نافذة ثقافية
لا بد من وقفة متأنية لمناقشة ظاهرة موروثة من عصور الانحدار، حيث يسير علماء السوء في ركاب الطواغيت، فيبيعون آخرتهم بدنياهم، مستغلين تفشي الجهل بدين الله وهيمنة الخرافة والغلو في المشايخ بما يقارب صورة "رجل الدين" عند أهل الكتاب وهي الصورة التي تجذرت عند الرافضة
وهي جميعاً -والشهادة لله تعالى- كتب قيّمة، إذ إنها تتصف بالعمق في المحتوى والغزارة في المعلومات والأمانة في النقل والدقة في تفنيد الشبهات والقوة في إيراد الأدلة. وقد أوتي الرجل أسلوباً مشوقاً بالرغم من بساطة لغته وكونها مباشِرة تبتعد عن التزويق والمحسنات
فرض هذا التيار سياجاً حصيناً حول الميدان الثقافي الذي احتكره طوال هذه العقود، فلا مجال لأحد أن ينافسه فيه، بل وعاش مقولات مضللة زائفة وهي أنه هو الناطق باسم الثقافة والاستنارة، وأن من عداه وخاصة من الإسلاميين، ينطقون بكل ما هو ظلام ورجعية
يرى المؤلف أنَّ العلاقة بين أركان المثلث (الإسرائيلي، الإيراني، الأمريكي) تقوم على المصالح والتنافس الإقليمي والجيو إستراتيجي، وليس على الإيديولوجيا والخِطابات والشعارات الحماسية الرنَّانة التي ليس لها أيُّ أثرٍ ملموس على مسرح الأحداث
أما اليوم فنحن أمام تجربة جذرية طازجة، هي قصة المرجع الشيعي الاثني عشري حسين المؤيد، الذي بدأ بالدعوة إلى إصلاحات جزئية في المذهب الذي ينتمي إليه، ثم انتهى إلى نتيجة حاسمة وعظيمة الأهمية، هي استحالة الترميم في بناء كله خراب في خراب
الدين الشيعي دين شديد الانغلاق والتزمت في القضايا الأساسية التي يقوم عليها الدين الاثني عشري وبخاصة في نسخته الصفوية الأشد غلواً وزندقة، فكل من حاول مراجعة مسائل جوهرية مثل زواج الزنى المُقَنّع "المتعة" ونهب خمس أموال الرعية، يتعرض إلى حرب شرسة يشنها عليه المنتفعون من أصحاب العمائم الذين يؤلبون عليه الدهماء، وقد يكون القتل مصيره
الدراسة التي قدمها فضيلة د.العمر قد قدمت رؤية متكاملة للنظر إلى هذه النازلة، ومقاربة يمكنها أن تفيد شريحة واسعة من الغيورين على الشريعة وجنابها، كونها قد عمدت إلى الإيجاز غير المخل، والملائم لظرف المرحلة الراهنة.
صحيح أن القضية تخص المرأة وأولياءها لكننا نتكلم عن المجتمع المسلم الذي يجب تربيته على قيم الدين السامية وعلى رأسها أن التفاضل الحق يكون بتقوى الله فحسب. أما أن نضفي شرعية على الاعتبارات الجاهلية بما فيها الطبقية والعرقية.... بذريعة الحرص على نجاح الزواج فأمر
أسوأ ما يؤذينا نحن المسلمين من الليبرالية أنها الأكثر تأثيراً سلبياً على أمتنا، وتفشيها المدمر من خلال الدعاية الهائلة التي تقوم بها مؤسسات إعلامية ضخمة، وتفرضها أنظمة حكم بالقهر، وبعبارة أخرى: فهي تنتشر بوسائل غير نزيهة قوامها الترغيب المزور والترهيب المخيف
المعضلة الكبرى لمقالة ياسين الحاج صالح تأتي من سيطرة الفكر الماركسي على عقله -بالرغم من تحدره من عائلة مسلمة عريقة-، وزاد من انحراف قراءته شيء من لوثة علم الاجتماع بطبعته الغربية الرأسمالية التي يبدو أنها طرأت عليه بعد خروجه من وراء القضبان. ولذلك لم يستطع أن يكون موضوعياً
وما من شك في أن تولستوي من المفكرين الغربيين الأقل عداء لديننا بالقياس إلى آخرين من غلاة المُنَصّرين ومتعصبي المستشرقين، ومن المفهوم أن يرحب المرء بالمواقف العادلة أو القريبة من الحق ولو بصورة نسبية
كتب الداعية المشهور الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن العريفي رسالة قيمة تبحث مسألة أصبحت موضع أخذ ورد، هي مناظرة أهل البدع في القنوات الفضائية. ولعل تخصيص الفضائيات بذلك يرجع إلى انتشارها الواسع وضخامة الجمهور الذي يتابعها بالقياس إلى وسائل الاتصال الأخرى ولا سيما مع ضعف اهتمام الناس بقراءة كتب أهل العلم وردودهم على المبتدعين
تنفرد الرافضة من بين أمم الأرض قديماً وحديثاً، ليس بإباحة الكذب وإنما باعتباره "ديناً" يتقربون به إلى الله -تعالى الله عما يفتري الظالمون-. فما من أمة ترتضي لنفسها القبول بالكذب صراحة، حتى اليهود على ضلالهم وغيهم وافترائهم الكذب على الله عز وجل وعلى رسله وقتلهم الأنبياء بغير حق، لا يبيحون الكذب بهذه الصفاقة
لكن التغريبيين المنتسبين أصلاً إلى عائلات مسلمة تفوقوا على سادتهم وتجاوزوا قبحهم، عندما نقلوا الكذب الوضيع من الممارسة السياسية إلى الحقل الثقافي، بل إنهم جعلوا الكذب ذاته ثقافة يتبنونها ويروجون لها ولا يجد أحدهم أدنى غضاضة إذا واجهه الناس بأنهم كشفوا أكاذيبه
أكثر أهل الفكر والثقافة من غير المسلمين –لئلا نقول: كلهم- يتفقون معنا على أن الشخصنة نقيض الثقافة. ولذلك ترى أنهم يطلقون على الأفكار الكبرى تسميات تتعلق بمضمونها وليس أسماء المفكرين الذين كانوا روادها. والاستثناءات النادرة في هذا المجال تؤكد القاعدة لدى من يحترمون أنفسهم وجمهورهم من أهل الفكر، وغالباً ما تأتي تلك الاستثناءات من فئة شاذة لا تحترم ذاتها فكيف ستحترم الآخرين؟
جرى إفساد التعليم وتشويه مناهجه ليوائم أهداف الغزاة وتوابعهم، كما سعى القوم إلى إخراج المرأة المسلمة من عفافها وحيائها، على مراحل متدرجة على طريقة بعض الهنود في تعويد أطفالهم على تجرع مقادير متصاعدة من السموم!!
أما بداية الخلل فظهرت في الفترة المتأخرة من عمر الخلافة العثمانية على أيدي نفر منتسبين إلى الإسلام لكنهم مقطوعو الصلة بدينهم وبهوية أمتهم وثقافتها، فتولوا كِبْرَ الدعوة إلى التغريب والتبعية، بل إن الغلاة منهم مرقوا من الإسلام مروق السهم من الرمية فافتروا على الإسلام أنه يعوق العلوم التقنية ويحارب التطور....
من المعلومات المهمة كذلك ميل النصيريين الجلي إلى اليهود وتأثرهم ببعض أباطيلهم كادعائهم الباطل أن الذبيح هو إسحاق لا إسماعيل، وكذلك إقفال المذهب إلا أمام العجم لأنهم يؤمنون بتأليه علي!! والقوم الكفرة هؤلاء يسمون القرآن في كتبهم: الكتاب العربي والنبي : النبي العربي!!
الهدي النبوي الفريد في الحروب يتجلى في توجيهات المصطفى لقادة سراياه المؤمنة: فعن صفوان بن عسال قال: بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سرية فقال: (سيروا باسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، ولا تمثلوا، ولا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليدا)
كتاب: جهالات عصر التنوير، واحد من الكتب التي تبقى حاجة مهمة لأهل الثقافة الصادقين. فالكتاب تعرية علمية موضوعية لأبرز صنمين من أصنام التغريب في العصر الحديث، هما: قاسم أمين وعلي عبد الرازق، ولو أن المؤلف رحمه الله أضاف إليهما طه حسين لاختصر بذلك كهنة التغريب الأوائل الذين يسميهم أشياعهم حتى اليوم "الرواد"!!