صائمون ولكــن!

ننتظر كلنا رمضان فنجد في قلوبنا فرحة بقدومه , إنها لأيام معدودات تهب بنفحاتها العطرة على المؤمن ..

وحياة القلب بالإيمان هي الهدف وقد خلقنا الله تعالى وأسكننا تلك الأرض لنقوم بمهمة عظيمة وهي عبوديته سبحانه على الأرض " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " .

 

في نور آية كريمة.. "يريد الله أن يخفف عنكم"

"يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا"
آية عظيمة، توضح حكمة الشرائع ومراد الله سبحانه وتعالى منها، وهو التخفيف عن عباده المؤمنين، تيسير الطريق لهم، معانقة الفطرة والسير معها في طريق واحد لا يعتلجان فيه أو يتعاكسان.. جاء الإسلام بالحنيفية السمحة فنظم الدين والدنيا معاً في مسار معبد رفيق، يتسق مع الفطرة فلا نكد ولا شقاق وانفصام. يُلتزم هذا الطريق فلا غبن ولا ظلم ولا هضم. ما جعل الله فيه من حرج، إنما الحرج على من يتنفس من غير هوائه ويستنشق ما سواه؛ فيضيق صدره كأنما يصعد في السماء.

 

من فضائل الصيام

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد (*)

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي. وللصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولَخُلوفُ(1) فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) [رواه البخاري ومسلم(2)].

مصالحة مع القرآن الكريم

ماأفدح الخسارة التي يخسرها من ابتعد عن القرآن الكريم , وما أقسى المعاناة التي يعانيها ذلك الذي هجر كتاب الله سبحانه ولم يعد متواصلا معه ..

 

خسارة لا يستشعرها إلا أصحاب القلوب الحية , التي لا تزال تنبض بالإيمان , إذ القرآن منهاج الحياة , ومصباح الظلام , ومنير البصائر , ودليل التائه إلى دار السلام .

 

أول طريق النجاح

(كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) حقيقة قررها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الحاكم في مستدركه عن أنس بن مالك رضي الله عنه , وامتدحها القرآن الكريم بقوله تعالى : { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ } آل عمران/134-135

في بيتنا صائم جديد

إنه ليوم سعيد بل ربما من أسعد أيام الأم , فمنذ أن حملته رضيعا على يديها وهي تنظر له , يكبر لحظة بلحظة أمام عينيها , وكلما مرت عليه لحظة زادت سعادتها به , وتكتمل فرحتها به حين يأتي أمه ليلح عليها برغبته في الصيام , صيام شهر رمضان كما رأى صيام أسرته الصغيرة والكبيرة ليشارك فرحة المسلمين بهذا الشهر .