ايمانيات
إن البداية الصحيحة في الطريق إلى الله _سبحانه وتعالى_... هي كلمة التوحيد؛ "لا إله إلا الله" فبها يضئ القلب وبها توهب له الحياة. وكلما بعد الإنسان عن كلمة التوحيد كلما اقترب من المرض والموت، وأظلم قلبه واسود.<BR>ومن ثم فإن المربين الراشدين يضعون نصب أعينهم أن يملؤوا قلب المبتدئ بمعاني لا إله إلا الله محمد رسول الله، فمتى استنار القلب بنور التوحيد
نستكمل معكم سيرة الإمام أبي حنيفة النعمان، التي رأينا شيئاً من جوانبها العطرة ومكانتها في نظر معاصريه وعلاقته بالحكام.. ونتابع اليوم فصلاً آخر في شخصيته، وهي:<BR><BR><font color="#0000FF">مظاهر القدوة في شخصية أبي حنيفة
تشهد حياتنا المعاصرة؛ طفرة في تعدد وسائل الإعلام وتناقل الأخبار ومتابعة الأحداث المحلية والعالمية، وسط كم هائل من المعلومات المتداخلة في كثير من أوجهها.<BR>وربما كانت التكنولوجيا الحديثة، وسهولة التواصل، وسرعة الاتصال، إحدى أهم العوامل التي ساعدت في تحوّل عصرنا إلى عصر المعلومات
مضى زمن طويل ومفهوم الذكر يشوبه لدى كثير من الناس أوهام وأباطيل، ومن أخطر تلك الصور التي أُلصقت زوراً بالذكر والذاكرين صور الغفلة والتصوف المذموم، حتى صارت تلك الصور لدى بعض الناس علامة على أحوال الذاكرين، فأطلقوا عليهم الدراويش ونحو ذلك من الألفاظ التي تعني غياب النفس وشرود الذهن
هي مراح ومستراح للأرواح الرفرافة الطاهرة ومأوى ومستقر للأجساد العابدة , وموضع طمأنينة ومكان سكينة للقلوب النقية , وموضع سعادة وأنس وجمال للنفوس المطمئنة , إنها بيوت الله في الأرض , المساجد , التي لا يتعلق بها قلب مخلص إلا كان علامة على تقواه ولا يلازمها عبد صالح إلا رفع الله شأنه وطهر قلبه وغلب أعداءه
إنهم هناك.. في أيام المشاعر المعظمة.. تجتمع هممهم, وتتجرد للطاعة والابتهال قلوبهم, وترتفع إليه سبحانه أيديهم وتمتد إليه أعناقهم وتشخص نحو السماء أبصارهم, مجتمعين بهمة واحدة على طلب الرحمة والغفران.. فلا ثم منفعة شخصية دنيوية, ولا رغبة مال أو متاع, ولكن رجاء ألا يخيب الله منهم الظنون
الإنسان المؤمن ليس عقلاً مجرداً.. ولا كائناً جامداً.. ولا تركيباً صامتاً.. إنه عقل وقلب, إيمان وعاطفة, قناعة وتأثر.. وفي ذلك سر من أسرار شرفه وكرامته, وتفانيه وتضحيته, ومن استطاع أن يسيطر على عواطفه وأشبع بها عقله.. استطاع أن يوجهه ويقوده ويأسره
يتسارع وقع خطى الأيام وتتسابق لحظات المرء نحو ساعات يشبه بعضها بعضا.. وتشتد غفلة الإنسان مع متطلبات شئونه الحياتية.. فلا يفيق إلا بعد ما طويت مراحل من عمره مهمة.. فيندم عندئذ ندما كبيرا.. ويتمنى أن لو أيقظه موقظ أو صرخ في وجهه ناصح.
عندما ترتطم أمواج البحر الهائج وتتضايق ملمات الحياة وتزداد الخطوب المؤلمة.. عندها لا يجد المرء غير ربه سبحانه, يبث إليه شكواه, ويناجيه في جوف الليل البهيم, بكلمات صادقة ودعاء لحوح مخلص.. أن ينجيه الله مما يكره ويقربه من كل ما يحب..
هناك ظاهرة سلبية فوضوية تشوب الكثير من أعمالنا.. هي ظاهرة الأعمال التي لا تكتمل, حيث نكتفي من <BR>أعمالنا بالشروع فيها أو – في أحسن الأحوال – الابتداء بإنجازها.. ونعد ذلك إنجازاً, ثم إذا بنا ننقطع عن إكمال تلك الأعمال وإنهائها.
ويظل الباحث عن المعالي حائراً بين دياجير الأخلاق الخبيثة التي قد امتلأ بها المجتمع سعياً وراء لهاث زائل ما يلبث أن ينقضي، ويظل يرنو إلى تحقيق تلك الصفات الشفافة بأوصافها الحقيقية لا الموهومة، وفي كل مرة يرهقه السير إلى استراحات إيمانية رقراقة يرى فيها المثال ويتعلم فيها أجل المعاني.