أمريكا والغرب هو الذي دعم هذه الأنظمة الاستبدادية وساعد على استمرارها ، مادامت هذه الأنظمة لا تحتاج في قراراتها لا إلى الشعب ولا إلى البرلمانات ، وتنفذ ما يريده الغرب ، وإذا كان البديل
النيران تلتهم ليبيا، رائحة الموت تنتشر في أجوائها، الدمار يلف مدنها الساحلية الجميلة، بالطبع ليس هذا ما كان يرنو إليه الثوار، غير أن جنون دراكولا ليبيا، وحسابات ترتيب التركة الليبية لدى "مستعمري" أوروبا والولايات المتحدة، والشلل العربي والإسلامي، دفعت جميعها نحو هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه ليبيا.
في ظل الانتفاضة الشعبية التي صارت تلف عدة دول عربية، ليس فقط طمعا في العيش في حياة اقتصادية كريمة، ولكن أملا في مستقبل تسوده الحرية والعدالة الاجتماعية، صارت تنتاب كثيرين ممن هم في داخل دولنا العربية والإسلامية وخارجها من الدول الأجنبية الكبرى مخاوف ، أقل ما توصف بأنها فزاعة الخوف من وصول الإسلاميين للسلطة.
وقع المحظور وبدأت مصر تدفع أول فاتورة باهظة لغياب وعجز النظام السابق عن التعامل مع أخطر ملف يتعلق بأمن مصر القومي وهو المياه ، وضياع هيبة ودور مصر في أفريقيا الذي استغلته اسرائيل وأمريكا !.
فحتي يوم الإثنين 28 فبراير الماضي 2011 ، كانت خمس دول أفريقية فقط من دول حوض النيل التسع ( بجانب أريتريا كمراقب) قد وقعت علي الاتفاقية الإطارية لحوض النيل التي لا تعترف بحقوق مصر والسودان
نعم طيّاران (مُمَانِعان) أسيران!.. لكن ليس في جبهة الجولان السورية المحتلة منذ سبعةٍ وأربعين عاماً، ولا في غزّة المحاصَرَة، ولا في جنوبيّ لبنان.. بل في ليبية التي يجاهد ثوّارها في سبيل الله عزّ وجلّ للانعتاق من استبداد النظام القذّافيّ الدمويّ الدكتاتوريّ!.. فقد تناقلت الأنباء خبر إسقاط الثوار الليبيّين الأبطال طائرتَيْن حربيَّتَيْن، في ليبية الثائرة على الظلم والاضطهاد والاستبداد، وأسْرِ طيّارَيْنِ سوريَّيْن (مُمَانِعَيْن) كانا يقصفان أهلنا في بلد المجاهد البطل (عمر المختار)!..