نافذة ثقافية
سيقول متعجلٌ:كيف تزعم يا هذا أن النصيريين يسعون إلى فرض النصيرية على الشعب السوري مع علمك بأن النصيرية مثل سائر المذاهب الباطنية-وعلى غرار أمهم اليهودية المحرفة- ديانة مغلقة لا تقبل بالتبشير بها بين الأغيار ؟ بل إنها تمنع أسرارها عن أتباعها قبل سن معينة...
نشر الشريف حاتم العوني في موقعه على الشبكة مؤخراً مقالة عنوانها: المشايخ الكسالى, تضمنت حملة قاسية ضد مشايخ لم يذكر أسماءهم, يتهمهم فيها بممالأة تنظيم داعش,ليس بالمعنى السياسي الشائع,وإنما لأنهم –بحسب كلامه- يؤمنون بما تؤمن به داعش من تكفير من يخالفهم من المسلمين.ولكي لا أظلم الكاتب الفاضل أقتبس بعض عباراته فهو أقدر على توصيل فكرته.
أن مجال التزييف والتزوير قبيح في أرباب الكلمة من الإعلاميين والكتاب والمثقفين والمفكرين؛ بيد أنه أقبح حين يكون ممن يظهرون للناس بزي العلم والدعوة، فعلوم الشريعة ترتبط بتقديس الحق، وإعلاء قيمة الصدق، وليس بالانغماس في هوى الكبراء، ومحاباة الأهواء، وإلباس الباطل المحض لبوس الحق الواضح
لعل هذا الكتاب وأمثاله أن يكون نافذة لأهل المنطقة كي يطلوا على إخوانهم في عمان، ويعيشوا معهم الآمال والآلام، وأن يمكن المهتمين من دراسة تاريخها السياسي حتى لا نعجب من ظهور مواقف عمانية رسمية منفردة باتجاه إيران أو الغرب، فما الحاضر والمستقبل إلا سلسلة من حلقات مرتبطة بالماضي
أصل هذا الكتاب دروس علمية؛ ألقيت على مشرفات ومعلمات مدارس تحفيظ القرآن الكريم النسائية، ثم استعرض أحوال أمة محمد صلى الله عليه وسلم تجاه القرآن الكريم فوجدهم على ثلاثة أقسام: قسم مُعْرض، وقسم يتلو فقط-ولهذا القسم كتب المؤلف رسالة مختصرة نافعة عنوانها فن تدبر القرآن الكريم وهي مطبوعة-، والقسم الثالث يراجع كتب التفسير ويهتم لفهم كتاب الله
تختلف نظرة التيارات الشيعية للموقف الإيراني ما بين مرحب وغاضب، ومع ذلك يؤكد المؤلفان على تعاطف شيعة السعودية مع إيران لأسباب مذهبية، ورداً على الهجوم الإعلامي الخليجي الموجه ضد إيران، وتفاعلاً مع الموقف الإيراني المعلن من أمريكا وإسرائيل
بعد أقل من مائة عام على احتلال إيران لإقليم عربستان، تعود الأحداث من جديد إلى سخونة أشد من حرارة الصحراء، واضطراب أقوى من تلاطم الأمواج، ولا ندري ماذا ستفعل حكومات الخليج المختلفة فيما بينها تجاه الحضور الإيراني المتعاظم في المنطقة خاصة بعد المفاوضات العلنية مع أمريكا وبقية الأقوياء؛ والله وحده الذي يعلم كيف ستكون التسوية وهل فيها كبش فداء؟
بما أننا ننتظر دخول شهر رمضان الكريم؛ والأمة بغالبها تلتصق بكتاب ربها تلاوة وتدبراً واستماعاً وتدارساً، فما أجمل أن نستشعر أهمية إنعام النظر في هذا الكتاب العزيز، وتدبر آياته ومعرفة أسراره وحكمه، فهو كتاب الله جل في عليائه، وخطاب الرب الكريم لأوليائه، وبيان العليم الخبير للناس عامة، ووعيد الجبار لأعدائه، وكم فيه من حرف وآية وسورة وحزب وجزء لاتخلو منفردة أو مجتمعة من سر وإعجاز؛ يفتح بها الله على من يشاء من عباده
وليست الغاية من استعراض التجربة أن نكتنز معلومات إضافية، وإنما العبرة أن نستفيد من تجربة بلد يتقاطع مع عالمنا الإسلامي من حيث المساحة والسكان ووفرة الموارد، مع الابتلاء بالتغول الأمريكي، وتوحش العسكر وحكومات الاستبداد، لكنهم تخلصوا من سطوة الأمريكان وسيطرة الفاسدين، وحزموا أمرهم، وامتلكوا حرية اتخاذ القرار النافع لبلادهم دون مصادمة أو مناكفة، حتى نفضت البرازيل عن نفسها غبار التخلف، وطردت شبح الإفلاس، وها هي تطالب بمقعد دائم في مجلس حكم العالم، ومن يدري فربما تكون في قابل الأيام كأمريكا في أيامنا!
تبدو البرازيل أرضا للمتناقضات؛ فمع وفرة الموارد إلا أن الفقر منتشر، وترى ناطحات السحاب وتحتها عشش الفقراء، وعلى أكناف المدن المتقدمة تتناثر أحياء الصفيح. ويعيش على أرض البرازيل أعراق مختلفة، تقاتلت زمناً طويلاً في صراعات دامية، ثم هاهي الآن تحيا في وئام، وتحتكم بهدوء إلى صناديق الاقتراع. ويلخص عالم الأنثروبولوجيا البرازيلي
وبما أن المؤلف قد مات وهو يدافع "ضمنياً" عن عالمنا الواقع تحت القصف الأمريكي والعدوان المسلح وغير المسلح، ولم يجد من المسلمين أو من حكوماتهم شاكراً أو مستثمراً لأفكاره؛ فلا أقل من نشر فكره داخل المجتمعات الغربية؛ والبحث عمن يحملون هذا الفكر للتنسيق معهم في حملات منظمة تخفف من توغل دولهم القوية في عالمنا المستضعف
وكان الشاه يستاء من قراءة التقارير التي تصف غليان شعبه، ويغضب من الأوصاف التي يوصم بها، ومن نشر فضائح فساده وفساد أسرته، ويجبر الأجهزة الحكومية على التلاعب بالمؤشرات ليضلل الناس بأرقام دون المستوى الحقيقي
لن نناقش هنا تجاهل الكاتب حقيقةً باتت تحظى بما يشبه الإجماع، وخلاصتها أن أمريكا متآمرة على السوريين، وأنها مارست سياسة إجرامية لإبقاء نيرون العصر بشار في كرسيه!! إن هذه الرسالة تعتبر نموذجاً لبؤس المثقف الذي يراهن على الغرب، متوقعاً أن تساعده الدول الغربية في اقتلاع أحد أبرز عملائها من السلطة!!
إن مأساة أمة الإسلام في وقتنا الحاضر-على تشعبها وتعدد مظاهرها وأعراضها- تتجلى بدءاً في تيه كثير من المنتسبين إلى الحقل الثقافي، مع أن المتوقع منهم عادة أن يكونوا سنداً لأهل العلم العاملين وللساسة المخلصين، ذوداً عن دينهم ونصرة لقضايا أمتهم..
وهذه حال غلمان التغريب في ديار المسلمين في الوقت الحاضر، فهم يشعرون بإفلاسهم بالرغم من ضخامة القوى الخارجية والداخلية التي تساندهم بالقوة العسكرية والقمع وهدر الأموال المتدفقة لتمرير مشروعهم البائس..
لا يخفي الباحث أن جهده يرمي إلى دحض خطاب المخاتلة الاستيطاني الاحتلالي الذي يبغض الإسلام ويزدري المسلمين، ولذلك كان دائماً في خدمة الافتراء على الشريعة الإسلامية واتهامها بالجمود، لكي يسهل على القوم إحلال قوانينهم محلها!!
لا يخفي بشارة تطلعه إلى أن يغدو كتابه محاولة جادة لفهم مجريات الثورات الشعبية العربية في السنوات الثلاث الأخيرة، واستشراف الاحتمالات التي تنطوي عليها، في ظل حراك متعرج يصعب توقع مساراته المفتوحة. فهو منذ تمهيده يرى أن كتابه (مقالة في سقوط العرب ونهوضهم)
وكم هو والله محزن أن يؤول حال بلد عظيم بتاريخه ورجاله وثرواته وحضاراته كالعراق إلى مانشاهد ونسمع طرفاً منه، ثم لا يكون في مقدورنا غير تجرع المرارة والأسى، بيد أن المؤمن لا ييأس من روح الله ولا يقنط من خيرته الخفية. ولنا أن نتساءل من الملوم في مآل العراق: البعث؟ الصفويون؟ الغرب؟ القاعدة؟ الجامعة العربية؟ أم سكوت أهله عقوداً طويلة عن الظلم والاستبداد والفساد؟
هذا ملف يضم تقارير ومقالات وحوارات مهمة، ينتظمها خيط واحد هو السعي الأمريكي المحموم لتشويه الإسلام من داخله، صدرت في أوقات شتى وجمعناها من مصادر مختلفة.. واخترنا له عنوان: الحرب الناعمة على الإسلام.. عسى أن ينفع الله به فيفتح عيوناً مغمضة وآذاناً تتظاهر بالصمم..
لعل أخبث طريقة يتشبث بها المجوس الجدد تتمثل في ادعائهم الكاذب أن عداءهم للأمة محصور في أتباع الدعوة السلفية (الوهابيين بنبزهم السفيه).. وهي طريقة شيطانية لأنها قد تنطلي على عامة المسلمين-والعامة هنا قد تشمل حملة الدكتوراه في تخصصات غير العلوم الشرعية-.. لذلك ننشر اليوم ما ينسف تلك المخادعة بقلم شيخ أزهري كبير هو الشيخ عبد المنعم النمر رحمه الله