وقدْ تعرَّضتْ المعاجمُ اللغويةُ بالذاتِ لعدَّةِ محنٍ بأيدي بنيها بسببِ تأثيرِ الاستشراقِ أوْ ضعفِ مناهجِ التعليمِ أوْ فسادِ الذوقِ الأدبي وانصرافِ النَّاشئةِ والشبابِ عن القراءةِ والإطلاع...
في رحاب الشريعة
التعبير بلفظ الوصية في القرآن ليس محصورا بأحكام المواريث بل هو متكرر لدى الكلام على العديد من الأحكام بما فيها الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك ففي الآيات التي تضمت الوصايا العشرة من سورة الأنعام ختمت تلك الوصايا مرة بقوله تعالى: ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ومرة ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون
لم يرَ ابن عاشور البحث في علم المقاصد من باب الترف العقلي وإنما هو ذو غايات عملية تهم المسلمين في حياتهم الفكرية والاجتماعية الراهنة، والقصد منه إغاثتهم ببلالة تشريع مصالحهم الطارئة متى نزلت الحوادث واشتبكت النوازل
أسباب عامة قضت بتأخر المسلمين على اختلاف أقاليمهم وعوائدهم ولغاتهم، وأسباب راجعة إلى تغير نظام الحياة في أنحاء العالم تغيراً استدعى تبدل الأفكار والأغراض والقيم العقلية مما استدعى تغير أساليب التعليم ومقادير العلوم المطلوبة وقيمة كفاءة المتعلمين لحاجات زمانهم
التعارض الذي يقتضي تناقضاً أو تضاداً فهذا لا يوجد في القرآن منه شيء محكم، وقد ألف أهل العلم في بيان ما قد يفهم منه التعارض، وردوا على المتأخرين الملبسين ببعض ما يتشابه على من قصر علمه عن إدراك حقائق التنزيل
نشر الدعوة في العلانية حتى لو أوذي بعض أصحابها أدعى لقبولها وأكثر تعرّضاً لمحاولة كثير من الناس التعرف عليها
إن الإيمان بعدم صلب المسيح عليه السلام وأن المصلوب شبيهه مسألة مجمع عليها بين المسلمين من فجر التاريخ الإسلامي إلى يومنا هذا، بل هي من المعلوم من الدين بالضرورة بحيث يكفر منكرها، ولا يقبل العذر بالجهل فيها
لقد كانت عظمة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا التوسط، وذاك المسلك؛ تأتيه كنوز الدنيا فيفرقها بين أصحابه من المساكين وغيرهم. كان قريباً رحيماً بأهل الصفة وفقراء المسلمين رفيقاً بهم سخياً عليهم، وكان يخاطب ملوك الدنيا عزيزاً قوياً، تنثر بين يديه غنائم هوازن وغيرها فلا يبيت حتى يفرقها لمن يستحق، ثم يقضى حياته زاهداً متعففاً كريم النفس معطاءً
من تمام علم الداعية بالخلق أنهم وإن أُمروا بعبادة الله؛ وحُسن خلافة بعضهم في الأرض؛ وحمل الأمانة المُناطة بهم، وعمارة الأرض؛ إلاّ أنّه قد قُدّر لأكثرهم الضلال؛ كونهم قد اختاروا ذلك لأنفسهم؛ فلا يعجب من عدم هدايتهم؛ بل هو الأمر الطبيعي، ولا يحزن كثيراً على ذلك
لم يرد للمولد النبوي ذِكْر في كلام السلف، وذلك لأنه لم يكن يعرف حيث إن أول من ابتدع المولد هم الفاطميون العبيديون الرافضة
لسنا في معرض بيان العوامل التي جعلت من جحود الخالق عز وجل، ظاهرة غربية واسعة الانتشار؛ وخاصة إذا أخذنا في الاعتبار التائهين غير المبالين بالأسئلة الإنسانية الكبرى، والذين يشار إليهم عادة باسم: اللا أدريين!
على الدعاة ألاّ يتضعضعوا أو يقنطوا من تغيير الواقع الذي يعيشونه؛ بسبب التشويهات التي تحاول النيل منهم؛ فليس المرض الجسدي هو الذي يهزُّ الإنسان؛ بل الوهن الذاتي، وإنّ المُتحّطم نفسياً لن يُعطي بناءً للنفس بل سيعتاد تحطيم الآخرين؛ والأمّة لن ترجو منه إسعافاً نفسياً، ولا إنقاذاً روحياً؛ لأنّ فاقد الشيء لا يُعطيه؛ والدعاة ليسوا كذلك
من أكثر المفاهيم التي جرى بشأنها خلط ولبس في ساحة الفكر الإسلامي المعاصر مفهوم الحرية الشخصية وحدودها في التصور الإسلامي حيث ذهب كثير من الكتّاب الإسلاميين إلى مقاربتها بالحرية الشخصية في الفكر الغربي
العامل الرئيس الذي يُنجح الدعوة ويجعلها تفلح في شق التربة الخِصبة وبذر بذور الإثمار لرؤية الثمار الدعوية في الحاضر والمستقبل؛ صلة الداعية بالله، وقرب مناجاته، ودوام طاعته، والإخلاص في كلمته، وصدق رسالته، وخبيئة قلبه المليء بكل خير، وسؤال ربّه أن يقبل منه، والانطراح بين يديه لتكون كلمته مسموعة عند الناس فتنال القبول
كنا –وما زلنا- نغضب من سفهاء الأمم الأخرى الذين يتطاولون على سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام؛ لكن المفاجئ أن يشاركهم في تلك الجريمة النكراء بعض المنتسبين إلى الإسلام ممن يزعمون أنهم من أهل الدعوة، فقد أصبح مقام النبوة الجليل عندهم جسراً لخدمة مآرب سياسية بائسة!!
من الأخطاء الفادحة أن يكون الإنسان ضعيف الحال أو ذا حاجة وعيال ثم يوقف ماله كلّه أو سكنه الذي لا يجد غيره، ويضيّع أهله ومن يعول
هي حرب صريحة تتخذ مسارين متكاملين، أولهما: الطعن في قطعيات الإسلام من خلال الزنادقة المحميين ومن خلال مفتين مأجورين لا يعنيهم الدين ولا حتى سمعتهم الشخصية.. المسار الآخر: طرح فتاوى للإثارة والتشويه وتحويل الدين نفسه إلى موضع التشكيك من خلال افتعال مسائل لا أصل لها، أو نبش رأي مرفوض من أهل العلم سلفاً وخلفاً!
إنّ من تناقضات الشيعة حالة استذكارهم مقتل الحسين - رضي الله عنه وعليه السلام- أنّهم يقومون بتوزيع الحلويات والسكاكر، وطبخ الطعام ووضع الأصناف والألوان على موائدهم في ذلك اليوم الذي يبكون فيه على الحسين، بينما في الجهة الأخرى يكون أهل السنَّة والجماعة صائمين!
بعض المشككين في السنّة أو الدين، يقولون: هذا يتعارض مع مقررات العلوم الحديثة القطعية! ثم يطعنون إما في السنَّةِ وإما في الرسول أو المرْسِل! وكل ذلك جراء سوءِ تصوُّرِهم، بتكيفهم أمراً غيبياً ثم تماديهم في تكذيبه وإنما الكاذب ظنُّهم، وما تصوَّروه! والباطلُ فهمُهم وما توهموه
حفلت المائة عام الأخيرة بوفرة في التصانيف المفردة في هذا الباب من أبواب الفقه، وقد حاولنا في هذا المبحث بيان أسماء غالب هذه المصنفات
صحيح أن سورة الحج عجيبة جدًا، وهي سورةٌ سميت بركن من أركان الإسلام، فهي تؤصل للعقيدة، وتؤسس للتوحيد، وتدعو إلى الإيمان بالله واليوم الآخر، وتنافح عن دين الرسل، وهي من أعاجيب السور كما ذكره ابن سلامة البغدادي، وأبو بكر الغزنوي، وابن حزم الأندلسي، وابن تيمية الحراني.