9 ربيع الثاني 1437

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... كل عام وأنتم بخير... أدام الله عليكم الصحة والعافية... سؤالي عن ابني البالغ من العمر الخمس سنوات.... فهو شديد التعلق بي وبالأخص خارج البيت... فهو بمجرد معرفته أنه عليه الذهاب لمدرسته أو لجدته واضطرارى لغيابى عنه لأى سبب بضع ساعات يبدأ في القلق والتململ والبكاء وطرح الكثير من الأسئلة والاستفسارات عن معاد قدومى له وسر تأخيري وغيابى عنه ولا يطمئن إلا برجوعي... وحين سؤالي لمدرسته أو جدته عن تصرفاته في غيابي عنه، يشتكون من انهماره في البكاء والضجر لبعض الوقت ثم اضطراره للتكيف على عدم وجودى... إلى أن ظهرت المشكلة الأكبر مع ابنى عمر... أنه وفي خلال تدريبه الأسبوعي (ثلاث مرات أسبوعيا) يرفض تماما ابتعادي عنه (أو ابتعاد والده في حالة عدم وجودي) أو عدم جلوسى لمتابعته أثناء التمرين او انتظارى له في مكان آخر ويظل فاقد التركيز وغير مستمع إطلاقا لمدربه من شدة تعلق بصره بي وبمكان وجودي أمامه... لو أشحت بنظري عنه أو اضطررت لمحادثة شخص أو قضاء حاجة تتطلب قيامي من أمامه... يترك التمرين والمدرب ويهرول راكضا لي ويبكى بهستريا ولا يكمل تمرينه إلا برجوعي وتطميني له أنى سأظل بجواره...مع العلم انه يحب التدريب جدا ولا يريد تركه.. سؤالى.... كيف أعالج ارتباطه الشديد بي بحكمة؟؟؟ كيف أوجه تركيزه إلى مدربه وتدريبه؟؟؟ هل أبتعد عنه اثناء التمرين؟؟؟ مع العلم حاولت الابتعاد يرفض دخول التمرين نهائيا ويشرع في البكاء الهستيري هل ألغي التمرين أو أحاول تأجيله للعام القادم؟؟؟ بحيث لا يتم تفسير قيامي بهذا ضعفا منى أو انصياعا منى لطلبه الدائم بوجودى أمامه. برجاء الرد عليه أثابكم الله شكرا جزيلا...

أجاب عنها:
د. أحمد فخري

الجواب

أهلا وسهلا بك وبارك الله لك في ابنك..
الأم الفاضلة نحن جميعا نعلم أن تعلق الأطفال بأمهاتهم في سن من ثلاث إلى أربع سنوات شيء طبيعى لأنه لم يستطع بعد التكيف مع الغرباء وقبولهم بشيء مسلم به ولكن كل هذا يتوقف على طريقه تدريب الطفل وتعامله مع البيئة المحيطة به ومدى اعتماده على الأم في تلبيه احتياجاته وارتباط الأم أيضا بالابن وعدم منحه الاستقلالية المناسبة للمرحلة السنيه التى يمر بها لذا يتوقف الأمر على دور الأم في تدريبها للطفل على الاعتماد على ذاته ومنحه الاستقلالية في محيطه الخاص وهناك بعض الإرشادات التدريبية، عليك اتباعها:
في البداية دربي طفلك على القيام ببعض الأشياء بمفرده وتشجعيه على ذلك مثل ترتيب غرفته بعد اللعب ترتيب مكان الطعام المعد له وغيرها من الاشياء التى تدعم الاعتماد على الذات لديه.
في حالة بكاء الطفل بشيء هستيرى لتلبية طلب له غير منطقى أو لشد الانتباه له عليك بتجاهل الأمر تماما حتى يتعلم أن يعبر بأسلوب انضج ويتحدث عن احتياجاته بدلا من جذب الانتباه له.
عليك بتركه في غرفته للعب دون أن تجلسي بجواره طوال الوقت حتى يتعلم ان يمارس بعض الوقت بمفرده.
أيضا عندما تتركينه في النادي أو عند جدته عليك مغادرة المكان فورا حتى لا يبكي ويستدرج تعاطفك بالبكاء.
لا تنهري الطفل عندما تشعرين برغبته في البقاء معه ولكن وضحى له الامر وطمئنيه بكلمات مطمئنة وغادري المكان بهدوء وثبات.
لا تغري الطفل بالهدايا لكى يبقى مع الآخرين بل كافئيه على بقائه بدون بكاء عندما تعودين له وأظهرى له الاهتمام على ثباته وقوته على الجلوس بمفرده.
طمئني الطفل دائما بقصص تؤكد على الشجاعة والقوة والاعتماد على النفس وأشعريه بأهميته لك وأنه قادر على البقاء بمفرده وأنه سوف ينجح في ذلك.
لا تقللي من شأنه بسبب تعلقه بك أمام الآخرين أو بعبارات جارحة لمشاعره حتى لا يفقد الثقة بنفسه.
لا تقارنيه بأطفال آخرين حتى لا يشعر بالضعف وخيبة الأمل.
حفزيه ذاتيا من خلال التشجيع على قدراته وثقتك به أنه قادر على البقاء مع من يحب.
أشعريه أن المجتمع آمن ولكن فيمن نثق فيهم من أصدقاء وأقارب ومدرسين.
اصبري على بكائه وغضبه على غيابك ومع الاستمرار والوقت سوف يتأقلم ويشعر بالأمان في غيابك.
لا تهدديه بالعقاب أو الشدة بسبب تعلقه بك بل أشعريه أنه أمر عادي وقومي بالتنفيذ دون الالتفاف خلفك.
الأم الفاضلة اطمئني.. ثباتك على تدريب ابنك على الاعتماد على نفسه سوف يؤتى بثماره مع الاستمرارية والتأكيد والميزة أن الاطفال أكثر تقبلا للأوضاع والسلوكيات الجديدة وتشكيلها أكثر من الكبار بكثير.
تمنياتي لك بكل الوفيق والنجاح والسعادة وفى انتظار تواصلك معنا باستمرار.