ومضة تربوية
يهتز المجتمع المغربي ,بل وجل بلدان العالم الإسلامي كذلك, بشكل شبه يومي في الآونة الأخيرة , على وقع جرائم بشعة تثير الذهول و الحيرة لتفاهة الأسباب المؤدية لارتكاب الفعل الإجرامي , و في أحيان كثيرة لانعدام سبب مقنع وراء الإقدام عليه
ها هو بلال بن رباح رضي الله عنه يقول لامرأته في اللحظات الأخيرة من حياته عندما قالت : واحزناه ! فقال : بل واطرباه ! غدا نلقى الأحبة محمدا وصحبه .
ها هو معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول في اللحظات الأخييرة : اللهم إني كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك , اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار , ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر .
إننا في حاجة لحسن اختيار لقادة دعواتنا وفصائلنا وتجمعاتنا , وفي حاجة لنفتح الرأي والتشاور في كل قرار يتخذونه,وفي حاجة أن نعلن اعتراضنا بوضوح على كل من خالف قوله فعله وغلا فنحن تحت طائلة السؤال العظيم:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ , كَبُرَ مَقْتًا
خطوات قصيرة لتجد نفسك على مشارف عمر كنت تعتبر الواصل إليه يجب أن يلم أوراقه ويرتب متاعه للرحيل , ثم هأنتذا تتراءى أمام عينيك أوراقك, وحقائبك , ويصفق الوقت معلنا الاستعداد للرحيل !
المكان الذي تطمئن فيه القلوب وتهدأ فيه الأعصاب وترتاح فيه النفوس , المكان الذي تجتمع فيه الأرواح قبل الأبدان , ويتآلف في ظله الخصماء والفرقاء , فتصفو النفوس بعد كدر, وتتلاقى بعد افتراق , قال تعالى : ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال ) النور / 36
فالرُّوَيْبِضَة هُوَ الرَّجُلُ التَّافَةُ الحَقِيرُ يَنْطِقُ فِي أُمُورِ العَامَّةِ ، وَهُوَ مَنْ لَا يُؤْبَهُ لَهُ ، وَهُوَ الفُوَيْسِقُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ العَامَّةِ ، وهو العاجز الذي رَبَضَ عن مَعَالي الأمُور ، وقعَد عن طَلَبها
إنّ الوفاء أيّها الناس ! سرّ من أسرار السعادة النفسيّة ، والأمن الأسريّ والاجتماعيّ ، ولا يعرف ذلك إلاّ من عرفه وذاقه !
وصلّى الله وسلّم وبارك على خاتم الأنبياء سيّد الأوفياء .. معلّم الرجال والنساء : كيف يكون الوفاء ..
زرت معرض الكتاب في القاهره , وتابعت كثيرا من المنشور من الكتب فيما يخص الثقافة الإسلامية , ولاحظت – كالعادة – إقبالا كبيرا من الإسلاميين وغيرهم على الكتاب الإسلامي بمختلف أشكاله
من الطبيعي أن تقوم الثورات لتعديل الانحرافات وتقويم المعوجات وإلغاء المساوء وإظهار الفضائل والمحاسن وعلى ذلك تقوم الدعوات إلى الثورات دوما , وعلى ذلك قامت بالفعل تلك الدعوات في دول الربيع العربي , حيث لم يكن هناك رعاية لشرع الله
وأيما موقف مر بالإنسان , فوجد نفسه قد غلب فيه , بينما هو على الحق , فعليه أن يستعين بالله , وأن يعتقد في حسبي الله , ويرددها بقلبه قبل لسانه , فعندئذ لاخوف ولافزع , ولا هم ولا غم , وفي الأثر : إِذا وَقَعْتُمْ فِي الأَمْرِ العَظِيمِ فَقُولوا : حَسْبُنا الله وَنِعْمَ الوَكِيلُ , وكذلك يروى " إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "
وبذلك اري الاسلام يعود لينمو عروة عروة . كالشجره التي تترعرع في الربيع مرة اخري.. لان جذوته تبقي في النفوس فتلتزم بهويه الاسلام مره اخري , فكما انها تنقض فهي قابله للنمو ...مثل البذور تتحمل الجفاف بالسنين وينزل عليها المطر فتنبت مره اخري ! سبحان الله
وإخفاق الحكمين في مهمّة الإصلاح سببه في أكثر الأحوال أنّ أحد الطرفين لا يريد الإصلاح ، أو هو يائس منه ، ومصرّ على الفراق .. أو أنّ الحكمين لم يزرعا إرادة الإصلاح في نفوس المختلفين ، ولم ينتزعا منهما الرغبة فيها ، والحرص عليها ، وما يتطلّبه ذلك ممّا أسلفنا من القول ، ومن التهيئة النفسيّة ، التي تُفعّلُ مَوازينَ الحقّ والإيمان ، وترجّح منطق العقل والحكمة ..
إن الله غني عنا وعن عبادتنا جميعا , فلا تنفعه منا طاعة ولا تضره منا معصية بل من أهل الأرض جميعا , فيقول سبحانه في الحديث القدسي الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِيمَا رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ" .. يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي، فَتَنْفَعُونِي ، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا ، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا .." .
وتلك هي الوظيفة الحق للداعية، فهو آسر للقلوب!! يأسرها بحلو الكلام وطيبه ولينه، قال تعالى ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ .. ) آل عمران - آية 159، فكم من قلب فتح بكلمة طيبة لينة، سهلت عليه طول الطريق، وكم من قلب أغلقت أبوابه بسبب التشدد وكلمات الترهيب والتقريع، فزاغ عن الطريق ولم يعد إليه.
تحرّر أيّها الإنسان من عالم الطين وأثقاله ، تحرّر من وحشة الأرض .. وأحسن ظنّك بالله .. وانظر هناك إلى عالم الغيب .. فالرحمة الكبرى تنتظرك ، فأقبل إلى مولاك ولا تتردّد ..
أنّب نفسك على توالي الغفلات ، وتراكم الزلاّت ، وابرأ من حولك وطولك وقوّتك ، واعلم أن لا ملجأ لك من الله إلاّ إليه ، فاطّرح ببابه ، وتذلّل بين يديه ، واذرف في خلواتك دمع الخوف والندم ، والحبّ والشوق ، واعلم أنّ ذلك كلّه مفتاح التوفيق والرضا ، وباب القبول عند عالم السرّ والنجوى ..
وبرغم أن التعارف بالناس – بعيدا عن الدعوة إلى الله – شىء سهل يسير , ويحدث في كل المجتمعات وفي شتى المواقف , إلا أنه عندما يشعر الداعية – المبتدىء بأنه سيتعرف على الاشخاص بهدف الدعوة فإن كثيرا من التردد يعتوره ويمنعه من المبادرة ... ومن أجل ذلك أنصح بعدة نصائح للنجاح في عملية التعارف
وقد ضرب لنا الإسلام أمثلة عجيبة عن أناس لايحملون في قلوبهم إلا المحبة والخير للناس حتى إنه صلى الله عليه وسلم قد أخبرهم برجل يدخل عليهم هو من أهل الجنة فتبعوه فعلموا أنه أهم صفاته أنه لا يحمل السوء لأحد بل يحمل الخير والمحبة
كما يجد ابناؤنا أنفسهم في حلبة صراع على المال , وبينما يجدون أن الأكثر تنازلا عن القيم الصحيحة هم الأكثر قدرة على كسب المال , إذ لايبالون بحلاله أو حرامه , ثم لايجدون من يعلن عن خطأ تلك الممارسات المنحرفة في جمع المال , فيتراكم في عقلهم الباطن قبول تلك المعاني القيمية الخاطئة , ويعين عليها زخرفة المال وحلاوة جمعه والرغبة في التشبه بالأغنياء , فيرى ابناؤنا المرتشين يزدادون مالا , ولا يأحذ على ايديهم أحد , ويرون بائعي ضمائرهم بالمال يتصاعدون في المكانات , ويرون الغشاشين يزدادون رواجا في بضاعتهم ... عندئذ تختل عندهم القيم في لحظة لايجدون مقوما ولا معلما
آفة الشباب في ثلاث : التسرّع بلا رويّة .. والإصرار على الرأي مع الانغلاق عن تجارب الكبار .. وضياع الجهد في تجارِبَ مكرورة ، وما لا طائل فيه .
وآفة الشيوخ في ثلاث : الوقوف مع الماضي وتقديسه ، وبخاصّة مع تجاربهم الخاصّة .. والاستهانة بالمستجدّات والمتغيّرات الماديّة والمعنويّة ، والتقليل من شأنها .. واستصغار الشباب ، وضعف التواصل معهم ، وعدم الاستقبال منهم لحداثة سنّهم ، وإنّما المرء بأصغريه قلبه ولسانه .
لذا لزم على الوالدين أن يمسكا لسانهما عن إطلاق الوعد في كل وقت وحين، وقبل النطق بالوعد أن يكونا مستعدان لتنفيذه، حتى لا نجد أنفسنا أمام جيل قد غرس فيه الكذب وعدم الثقة في نفسه ولا فيمن حوله، فيصير تائهًا في دروب الحياة، متخبطًا بلا هدي، مفتقدًا للطريق المستقيم.
إن ما حدث مع الطفل من متابعة مشاهد العدوان يعد فرصة مواتية يجب استغلالها من قبل الوالدين واستثمارها في تحويل طاقات الطفل ومشاعره لشيء إيجابي، فالأطفال أكثر تأثرًا وتعاطفًا منا نحن الكبار، لذا يتحركون سريعًا ويتفاعلون مع الحدث، فعلى الوالدين تدعيم
إن الترسل الإعلامي لا يكتفي بتمجيد النظم العلمانية الحاكمة أوتثبيت الهيمنة الأجنبية على ذاكرة الأمة و مقدراتها فحسب , بل يدفع بسيطرته التوجيهية إلى أبعد من ذلك حين يصوغ الفساد و الرخاوة و الانحلال في قوالب حتمية تشجع على الانقياد لما هو سائد , و القبول بالوضع الشاذ و المنافي للثوابت و القيم ! .وهذه السيطرة لا تكف عن تجديد أدواتها وتأثيث فضائها لا بالقوالب اللغوية
وجدتني أبكي على حالي وعلى نفسي ولكنه بكاء مكتوم ، لا روح فيه ولا حياة ، أين دمعي الفياض من قبل، هل أبكاني حب المعاصي حتى انتهى الدمع؟! أم هل انتهى قلبي؟! أم هل صار حب المعصية هو قلبي ذاته؟!
وينبغي على الأم المسلمة أن تجعل من كل المناسبات التي تمر عليها مع أبنائها أوقاتا نافعة فيها من اللهو المباح ومن الحكمة التي تساعدهم على تنمية شخصياتهم المسلمة الملتزمة بدين الله ليكونوا بعد ذلك أعمدة صلبة في بيوتهم وليصبحوا لبنات لإقامة بيوت سعيدة وملتزمة بدين الله سبحانه .
يتذكر المؤمن كيف كان في أول عهده في معاملته لنفسه عندما كان إيمانه في قلبه غضا طريا , كيف كان يحاسبها ويشارطها ويراقبها وكيف كان همه الأول إصلاح نفسه وتهذيبها وتقويمها , وينظر إلى حاله بعد تباعد السنين وطال عليه العهد والأمد لينظر كيف انخرط في الدنيا وانشغل بها ونافس أهلها , فربما يجد قسوة في قلبه لم يعهدها ولم يعلم بوجودها ولم يشعر بتسللها , ساعتها يشفق على نفسه وتزداد خشيته من لقاء ربه على مثل تلك الحال .