ومضة تربوية
وأحب القلوب إلى الله سبحانه قلب تمكنت منه هذه الذلة وهذه الكسرة, فهو ناكس الرأس بين يدي ربه, لا يرفع رأسه إليه حياءً وخجلاً من الله. وإذا بذلك القلب الكسير يسجد لربه سبحانه سجدة المخلصين التائبين الخاضعين, سجدة تجمع معاني تقصيره وكسره, سجدة ينيب فيها إلى ربه, سجدة يناجيه فيها: أن لا ملجأ ولا منجى منك يارب إلا إليك, أطمع في مغفرتك, وأتكل على عفوك, وأحسن الظن بك, وأرجو كرمك, وأطمع في سعة حلمك ورحمتك, غرّني الغرور ونفسي الأمارة بالسوء, وسترك المرخي علي وأعانني جهلي, ولا طريق لي إلا الاعتصام بك.
معركة الإسلام اليوم في أرض الشام معركة فاصلة بإذن الله ، يجدّد فيها شباب سورية ورجالها ، وأطفالها ونساؤها سيرة أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، وجهادهم وتضحياتهم ، ويضربون أروع الأمثال في أخلاقيّات المجاهدين ، وسلوكهم الحضاريّ المتميّز .. وهذه صور من جهاد الصحابة رجالاً ونساءً ، وصبرهم وتضحياتهم ..
هذا وقت لا مال يرتجى , ولا إنسان يراءى , ولا متاع يبتغى , ولا جاه يتصارع عليه , فقط توبة وإنابة , وخشوع وخضوع , وذلة وتواضع للعلي الأعلى المتعال سبحانه .
تلكم هي جنة الدنيا لمن سأل عنها , وذاك هو خير نعيمها لمن بحث عنه , فكم من غني يبتغي شراء لحظة السعادة بشطر ماله ولا يستطيع .
تتلون الحياة بلون داكن , ويعم الحزن القلب , ويكثر الوجوم على الوجه , وتذبل رؤى الأيام الجديدة ..
إنها معان مكتئبة غائمة , تجتمع في عين المرء فلا تكاد تتماسك أمام موقف مؤثر مر بها إلا وذرفت هملا متكاثرا من الدموع ..
الإسلام ينظر إلى الدنيا نظرة إيجابيّة بنّاءة ، من خلال حقائق الإيمان بالله واليوم الآخر ، وتكليف الإنسان ومسئوليّته ، وأمر الله لعباده بعمارة الأرض وفق منهجه ، الذي ارتضاه لهم .. ولكنّ الأمّة في مسيرتها الحضاريّة الطويلة عرفت كثيراً المواقف المتطرّفة ، والاستنتاجات السلبيّة ، المجافية لمنهج النبوّة ، الذي هو القدوة والميزان ..
عدة مهارات عامة يحتاجها طفلك قبل أن يلتحق بمدارس أو حضانات , يمكن معها أن نقيس مستوى ذكائه ومستوى تفاعله ومستوى إدراكه لما حوله , كما تمكننا من متابعته عبر امور معينة , يمكنك معها أن تضع لكل منها درجة , وتعطيه في النهاية مجموع الدرجات , وعلى اعتبار قربه أو بعده من درجة ال80% تستطيع الحكم على الطفل , هل هو , طبيعي , متميز , بليد , وهذه المهارات هي ما سنذكره الآن باختصار :
فتلك إذن معان قوية الأثر , كفيلة بصد وجع الخبر , مهيئة للنفس أن تتعايش مع الموقف الشديد , بل أن تخرج منه فائزة مكتسبة للفضل .إنه منهج علوي سماوي راق , يسمو بالنفس الإنسانية في مواجهة الخطوب , فيزيدها قوة إلى قوتها , ويفيض عليها نعمة ورزقا .
يكشف هذا الحدث إذن عن الإقرار الجماعي بحكمة النبي وسداد رأيه , وهو تتويج للاستقامة الخلقية التي وسمت علاقته بالمجتمع المكي بميسم خاص . و إذا أضفنا الإجماع على صدقه قبل أن يجهر بدعوته من فوق الصفا (2) تبين لنا أن الإخبار بنبوته كان ينبغي أن يُقابل بالغبطة أو على الأقل بالتروي و إعمال الفكر فيما يُنادي به , فما السر إذن في مناهضتهم له , وإنكارهم لدعوته
التربية هي التحدّي الأكبر الذي يواجه أمّتنا في هذا الزمن ، إذ تستبق الأمم القويّة إلى فرض سيطرتها ، وبسط هيمنتها ، وإحكام قبضتها على من استطاعت من أمم الأرض بأدوات كثيرة ، وأساليب شتّى ، ومن أهمّها محاولة تفكيك القيم ، التي تقوم عليها حياة الأمّة ، وتنتظم
فالماء ينزل من السماء فلا يجري ولا يسيل ولكنه يختلط بنبات الأرض, والنبات لا ينمو ولا ينضج ولكنه يصبح هشيمًا تذروه الرياح وتذهب به, وما بين ثلاث جمل قصار ينتهي شريط الحياة, وبعد ذلك تقرر الآيات بميزان العقيدة قيم الحياة التي يتعبدها الناس في الأرض والقيم الباقية التي تستحق الاهتمام.
إن النجاح الكامل في تلك الحياة لا يعتمد على شىء من زينة الدنيا استطاع المرء أن يجمعه , فلا يقاس بكم جمع من مال ولا بعدد الشهادات العلمية ولا الثقافية , ولا بعدد ما يمتلك من زوجات ودور وقصور وأولاد , ولاحتى بعدد ما قرأ المرء من كتب أو تبعه من أتباع .
وقد قلّبتُ الفكرَ والنظر مرّات ومرّات ، وأنا أستعرض شخصيّة هؤلاء المعلّمين الناجحين ومواقفهم ، وذكرياتي مع من عرفتهم شخَصيّاً ، أو سمعت عنهم ، أو قرأت .. وقد رأيت بعد البحث والنظر : أنّ سرّ نجاح هؤلاء وتألّقهم ، والأمر المشترك الذي يجمع بينهم : " أنّهم كانوا يحبّون مهنتهم حبّاً جمّاً ، دفعهم إلى إتقان العلم وتحصيله ، وإتقان فنّ توصيله إلى طلاّبهم بصورة
وليس كل بلاء شرا , قد ينسى العبد أنه عبد ضعيف وخاصة عند إقبال النعمة عليه من صحة ومال وسعة رزق وولد فيبتليه الله عز وجل بفقد إحدى هذه النعم لكي يعود المؤمن ويعي مقامه فيستقيم حاله بعد اعوجاج , ويرجع ويتوب ويتضرع لربه سبحانه " فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا "
وفى غضون أيام غدا جيشه على أهبة الاستعداد فغادر الموصل متجها إلى "الرحبة" ومنها أرسل إلى أمير "دمشق" وأمير "حمص" يطلب مساعدتهم فلبى الأميران دعوته وبعثا عساكرهما للانضمام إلى جيش "البرسقي"، وبدأ زحفه صوب مواقع القوات الصليبية التي تطوق "حلب"، لكن كفاه الله شر الصليبيين لأنهم عندما علموا بمجيئه وجنوده المسلمين خرجوا وتركوا حلب خوفاً من لقاء جيش المسلمين، وهذا من الخوف الذي قذفه الله في قلوب الصليبيين المعتدين، ومن العزة أيضاً لجند الله فرار أعدائهم خوفاً من لقائهم.
وخلاصة ما جاءت به السُّنة: أنَّ على المسلم إذا رأى رؤيا؛ فإن كانت شرَّاً فلا يخبر بها أحداً؛ وليتفل عن شماله، وليتعوَّذ بالله من الشَّيطان، أو ليقم فليصل ركعتين؛ فإنَّها لن تضرَّه؛ وإن كانت خيراً فلا يقصُّها إلا على عالم فقيه بتعبير الرُّؤيا، أو على رجل محبٍّ ناصح . فقد روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال:" إذا رأى أحدكم الرُّؤيا يحبُّها؛ فإنَّها من الله فليحمد الله عليها، وليحدِّث بها النَّاس، وإذا رأى أحدكم غير ذلك ممَّا يكره؛ فإنها من الشَّيطان فليستعذ بالله من شرِّها، ولا يذكرها لأحد فإنَّها لن تضره ". وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول:" الرُّؤيا من الله والحلم من الشَّيطان، فإذا حلم أحدكم الحلم يكرهه؛ فليبصق عن يساره، وليستعذ بالله منه فلن يضرَّه "رواه البخاري ومسلم. وعن أبي رزين العقيلي أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال:" الرُّؤيا على رجل طائر؛ حتَّى تُعبَّر فإذا عبِّرت وقعت "، قال الرَّاوي: وأحسبه قال:" ولا يقصُّها إلا على وادٍّ أو ذي رأي " رواه أبو داود، وصححه الألباني. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال:" لم يبق من بعدي من النُّبوَّة إلا المبشرات " قالوا: وما المبشرات ؟ قال:" الرُّؤيا الصَّالحة" رواه البخاري. وعن عروة بن الزُّبير رضي الله عنه في قوله تعالى:" لهم البشرى في الحياة الدُّنيا" قال:" هي الرُّؤيا الصَّالحة يراها الرَّجل المسلم أو تُرى له " .
فالطمأنينة ركن هام والصلاة لاتتم إلا بها , والأمر خطير , يقول صلى الله عليه وسلم " لاتجزىء صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود " أخرجه أبو داود وصححه الألباني
وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمَ بِأَصْحَابِهِ، ثُمَّ جَلَسَ فِي طَائِفَةٍ مِنْهُمْ، فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَقَامَ يُصَلِّي، فَجَعَلَ يَرْكَعُ وَيَنْقُرُ فِي سُجُودِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَتَرَوْنَ هَذَا، مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا، مَاتَ عَلَى غَيْرِ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ، يَنْقُرُ صَلاتَهُ كَمَا يَنْقُرُ الْغُرَابُ الدَّمَ، إِنَّمَا مَثَلُ الَّذِي يَرْكَعُ وَيَنْقُرُ فِي سُجُودِهِ، كَالْجَائِعِ لا يَأْكُلُ إِلا التَّمْرَةَ وَالتَّمْرَتَيْنِ، فَمَاذَا تُغْنِيَانِ عَنْهُ، فَأَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ، أَتِمُّوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ". أخرجه ابن خزيمة وصححه الألباني
والتبتل في الإسلام يأمر بانقطاع العبادة لله, مع القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله والدعوة إلى دينه ولا يدعو إلى القعود والانعزال وترك الواجبات.
فالله الله يا أمَّة الإسلام في سنن رسولكم صلَّى الله عليه وسلَّم، أحيوها في واقع حياتكم، فمن لها سواكم؟! فهي دليل المحبَّة الكاملة، وعلامة المتابعة الصَّادقة لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وإليكم عشرون سنَّة متروكة ومهجورة، كلُّها صحَّت عن نبيِّكم الكريم عليه الصَّلاة والسَّلام:
طوبى لكلّ أمّ ! تعيش داخل مشاعر أطفالها : تحبّها أوّلاً .. تقدّرها .. تعرف دوافعها .. تعذرها .. تستلذّ متاعبها .. تتحمّل تمرّدها .. تعالجها بحكمة وصبر .. تتمتّع بها .. تذكر نفسها يوم كانت مثلها .. تمشي معها خطوة خطوة .. ترقى بها .. تحفّها بدعواتها الضارعة .. وتحبّها آخراً ..
يؤمن كل منا بأن الله سبحانه قد جمع في الجنة كل لذائذ الدنيا ومتعها على وجه لم تره عين , ففيها ما نعرف ومالا نعرف من أنواع النعيم , وهناك نعمة جعلها الله في الجنة لم يلتفت لها أكثرنا وهي التنعم بحرية الاختيار التي منحها الله لعباده في الجنة ليختاروا ما يشاءون من أنواع النعيم , فكانت تلك الحرية في ذاتها متعة أخرى تضاف إلى ما أعده الله لأوليائه في جنات النعيم , إنها حرية الأنفس الطاهرة التي لا تختار إلا مرضات الله سبحانه , فهي تتقلب في نعمة الله وتختار بين ما يحبه الله سبحانه
إن التربية الجمالية لا تقف عند حدود التذوق الفني للطبيعة و الأشياء , بل هي مدخل ضروري لاستجلاء الحقيقة الإسلامية . وكلما تخلصت النفس البشرية من سطوة المادة إلا وانفتحت أمامها آفاق الجمال الكوني , فتمتزج قبضة الطين و نفخة الروح بأرقى صور العبودية !
عندما نفقد احترامنا وتقديرنا لذواتنا وقيمتنا الإنسانية, لا نهتم حينها بما يصدر منها من مواقف سلبية, مادام هدفها الأول هو الحفاظ على كينونتها سالمة بلا ضرر, والحفاظ على لقمة عيشها المشبعة, وكسبها المادي الوفير, ومسكنها المرفه ومتكأها الوثير
وقال يحيى بن معين لأحمد بن حنبل وقد رآه يمشي خلف بغلة الشافعي رضي الله تعالى عنه : يا أبا عبد الله تترك حديث سفيان بعلوّ ، وتمشي خلف بغلة هذا الفتى ، وتسمع منه ؟ فقال أحمد : لو عرفت منه ما أعرف لكنت تمشي من الجانب الآخر ، إنّ علم سفيان إن فاتني بعلوّ أدركته بنزول ، وإن عقل هذا الشاب إن فاتني لم أدركه بعلوّ ولا نزول .
والشعب السوري الكريم الذي ضحى ولا يزال يضحي يوميا ويتصدى للقتلة الظالمين , ولا يفت في عضده ما فقد من أهله وأحبائه وخيرة شبابه , لمصمم على عدم العودة , فمن رأى أحباءه يُقتلون ويُذبحون - في سبيل الله على أيدي هذه العصابات المجرمة - هانت عليه الدنيا واستحب الموت وساعتها لن يعيدهم ولن يقاومهم شيئ حتى يجتثوا تلك العصابة من جذورها , وحينها يكون القصاص , فما أشده عليهم , وما أسعد المؤمنين به حينما يشفي الله صدور قوم مؤمنين , وحينما يفرح المؤمنون بنصر الله وحينما نقول :" وقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين "
الحقيقة التي لايماري فيها الناس كلهم حتى الآن هي حقيقة الموت , فالجميع يوقن بالمصير إليه , لكن شقوة الأشقياء تغفلهم وتنسيهم المآل , فتفاجئهم لحظة النهاية , تقضي على مااكتسبوه ظلما وزورا , وتمحو ما ضحوا لأجله طوال سني حياتهم , فينتهي النعيم الكاذب , ويذهب الصولجان الموهوم , وينفض الجند المحيطون , ويصير الكرسي الذي سفكوا لأجله دماء الطيبين لايصلح