السؤال
السلام عليكم..
أكره أخواتي كرها شديدا، وكل من في البيت وأكره بيتي بكبره، لا ـحس فيه بالأمن ولا بالاستقرار ولا بالراحة، لدرجة أرغب في العيش بالخارج، ولا أريد أن أراهم، ولكن رفضوا دراستي خارجا، أريد الإفصاح أكثر ولكن لا يمكنني لأنها سوف تنتشر الاستشارة في مواقع التواصل ولكن ماذا أفعل هل أهرب أم أنحرف أم أنتحر؟ ليس لدي حل غيرهم لأني لا أستطيع العيش والتكيف معهم.. ولدي أخت قريبة مني سنا أكرهها أكثر واحدة فيهم لأنها تمرح وتسرح وتعيش حياتها بالطول والعرض وترمي مسؤوليتها علينا وعلي لأني أجلس بالبيت وأمي تعطيها المجال..
أفيدوني فحياتي لن تتغير لأني حاولت كثيرا ولا فائدة يزيد أكثر وأكثر لا أستطيع النوم سوى ساعتين من الهموم.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة..
أهلا وسهلا بك في موقعنا ونشكرك على ثقتك الغالية في الموقع..
الأخت الفاضلة.. الأسرة هي الرحم الاجتماعي الذي نشعر فيه بالاستقرار والأمان والأمن النفسي ونتعلم من خلاله مهارات التواصل والعلاقات الاجتماعية والحب والمشاعر وتنظيم علاقتنا بالآخرين لذا فنجاحنا داخل الأسرة ينعكس على نجاح علاقتنا مع أنفسنا ومع الآخرين خارج المنزل واعلمي جيدا أن العلاقة الجيدة من حب وتعاطف وتواصل جيد داخل الأسرة تجعلنا أفضل حالا في علاقتنا مع أصدقائنا وأزواجنا وأبنائنا في المستقبل والعكس صحيح كلما كانت علاقتنا ليست على ما يرام مع أسرتنا نجد المتاعب النفسية والتواصل السلبي مع الآخرين وعدم التعبير الايجابي عن مشاعرنا لمن حولنا..
لذا أجد أن عدم حبك لأسرتك وإخوتك نابع عن عدم حبك لنفسك في البداية فلكي أحب من حولي عليّ في البداية أن أبدأ بحب نفسي ورعايتها لاكتشاف سبب كرهي لنفسي فأنا أرى أنك تنظرين إلى أختك الكبيرة بنظرة كلها كراهية وإذا حللنا الموقف نجد أن كرهك لها نابع من عدم قدرتك على القيام بما تقوم به أختك من اهتمام بذاتها وأنها شخصيه تمرح ولا تحمل الهموم ولكن لا بد للإنسان أن يكون متفائلاً ومرحاً ولكن لا يلقي بمسؤوليته على الآخرين بل يقوم بالدور المنوط به ويمارس حياته كما يشاء ما دام يراعي ما أمر به المولى عز وجل ويتفق مع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
فعليك بتقمص الجزء الإيجابي من شخصية أختك الكبيرة والابتعاد عن السلبيات وتحويل عاطفتك من الكره والشعور بقلة الحيلة إلى التقرب منها والتعرف على شخصيتها وأسلوبها في الحياة فكل شخص منا لديه جانب إيجابي وجانب سلبي وتواصلنا مع المحيطين بنا يثقل شخصيتنا ويطور منها من خلال اقتباس الأشياء الإيجابية والابتعاد عن ما هو سلبي.
الأخت الكريمة من الواضح أن إحساسك بالإحباط وعدم القيام بتحقيق أهدافك ونمو شخصيتك جعلك تصبين كل غضبك وسخطك من نفسك على أسرتك وتحملينهم كل إخفاق أو خطأ أو سلبية لديك وهذا ما ساعد على نمو الكراهية لديك تجاه أسرتك ورغبتك في ترك المنزل والبحث عن حياة جديدة فأنت تنظرين إلى نصف الكوب الفارغ.. لماذا لا تستفيدين من وجودك داخل أسرتك وتتعلمين وتدرسين كما فعل إخوتك دون عناء الاغتراب والوحدة وتتقربين من أسرتك وتتفهمين أسلوب التواصل الجيد معهم وتعبرين عن مشاعرك لديهم بأسلوب مقبول ومناسب حتى تمدي جسور التفاهم من جديد وسوف تنعكس كل محاولتك الجادة على حالتك النفسية فأنت محتاجة إلى مواجهة مشاكلك مع نفسك في البداية بأسلوب منطقي بعيدا عن الهروب من مواجهة المشاكل سواء بالخروج خارج المنزل والهروب من الواقع الأسرى أو الهروب من حياتك بفكرة الانتحار - والعياذ بالله - فهل كل إنسان يجد صعوبة أو يتعثر في حياته يلجأ إلى الانتحار فهو طريق الشيطان يغوي به كل من أحس بضعف في إيمانه وتواصله مع الخالق سبحانه وتعالى ودائما يدخل الشيطان للإنسان عندما يضعف إيمانه ويمر بأزمة نفسية لا يستطيع التعامل معها بالمنطق والمواجهة فيوسوس له بالحل الأسهل وهو الانتحار والخلاص من كل المشاكل وبهذا يخسر الإنسان الدنيا والآخرة كما تعلمين.
الأخت الكريمة عليك بالصبر والاجتهاد وتعلم مهارات جديدة تساعدك على تغيير أسلوب تفكيرك وحياتك بشكل إيجابي يضمن لك المضي على الطريق الصحيح لذا هناك بعض الإرشادات النفسية عليك باتباعها للمضي في طريق التغيير والتجديد في حياتك بأسلوب إيجابي، ومن تلك الإرشادات الآتي:
- في البداية تعرفي على ذاتك من خلال التعرف على الجوانب الإيجابية في شخصيتك وتنميتها والجوانب السلبية والتخطيط للتخلص منها ويفضل كتابة ورقة بالنقاط الإيجابية في شخصيتك والنقاط السلبية.
-البحث في داخلك عن المشاعر الإيجابية تجاه أفراد أسرتك فرداً فرداً من سلوكيات وأقوال ومحاولة البناء على ذلك من خلال التعبير عن مشاعرك بصدق وأمانة تجاه كل عضو من أعضاء الأسرة ولتكن البداية بالأم واختيار الوقت والمكان المناسبين لجلسة التعبير عن مشاعرك تجاهها وما يغضبك من تصرفاتها تجاهك وعليك الاستماع جيدا لمشاعرهم والتفكير قبل الرد وكرري تلك المحاولات مع كل فرد من الأسرة حتى تشعري بالصفاء الذهني والنفسي والتصالح والسلام الداخلي.
- اعلمي جيدا أن مشاعرنا هي نتاج لطريقة تفكيرنا غيري من طريقة تفكيرك السلبية حتى تصبح مشاعرك إيجابيه تفحصي أفكارك جيدا وتعلمي التفاؤل والإيجابية في التفكير والتخلص من التشاؤم والسلبية.
- حددي مجموعة من الأهداف الواقعية القابلة للتنفيذ خلال مدة زمنيه ولتكن ثلاث شهور وحددي مجموعة من الوسائل والطرق التي تحقق أهدافك وحددي المعوقات التي تعوق تنفيذ أهدافك وكيفية التغلب عليها خلال مدة زمنيه وقيمي مدى تحقيق أهدافك على أرض الواقع وكافئي نفسك على تحقيق كل هدف فهذا التدريب يرفع من ثقتك بنفسك.
- دربي نفسك على التعبير عن مشاعرك ورفض الطلبات غير المقبولة بأسلوب لائق اجتماعيا حتى تتخلصي من الضغوط بداخلك وتؤكدي نفسك للآخرين وأمام ذاتك.
- مواجهة المشكلات التي تقف أمامك أولاً بأول حتى لا تتراكم عليكِ وتسبب الضغوط النفسية فكل منا تواجهه ضغوط بشكل يومي ولكن الإنسان الإيجابي هو من يتعامل مع الضغوط ويفكر في الطرق للتغلب وحل تلك المشاكل.. حددي دائما المشكلة وطرق التعامل معها والعقبات التي تحول دون مواجهتها وكيفية التغلب عليها والتنفيذ والتقييم بعد الحل ودربي نفسك على مواجهة تلك الضغوط فكل شيء بالمران والتدريب مهما عظم له حل بإذن الله تعالى.
- طوِّري من نفسك من خلال ممارسة هوايات وأنشطة داخل المنزل وخارجه وتعلم أشياء تنفعك وتطور من شخصيتك وهذا يزيد من ثقتك بنفسك.
- العلاقات الاجتماعية الإيجابية شيء جيد جدا لثقتنا بأنفسنا وتبادل الخبرات والتدعيم والدعم النفسي والاجتماعي فكل منا يحتاج إلى شبكة من العلاقات الاجتماعية يشارك من خلالها الآخرين الأفراح والأفكار والمشاعر.. ابحثي عن الأصدقاء الإيجابيين.
- أنت في حاجة إلى التواصل المنتظم مع الخالق سبحانه وتعالى من خلال الانتظام في الصلاة والاستغفار والدعاء والتأمل لتشعري بالراحة والسلام النفسي والتغلب على وساوس الشيطان وسمومه.
الأخت الكريمة نحن دائما نتمنى لك كل الخير والصحة والعافية و في انتظار تواصلك معنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.