آداب منسية في موائد رمضان

تتعدد موائد رمضان فيتبادلها الأهل والأصحاب وقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم وأكرم وبشر من يطعم الطعام بتلك البشرى فعن أبي مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم " إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها , وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام " أخرجه ابن حبان

 

خلوة الأتقياء..

بينما يشتد التعب والإرهاق بالمرء , ويحتار في حل مشكلاته التي تحيط به , وييأس من معونة الناس من حوله , وينعقد لسانه عن الحديث بما يختلج في صدره , عندها يلجأ إلى من لا يغلق بابه ولا تفنى خزائنه ولا تنتهي مؤنته سبحانه وتعالى

 

يلجأ إلى عالم كل شكوى وسامع كل نجوى , فيبث إليه شكواه ويتمتم بآماله وآلامه فيصفها ويدعو بها .
المناجاة عزيزة لا تنال بمجرد التمني , وإنما تحتاج استحضار القلب وانفتاح الصدر وانشراحه كما تحتاج من قبل ذلك عقيدة راسخة وإيمانا لا يتزعزع.

 

في نور آية كريمة.. "ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة"

"وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ" (113) الأنعام

 

بعد أن قال الله عز وجل: 

في نور آية كريمة.. "فإنهم لا يكذبونك"

"قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ" (33)

و"قد" هنا للتوكيد، كمثل قوله تعالى: "لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم"، هذا ما اختاره محمد بن يوسف الأندلسي في تفسيره، مفنداً قول الزمخشري والتبريزي أنها للزيادة والتكثير. وقال صاحب الدر المكنون إنها "للتحقيق"، فهي إذن للتحقيق والتوكيد لعلم الله سبحانه وتعالى على صحيح الأقوال.

 

رمضان.. فرصة الدعاة الذهبية

إذا كانت أشهر العام وأيامه كلها ميدان للدعوة إلى الله تعالى , ومضمار سباق للفوز بأعظم عمل يقوم به المسلم في هذه الحياة , قال تعالى : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } فصلت/33  .... فإن شهر الصيام بحق هو فرصة الدعاة إلى الله الذهبية للتزود من هذه العبادة الجليلة , وبذل المزيد من الجهد والعمل لاغتنام ساعات هذا الشهر ولحظاته لترغيب الناس في عمل الخير والإقبال على الله تعالى , والابتعاد عن كل ما لا يرضيه سبحانه .