قضايا تربوية
هذا هو العيد الخامس الذي يمر على السوريين عموما والأطفال خصوصا , دون أن يعرفوا للعيد معنى من معاني فرحته , أو يلامس شغاف قلوبهم لونا من ألوان بهجته , خامس عيد وصوت المدافع لا يعلو عليه صوت , وأزيز الطائرات لم تهدأ هناك , خامس عيد وصوت الرصاص أزاح عن السماء أصوات العصافير وضحكات الأطفال ولهوهم ومرحهم العفوي الملائكي البريء .
وللاستفادة من هذا الشهر الكريم على الوجه الأكمل، يقدم جملة من النصائح منها: التخلية قبل التحلية. لكي تضع الماء في الإناء لتشربه لابد أولاً أن تنظف الإناء، ولهذا لابد للمسلم أن ينظف قلبه أولا من الأدران والأمراض التي تسكنه. من الخداع والنفاق والكذب والغش والخيانة
إن أسوا ما يمكن أن يعانيه الزوجان هو ابتعادهما عن بعضهما , فالشرع الحنيف لم يسمح بافتراق الزوجين حتى ولو كانا في فترة انفصال أثناء العدة الشرعية , فاجتماعهما في مكان واحد يسمح دوما بتقاربهما وعودتهما لحياتهما الزوجية , فكيف بالتأثير الشديد للانفصال المكاني لمدة عام أو أكثر على علاقات زوجية ربما لم تثبت قواعدها بعد ؟؟
لقد سار أهل سوريا سيرا طويلا في طريق لايزال يبدو شاقا ومؤلما , لكنهم ساروا كثيرا , وانتصروا كثيرا و انتصروا على أنفسهم , وهواهم , وانتصرت مبادئهم وقيمهم , وانتصر إيمانهم , فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر , وما بدلوا تبديلا
وختاما , فإن ما ورد في هذه السطور غيض من فيض الاعتراف بعالمية الرسالة المحمدية , وسمو التشريع الإسلامي و استجابته للفطرة الإنسانية . و إن كان من فضل يُحسب لصيحات الطابور الخامس في العالم الإسلامي , فهو أنها تبعث في نفوس المسلمين حماسة الذود عن حياض الشريعة و سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم . وتوقظ همة أوشكت أن تتداعى تحت سياط الوهن .
وعندما اردنا السؤال حول أسباب دفع المرأة نفسها للعمل طرحت كل منهن سببا لخروجها في الصباح الباكر لتعمل وترهق نفسها وتتحمل المشاق , فقالت إحداهن : لا يمكن بعد تعبي و مجهودي كل سنين الدراسة أضع شهادتي العلمية في درج مغلق .
الرؤية الواسعة للمحيط العالمي الذي كشفه الانترنت واستطاع معه كل مستخدم له أن يكشف كثيرا من المعلومات والمتغيرات من حوله أثرت تأثيرا بالغا في البصيرة الفردية والاجتماعية للمجتمعات المختلفة
لقد استطاع كل فرد الآن أن يعيش في عالم من توثيقه الذاتي , يستطيع هو بنفسه أن يفترضه وأن يضع حدوده ومحددات التعامل معه بل يستطيع أن يشكل ألوانه وأفراده وطرائق الحياة في ظله .
في مجال تربية الأبناء تتعدد الطرق والوسائل وتتنوع حسب معطيات عديدة تتعلق بنفسية الأبناء تبعا لمراحلهم العمرية وأمور أخرى ، لكن يبقى للتربية في عمومها ثوابت راسخة لاتتغير في جوهرها وأهدافها ويبقى المقصد الأساس من ذلك هو تربية الأبناء على الاستقامة لتتحقق
وإن أرادت أن تعيش لأولادها فليس عليها إلا الصبر والإكثار من الطاعات , ولتحسن رعايتهم، وتجيد التصرف والتفوق فيما تفعل. ولتكن أكثر حباً وعطفاً وحناناً، وتدقيقاً في أمورهم، ولتكن في عيونهم قدوة. ولتثبت كفاءتها لتستطيع تجاوز الأزم, وعليها أن تعلم أن الدنيا فانية بحلوها ومرها ولا يبقى لنا سوى أعمالنا التي نلقى بها ربنا ..
ربما لم تعرف الأمة المسلمة مصطلح العلمانية إلا منذ عهد قريب , ولكنها عرفت وتعاملت مع مجموعة خارجة عن الدين وتتعمد إفساد أخلاقيات المسلمين منذ قرون , فظلت الأمة المسلمة محافظة على أخلاقياتها التي استمدتها من دينها...
الدعوة إلى الله تعالى أعظم عمل يمكن أن يقوم به الإنسان, كيف لا والله تعالى يقول بشكل واضح في كتابه العزيز ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا و قال إنني من المسلمين ) ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي رضي الله عنه في الحديث الصحيح عندما أعطاه الراية يوم خيبر "لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم"
ورغم أن الأم تحاول تحقيق كل ما يطلبه الابن لتعوضه حنان أبيه , ربما تفعل ذلك حتى ينسى الابن أباه , ولا يحاول أن يسألها عنه فتضرب عصفورين بحجر واحد , أي تلبي للابن طلباته وفي نفس الوقت تحرم الأب من أن يرى ابنه ( تتخذ أسلوب المكر) فقد أصبح الزوج بعد الانفصال من ألد أعدائها خاصة بعدما تعرف أنه تزوج بأخرى مما يزيد من تآمرها عليه .
حينها يقول كثير من الناس ليتنا تعلمنا الدرس من حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي صححه الألباني في مسند الإمام أحمد عن علي أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما " , ليتنا أدركنا ذلك الرقي في فهم العلاقات البشرية حتى لا نتحمل آلاما مضاعفة لا نقوى على حملها .
فأين يكمن الخلل يا ترى .؟! ومن المسئول عن هذا الانتكاس الذي يبدّد آمالاً عريضة سامية ، ويهدر جهود عقود من التربية ، في سنة أو بضعة أشهر ، كانت شغلاً وأملاً ، ثمّ أصبحت غبشاً وسراباً مضمحلاًّ ، عدا عمّا ينجم عن ذلك من آثار نفسيّة أسريّة واجتماعيّة بعيدة المدى .؟! تتراكم يوماً بعد يوم ، لتكون رصيداً رديئاً لما بعدها ، وما هو أسوأ منها ..
فأمّا عظماء الرجال فهم الرجال بحقّ ، والرجالُ قليلُ ، وهم الذين ذابت من نفوسهم مشاعر " الأنا " وامّحت ، واكتملت مشاعر " نحن " بأخلاقها وصفاتها ، فهم لا يرون لحياتهم قيمة إلاّ إذا ارتبطت بحياة الناس ، والعمل على إسعادهم ، قد وضعوا نصب أعينهم العمل لإصلاح الناس وترقيتهم ، روحيّاً ونفسيّاً ومادّيّاً ، ترى كلّ واحدٍ منهم واسع النظر ، عميق الفهم ، رحب الصدر ، متسامحاً لا يعرف العصبيّة لرأي أو حزبٍ أو فئة ، يُقَدّم مصلحة الآخرين على مصلحته ، وحقّهم على حقّه ، فيضحّي براحته ووقته في سبيل إسعادهم ، ويرى أنّ ما ينال من حظّ روحيّ بذلك يفوق أضعافاً مضاعفة ما يبذل من حقّه ، ويترك من حظّه ..
وكذلك يجب على الأسر أن تتابع أبناءها إن وجدوا عليهم علامات مثل عدم الرغبة في الذهاب للمدارس أو تأخر مفاجئ في مستواهم الدراسي أو وجود آلام أو جروح أو إصابات في أجسامهم أو أي انكسار في شخصياتهم أو انزواء نفسي وميل للعزلة حتى في المنزل , فيجب عليهم طمأنة أبنائهم وسؤالهم
فعلى الأم أن تترك ابنتها مساحة للتجربة والخطأ في البدايات في الزواج , فلا تتدخل في ذلك , ليبدأ الزوجان حياتهما وليخوضا تجربتهما , مع عدم التخلي كلية عن ابنتها وتعهدها بالنصائح العامة دوما , وبعد فترة سيتفقان معا , فستعرف هي ما يحبه وما يكرهه , وستعرف ما يغضبه مما يرضيه , فتدعهما لحنكة التجربة لتنضجهما معا ولينتقلا من طور إلى طور ومن مرحلة إلى مرحلة , فكل البدايات كانت كذلك ولم تفسدها إلا تدخل الأطراف الأخرى بين الزوجين .
ليس من المبالغة أن نقول : إنه لا يوجد أمة من الأمم ابتليت بشيء أو بعداوة كما ابتليت الأمة الإسلامية بـ ( الفرق الباطنية ) التي تبطن الكفر المحض وتتظاهر بالإسلام ، وتعمل من الداخل على هدم الإسلام
إنَّ الاستقامة على تحقيق منهج الإسلام بكليَّته وتطبيقه على أهل البلاد المحكومة بشِرعة الإسلام، سيكون من نتائجها المُبهرة وفوائدها الزاخرة الأمن والفرح بفضل الله وبنعمة تحقيق وتطبيق شريعته، كما قال ربّنا جلّ وعلا: (إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَـٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلَـئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ) وكما قال سبحانه: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء ٱللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ).
لم يكن من العجب والدهشة فقط , بل كان من الألم والحسرة أن تكون الأمة التي نزلت أول آيات كتابها تحمل الأمر الإلهي " اقرأ " ونزلت ثانية سورها تحمل اسم القلم , فمن الألم أنها تعاني للآن من اتصاف نسبة كبيرة جدا من أبنائها بالأمية وعدم القدرة على القراءة والكتابة مطلقا , فهل يعقل أن تخرج إحصاءات دولية عن نسب الأمية فنجد أنفسنا في ذيل الأمم ؟! .
الرباط بين الفضيلة والعدل وثيق للغاية , فالتمام والكمال هو الوصف الملائم للأخلاق المثالية , والتمام والكمال لا يتحققان إلا بالعدل , فالعدل قيمة عظمى ومبدأ ضروري لاستقامة الحياة , ووتد من أوتاد إقامة دولة الحق , وضرورة للسعادة ، ومحور أساسي في بناء المجتمعات , ودافع قوي لنهضتها وبنائها وتقدمها .
بغض النظرعن نسبية قيم هذه الحضارة الغربية المعاصرة وأخلاقياتها، فإنها لا شك لم تجعل الحياة أسعد، حتى في بني قومها، فالإنسان المعاصر المتأثر بهذه الحضارة هو أقرب إلى "المعيشة الضنك" من "الحياة الطيبة"، وهو أقرب إلى التوتر النفسي من الرضا النفسي، أوالشعور بالإكتفاء
أما دور الأب فقد يعد الدور الأول و الأساسي فى حماية ابنه من خطر الانحراف , لقول النبي صلى الله عليه وسلم (كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته ) لذلك عليه أن يبدأ مع الابن منذ الصغر بتوطيد علاقة الصداقة و الصحبة و مصاحبته فى الخروج و الزيارات و لابد أن يصطحبه معه إلى المسجد حتى يشب محبا و معتادا للمساجد .
وأصبح المشجعون بمثابة الجنود، والحماة المخلصين لفرقهم الرياضة يفدونها بأرواحهم، ومن أجلها يجودون بأموالهم وأوقاتهم . وتشجيع كرة القدم تحول إلي طقوس، ورموز، وألون ، وتمائم يتعلق بها اللاعبين والمشاهدين ، ترتبط بها أفراحهم وأحزانهم ، وعليها تنعقد الآمال في التقدم والنهضة والرقي بين الأمم.والمشهد في عالمنا الإسلامي لايختلف عما هو عليه في دول العالم بل قد يزيد
وأخيراً ؛ متى أيّها العقلاء الحكماء نثوب إلى تفكير بعقل الأمّة الجمعيّ ، وفتوى تمثّل عقل الأمّة الجمعيّ ، وحركة تواكب حركة الأمّة ، وخطواتها الراشدة .. فعقل الأمّة الجمعيّ عصمة لها من الزيغ والضلال ، وتيه المسالك العوجاء ، ولا نظنّ اجتهاد الفرد في قضايا الأمّة مهما بلغ من العلم والفهم ، أن يكون مسدّداً راشداً ..