بيوت مطمئنة
إنَّ للزوجِ حقوقًا علَى زوجتِه حددَّها الشرعُ، فإنْ أطاعتْه وأدَّتْ حقوقَه فلا يجوزُ لهُ أنْ يَتجاوزَ حدودَه ويُكلِّفَها ما ليسَ عَليها، كَما أنَّ للزوجةِ على زوجِها حقوقًا حدَّدها الشرعُ، فإذَا قامَ الرجلُ بواجباتِه الشرعيةِ -أي بحقِّها عليهِ- فلا يجوزُ لها أنْ تَعْصيَهُ فتَكونَ ناشزًا
لا شك أن الجوال من التكنولوجيا التي قربت المسافات , ووفرت الأوقات , وربما وطدت العلاقات , وأنجزت الأعمال الهامة في بضع دقائق , لكنه وعلى قدر فوائده كان لاستعمال البعض له كثير من السلبيات والأضرار التي يجب علينا أن نعالجها ولا نستسلم لها كأمر واقع , بل نقوم بتغييرها
إنَّ العملَ بهذهِ الآيةِ كما أرادَ اللهُ سببٌ منْ أسبابِ تَحقُّقِ السَّكنِ والاستقرارِ في الحياةِ الزوجيةِ، فكمَا أنَّه لا بدَّ أنْ يكونَ للبلدِ قائدٌ -ملِكٌ أوْ أميرٌ أو رئيسٌ- لتستقيمَ أمورُه وتنضبطَ أحوالُه، كذلكَ لا بدَّ أنْ يكونَ للبيتِ قائدٌ لِتستقيمَ أمورُه، فبدونِ قائدٍ تَعُمُّ الفَوضَى وتضطربُ الأحوالُ
فالإسلام لم يقدم الرفق فقط كخلق إنساني إيماني متميز فحسب , بل قدمه كطريقة تناول في الحياة بأكملها , فهو يعمم استخدام الرفق وطرائق الترفق في جميع الشئون أيا كانت ويبدي انه زينة في كل حال , كما يبدي أن تركه واللجوء إلى غيره شينة ومنقصة وعوار
كمَا أنَّ العملَ في الدعوةِ إلى اللهِ وفي بذلِ العلمِ والمشاركةِ في المشاريعِ الخيريةِ قربةٌ إلى اللهِ تعالى، فإنَّ القيامَ بحقوقِ الزوجةِ والأولادِ قربةٌ إلى اللهِ تعالى، فلا تبغي هذهِ علَى تلكَ، وليُعطَ كلُّ ذي حقٍّ حقَّه
تتفاوت مظاهر الاهتمام بين الوالدين بأطفالهما , إذ يتركز اهتمام غالبية الآباء في تأمين أطفالهم من الأخطار الخارجية , بينما يتركز معظم اهتمام الأمهات على تأمين أبنائهم من كل خطر داخلي , ولهذا يكون نتيجة انشغال الوالد في عمله أن ينصب اهتمام الأم بأطفالها ويزداد قلقها عليهم وعلى كل ما يحيط بحياتهم ماديا ومعنويا
منَ المؤسفِ مَا انتشرَ اليومَ منْ أكلِ كثيرٍ منَ الأزواجِ أموالَ زوجاتهِم بالباطلِ، تكونُ موظفةً ولها دخلٌ، أوْ غنيةً لديها مالٌ، فيَبدأُ بالضغطِ عليها لِيَأخُذَ مِنْ راتبِها أوْ مِنْ مَالهِا دُونَ رضاها
الإسلام أمر بطاعة الوالدين وأوجب على الأبناء برهم وحرم بل وجرم عقوقهم، حتى جعل طاعة الوالدين وبرهما من أوجب الواجبات وجعل عقوقهما من أكبر الكبائر لكنه أيضا أمرنا بنوع آخر من الإحسان هو الإحسان إلى الأبناء وأمرنا نحن الآباء والأمهات بعدم عقوق أولادنا هم الآخرين
إنَّ مِنْ أسبابِ استقرارِ الحياةِ الزوجيةِ أنْ يعملَ الزوجانِ بهذه القاعدةِ ويُذكِّرَ كلٌّ منهما صاحبَه بها إنْ ذَهِلَ عنها، فإذا طلبتِ الزوجةُ أكبرَ منْ طاقتِه يُذكِّرُها بقوله تعالى: ﴿وَمَن قُدِرَ عَلَیۡهِ رِزۡقُهُۥ فَلۡیُنفِقۡ مِمَّاۤ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُۚ﴾، وإذا كانَ قادرًا وقَتَّرَ في الإنفاقِ تُذكِّرُه بأنَّه لا يَنبغي لهُ ذلكَ {فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ}
على الرغم من حاجتنا كتربويين لاستخدام العلاج السلوكي والتفاعلي في المواقف المختلفة إلا أننا نرشح التعليم بالرفق كوسيلة هامة ومؤثرة ومكملة لخطوات التعليم والعلاج السلوكي
إنَّ التفاضلَ بينَ الرجلِ والمرأةِ له حِكَمٌ بالغةٌ، مِنْ أعظمِها أنْ يُكمِّلَ كلٌ منهما الآخرَ لتقومَ الحياةُ وتَستمرَ على ظهرِ الأرضِ، وأمَّا في الآخرةِ فإنَّ التمايزَ والتفاضلَ يكونُ بالإيمانِ والعملِ الصالحِ
الانطواء مشكلة متشابكة معقدة، فهي نتيجة طبيعية لعدة مشكلات أخرى تتضافر وتتوحد لتنتج لنا طفلاً منطوياً ومنعزلاً اجتماعيًا
إنَّ مَا يُعنينا هنا -في بابِ استقرارِ الحياةِ الزوجيةِ- أنْ يُدرِكَ كلُّ واحدٍ مِنَ الزوجينِ خصائصَه وخصائصَ شريكِ حياتِه، ويَتعاملَ معَ هذهِ الخصائصِ بما يُناسبُها؛ فهناكَ مَيزاتٌ للزوجِ بوصفِهِ رجلًا ليستْ عندَ المرأةِ، وهُناكَ مَيزاتٌ للزوجةِ بوصفِها امرأةً ليستْ عندَ الرجلِ
أراد الإسلام منهجا يعمل به على ذاك الأساس , وشكلا للعلاقة الزوجية تقوم على نبت المودة والرحمة بينهما , قال تعالى: {وجعل بينكم مودة ورحمة}, فيتولد الحب الحقيقي بين الزوجين حينما تحسن العشرة بينهما وتنبت المودة والرحمة والرفق وحسن السلوك
لقدْ جاءت التشريعات المتعلقةُ بالحياةِ الزوجيةِ لتحقيق الاستقرار والعدلِ والطمأنينةِ في البيوتِ، وهيَ مقدماتٌ مهمةٌ لتحقيقِ الاستقرار في المجتمع، فلْننتبهْ لتصرفاتِنا بِناءً على ضوء هذه الآيةِ العظيمة..
إن المرأة المطلقة ليست إلا حالةً من حالاتٍ كثيرة، ما زالت على الرَّغم من تقدُّمنا تعاني منها المرأة داخل مجتمعاتنا، التي ما زالت تحمل مفاهيم خاطئة، وما زالت تقيِّم الحياة الإنسانية بعقل بشري لا بشمولية الإسلام وعدله
الأخذُ بهذهِ القاعدةِ سببٌ مِنْ أسبابِ الوِقايةِ مِنْ عذابِ اللهِ وعقوبتِه -إنْ نحنُ انتهكنا حُرُماتِ اللهِ إرضاءً لزوجاتنا- وسببٌ لاستقرارِ الأسرةِ وهناءِ الزوجينِ والأولادِ..
أسَّس الإسلام منهجه التربوي العظيم بشكل يناسب كل إنسان مهما كانت صفاته , فقط نحتاج معه للبحث والتدبر في أعماقه ومعانيه لنصل إلى حل لكل مشكلة تربوية وعلاج لكل مرض عند أبنائنا بل وعند أنفسنا..
إنَّ تغافلَ الزوج عن بعض ما تأتيه الزَّوجةُ، أو تغافلُ الزَّوجة عن بعض ما يأتيه زوجها، أو تغافلهما معًا أو أحدهما عن بعض انحرافاتِ أولادهما، بحيث لا يُخل بالواجب الشّرعي أمرٌ حميدٌ في كثير من الأحيان، وأمّا إذا اقتضى الواجب الشرعي تنبيهًا؛ فإنّه يُقتصر على ما يحقق المطلوب، ويُزيل المخالفة دون توسُّع
أكثر البيوت في الوقت الحاضر، تشكو من فقد الأبوين زمام المبادرة، في تربية الأبناء والبنات؛ منذ تفشى الهوس بأجهزة الاتصال الحديثة مع الشبكة العنكبوتية وخاصة عقب ظهور منصات التواصل الاجتماعي
فلا يخلو بيتٌ من وجود المشكلات، بل لم تخلُ بيوتُ الأنبياء من ذلك، ومنها بيتُ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم، لم تخلُ من مشكلاتٍ طارئةٍ عارضة، ولكن عندما نجعل القاعدة الكبرى في حياتنا قائمةً على أساسِ أنَّ الصُّلح خيرٌ وأولى من كلِّ نزاعٍ وخصام، فعندئذٍ يكون الوئام قريبًا
خطأ كبير يقع فيه الكثير من أولياء الأمور، وهو عدم (التمهيد الإيجابي) لفكرة المدرسة في نفوس أطفالنا قبل التحاقهم بها، فالمدرسة منذ الصغر وقبل حتى دخولها، ترتبط في أذهان أطفالنا على أنها نوع من العقاب، وأن المكافأة تكون بأخذ إجازة من الذهاب لها
هذه الآية الكريمة، تتضمَّن قاعدةً عظيمةً، تقرِّر مبدأ العدل أساسًا للحياة الزَّوجيّة، بل وتُعلي من مكانة هذا المبدأ، بأن ترفعه إلى مقام الأمر الإلهيِّ والشرعِ المحكم، الذي لو طبَّقناه وأقمناه في حياتنا؛ لاستقرَّت بيوتنا، وخيَّمت عليها المودَّة والسَّكينة والرَّحمة
علموهم كيف يجتنبون السوء وأهله , ويقتربون من الخير وأهله , علمهم الحكمة التي هي وضع الشىء موضعه , وربهم على الجدية والحزم في مواضع المسئولية
علموهم ما ينير قلوبهم , من صفات الصلاح والتقوى , فهي خير حافظ في طريق الحياة , مهما بعدت بهم الدروب ..
فليُصغِ الأزواج لهذا الأمر الرباني الجليل:﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلمَعرُوفِ﴾، ولتُصغِ الزوجاتُ؛ عسى أن تستقرَّ الحياة ويقع التَّآلف والمودَّة والصفاء.