6 ربيع الأول 1430

السؤال

هل للرياء علامات يعرف بها المرائي ؟ وما حكم الإسلام فيمن يترك بعض أعمال الإسلام - سواء كانت واجبات أو مستحبَّات - خوف الرِّياء ؟ ومن ابتُلي بالرِّياء ؛ فبم تنصحونه ؟

أجاب عنها:
د. عبدالعزيز العبداللطيف

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالرياء هو الشرك الخفي ، وهو شرك السرائر ـ أعاذنا الله منها ـ والمكلف هو أدرى الناس بنفسه كما قال عز وجل { بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ } القيامة14 ، فمن حاسب نفسه وراقب ربه في السر والعلن سلم من هذا الداء العضال ، ولعل اظهر علامات الرياء أن صاحب يتقصد إظهار أعماله الصالحة بين الناس ، ويتعمد الحديث عن حسناته وطاعاته من أجل أن ينال مدح الناس وثنائهم ، وليس للعبد أن ينزل الطاعات خوف الرياء ، فإن ذلك من مكايد الشيطان ، إذ الشيطان يحرص على إيقاع العبد في الرياء تارة ، من أجل أن يفسد عمله ، أو يزين له ترك العلم خوف الرياء تارة أخرى ، من أجل أن يقطعه عن الصالحات ، والمتعين العمل والحرص على فعل الطاعات ابتغاء وجه الله ، ومدافعة وساوس الشيطان ومكايده ، فمن عزم على عبادة وتركها مخافة الرياء فهو مراء ، لأنه ترك العمل لأجل الناس ، لكن لو تركها ليصليها في خلوة فهذا مستحب ، إلا أن تكون فريضة .

وعلاج الرياء بأمور كثيرة , وأهمها العزيمة الصادقة على التخلص منه و الإقلاع عنه. وتذكر اليوم الآخر والوعيد الشديد في شأن المرائي ، وأن يوقن العبد أن النفع و الضر بيد الله - تعالى - ، وأن الذي مدحه زين وذمه شين هو الله - تعالى - وحده لا شريك له ، و أن يحاسب نفسه ويتفقد عيوبه و آفاته و تقصيره ، وأن يكثر من العبادة السر من صلاة ليل و صدقة سر، و البكاء خالياً من خشية الله ..

كما عليه أن يستعين بالله تعالى على تحقيق الإخلاص ، وأن يدعو بهذا الدعاء الوارد عن النبي صلى الله عليه و سلم( اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك و أنا أعلم و أستغفرك لما لا أعلم ).
والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين