20 رجب 1430

السؤال

عرض علي شخص وظيفة في إدارة حكومية وهو لا يعمل بها ولكن على أن يخاطب شخصاً آخر لكي يأتي لي بورقه موقعه من مسؤول تخاطب الجهة الموجود فيها الوظيفة؟ المبلغ المطلوب مقسم إلى قسمين الأول هو للشخص الذي كلمني، والثاني للشخص الذي سوف يقوم بتوقيع الورقة من هذا المسؤول؛ علما بأن المبلغ هو 25000ريال وأتمنى من فضيلتكم الإجابة على سؤالي لأهميته.. جزاكم الله عنا خيراً.

أجاب عنها:
د. محمد العصيمي

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
مما لا شك فيه أن أمر الوظائف العامة أمر مهم، ويجب أن تسند إلى الأكفاء، وليس إلى الأشخاص الذين يقدمون المبالغ المالية للحصول على تلك الوظائف، وإلا أنقلب الحال إلى كون الأشخاص غير الأكفاء هم الذين سيحصلون على الوظائف. ولو لم يكن في ذلك من المفسدة إلا هذه لكفت للتحريم. فكيف إذا اجتمع معها أن ذلك الساعي قد سعى في منع شخص آخر مستحق للوظيفة لكنه لا يستطيع تقديم ذلك المبلغ، ثم إن ذلك الكاتب قد شاركه فيها، ثم هم قد حصلوا على مبالغ محرمة أكثر من تحريم الرشوة، وهي استغلال المنصب، وتسمى غلولا. وليس ذلك من الشفاعة الحسنة، لأن الشفاعة الحسنة لا يقصد بها إلا وجه الله تعالى، وتكون مجانية، ومع ذلك لا يصح لمن شفع عنده أن يقدم من لا يستحق على من يستحق. وليس وجود أمير أو غيره من المسؤولين دليلا على الإباحة، وقد يقوم بعض المسؤولين بذلك من دون علم عما يفعله المشاركون في تحصيل ذلك المبلغ. والخلاصة أن ذلك محرم بلا شك، وأثره على فساد الوظائف والبيئة العامة للعمل مشاهد محسوس للأسف، والله المستعان. بل إن مثل ذلك العمل محرم حتى في الوظائف الخاصة في الشركات، مع أن الشركة الخاصة ليست مثل القطاع العام في كل شيء. ولكن الأثر السيئ لتلك المبالغ المقدمة حاصل في القطاعين.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.