ومضة تربوية
كنت كثيرا ما تمنيت لقاء بعض أهل الحكمة الذين تتدفق الحكمة من بين كلماتهم , ويرون الواقع بمنظار مدرك متكامل , ويستشرفون العالم بفراسة المؤمن البصير , ثم إني أدركت أن هناك تلازما فريدا بين المتصفين بالحكمة والمتصفين بصفة الرضا ..
لقد تابعت كثيراً ممن استطاعوا الحصول على علوم فائقة فوجدت أنهم كانوا يستعظمونها ويستثقلونها قبل البدء فيها , إلا أنهم حينما أخذت عزائمهم الخطوة الأولى , مادت من تحتهم الأرض , فصارت سلماً يعلوا بهم إلى مراتب العلم والإنجاز .
إن انطلاق منظومة من الأهداف التربوية في كل مرحلة من مراحل العمر مأخوذة من المنهج القرآني وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم صار واجبا ملحا على كل القائمين بالعملية التربوية سواء على مستوى التنظير لها أو التطبيق , لأن تربية لا تتضح أهدافها ومعالمها في نفس المرء ولا تصل به إلى مرحلة الرشد النفسي القويم لا تورثه إلا ذوبانا في غيره وضعفا في شخصيته ..
هكذا أنتجت التربية المخلصة والقدوة الحسنة والعقيدة السليمة هذا الغرس الذي بذل كل جهده لخدمة الأمة وكافة مؤسسات المجتمع التربوية والعلمية. أناس يعملون بصمت ، غير مشهورين ، ربما ليس لهم مؤلفات أو مقالات هنا وهناك ، ربما ليسوا خطباء يهزون المنابر ، ولكن آثارهم جلية معروفة
ومن الأدلة على ضرورة التربية مع العلم، أن قيادة الجيوش تحتاج مع العلوم العسكرية إلى التربية العسكرية، وولاية القضاء تحتاج مع علوم القضاء إلى تربية قضائية، وسياسة الأمم تحتاج مع العلوم الضرورية لهذا العمل الكبير إلى تربية سياسية، وطالب العلم الشرعي يحتاج إلى آداب الطلب
لا تناقض بين الاحتفاظ بالمبادئ نقية وفاعلة والعض عليها بالنواجذ، مهما اختلفت الظروف وتقلبت بالمسلم الأحوال وبين اليسر الإسلامي ورفع الحرج وسماحة الشريعة وتغير الفتوى مكاناً وزماناً لأسباب يجتهد فيها العلماء الراسخون.<BR><BR>وما هذا اليسر إلا لحياطة تلك المبادئ وحتى تسير الحياة الإنسانية وفقاً للفطرة
دع أبناءك يشاركون في البرنامج المشترك كالرحلات، والزيارات، وخذ آراءهم واقتراحاتهم وملحوظاتهم، واستمع بجد إلى تقييمهم لتلك الرحلة أو ذلك البرنامج، وقد يكون قرار أحد أبنائك أن الرحلة فاشلة، لا تفاجأ فقد يكون السبب
خلل كبير نعاني منه في حياتنا الإسلامية المعاصرة أيما معاناة، ذلك هو النقص في الأخلاق الأساسية التي يجب أن تتوافر في كل مسلم؛ لأنها إن ضعفت أو نقصت فلن تقوم للأمة قائمة، هذه الأخلاق كانت موجودة أو كثير منها عند العرب عندما جاءهم رسول الله
يحيا كل إنسان في بيئة مشحونة بالأفكار والعقائد والتقاليد والرموز والمعلومات، ومن مجموع تلك الأمور تتكون ثقافته العامة، ومن تلك الثقافة تتولد رؤيته لأمور كثيرة، كما تتشكل لديه الصور الذهنية التي يرى من خلالها نفسه والعالم من حوله، وإن كل صورة ذهنية تبدأ بالتشكل نتيجة الخواطر التي يتكرر ورودها على الواحد منها، وكثيراً ما تأتي الأحداث اليومية لتؤكد صحة تلك الخواطر
جاء في صحيح ابن حبان عن عائشة – رضي الله عنها – خُلُقٌ من أخلاق الرسول – صلى الله عليه وسلم-، قالت: "كان عمله ديمة"(1) وفي حديث آخر قالت: "كان أحب الأعمال إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي يدوم عليه صاحبه"(
في عصور الانحطاط يغلب على الناس التفكير الجبري، حيث يشعرون أنه لا حول لهم ولا طول، وحيث يشعرون بانسداد الآفاق وضيق المخارج، أما في عصور الازدهار فإن كل شيء ينتعش، حيث تسيطر على الناس المفاهيم والمشاعر التي تحفزهم على مقاومة الإحباط، وتلك التي تحدوهم إلى تلمس آفاق جديدة للحركة وحقول جديدة للممارسة، وإن مما يذكر للحضارة المعاصرة أنها وفّرت الكثير