ومضة تربوية
ماذا نفعل إذا رأينا أحلامنا تذوب من بين أيدينا ؟ ماذا ينبغي أن تكون تصرفاتنا إذا فاجأتنا تقلبات الحياة , فعصفت بآمال كثيرة عقدناها , وأحلام كثيرة بنينا عليها طموحات لأنفسنا وأبنائنا ومجتمعاتنا بأن يعم الخير وينتشر
الموعظة وسيلة مؤثرة من وسائل التوجيه المعنوي , قادرة - إن احسن استخدامها - على توجيه السلوك نحو إيجابية مرغوبة .
ولطالما كانت الموعظة مستخدمة في تحفيز الناس و تحميسهم , أو تحذيرهم ونصحهم أو غير ذلك .
واللحظات الأخيرة التي يختتم بها المرء حياته يصح أن نقول أنها تختصر شريط الحياة كله , فالمرء يموت على ما عاش عليه , يموت على ما اعتقده من عمق قلبه , يموت على ما اعتاده من العمل , بل ربما يموت على ما اعتاده أيضا من القول .
الصالحون أدركوا تلك الحقيقة , فسارعوا في تهذيب نفوسهم وتأديبها وكبح جماحها , والإمساك بزمامها وإقامتها على أمر الله , فعرفوا خفاياها , وأدركوا ماردها , فصاروا يحذرون الناس من مسالكها , فنصحوا الناس فقالوا : " خير الأعمال ما أكرهت عليه النفس " , وقالوا : " أن النفس كالطفل إذا ربيتها على حب الرضاعة تعودت وإن فطمتها تنفطم "
وههنا أحدثكم عن ذنب بغيض , سقط فيه الكثيرون , نتيجة ضعف النفس تارة , والغفلة تارة , وقلة الخشية تارة , وتسويل الشيطان القابع قرب الإنسان يدعوه لكل خطيئة , مع تيسير تلك المعصية وسهولة الحصول عليها في عصر الهواء المفتوح والاتصالات السهلة , إنه ذنب الوقوع في مشاهدة المحرمات ومتعلقاتها
لقد أمر الله سبحانه بالعدل والإحسان , وقام ميزانه في الكون على العدل والإحسان , فوعد الأتقياء بالنصر , ووعد المصلحين بحسن العاقبة , وجعل صدورهم مليئة بالبشرى بموعوده سبحانه , مهما عانوا في هذه
ومن الصالحين من يجعل جمعته جمعة بر لوالديه , وبر لزوجته , وإحسان لأبنائه , وتوسعة على عياله , وصدقة على فقير أو يتيم , وغيرها من صالحات الأعمال , فيفوز بأجر مضاعف , ويصير يوم الجمعة شعاع ضوء له عبر ايامه القادمات ..
إنّ الإنسان عندما يزن الآخرين بميزان شخصيّته ، فهذا يعني أنّه لن يقبل التعايش إلاّ مع من كان على مقاس شخصيّته بكلّ مكوّناتها ممّا ذكرنا .. فأنّى له أن يستطيع التعايش مع الناس وتقبّلهم .؟! وأنّى لهم أيضاً أن يتعايشوا معه ويتقبّلوه .؟!
لنقطع على أنفسنا طريق الإثم الذي اعتدناه , ونسعى في كبته والندم عليه والتخلص منه , مع حرصنا على الطاعات , لننتظم ونثبت على الفرائض والواجبات مع سعينا للالتزام بالمستحبات.
فيا بؤس من استبدل جحيم الإثم والخيانة ، والذلّ والمهانة بنعيم الحبّ الروحيّ الشريف ، الذي يسمو على الدنيا وأغراضها ، ويتّصل بنور الحقّ الأبديّ الخالد ..
شتّان بين حبّنا وحبّهم .!
فليظن كل امرء بربه ما يشاء فالصالحون يظنون في ربهم أنه سيغفر لهم ذنوبهم ويستر عيوبهم , ويتول أمرهم ويزيل وحشه قلوبهم , ويهديهم إليه صراطا مستقيما , والله سبحانه يستجيب الدعوات ويغفر الزلات ويرفع الدرجات .
إن الاعتراف بالفضائل وحفظ الخيرات من شيم أهل الإيمان , يقول الشافعي : " الحر من راعى وداد لحظة , أو انتمى لمن علمه لفظه " , ويقول أبو حاتم : «الحر لا يكفر النعمة، ولا يتسخط المصيبة، بل عند النعم يشكر، وعند المصائب يصبر، ومن لم يكن لقليل المعروف عنده وقع أوشك أن لا يشكر الكثير منه، والنعم لا تستجلب زيادتها، ولا تدفع الآفات عنها إلا بالشكر»
لم يغب يوماً في الماضي عن المشهد السياسي وأزمات الأمة ومحنها، فقد وقف علماؤه في وجه المستعمر وزبانيته، وكشف أبناؤه مخططات أعداء الأمة وحاسديها، فارتد كثير منها على أعقابها.
إن الذي يعيش غير غافل عن النهاية يعيش متحسبا لها , مهتما لداره الأخرى التي سينتقل إليها قريبا , فيعمرها بما يحب , فيأخذ من حياته ما يعينه على سفره الطويل .
قد يتصور البعض أن كل إنسان به بعض الصفات الحسنة كالهدوء أو الذكاء أو الرفق , أو حتى شيئا من العلم أنه قادر على القيام بمهمة تربية الأبناء وتوجيههم من خلال تواجدهم مع أقرانهم وفي حلقاتهم , وهو تصور خاطىء إذا أطلق , فينبغي أن يكون هذا الذي نوليه مسئولية صياغة شخصية أبنائنا متصفا بالوصف التربوي المميز له للنجاح في عمله .
فأريد أن أهتف بك بل أصيح فيك فربما لا تدرك آلامي الآن , أريد أن استحثك أن تلزم قدميها وتقترب منها وتجالسها وتمازحها وتستمع إليها بكل حواسك , قكل لحظة معها تعدل عمرا كاملا , وكل الناس بعدها سواء وكل النساء بعدها عدم .
صديقي الوفي وأنت أهل للوفاء
لكن حالة مضادة لكل معقول ومعاكسة لكل مقبول تكاد تحدث في مجتمعاتنا اليوم , فقد صار رغد العيش وسكون البال وصفا لأصحاب القلوب القاسية الفظة , فهم اليوم الذين ينامون ملء جفونهم , وهم اليوم الذين ينجحون في جمع الأموال , وتبوء المناصب الكبيرة , وهم الذين يخرجون
الذين نجحوا في إدارة حياتهم قد نجحوا بالأساس في اجتياز عقبة مهمة هي عقبة وضع أولويات أعمالهم في يومهم وغدهم , واستطاعوا ترتيب المهمات المطلوبة منهم , ولم يجعلوا ممارستهم للمواقف وأدائهم للمطالب عشوائي بلا تخطيط .
جاء في صحيح البخاري عن عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ : قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ : أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ , قُلْتُ : بَلَى , قَالَ : هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي , قَالَ : (إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ) فَقَالَتْ : أَصْبِرُ , فَقَالَتْ إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ , فَدَعَا لَهَا ) صحيح البخاري 7/116 برقم 5652
يوم جديد , بفرصة جديدة , وقيمة إيمانية جديدة , إنه يومنا , يوم الصالحات , إذ يكفر صومه ذنوب السنة الماضية , ويؤكد اتباع سنته صلى الله عليه وسلم والسير على نهجه حتى آخر رمق في حياتنا , يومنا , إذ فيه كان حد فاصل بين معسكر الكفر ومعسكر اليقين, فأنقذ الله فيه موسى ومن معه أجمعين ثم أغرق الآخرين .
واستطيع أن أصف الثقة المرجوة بأنها : " حالة شعورية واقعية إيجابية ناتجة عن إيمان , مستندة إلى علم وفهم , تدعو صاحبها لإنجاز المواقف بنجاح "
إذن نستطيع أن نقف على عدة ملامح للثقة بحسب التعريف السابق
وقد غفل عن هذا كثير من المربين، فصاروا يوجهون الناس إلى العبادات، ويحثونهم عليها، بل ويعظونهم في عدم تركها، ويغلظون القول للذي لا يثبت عليها، وهم لم يعلّموهم كيف يحبون هذه العبادة؟ وكيف يلتزمون بعبادتهم ربهم؟!
وتأتي أيام عشر ذي الحجة بفضلها العميم لتصير منادي خير , وداعي هداية إلى القربى إلى الله سبحانه وتعالى , ففي الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من أيام العمل الصالح فيهن خير من هذه العشر " , ويقول صلى الله عليه وسلم : "ما من أيام أعظم عند الله
خبر وشائعة الأمن الزائد المفرط قد تكون أكبر أثراً في تحقيق هزيمة لطائفة مسلمة من شائعة خوف في مرحلة ما، ووضع حرج، ولقد صار في أحداث الأمة المتلاحقة في هذا الأوان ما يجعلنا نلتفت إلى شائعات الأمن التي تطلقها جهات احترافية تسعى إلى تخدير المتحمسين، وتنويم اليقظين
يحتار المسلم في وصف ما يجب أن يقوم به المسلمون تجاه المنكوبين والمضطهدين هذه الأيام , هل هو نداء الواجب الديني الإسلامي الذي يوجب على المسلم نصرة أخيه وعدم خذلانه , أم هو واجب الإنسانية التي يجمع الناس جميعا على سطح هذه المعمورة , أم هو واجب المروءة العربية التي عرفت عن المشركين في الجاهلية مع المسلمين , أم هو مجموع هذه الثلاث معا .