ومضة تربوية

يتبادر إلى الذهن أحياناً أننا كثيراً ما لا نستوعب معاني ما نقول، خاصة فيما يتعلق بالبديهيات التي ننطقها بشكل متكرر ومستمر، ويستدعي ذلك تساؤلاً حول ما إذا كنا نتحدث بلغتنا نحن أم بلغة غيرنا؟!

فهذا الإمام أحمد بن حنبل - إمام أهل السنة والجماعة – من فطنته لم يعدم الخير الموجود في قلوب الناس ، ما دام هذا الخير مما يحبه الله ويرضاه ، أمر به الإمام احمد ودعا إليه ، فهذه المرأة سألت عن مسألة دقيقة ، فسألها أولا

الغش في اللغة الخدعة وإظهار النصيحة مع إضمار الباطل , وتزيين غير المصلحة , والغش أيضاً هو الكدر في كل شيء، وكذلك هو تغطية الشيء من غشي أي غطى , وفي الشرع قوله – صلى الله عليه وسلم – ( من غشنا فليس منا )فكل المعاني التي وجدت عن الغش في الشرع واللغة معان تدل على قبحه وقبح من يأتيه،..

يحتاج المربون أثناء إدارته للمواقف التربوية المختلفة لنوع من الحزم الموجه الذي يؤتي أثارا إيجابية على الأفراد , وأقصد به ذلك النوع من الحزم الذي يغلفه المربي بالرفق بأعضاء الفريق ..

بينما أنظر إلى الركب المسافر , تتراءى في عيني ذكريات العمر القريب .. حيث الحياة كلها بمعنى السفر , برا كان أو بحرا أو جوا يمر السفر , والأيام كقارب للنجاة أو الغرق , كقطار يبعد حتى الغروب , حتى نهاية الرؤى وألوان الحياة ..

إن قلوب الناس لاتخطىء , وعيونهم لاتجفل , وأحاسيسهم لا تنخدع , فالصادقون المخلصون تنثر بين أيديهم رياحين القبول , وتسبقهم نسمات العطر الروحي السابغ , فيم الآخرون ينشغلون بتجميل ذواتهم بألوان كاذبة , وأقنعة زائفة ما تلبث أن تزول أو تكشفها ساعات الزمان .

والأمل في الله والرجاء فيه يَقْوى في القلب بحسب المحبة التي في القلب لله, فأرجى ما يكون المحب لحبيبه أحب ما يكون له, فهو يرجوه قبل لقائه والوصول إليه, فإذا لقيه اشتد رجاؤه له, لما يحصل له به من حياة روحه ونعيم قلبه

سيل يجرف غثاء .. مثال لا أبلغ منه في تصوير واقع المسلمين اليوم . ليس لهم حضور ولا شهود , كثرة عددية ولكن لا مهابة ، غثائية في سذاجة التفكير ، وضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقلة المعرفة بالأعداء ، وقلة الإستعداد ، هذا بشكل عام رغم وجود الخيرية في كثير من الأفراد والهيئات والجماعات

في الملمات والمصائب الكبار , يحتاج الناس دوما إلى من يبدو بينهم راسخا ثابتا مقداما , فيلتفون حوله , ويتشبثون به , وربما يأتمرون بأمره وينفذون جميعا عن رأيه ..

بالإيمان، والصبر والمصابرة، والثبات، والإرادة التي لا تلين.. والصمود، وحُسْنِ الإعداد، والعزيمة الصلبة.. والتوكّل على الله وحده لا شريك له.. وبروحٍ نورانيةٍ على كفّ مجاهدٍ مؤمنٍ صنديد، وتضحيةٍ في سبيل الله عزّ وجلّ بلا حدودٍ ولا حساب.. وبضع تمراتٍ.. وبندقية.. يمكن تكسير الأصفاد والرؤوس الصهيونية!..

يوم ما وُلدنا وفرح بنا أهلونا , ثم كبرنا شيئاً فشيئاً, وعشنا قدرنا وكتابنا, وهكذا.. وتدور عجلة الزمان يوما بعد يوم , وعاما بعد عام لترسو سفيننا يوما ما على شاطئ الدنيا وتدركنا المنية , ونودع إلفنا, ونفارق دنيانا , وسيحزن علينا من فرح بنا بالأمس وكأننا نعيش بين يومين , يوم فرح وسرور , ويوم حزن وعزاء , وبينهما تتقلب الأحوال.

لا يحملنك هذا العنوان أيها القارئ الكريم على أن تظن بكاتب هذه الكلمات الظنون، فليست هذه المقالة لتهنئة أهلنا في غزة بالسنة الجديدة، وليس هذا العنوان رسالة تكتبها طفلة يهودية حاقدة على صواريخ تهيأ لإزهاق أرواح أطفال آخرين في بقعة منسية اسمها غزة، فالأمر جِدُّ مختلف.

فكل مكان صار في الأعين الآن غزة , كل حريق صار حريقها , وكل يتيم صار يتيمها , وكل شهيد صار شهيدها , وكل ثكلى صارت ثكلاها , وكل صرخة صارت لها , وكل دمعة أو رعدة أو حسرة صارت من أجلها وأمثالها من بلاد أمتنا الجريحة النازفة .

كتبت أكثر من مرة عن هذا الموضوع لعلمي بالأهمية البالية لهذا الشعيرة الأسبوعية التي يتجمع فيها المئات والألوف وكلهم آذان صاغية،فمتى يتوفر المحاضر أو متكلم هذا العدد و في كل أسبوع؟ استمعت قبل أسابيع إلى خطيب شاب، كانت الخطبة كلها تدور حول تأنيب المسلمين وتبكيتهم واتهامهم بالتقصير في أداء الواجبات أي أن التركيز كان على السلبيات هذا النوع من الخطاب،

للقيد معان تترك في النفس شعورا بضعف القدرة , والعجز عن تحقيق الاختيار ,وله آثار تخترق عظم المعصم , وتلتف حول جيد النفس لتخنق ما بها من معنى للحرية , والمعنى الأوحد الذي يكسر قوى النفس ويحني قوامها ويؤلم مبانيها هو معنى الرق , والقيد قرين الرق , وكلاهما يمنعان الانطلاق ..

أذكر أيامها كم كنت أنتظر يوم لقائهم بفارغ الصبر , أحمل بين كفي لون السعادة الغامر , وأشعر على وجهي بعلامات السرور الموحية النقية , وأستقبل الساعات القادمة لموعد اللقاء بترحيب بالغ .

إن مجرد أمنية المرء أن يتغير حاله من السوء إلى الخير لا تكفي ليحدث له ذاك التغيير الذي يتمناه , ذاك أن التغيير الفعلي إنما هو نتاج تفاعل في عمق النفس البشرية الثائرة , تفاعل إيجابي يدفع الجوارح والظواهر كلها لتتبدل نحو الإصلاح الذاتي .

إن فتح باب التوبة لأهل الإيمان فيه من المعاني مالايمكن إحصاؤه أو الإحاطة به , ففيه بيان مدى عظمة ذاك الرب الغفور ومدى استغنائه عن عباده إذ يفتح لهم في كل يوم سبيلا للعودة إليه والأوبة له وهو فعل الكريم الذي قد استغنى عن الخلق

كل الناس يتألمون في لحظة من لحظات حياتهم , وبينما يفارق الألم بعضهم في أوقات , تراه يلاصق آخرين لأيام وربما سنوات , ومن الناس من يسكنهم الألم أبدا , ومنهم من يرى حياته كلها ألما وعذابات .

كم هو مؤلم أن نكتشف أننا أمة تعيش مستوى من الضحالة الدينية و الأخلاقية و الفكرية ما يجعلنا أساري مسلسلات ! و أن تتصدر أخبار هذه المسلسلات المنتديات و الصحف , و أن تخصص البرامج لمناقشتها و تحليلها

يبقى للابتسامة شكلها الخاص الذي يميز أصحابها ويقربهم من القلوب ويحببهم إلى الآخرين , فالابتسامة تكسر كل الحواجز , وتنهي كل الضغائن , وتريح النفوس , وتجمع القلوب , وتدعو إلى المسامحة والتآلف والمحبة

يخطىء بعض المربين عندما يتصورون أن التربية الناجحة حتما لابد أن تؤدي إلى تربية فقيه شرعي أو خطيب مفوه أو محاضر مغوار ليس إلا , ويحصرون أهدافهم في تربية الأجيال التي تحت أيديهم حول تلك الأصناف الثلاثة

رغم انقضاء السنون الطويلة على رحيلها - رحمها الله - إلا أن نصائحها , وهي التي كانت قد بلغت مائة عام تعميرا في الحياة , لازالت تطرق أذني في كل موقف لها فيه أثر , وفي كل تجربة لها فيها رأي , ورغم أنها لم تكن ممن يتقنون القراءة والكتابة إلا أن الله سبحانه كان قد أكرمها برؤية ثاقبة , ورأي حكيم , وقلب نابض

لا يخفى ما للمال من أهمية في هذا العصر ، حيث التزاحم والتنافس ، وحيث التحديات التي تواجه المسلمين مثل مشاريع الباطنية والصهيونية الأمريكية ، فمن يتصدى لها ؟ لابد من تعاون فئتين : أهل العلم وأهل المال . القرآن الكريم لا يحط من شأن المال بل يذكر الرغبة عند البشر في حب المال ...
