بيوت مطمئنة
تبدأ التربية الايمانية للطفل منذ الصغر وتكون على شكل تقديم نماذج يراها الطفل ويقلدها، أما في تلك المرحلة – مرحلة الطفولة المتأخرة 6 : 12 سنة –؛ سنعمل على توصيل المعاني المجردة للطفل، لأن نموه العقلي الآن يسمح بتشرب مثل تلك المعاني والمبادئ الإيمانية المجردة، بل ويعمل عقل طفل تلك المرحلة على صف تلك القيم والمعاني في مصفوفة قيم يبدء في اعتناقها والدفاع عنها.
هذه المحبة مصدر الأمن والاستقرار النفسي للولد، كما أنها القاعدة الصلبة لبناء شخصية الولد على الاستقامة، والصلاح، والتفاعل الإيجابي مع المجتمع من حوله، ولا يُتصور تحقق هذه الغايات إذا كانت المحبة حبيسة صدور الآباء والأمهات، نعم
يجب أن لا يترك الآباء أمر الفطام للزمن فمن اعتاد الأخذ بسهولة ويسر لن يحب أبدا أن يتعرض لمصاعب ومتاعب , فمرض الاستسهال والاتكال موجود في النفس البشرية التي تحب دوما الدعة والكسل والركون للجانب المريح , ويجب أن يعلم الأبناء أن نمو شخصيتهم
جاء صلى الله عليه وسلم فوجد قوماً يتخذون من سوء الجوار خلقاً يختصون به , فكثير منهم يظلم ويسئ الجوار لجاره , ولا أحد يعتبر ذلك نقيصة أو خطأ , وقد وصف جعفر بن أبي طالب ابن عم محمد صلى الله عليه وسلم حالهم بينما هو يخاطب النجاشي ملك الحبشة وصفا مختصرا فقال : " إنا كنا أهل جاهلية وشر , نقطع الأرحام , ونسيء الجوار ... " .
حينما تشتكي الأم انصراف بناتها عنها , وعدم لجوئهن إليها في حل مشكلاتهن والبوح بأسرارهن , وحينما تشتكي البنات من وجود حاجز نفسي مانع يمنعهن عن الاقتراب النفسي من أمهن , ويضطرهن للبحث عن صديقة أو جارة أو قريبة أو ربما تلجأ إحداهن إلى كل من يفتح لها الباب , وحينما تصل العلاقة بينهما إلى طريق مسدود , لابد لنا أن نتوجه بالخطاب
يعد الكذب من أخطر الأمراض الخُلُقية التي تصيب الفرد عامة، فهو يختلف عن باقي الأمراض في أنه يفقد صاحبه المناعة من كل الأمراض الخُلُقية الآخرى، فمن يكذب يسرق ويخون ويمارس كافة الأعمال القبيحة، فهو كمرض ( الإيدز ) الذي يفقد صاحبه المناعة؛ فتهاجمه الأمراض كلها، وكما جاء في الأثر (جُعِلَتْ الخَبَائِثُ في بَيتٍ وجُعِلَ مِفْتَاحُهُ الكَذِبُ ).
لعلنا ندرك أن الإنسان بطبعه مجبول علي حب الحرية و يكره كل ما يكبله و يقيد حركته , وقد استغل الغرب هذا المفهوم وحاولوا جذب عقولنا منه , فيقدمون لنا مفهوما قاصرا للحرية ويغلفون به كل السلوكيات والأفكار , ونحن في كثير من الأحيان لا نستطيع التفريق بين الغث والسمين , ولما تأثرت العقول بالغرب فتحت أبوابا مما كنا نخشاه , فهذه الفتاه ترفض ارتداء الحجاب وتقول إنها حرية , وهذا الشاب يتصرف بما يخالف الدين والأعراف والقيم وإذا نصحه أحد يقول إلا أنا حر , آخرون ممن يستخدمون القلم لكتابه الكتب المنحرفة أو للسب أو الإساءة في العقائد والقيم ويعلن أن ذلك من باب حرية الرأي !!
في البداية لابد أن نعترف بأن هناك اختلافا بين العلماء في عملية تقسيم مراحل النمو إلى مراحل معينة، وذلك نظرًا لصعوبة تمييز نهاية كل مرحلة، وكذلك بدايتها بين التقاسيم المعروفة، لذا لا يمكننا أن نقطع بأي تقسيم بأنهً هو الأدق، فالبعض يقسم مراحل الطفولة إلى ثلاثة أقسام، طفولة ( مبكرة، متوسطة، متأخرة )، وهناك من يرى دمج الطفولة المتوسطة والمتأخرة معًا تحت مسمى واحد وهو ( الطفولة المتأخرة )، وهو ما نميل إليه نظرًا لتماثل الخصائص بين المرحلتين وتقاربهما بما يجعل من الصعوبة الفصل أو التفرقة بينهما.
وحينما أجد أن طبقات الشعب كلهم سواء , فينتهي زمن الفقراء بكفاية كل احتياجاتهم والنهوض بهم بكافة الطرق , وحينما ينتهي عهد البطالة وتنمى المشاريع التي تتيح الفرص للعديد من العاملين للاستفادة منهم ومن طاقتهم المخزونة , فلا مجال للانحراف فيدخل أحدهم في دائرة العمل المثمر له ولأمته .
هزة عنيفة وشديدة يتعرض لها عدد غير قليل من البيوت تصيبها بجرح كبير وتكاد تعصف بالعلاقة الزوجية كلها يوم أن تكتشف الزوجة أن زوجها على علاقة بامرأة أخرى سواء أكانت هذه العلاقة سطحية أو عميقة , قديمة أو جديدة , شرعية أو غير شرعية .
بالطبع عاطفة الأبوة هي عاطفة فطرية كعاطفة الأمومة، ولكن طبيعتها تختلف من الرجل للمرأة، وليس ذلك تقليلا من تلك الفطرة لدى الرجل، ولا تحقيرا من شأنها، ولكنها تختلف نتيجة لطبيعة التكوين الجسدي والنفسي للرجل؛ والتي تختلف اختلافًا جذريًا عن طبيعة المرأة، فالأم ترتبط بالطفل منذ اللحظة التي يتكون فيها بداخلها، فترتبط به ارتباطا وجدانيا وجسديا ، أما الأب فيشعر بهذا الارتباط عندما يرى طفله ويحتضنه، بحكم أن الرجل عقلاني أكثر من المرأة التي تعتمد على العاطفة.
إن الزهرة الصغيرة التي نتعهدها بالرعاية ونوفر لها كل سبل العناية ليس لها إلا أن تزدهر وعندما تكبر وتتفتح تضفي عبيرها على من حولها , ولكن من الأخطاء التي قد يتعرض لها الكثير فيما يخص هذه الزهرة ريها بالماء الكثير ظنا منهم أن ذلك في صالحها ولكن الماء إذا كثر عن المعدل المعتاد فإنه يشل الزرع ويفسده ويغرقه !
ولكن هناك عامل أخطر وأهم وهو الداء العضال الذي تفشى للأسف في مجتمعاتنا ؛ وهو ضعف الوازع الديني لدى الرجال والنساء ، مما جعل بعضهم يتخذ الزواج كألعوبة للتسلية وفقط ، أو ربما للحلف على أحد ما للقيام بعمل ما ، أو لإثبات صدقه في صفقة ، ونسوا أن الله – عز وجل – قد شرع الطلاق علاجـًا لمعضلة الخلاف بين الزوجين
يخطئ من يظن أن الطريق للوصول والحصول على السعادة الزوجية مفروش دوما بالورود والرياحين , وواهم من يتصور أنه سيحقق هذا الوفاق الزوجي دون دفع الثمن من الزوج والزوجة معا والذي يتوقف حصولهما على تلك السعادة على نظرتهما للزواج ابتداء ومدى استعدادهما للمشاركة في إنجاحه .
وقد تظهر تلك المشكلة في فترات متفرقة من عمر الطفل وبشكل متدرج؛ فتبدأ من سن السنتين، وتتوهج في مرحلة المراهقة، وفي حالة تركها بلا علاج فعال قد تستمر مع الطفل مدى الحياة، وتصبح العزلة والانطواء سمة ملازمة للفرد طوال عمره، وهي مشكلة نسبتها أعلى بين الإناث قياسًا بانتشارها بين الذكور؛ نتيجة لاختلاف الطبيعة النفسية لكل منهم، وحساسية المرأة ورهافة نفسيتها.
ويقول الإمام ابن القيم : " فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوها صغارًا، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارًا " تحفة المودود
الحقيقة أن دور الوالدين هو حجر الزاوية في تنشيط خيال الطفل وتحفيزه عن طريق إيجاد علاقات منطقية تربط خياله الجسور بمعطيات الواقع ومن ثم تنميه شعوره بالأهمية والمسئولية في نفس الوقت. فيمكن للوالدين والمعلمين أن يغرسوا في قلب الطفل روح الانتماء للأسرة والوطن ويعلوا من قيم تحديد الهدف وتحقيق الإنجاز.
وأقر الإسلام بأحقية التعبير عن الرأي للرجل والمرأة سواء بسواء، قال تعالى [ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ] التوبة : 71، والمعروف أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يخص الأمور الدينية التعبدية فقط، ولكن يشمل كافة الأمور والنواحي الإنسانية.
إنها ساعة فقط في كل يوم لكننا كنا قد ارتبطنا بها أشد ارتباط , إذ نتبادل الحديث النافع معا وفيها كان يتفقد والدي أحوالنا والغائب منا , الكل يبتسم ويتلطف في الكلام مع الآخرين , ملتزمين بآداب الطعام التي علمها لنا ابي منذ الصغر كما كانت سنة النبي صلى الله عليه وسلم , فهي ساعة سعادة فليس فيها خبر سيء يذاع ولا صوت غير صوت السعادة .
هي مشكلة تعاني منها الكثير من العائلات اليوم، يمكن لنا أن نلخصها في كلمتين ( الابن الأوسط )، ويشكو الكثير من الآباء والأمهات من سلوكيات وليدهم الأوسط رغم أنهم هم السبب في حدوث تلك المشكلات السلوكية وتفاقمها، وإلا لما ظهرت تلك المشكلات في ابنهم الأوسط دون باقي الأبناء؟ فالابن الأوسط يدفع ثمن أخطاء تربوية كثيرة يقع فيها الوالدين في حقه ؛ فتظهر في تصرفاته مع المحيطين به، وعلاقاته بأخوته بالتحديد.
قد لا ينتبه الكثير من الآباء إلى المنطقة الفاصلة بين التدليل الزائد للطفل وإصابته بمرض الغرور، أو بين التعنيف الزائد وضعف الثقة بالنفس لدى الطفل.
ويظل معظم الآباء والامهات يعاملون بناتهم كطفلة أبدا , فلا يهتمون بالاستعداد لتلك اللحظة الا ببعض الاهتمامات المادية فقط من شراء مستلزمات العروس التي تقع على الأب ولا ينتبهون لشئ أعظم خطرا وأعمق أثرا وأدوم سعادة لابنتهم أن يعلموها ماذا يعني كونها زوجة !
يعد التعلق في حد ذاته مظهر من مظاهر السلوك الاجتماعي لدى الطفل ، بل يمكننا القول بأنه أشد الأنماط السلوكيه تأثيرًا ، وأكثرها أهميه بالنسبه للنمو في المراحل التي تلي مرحلة المهد والرضاعة.والتعلق هو رغبة الطفل الشديده في أن يكون قريبًا جدًا - إلى درجة الإلتصاق - بشخص من الكبار ممن حوله ، له مكانه معينه لديه ، فهو يلاحقه ويلاعبه ، ويطلب منه أن يحمله ، ويبكي
عندما تأخذني الذكرة للوراء قليلا وأسترجع ذكرياتي حول صورة الرجل التي تشكلت في وجداني عندما كنت أرى أبي فأسترجع بمشهده صورة الرجل بكل سماته وصفاته الشخصية التي كنت أراها , صورة رجل بكل ما تحمله الكلمة من معان, وعندما أقوم بعمل مقارنة بين رجلي الأمس واليوم أجد هناك فروقا كبيرة وواضحة ليست في صالح رجل اليوم في أحيان كثيرة.
حينما تجد الزوجة نفسها منوطا بها أن تحافظ على كيان البيت الذي بذلت كل جهدها وسخرت كل إمكاناتها في سبيل بنائه وتدعيمه واستقراره , وحينما تجد أن زوجها الذي شارك معها في وضع لبناته وتحملا معا كافة مشاق العمر وتجده وهو في سن النضج يتباعد تدريجيا عن عالمها وتجده منصرفا عنها وعن البيت لشأن لآخر يحيطه دوما بالسرية التامة , حينها لابد وأن تدرك أن بيتها يتعرض