ايمانيات
ليست كحياتهم التي يتنافسون فيها ويتصارعون ، ويغتابون ويحقدون ويحسدون .. فلا المال فيها عامل له أثر ، ولا مكاناة الدنيا لها مقام ، ولا المصالح الذاتية لها وجود ,,
كما أظهر ابن القيم رحمه الله الفرق بين حسن الظن الله والغرور بقوله : وقد تبين الفرق بين حسن الظن والغرور ، أن حسن الظن إن حمَل على العمل وحث عليه وساعده وساق إليه : فهو صحيح ، وإن دعا إلى البطالة والانهماك في المعاصي : فهو غرور
نحتاج أن نخر له سجدا وبكيا، ونستذل بين يديه خاضعين تائبين، راجين رحمته، خائفين عذابه.
نحتاج ألا تجف ألسنتنا عن ذكره، ولا تسكت جوارحنا عن شكره، ولا تهدأ قلوبنا عن مناجاته والإخلاص له سبحانه.
وراع قلبك ، وداو أمراضه ، وسد خلله ، واقمع شهواته ، وثبت العقيدة الخالصة فيه ، الله سبحانه لايقبل غير القلوب السليمة يوم لاينفع مال ولابنون ..
ولم تكن كلمات عمر بن الخطاب أمام الحجر الاسود إلا تطبيقا لمتابعته للنبي صلى الله عليه وسلم إذ قال " إني لأعلم أنك حجر لاتنفع ولاتضر ولولا أني رايت رسول الله يقبلك ما قبلتك " متفق عليه
إن استحضار المسلم لمواقف الحسرة الحقيقية التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز وبينها رسوله الخاتم صلى الله عليه وسلم في سيرته وسنته وجسدها السلف الصالح في حياتهم اليومية ...... كفيلة بإحداث نقلة نوعية في دائرة اهتماماته
إنها رحمة تقوينا مهما ضعفنا , وتصبرنا مهما جرحنا ,ترغبنا فيما عنده سبحانه للمحبين , وتنصحنا بما في منتهى السبيل القويم , تقيم عودنا بعد اعوجاجه , و تجبر كسرنا فنعود من جديد ..
بيت القصيد في تفسير حالة الفتور التي تعتري بعض المسلمين تجاه الاستعداد الأمثل لموسم من أفضل وأعظم مواسم الآخرة "العشر" رغم التنويه المكثف والتذكير الكثير بعظيم ثواب اغتنام أيامه ولياليه هو : وجود خلل في محور الاهتمام وترتيب الأولويات في حياة بعض المسلمين
يكمن الحل بالثبات على أداء العبادة الشعائرية و مجاهدة النفس على حسن إقامتها كما أمر االله وكما فعل رسوله صلى الله عليه وسلم , حتى تؤتي ثمارها الطيبة المرجوة منها في نهاية المطاف على أرض الواقع بحسن السلوك التعاملي
من تدبر في حياته علم أن خير لحظاتها ما كان في ارضاء الله سبحانه والتقرب إليه والسعي في مرضاته . وكل لحظات الحياة يتمنى المرء عند موته أن يعود ليبدلها إلا لحظات الصالحات
إن التركيز والاهتمام بحسن أداء العبادات والطاعات هو في الحقيقة تجسيد لأهم شرطين في العمل كي يكون مقبولا وهما : أن يكون العمل مشروعا مطابقا لما أمر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وأن يكون خالصا لوجه الله تعالى بعيدا عن الرياء والسمعة .
ان لله عز وجل جندا لا يعلمها إلا هو , تدافع عن المؤمنين بأمر الله سبحانه ومشيئته , فتثبتهم وتقوم خطوهم .
كلمة التسبيح " سبحان الله " تتضمن أصلا عظيما من أصول التوحيد ، وركنا أساسيا من أركان الإيمان بالله عز وجل ، وهو تنزيهه سبحانه وتعالى عن العيب ، والنقص ، والأوهام الفاسدة ، والظنون الكاذبة .
تلك مشاعر يستشعرها في سجدته الصادقة المخلصة لربه , شعورا لايمكن وصفه , فيشعر لقلبه كسرة خاصة لا يمكن أن يشبهها شيء أبدًا, بحيث لا يرى لنفسه قيمة ولا مقامًا ولا ذكرًا أبدًا, كيف لا وهو العبد المذنب ذو الصحيفة السوداء!
إن الأمر لايقتصر على مائدة كبيرة تدعو اليها الفقراء , ولا طعام تطعمهم به , بل إن في ذلك تسابق في الابتكار والإبداع , لتصل تلك اللقمة الى في الفقير والمحتاج .
فلمن يذهب المكسور إلا لربه الجبار ؟ ولمن يشتكي المظلوم إلا للجبار الرحيم , ولمن يلجأ اليتيم الضعيف إلا للجبار ؟ ولمن يعود المريض الذي ضاقت به الحيل إلا إلى الجبار سبحانه ؟!
إنه لا عذر لأحد في أن ينام ساكنا بينما البرد القارص ياكل أجساد الصغار , والجوع المهلك يؤلم الأسر الفقيرة المهجرة , والخوف المرعب يحيط بالأرامل والنساء اللاتي فقدن أزواجهن , والحزن القاتل يهجم على قلوب الثكالى .
والحقيقة أن شواهد العصر الحديث ترسخ هذه الحقيقة وتؤكدها , فكثيرون هم الذين تحدثوا عن حفظ الله تعالى لهم من مكر و كيد أعدائهم وما يدبرون لهم من ضر و أذى , وعن نجاتهم بسبب محافظتهم على الورد اليومي من الأذكار المأثورة من مخاطر وأهوال كموت محقق أو ضر مؤكد .
إنه البهتان , الذي يجعل أحدهم ممن يحمل في قلبه حقدا وغلا وحسدا , يتقول كذبا على أخيه المسلم , ليتسبب في اتهامه , أو لينقص من قدره .
إن قوة الندم كلما قويت وقوي الاعتراف بالذنب كلما أحرقت آثار ذلك الذنب في قلب المرء , ومن ثم صار تذكر الذنب يصحبه الندم , وصعب عند ذلك تكرار الذنب , إذ الندم والاعتراف يمنعان معاودته .
كثيرة هي كنوز هذا الدين العظيم , ولا تكاد تحصى جواهره وفضائله , فاعتناقه والدخول فيه يجُبُّ ما قبله من الكفر والشرك والفسوق والعصيان , ولا تزر في دين الله الحق وازرة وزر أخرى , و الحسنة فيه بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء , و الدال على الخير في دين الله الحنيف كفاعله , ومن سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء .....
خطوة لا يتفهمها إلا الطامحون نحو الجنة العالية ، والرضا والغفران ، فيستهينون بالدنيا ومكتسباتها وزينتها " وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم "
البعض يقيده خطؤه وذنبه ، فيشل حركته ، ويكسر نفسه ، ويسيطر عليه كليا فيقطعه عن عمل الصالحات ، ويبني له حاجزا عن الهدى والصلاح.
وبينما غمرة الحياة الهادرة تلف الناس لفا ، وثغرات اللهو المحيطة تغفل الناس وترطمهم يمينا ويسارا في اليوم مئات المرات ، فلا يستطيعون إفاقة من ذلك اللهو إلا بمثله ولا من تلك الغفلة إلا بإغراق فيها ، يبدو الإيمان هو النور الساطع الأوحد في هذه الغمة الظلماء .
هي إذن منح إلهية كثيرة وليست منحة واحدة , وفضائل وعطايا ربانية لمن يحافظ على صلاة الغداة في جماعة لا ينبغي أن يفرط بها مؤمن , فإذا كان العاقل في الدنيا لا يفوت فرصة أو عرضا خاصا يزيد من أرباحه ومكاسبه المادية , فمن باب أولى أن لا يفوت المسلم مثل هذه المنح والعطايا الإلهية دون اغتنام واستثمار .
