بيوت مطمئنة
المرأة المثاليّة هي التي تطيع زوجها وتبرّه، وتتقرّب إلى الله تعالى بخدمته، وتبرّ أمّه وتكرم أهله، وتتودّد إلى زوجها، وتحرص على رضاه، ولا تفشي له سرّاً، ولا تعصي له أمراً، وتقف إلى جانبه في الشدائد، وتشاركه الرأي، تلقاه بالبشر والاحترام، عفيفة مُعفّة، غضيضة الطرف، جمّة الأدب، تعين زوجها على طاعة الله، وتشجّعه على الإنفاق في سبيل الله، تغضّ عن الهفوات، وتسمو عن سفساف الأمور، ولغو القول، ورديء الكلام.. وهي بذلك عنوان سعادة المؤمن في هذه الحَياة.
و المرأة المسلمة جمعت بين هذا كله و كان الصبر و المصابرة و المرابطة أقوى سلاح فى يدها فى ميدان الجهاد و الدعوة و هذا السلاح لا يقل عن الأسلحة التى يحملها الرجال فللمرأة دورٌ عظيم فى عملية الإصلاح و البناء و ذلك أنها نصف المجتمع أو يزيد , ثم أنها تلد النصف الآخر و لئن كان للمصلحين من الرجال دور كبير فى إرشاد المرأة و توجيهها و حضها على فعل الخبرات و ترك المنكرات بفعل الخيرات
إنه ديننا العظيم الذي لم يترك شيئا إلا بينه , حدد آدابا يجب مراعاتها عالجت كل هذه الأخطاء فرسمت صورة المسلم في طعامه وطريقته وجعلته قدوة لغيره بل وجعلت طريقته طريقة تتفوق كثيرا على كل ما يدعيه الغرب من تحضر وتقدم , فالإسلام هو منبع الأدب وقد هذبنا ووضع لنا في كل شيء آدابا وقيما حتى في طعامنا لنكون نموذجا يقتدى .
وعليها أن تعلم أن رمضان خصه الله تعالى من الفضائل , فخلوف فم الصائم أطيب عند الله من الريح المسك , وفيه تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا وتصفد فيه الشياطين , وتفتح فيه أبواب الجنة , وتغلق أبواب الناس , وعليها أن تعلم أن لله عتقاء من النار وذلك كل ليلة من رمضان .
أيام رمضان فرصة إيمانية تربوية ينبغي اغتنامها والاستفادة منها قدر الإمكان ففيها الأجواء المتميزة , وفيها انفتاح القلب للطاعات , وفيها انتشار المحبة والمودة , وفيها قرب العلاقات وتحسنها .. وغير ذلك مما هو معروف في رمضان ..
أيام العشر فرصة إيمانية تربوية مهمة , يمكن للآباء استغلالها إيجابيا على أحسن الوجوه لتوصيل رسائل إيمانية تطبيقية لابنائهم وتثبيت مفاهيم أخلاقية وسلوكية قد لا تتاح في غير تلك الايام .
إن استعادة دور الأسرة في التربية ينبغي أن يشكل اليوم هاجسا مركزيا , يفرضه الارتباط الحتمي بين التربية و كافة المشاريع النهضوية و تجارب التحديث في العالم العربي .ولعل أول ما يجدر التصدي له هو تصحيح المفاهيم الخاطئة حول التربية الوالدية , والتي تقف عند حدود تأثيث فضاء الطفل بالمستلزمات المادية التي تهيء له شروط تعلم جيد . أو تعويده على الامتثال لمنظومة القيم و الأعراف دون إبداء عناية كافية بخصائص هذه المرحلة و متطلباتها النفسية و الاجتماعية .
يظل الدور الاسري هو الدور الاساسي والمحوري في التربية بشكل عام , وتظل التنشئة الاسرية منطلقا للنمو التربوي , ويولي المتخصصون التربويون دوما المجال الأسري اهتماما خاصا في مداخلهم العلمية التربوية سواء فيما يخص حل المشكلات التربوية أو في دراسة البيئة التربوية التي على اساسها يتم التقويم والمتابعة ..
يكتفي بعض الآباء بدور الإنفاق و كفالة الأمان لأسرته والقيام ببعض الأعمال التي تدور في فلك الاسترزاق والحماية , ويغفل كثيرون منهم عن الدور النفسي الذي هو الأهم على الإطلاق .. فقد يكتفي الأبناء بالقليل من الرزق , إذا كان عندهم الكفاية القلبية والنفسية وقد يكتفون بالقليل من التأمين إذا قويت قلوبهم واستطاعوا مواجهة تقلبات الأيام , وما القوة النفسية والقدرة على مواجهة المشكلات إلا أثرا من آثار قوة القلب التي هي أثر من آثار التربية الوالدية ..
وأصل الثقة في قلب الطفل المؤمن تعليمه التوكل على الله سبحانه , وارتكانه على ركن ركين , فمن كان الله معه فإن معه كل شىء قال صلى الله عليه وسلم بينما هو يبث الثقة والقدرة في نفس صاحبه الصغير ابن عباس رضي الله عنهما " ياغلام احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسال الله وإذا استعنت باستعن بالله .... الحديث " أخرجه الترمذي
ولم تكن تلك السلبيات وحدها التي يمكن أن تقع علي صاحب العمل , بل قد يتعرض صاحب العمل لمشكلة أشد وهي وقوع ولده في هذه الفتنة , فقد يخرج تاركاَ ولده الشاب بالمكتب أو المتجر لمباشرة اعماله , فيتعرض ولده لنفس الفتنة دون أن يشعر , فقد وضع النار بجانب الكبريت كما يقولون !
و مقارنة بكل مفردات الأخلاق الزوجية التي يبنى عليها صرح العشرة بالمعروف بين الزوجين ،يعد خلق المداراة واحدا من أهم تلك الأخلاق وأنفعها لبقاء المودة والحب والتفاهم في البيوت ، بل هو الخلق الجامع لأسس الطمأنينة ونجاح العلاقة الزوجية وتجاوز كل العقبات أمامها، والمعني بهذا الخلق تحديدا هو الزوج وليس الزوجة !
يشكو بعض الىباء من امتداد يد ابنائهم نحو الأموال في البيوت , وربما يتعدى الأمر أكثر من هذا في بعض الأحيان , ويظل الاب في حيرة من أمره حول كيفية علاج ذلك السلوك , فلئن عامل ابنه بقسوة لربما يكون الأثر سلبيا , وئن تغافل لربما يزداد المرض شدة , فما هي الخطوات المؤثرة أمام تلك المشكلة ؟ وكيف يتصرف الآباء ؟
عندما تختلف طباع الزوجين و يتعثر كل منهما بينما يحاول أن يصل الآخر , ولايجد إلا سبيل الصمت ليصبح اللغة بينهما , و إن أراد الحديث أن يطرق بابه فلا يكون إلا للمسائل الضرورية الخاصة بالأولاد و مشاكلهم .
يشكو كثير منا ذهاب المشاعر الإيجابية بينه وبين زوجته , وبأن الرتابة والنمطية سادت بينهما حتى إنهما صارا كموظفين في منزل واحد !
وتلكم عشر وصفات مؤثرة لعودة الدفء والمودة بين الزوجين بعد انقطاعها ...
كلمتان معجزتان أحاطت بالحياة الزوجيّة من أطرافها .. لا أكتم القارئ الكريم أنّني حرت زمناً في اكتشاف سرّ هذا الجمع القرآنيّ بينهما ، ولطالما سمعت الخطباء والمتكلّمين يتحدّثون في مناسبة الأعراس عن هذه الآية ، ويمرّون بهاتين الكلمتين مروراً عابراً ، لا يستكنه شيئاً من أسرار ذكرهما ، والجمع بينهما ، واستعنت بما لديّ من كتب اللغة والتفسير ، فلم أهتد إلى ما يروي ظمأي بوضع الكلمتين في نصابهما الصحيح .. وخير ما وقفت عليه من التفريق بين المودّة والرحمة ، من أقوال السلف من المفسّرين قول السّدّي : « المودّة : المحبّة ، والرحمة : الشفقة » .
إذا تأملنا في الصفات الثلاثة وجدناها متفاوتة في الفعل ! فطاعة الأوامر وعدم المخالفة وإدخال السرور أفعال ليست على مستوى واحد في سهولة إنجازها وتحقيقها أو صعوبته ! لكن من حيث الجملة ما يتطلبه إدخال السرور على الآخر أكثر صعوبة من مجرد طاعة أمره وعدم مخالفت....
إن أبا استطاع أن يشجع ابناءه على الطاعات , ويجعل منافستهم على عمل الخير , ويجعل فروقهم في مجال إيجابي داعما لهم في تميز كل أحد , مع تصفية نفوسهم , وتطييب قلوبهم , لهو اب جدير بالتقدير والشكر .
خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم , و وهب له العقل الذي يميز به الصحيح من السقيم , وأودع فيه من القدرات الشيء الكثير , ففي الإنسان لمة ملك ولمة شيطان رجيم , فهذا يدعوه إلى الجنة وذاك يدعوه إلى السعير , وجعله في النهاية مسؤولا عن اختياره أمام الله رب العالمين
إن أصعب وأهم مرحلة في الزواج هي مرحلة الاختيار ولابد أن يتشارك فيها الجميع لان المسئولية تقع عليهم جميعا ولو قدر الله بوقوع مشكلة سيتحملونها أيضا جميعا فلا يجعلوا عليهم ضغوطا من خارجهم تجبرهم على قبول ما يمكن القبول به وخاصة أن هذا القرار له ما بعده وربما يمتد أثره لعشرات السنين
لا نقول في التعدد شيء سلبي , فقد ذكره الله تعالى في كتابه وأحله للرجال لكن الله سبحانه وتعالى قال : " وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة " فجعل العدل أساسا للتعدد , لكن المشكلة فيما يحصل في التعدد هذا الزمان أن الزوج عندما يتزوج على زوجته يميل اليها تماما , ويحب المكوث عند الزوجة الثانية بشكل دائم , مع إهمال البيت الأول والإضرار به !
إن الأطفال عطية من الله تعالى , لكننا نقدم النصح للزوج الصابر والزوجة الصابرة على هذا الابتلاء , فعليهما أن يعلما أن كثيرا من الأبناء قد يكونون نوعا من انواع البلاء على أبويهم
فمن الأبناء من هو عاق بكل أنواع العقوق .... ومن الأبناء من هو مريض بأمراض يصعب علاجها .... ومن الأبناء الذين يولدوا مصابين بالإعاقة الخلقية سواء إعاقة بالعقل أو تشوه بالجسد فكل هذه الابتلاءات واردة .
يحتار كثير من المربين في التعامل مع شخصية الابناء أو الطلاب عندما تظهر منهم بوادر العدوانية والاعتداء على الآخرين وحب الابتداء بالظلم والضرب والاستيلاء على حاجة الآخرين بالقوة , وإرغام الآخرين برأيه مع إهمال حاجة الآخرين والاستهانة بآلامهم .. وغيره
ـ عندما يتفكّر الولد الموفّق للبرّ ببرّ والديه إيّاه قبل برّه ، فلن يسعه إلاّ أن يكون برّاً بهما حفيّاً ، وهذا ما أسمّيه : " تناغم البرّ " ، وأحمدُ الله تعالى يا بنيّ على نعمه وآلائه ، أنّي من أبرّ الناس بأولادهم ، لم آلهم حبّاً وإشفاقاً ، ونصحاً ورشداً ، يشهد بذلك كلّ من عرفني ، وعرف أسرتي وعلاقتي بها ، وهذا من أعظم فضل الله عليّ وعليهم ونعمه ..
يؤسس التكافل الاجتماعي في الإسلام بناءً فكريًّا متكاملاً، شامِلاً لمنظومةٍ أخلاقيَّةٍ تُلَبِّي حاجَاتِ الإنسان، وتربط الفرد بالمجتمع بوشائِجَ متينة، تُؤَلِّف بينهم بصِلاتِ الولاية تتحقَّقُ بالتَّعاوُن، والإشراف، والمُسانَدَة، والتَّكافُل المشترك، وِفْقًا لما وصف الله به أحوال المؤمنين والمؤمنات فقال: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ