رؤية شرعية في الأخوة الإنسانية (2/2)
3 محرم 1427

في الحلقة السابقة، استعرضنا كيف كشّر أعداء الإسلام عن أنيابهم، واستهدفوا الفكر المسلم، بنشر ما أطلقوا عليه اسم "الأخوة الإنسانية"، و"التلاحم الفكري"، وغيرها.. مستقاة من "الماسونية"... وبيّنا موقف الشريعة الإسلامية من مفهوم "الإخاء" على اختلاف معانيها.
ورأينا أحد أهداف المدرسة العصرانية ومقاصدها في التلويح بهذا المبدأ، من تمييع عقيدة البراء من الكفار وبغضهم وعدواتهم، واستبدال ذلك بالدعوة إلى محبَّتهم..
واليوم نستكمل مقصداً آخر من مقاصد ذلك التلويح، ومنها:

2) ومما يهدف إليه العصريون من هذا المبدأ: مسخ تميز المسلم عن الكافر بعباداته وعاداته، وظاهره وباطنه، و(إزالة استعلاءه بإيمانه، الناشئ من إحساسه بالتميز عن الجاهلية المحيطة به في كل الأرض.. لكي تنبهم شخصيته وتتميع)(1).
ولا شك أن هذا مفرح للكفار،لأنهم يسعون إلى تذويب المسلم ظاهراً وباطناً في مجتمعاتهم الآسنة، بل حتى لو كان في بلاده فلا يشعر بفوارق بينه وبين غيره من الكفار.
يقول المستشرق النمساوي المعاصر(فون جرونيباوم- Von Grunebaum) في كتاب له يسمى:(الإسلام الحديث – Modern Islam): (إن الحاجز الذي يحجز المسلم عن (التغريب – Westernization) هو استعلاؤه بإيمانه، وإنه لا بد من تحطيم ذلك الحاجز لكي تتم عملية التغريب)(2).

وجاء في المادة السادسة من الميثاق الإذاعي للدول العربية ما نصه:(الانفتاح على الحضارة الإنسانية أخذاً وعطاءً وتعميق روح الأخوة الإنسانية والتأكيد على أن الأمة العربية تمد يدها لكل شعوب الأرض دون ما نظر إلى اختلاف الدين أو العقيدة أو أسلوب الحياة للتعاون على توفير أسباب الحرية والتقدم والسلام القائم على العدل وذلك انطلاقاً من جوهر القيم العربية واستهداءً بميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان)(3).

ويبين من هذا أن هذه الكلمة خطة ماسونية غربية تلقفها العصريون ونشروها بين المسلمين بدلاً عنهم، ولا ريب أن هذا متابعة لهم في ما يهوونه، وهو ما نهى الله عنه وحذر منه فقال لمحمد – صلى الله عليه وسلم – "ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك"(4)، وقال سبحانه: "ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير"(5).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – قدس الله روحه – : "ولهذا يفرح الكافرون بموافقة المسلمين في بعض أمورهم، ويُسرون به، ويودون أن لو بذلوا عظيماً ليحصل ذلكـ ثمَّ قال ـ ومن المعلوم أن متابعتهم في بعض ما هم عليه من الدين، نوع متابعة لهم في بعض ما يهوونه، أو مظنة لمتابعتهم فيما يهوونه"(6).

3) ومما يهدفون إليه عدم التفكير بجهاد الكفار، وإماتة الروح الجهادية في قلوب المسلمين، بحجة أنهم إخوان لنا في الإنسانية فلا بد أن تحترم كرامتهم وإنسانيتهم وأن نكون متسامحين معهم وهذا في جهاد الطلب، بل أنكر آخرون جهاد الدفع ولو قتل المسلم على أيدي الكفار، وذك لـ(يكون المسلم شهيد السلام والتآخي والتسامح أو أنه(شهيد الفكرة المتراحمة) وهذا الكلام لم ألقه جزافاً وممن نص عليه الطبيب الدكتور: خالص جلبي، في كتابه:(سيكلوجية العنف واستراتيجية الحل السلمي)(7) مقرراً لهذا القول العجيب، بهذه القزمة الفكرية، التي لم تكن حتى عند الجاهليين العرب، وحقاً هو التضليل الفكري، والصوت النشاز في العالم الإسلامي ـ نسأل الله العافية والسلامة ـ وعش رجباً ترى عجباً:


الله أخر موتتي فتأخرت حتى   رأيت من الزمان عجائباً

إنها ثقافة الانهزام التي تسري في عروق هؤلاء العصريين باسم ثقافة الإخاء والسلام.

4) ومما يهدف إليه العصريون بهذا المصطلح (إلغاء المناداة بالرابطة الإسلامية أو تحييدها واستبدالها بالرابطة الأخوية الإنسانية، إلى الوحدة الأخوية الدينية)(8)، ولذا فهم يدندنون كثيراً على هذه المصطلحات، ولا ريب أن هذا باطل وزور من القول، فنحن وإن كنا أبناء لآدم وحواء، فإن هذا لا ينفعنا عند الله، والذي ينفعنا هو الدخول في دين الإسلام وعقد الأخوة المسلمين، وقد امتن الله علينا بهذه الأخوة فقال: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً"(9)، وبعدئذ يتوحد الحب لدى المسلم فلا يحب إلا أخيه المسلم ولا يرتبط إلا به، ولا يصاحب إلاَّ إياه، وما أروع ما قاله الأستاذ: سيد قطب – رحمه الله -: "إن البشرية لا تنقسم في تقدير المسلم إلى أجناس وألوان وأوطان، إنما تنقسم إلى أهل الحق وأهل الباطل، وهو مع أهل الحق ضد أهل الباطل.. في كل زمان وفي كل مكان.. وهكذا يتوحد الميزان في يد المسلم على مدار التاريخ كله، وترتفع القيم في شعوره عن عصبية الجنس واللون واللغة والوطن، والقرابات الحاضرة أو الموغلة في بطن التاريخ، ترتفع فتصبح قيمة واحدة.. هي قيمة الإيمان يحاسب بها الجميع، ويقوم بها الجميع"(10)، ولو دقق في نداء نوح لربه ـ عز وجل- قائلاً:"رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين"(11)، فقد رد الله – عز وجل – عليه قاطعاً ما بينه وبين ابنه من أواصر القرابة، قائلاً:"يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح"(12)، وذلك أن نوحاً كان ابنه كافراً، ففصم الله العلاقة بينه وبين أبيه، حتى يتميز حزب الرحمن من حزب الشيطان، ويعلم أن آصرة التجمع هي على عقيدة الإسلام،وأن رابطة الولاء لا تكون ولا تنبغي أن تكون إلا لمن اتبع هذا الدين، وقام به خير قيام.

نعم إن الإنسان مخلوق كريم، كما قال _تعالى_: "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم"(13)، وقال "ولقد كرمنا بني آدم"(14)، لكنه لما حاد عن منهج الله، قال _تعالى_ عنه: "ثم رددناه أسفل سافلين"(15)، ولم يستثن إلا من ثبت على شريعة الإسلام، فقال: "إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات"(16) ، من اتبع غير شريعة الله فليس ذا كرامة،كما قال _تعالى_: "ومن يهن الله فما له من مكرم"17)، بل سمى الله المشرك نجساً، فقال: "إنما المشركون نجس"(18).

فمن جعل من المسلمين شعار(الإخاء الإنساني) هو الشعار المرفرف، موالياً من والاه، ومعادياً من عاداه، فإنه قد ارتكب جرماً كبيراً في حق ربه ـ عزوجل ـ، وتنكر لأمته وهويته، وجزى الله الشيخ: جاد الحق علي جاد الحق خيراً– شيخ الأزهر سابقاً – رحمه الله – حين قال: (إن البحث عن هوية أخرى للأمة الإسلامية خيانة كبرى، وجناية عظمى، وقد لعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (من غير منار الأرض)(19)، فكيف بمن يغير هوية أمة، ويضلها عن طريق النجاة؟)(20) ا.هـ. فمن فعل ذلك فإنه قد شابه الجاهلية، والتي تحب أن تنتسب للروابط القومية أو الإقليمية، لذا فقد أزال رسول الله- صلى الله عليه وسلم – تلك الرؤى الجاهلية والتي كانت عند الصحابة الكرام – رضي الله عنهم أجمعين – فقال يخاطبهم: (إن الله قد أذهب عنكم عُبِّيَة الجاهلية، وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي، وفاجر شقي، الناس كلهم بنو آدم وآدم خلق من تراب ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن)(21)، قال شيخ الإسلام بن تيمية – رحمه الله- معلقاً على هذا الحديث: (فأضاف العُبية والفخر إلى الجاهلية، يذمها بذلك، وذلك يقتضي ذمها بكونها مضافة إلى الجاهلية، وذلك يقتضي ذم الأمور المضافة إلى الجاهلية)(22)، وقال في موضع آخر: (وذلك أن الانتساب إلى الاسم الشرعي، أحسن من الانتساب إلى غيره، ألا ترى إلى ما رواه أبو داود من حديث.. أبي عقبة – وكان مولى من أهل فارس – قال: (شهدت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أحداً، فضربت رجلاً من المشركين، فقلت: خذها وأنا الغلام الفارسي، فالتفت إلي فقال: (هلا قلت: خذها مني وأنا الغلام الأنصاري؟)(23).

قال العلامة القاري – رحمه الله -: (وكانت فارس في ذلك الزمان كفاراً، فكره – صلى الله عليه وسلم – الانتساب إليهم وأمره بالانتساب إلى الأنصار ليكون منتسباً إلى أهل الإسلام)(24).
وقال العلامة الشنقيطي – رحمه الله -: (ولا يخفى أن أسلافنا معاشر المسلمين إنما فتحوا البلاد ومصروا الأمصار بالرابطة الإسلامية، لا بروابط عصبية، ولا بأواصر نسبية)(25).

تساؤل.. وجوابه:
إذا اتفق على مراد هؤلاء العصريون في مبدأهم (الإخاء الإنساني) فقد يتساءل البعض: لِم يستخدم هؤلاء هذه الفكرة محاولين أن يقنعوا الناس بها؟
والجواب: يحسن التنبيه بأنَّه قد تكون منهم فئة وقعت شبهة في عقولهم، أو لم يدركوا أبعاد هذه الفكرة فأطلقوها بحسن ظن ونية منهم – فربنا يغفر لهم – إلا أن الغالب على أكثرهم أنهم يلبسون الحق بالباطل، ويتاجروا بهذه الكلمة ليروجوا باطلهم على أذهان الناس باعتبار أنها في أصلها صحيح، ولبس الحق بالباطل (قاسم مشترك) بين أهل الأهواء والبدع ليروجوا باطلهم باسم الحق.

قال ابن القيم – رحمه الله – وقد كان يتحدث عن أصحاب الحيل الباطلة (وأخرج أرباب البدع جميعهم بدعهم في قوالب متنوعة، بحسب تلك البدع.. فكل صاحب باطل لا يتمكن من ترويج باطله إلا بإخراجه في قالب حق)(26).

وكذلك فإن مصطلح (الإخاء الإنساني) مصطلح مجمل يحتمل حقاً ويحتمل باطلاً، والعصرانيون يشتركون مع أهل البدع بأخذهم بالألفاظ المجملة والعمومية التي تسبب كثيراً من الإشكالات، ليخلقوا الغبش والضبابية حول مفاهيمهم، فهم لا يحبون التفصيل بل من طبعهم الإجمال في العبارات والنصوص لتبدوا رجراجة غامضة، ولذا يوصي ابن القيم في نونيته بالابتعاد عن مثل هذا النسق، والذي مشى عليه كثير من أهل البدع، قائلاً:


فعليك بالتفصيل والتبيين فا   لإطلاق والإجمال دون بيان
قد أفسدا هذا الوجود وخبَّطا   الأذهان والآراء كل زمان

ولينظر إلى الخوارج كيف أنهم تمسكوا بظاهر آية مجملة وهي في قوله _تعالى_: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"(27)، فكفروا طائفة من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – منهم من شهد له بالجنة كعلي بن أبي طالب – رضي الله عنه وأرضاه – بسبب أنهم أخذوا هذه الآية بمجملها وبنوا عليها باطلهم.

ولهذا فإن أفضل حل مع هذه الطوائف أن يستفصل عن مرادهم بهذه الألفاظ المجملة كلفظ (الحرية) و(التجديد) وغيرها من الألفاظ والتي منها (الأخوة الإنسانية) فإن أطلقت هذه المصطلحات فليسأل صاحبها ماذا تريد بهذا المصطلح؟
قال ابن تيمية: (وأما الألفاظ المجملة فالكلام فيها بالنفي والإثبات دون الاستفصال يوقع في الجهل والضلال والفتن والخبال، والقيل والقال، وقد قيل (أكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء)(28).

هذا مع أن الأفضل في اعتقادي – والله أعلم – في مصطلح(الأخوة الإنسانية) تجنبه مطلقاً، وعدم النطق به، ولو لم يكن من ذلك إلا عدم الوقوع في مشابهة الكفارمن الأنظمة الماسونية وغيرها لكفى، وهذا من أعظم مقاصد القرآن فإنه يحث على تجنب مشابهة الكفار حتى في ألفاظهم والنهي عن النطق بها، ولو كان ظاهرها صواباً، لأن أهل الكفر والفساد يقصدون منها معان باطلة، وتأويلات مغايرة لحقائق الوحيين، فلفظة (راعنا) عند اليهود كانوا يقولونها استهزاء برسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويريدون منها معنىً قبيحاً، فنهى الله المؤمنين عن قولها والتلفظ بها لئلا يتشبه المسلمون بالكفار، فقال: (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا)(29)، قال قتادة وغيره (كانت اليهود تقوله استهزاءً، فكره الله للمؤمنين أن يقولوا مثل قولهم)(30) ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله معلقاً – (فهذا كله يبين أن هذه الكلمة نهي المسلمون عن قولها، لأن اليهود كانوا يقولونها – وإن كانت من اليهود قبيحة ومن المسلمين لم تكن قبيحة – لما كان في مشابهتهم فيها من مشابهة الكفار، وتطريقهم إلى بلوغ غرضهم)(31).

وفي ختام المقال:
فإني أوصي من كان على هذا المنهج العصراني أن يتقوا الله في أنفسهم وأن يستشعروا (أمانة الكلمة) وأن العبد (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)(32) وليت هؤلاء العصريون وكما أنهم يحاولون استرضاء الكفار بالربط بينهم وبين المسلمين بحلقة التآخي؛ ليتهم يوجهوا أنظارهم إلى إخوانهم المسلمين، ويحلوا مشكلات التفرق والخصومة بينهم بمنهج السلف الصالح، ويوثقوا بينهم وشيجة الإخاء، وآصرة الولاء، ورابطة التجمع على:(لا إله إلا الله محمد رسول الله).

إلاَّ أن العكس هو الواقع فالمتابع لحركة أصحاب المدرسة العصرية في التأليف والندوات التي يقيمونها يلحظ أن أكثر سهامهم موجهة تجاه المنهج السلفي، ولمزه تارة بـ(التنطع) و(التشدد) أو أن أصحابه (جامدون – نصوصيون – حرفيون – كهفيون..)(33) إلى غير ذلك من الألفاظ، وبالمقابل يسعون لإرضاء الكفار ومداهنتهم والتقارب معهم، مع أن الكفار لم يأبهوا بكلامهم ولا رضوا عن فعالهم، ويصدق فيهم قول الشاعر:

باء بالسخطتين فلا عشيرته رضيت   عنه ولا أرضى عنه العدا

فمن يقارن حال هؤلاء العصريين مع الكفار ومع من تمسك بالسنة الغراء، فسيجد ازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين.

وقد أحسن الدكتور: عدنان النحوي، حين صوَّر حال هؤلاء قائلاً: (وأصبح من المسلمين من يأنس للتحالف مع أعداء الله، ويأنف من التعاون مع المسلم، ودوى شعار(تقارب الأديان) وغاب شعار (المسلم أخو المسلم)(34).
ولا يعني ذلك أن لا يدعو المسلم الكفار لدين الله – عز وجل – وتحبيبهم إليه، وتبليغهم رسالة الله، ومحبة الخير لهم، والعدل معهم، وعدم ظلمهم، وهذا مع الكفار المحاربين، فما البال بغير المحارب منهم فإن الله أمرنا بالبر معهم والإقساط إليهم، وإعطائهم حقوقهم، وعدم الغدر بهم، بقوله _تعالى_: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"(35).

ذلك هو منهج الإسلام في معاملة الكفار، فلا إفراط ولا تفريط، ولا غلو ولا إرخاء، فهو دين وسط، كما أننا أمة الوسط، ونعامل جميع الخلق – مسلمهم وكافرهم – بهذه الوسطية الحقة التي أمرنا الله – عز وجل – بها قائلاً: "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً"(36).

وإنَّ أعظم ما يمزق الصف الإسلامي من داخله، ويشرخ في وحدته، حين يتكلم من رأى أمة الإسلام في ركب المتخلفين، وذيل الأمم، فأصبح يلفق بين الإسلام وبين ما يسمى بـ(الحضارة الغربية) ويقدم للعالم أجمع إسلاماً(مقصَّصَاً) قد تخلى بنزعة غربية، ولهجة استرضائية للغرب الكافر، بسبب ضغط الواقع، معبرين عنه بالإسلام المستنير!!

تلك ثقافة الضرار، ومنهجية التلبيس التي صيرت عالمنا الإسلامي المتزلف الأول للكفار، والتي أرى أن يجند دعاة الإسلام وعلمائه للرد عليها، وكشف شبهها، علَّ الله أن يهدي أصحابها ومن تأثر بفكرهم ويردهم إلى سواء السبيل.
ورحم الله علماءنا حين قالوا: (رحم الله امرءاً عرف زمانه فاستقامت طريقته).
فهل من مستمسك بالإسلام والسنة في القرن الخامس عشر، مفارقاً كل شر وبدعة؟!!
أسأله _تعالى_ أن نكون منهم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

________________
(1) مقطع من كلام الأستاذ و المفكر الإسلامي : محمد قطب – حفظه الله – من كتابه ( مذاهب فكرية معاصرة ) صفحة (593).
(2) مذاهب فكرية معاصرة، صفحة ( 593).
(3) المنظمات العربية المتخصصة في نطاق جامعة الدول العربية لغسان يوسف ، صفحة 0 430 – 431 ) ، بواسطة كتاب الشيخ: علي العلياني – حفظه الله- ( أهمية الجهاد في نشر الدعوة الإسلامية) ، صفحة ( 430 – 431)
(4) سورة المائدة، آية (49).
(5) سورة البقرة، آية ( 120).
(6) اقتضاء الصراط المستقيم (1/98-99).
(7) سيكلوجية العنف ، صفحة(52).
(8) أنشد بعض المنتسبين إلى الإسلام في إحدى المؤتمرات:

الشيخ والقسيس قسيسان   وإن تشأ فقل هما شيخان!!

(9) سورة آل عمران، آية (103).
(10) في ظلال القرآن (5/2607).
(11) سورة هود ، آية(47).
(12) سورة هود ، آية (48).
(13) سورة التين ، آية ( 4).
(14) سورة الإسراء ، آية( 70).
(15) سورة التين ، آية ( 5).
(16) سورة التين ، آية ( 6).
(17) سورة الحج ، آية (18).
(18) سورة التوبة ، آية (28).
(19) رواه مسلم في كتاب الأضاحي، حديث رقم (1978).
(20) من كتاب: هويتنا أو الهاوية ، للشيخ : محمد المقدم – حفظه الله – صفحة ( 51).
(21) رواه أبو داود في سننه ، كتاب الأدب ، باب التفاخر بالأنساب (5/339- 340) برقم(5116)، ورواه الترمذي برقم (3955) وقال حسن غريب ، وصححه ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (1/247).
(22) اقتضاء الصراط المستقيم (1/247)، والجعل والجعلان : هي الخنافس التي تأكل الغائط وتخزنه .
(23) رواه أبو داود في سننه ، كتاب الأدب ، باب في العصبية (5/343) برقم (5123).
(24) عون المعبود : لشمس الحق آبادي ن مجلد (7) جزء(14) صفحة(21).
(25) أضواء البيان ، للشنقيطي : (2/29).
(26) إغاثة اللهفان ، لابن القيم (1/110).
(27) سورة المائدة ، آية (44).
(28) منهاج السنة النبوية ، لابن تيمية ( 2/217).
(29) سورة البقرة ، آية(104).
(30) تفسير الطبري ( 1/374).
(31) اقتضاء الصراط المستقيم، لابن تيمية (1/175).
(32) سورة ق ، آية (18).
(33) من سمات أصحاب التوجُّهات العصرانية : احتقار المتَّبعين للمنهج السلفي (منهج أهل السنَّة والجماعة)، والنظر إليهم نظرة دونية ، ولمزهم بالسطحية والجمود والتطرف ، وأمَّا هم ـ العصريين ـ فهم أهل حضارة وفكر راقي، ومنفتحون ومستنيرون إلى غيرها من الألفاظ البرَّاقة التي يخدعون بها النَّاس ، ومن خير ما قرأته ووجدته منطبقاً عليهم مقاساً بمقاس، ما ذكره الشيخ المحدِّث / أحمد شاكر ـ تغمده الله برحمته ـ عن هؤلاء الذين يدَّعون الموضوعيَّة في الكلام والنظرة المنصفة لآثار الكفَّار وتقاليدهم ، حيث قال:(أو من رجلٍ ممَّن ابتليت بهم الأمَّة المصرية في هذا العصر ممن يسميهم أخونا النابغة الأديب الكبير(كامل كيلاني) المجدِّدينات هكذا ـ واللَّه ـ سمَّاهم هذا الاسم العجيب ، وحين سأله سائل عن معنى هذه التسمية أجاب بجواب أعجب وأبدع:(هذا جمع مخنث سالم) فأقسم له سائله أنَّ اللغة العربية في أشدِّ الحاجة إلى هذا الجمع في هذا الزمن!!) انظر/ جامع الترمذي(1/71ـ72)بتحقيق: الشيخ أحمد شاكر.
(34) الانحراف ، للدكتور : عدنان النحوي ، صـ (51).
(35) سورة الممتحنة ، آية ( 8).
(36) سورة البقرة ، آية ( 143).