مقالات سياسية
فكم أثار هذا المعرض الناس، وكم كلف الجهات الأمنية من جهود وإحراج مع الناس، ولو شاهد الناس من هذه الوزارة صدقاً في الوعود، ووفاء بالسياسات، ورأى الغيورون من الجهات المشرفة على المعرض كبحاً لمظاهر المنكرات من الكتب والبرامج الثقافية لما احتاج ذلك إلى مشاركة المتطوعين فهم ما قاموا بذلك إلا لما رأوا تقصير الجهات في واجبها
ولكن بعض الكتاب – مع حرصهم وفرحهم بما وقع من إزاحة للطواغيت وتنسم نسائم الحرية – يتخوفون من فقدان البوصلة التي توجه هذه الجهود نحو الأهداف المطلوبة ،ألا يكون لهذه الجهود فكرة واضحة عن نوعية الحكم الذي يحقق للأمة سعادتها وعيشها الكريم ، ألا يكون هناك فكرة عمن يندس في الجهود ليبث أفكارا مغايرة لما عليه جمهور الناس في البلاد العربية .
منذ سقوط النظام المصري والقوى الفلسطينية تتحدث عن ضرورة إنهاء الانقسام بين شطري الوطن ، عبر إتمام المصالحة بين حركتي حماس وفتح ، ولعل تصريحات سلام فياض عن حكومة وحدة بين الضفة وغزة ، وتصريحات رموز حركة فتح التي لا تتوقف عن ذكر المصالحة انسجاما مع التغيرات الحاصلة في المنطقة تجعل المتابع يدرك أن التغيرات التي حصلت في مصر كانت وراء اللهفة الفتحاوية تجاه الحوار والمصالحة
عندما نقول: إنّ سنّة الله عزّ وجلّ، تقضي بأنّ التغيير هو أحد حقائق الحياة ودورتها في هذه الأرض.. إنما نستند في ذلك إلى ركنٍ إيمانيٍّ يتعلّق بسنن الله عزّ وجلّ.. من جهة، وإلى ركنٍ علميٍّ يفسِّر حركة التاريخ، ويقرأ سنّته في عالَم البشر.. من جهةٍ ثانية، وهما الركنان الرئيسيان المفسِّران لما يجري من تطوّراتٍ وتغيّراتٍ جذريةٍ ثوريةٍ شعبيةٍ في منطقتنا العربية والإسلامية، بدأت في تونس، ولن تنتهيَ إلا بزوال الدكتاتوريات وانقراض الحكومات الجبرية، التي امتدّت وازدهرت طوال أكثر من نصف قرن، من تاريخ أمّتنا.
في مواجهة الزلزال السياسي والذي ضرب تونس ومصر متربصا بأكثر من دولة عربية، يقف النظام السوري، صاحب السجل المخز في حقوق الإنسان والسمات الكثيرة المشتركة مع النظامين المنهارين، بتخبط وحيرة متعاملا مع الحقائق الراسخة بأوهام كبيرة ورؤى قاصرة. ففي الوقت الذي تجاهل فيه إعلام النظام الحدث التونسي بشكل شبه كامل، قطع التلفزيون الرسمي إرساله ليبث خبر تنحي مبارك
هي أشجار يحسبها الناظر تنبض بالحياة ولكنها منخورة من داخلها ، هي ماتزال واقفة ولكنها ستقع مرة واحدة ، ولن تعود إليها الحياة ،هكذا هي الأنظمة الإستبدادية الفردية الطاغية المتكبرة على شعوبها ، هي مارد من حيث الظاهر ، مخيفة ،هكذا يراها الناس من بعيد بينما هي في الواقع تتضائل وتهزل حتى تصبح قزما من حيث القوة الداخلية الإنسانية ، هي منخورة بالرشوة والفساد ونهب المال العام
لهذا يرى الجناح العقلاني المعتدل الذي يمثل غالبية الأقباط أن الحل في الشرق الإسلامي لا يحتاج لتعقيدات العلاقة بين الكنيسة والدولة في الغرب ولا يحتاج لتصدير تلك المشكلة التي تواجه الغرب ( فكرة الحق الإلهي للكنسية في مواجهة الملك) إلى البلاد العربية والإسلامية، حيث الدين يلعب دورا أساسيا لدي المسلمين والمسيحيين .
وكأننا نفترض مسافة نائية بين السياسة والجمال؛ فهي قبيحة؛ أو الرأي السياسي قبيح، هو كذلك، عندما يكون انتقائيا، يضخِّم الجانب الأقل خطرا، ويسفِّه، بطريقة لا تخلو من استغباء، القيمة الحقيقية للمسألة المنظورة.
ما يجري لأرض مصر الحبيبة في هذه الأيام أمرٌ يندى له الجبين ويعتصر له القلب.
شعبٌ يريد حريته ... يريد حقه في الحياة ... يريد أن يحيى حياةً كريمةً يحصِّل فيها قوت يومه , ويأمن فيها على عرضه ودينه , وفي مقابل ذلك قيادةٌ تقول له: لا وألف لا !!
ما أجمل الفرحة والابتسامة والسعادة التي يعيشها اخواننا في تونس ومصر وهذا الشعور العجيب واللذيذ والغريب عن بقية الشعوب العربية المقهورة شعور يتمثل في جوانب متعددة اثناء ثورتهم وانتفاضتهم ، مشاعر تختلط فيه الضحكة والدمعة ، والابتسامة مع البكاء ، مشاعر تختلط فيها التفاؤل واليقين بالنصر مع شدة مكر الظالمين والمتكبرين كم هي تلك المشاعر لها لذة ونشوة لا يستطيع القلم...
من الأهمية بمكان أن يدرك الإسلاميون على اختلاف اتجاهاتهم أنهم الآن في أقوى أحوالهم، فالثورة ألغت النظام المستبد، وكثير من الشعب يثق فيهم، فليبادروا إلى طرح أنفسهم بقوة ووضوح، وليأخذوا الراية بحقها، فمحاولة ذلك هي السبيل الأمثل للخروج بأكبر المكاسب
إن الوثائق التي نشرتها قناة الجزيرة أعطت حقائق وبراهين على صحة ما كان يقال بحق قادة السلطة من أنهم يحملون مشاريع انهزامية وانبطاحيه، ولم يكن مستغربا أن يعرف المشاهد العربي هذه الحقائق المؤلمة التي بينتها الوثائق
أعطتنا ثورة الشعب التونسي التي أسموها (ثورة الياسمين) جرعة كبيرة من التفاؤل والأمل في غد أفضل بإذن الله تعالى لهذه الشعوب العربية المسلمة المغلوبة على أمرها والتي يرزح أغلبها ويئن تحت وطأة احتلال وطني بغيض يسوم الناس سوء العذاب، ويعانون الويلات جراء بطشه وجبروته الغاشم!!
أمام ما يجري من قبل المنتفضين والجرأة التي ظهرت بها الشعوب أمام قوات الأمن لتسقط النظام في تونس وتهز حكم مصر؛ ما كانت لتحدث لولا يقين الثائرين بأن هذه الأنظمة هشة وضعيفة؛ لأنها ليس لها أي ثقل شعبي سوى المنتفعين منها
بقطع النظر عن طبيعة الحكومة المؤقتة، وبقاء الكثير من الشكوك، والكثير من الهواجس، والكثير من النقاط الغامضة، أو بتعبير واحد الكثير من الأسئلة. فقد وددنا لو كانت جميع الأطراف السياسية ممثلة بالتساوي في الحكومة الانتقالية. ولكن عزاؤنا هو أن الثورة صيرورة ومآلات، وهي فعل يومي، وليست أحداث مرتبطة بتوقيت معين، ونتائج بذاتها
إنه بالتنسيق والتعاون بين المنظمات الإنسانية والإغاثية العربية والإسلامية، فإن مخاوف البعض يمكن أن تزول تجاه مؤسسات العمل الطوعي، ليبقى العمل المؤسسي والمنظم الساعي إلى الأعمال الخيرية قائما بدوره، في ظل النظر على أنه واجب إنساني وديني
قبل أن "تطحن" قوات الأمن المعتصمين في ميدان التحرير فجر اليوم الاربعاء بقرابة 20 الف جندي و50 عربة مدرعة بعد رشهم - في عز البرد - بالمياه الكبريتية وإطلاق مئات القنابل المسيلة للدموع وسط تجمعاتهم ودهسهم بالسيارات المدرعة ، كانت كل السيناريوهات المطروحة تنحصر في اثنين :
في تعليق لأحد القراء على مقال لي أكدت فيه أن لا سياسة دون مبادئ أساسية تحيط بها، وتمنعها من السقوط والهوي في النفعية المحضة، وفي البرغماتية المفتوحة دون ضوابط قال هذا القارئ : لماذا لا نترك أهل السياسة يتصرفون حسب اجتهاداتهم ، فهم محتاجون لأمور قد لا ندركها ولا نقبلها ، ونحن ننتقد الساسة لأننا بعيدون عنهم وعن واقعهم وحاجتهم لبعض التنازلات ، كلام هذا القارئ يوحي بأنه يمكن أن تكون هناك سياسة..
كان الطاغية الهالك بورقيبة يلقب بالرئيس الأبدي بعد أن تمت صناعته في فرنسا برعاية الدول الغربية، وأعادته إلى تونس بطلا مناضلا ليلغي حكم محمد الأمين باي الملكي، ويعلن الجمهورية ويكون أول رئيس لها عام 1956م ويقدم الثمن لفرنسا والغربيين بالثورة على الشريعة الإسلامية، عبر مجلة الأحوال الشخصية التي ألغى فيها جملة من الأحكام الشرعية المحكمة كان أشهرها تعدد الزوجات، وتجريم من فعل ذلك، وإباحة البغاء وسن قانون له..
رأينا كيف سقط طاغيةُ تونس زينُ العابدين بن علي بعد أن جثم على أرض تونس الخضراء أكثر من عقدين من الزمن , نهب فيها هو وزمرتُه الباغية مقدرات هذا الشعب وخيراته.
رأينا هذا الأفَّاك الأثيم وهو يفرُّ كالفأر بعد أن بلغ السيل الزبى بهذا الشعب الأبيّ الذي تجرع أصناف الهوان والذل على يد هذا المارد البغيض.
أكان على الشابّ التونسيّ الثائر (محمد البوعزيزي) أن يُضرِمَ النارَ في جسده، فتبتلعه، لكي يصحوَ نظامُ القتل والقهر والاستبداد، على الحقيقة الـمُـرّة؟!.. التي وصل بِوَحْيِها (البوعزيزي) ورفاقهُ الشباب إلى اقتناعٍ تامّ، بأنّ النار التي ابتلعته، أخفّ وطأةً من نار الظلم والاضطهاد والقمع، التي يمارسها نظام (الحزب الواحد) منذ عشرات السنين، فيسوم بها أكثر من عشرة ملايين إنسانٍ تونسيٍّ سوءَ العذاب؟!..
إلى المتهافتين والمهرولين نحو نظام القتل والإجرام، إلى المتعجلين لمعانقة القتلى، إلى المبشرين بثقافة الهزيمة وجلد الذات...تأملوا في القضية التونسية وتفكروا وتدبروا. إن الملك لله يؤتيه من يشاء، وأن عوامل القوى المادية والتي نراها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وأن ما خفي على أكثر الناس علما هو أكثر بكثير مما أحاط به علما. لقد كانت بداية التغيير التركي الكبير هو زلزال ضرب البلاد
فعلها التونسيون، ذلك الشعب الرائع والعظيم الذي استطاع دون سلاح، ولا خطابات سياسية سفسطائية، وبصدور عارية أن يهز عرش الطاغية، ويجبره على الهرب. تونس اليوم تغيرت ملامحها في عيون كل العالم، وتحول الشعب التونسي إلى ثائر على طريقته، استطاع بفضل الله تعالى أن ينتصر على أعتى طاغية عرفته البلد في العهود السابقة. سقوط بن علي لم يكن حدثا فقط، بقدر ما كان تاريخا
قوات القمع التونسية تستخدم قنابل "إسرائيلية" الصنع لتفريق المتظاهرين وغازات مسيلة للدموع من نوع سي اس 660 ، وقد كشفت مقاطع فيديو للثورة التونسية عن بقايا قنبلة مكتوب عليها ، صنع في إسرائيل. وأن هذه القنابل تحتوي على مواد مميتة ، وهو ما يكشف عن حجم القتلى المريع . وتعاون نظام بن علي مع الكيان الصهيوني لا يقف عند هذا الحد