13 رمضان 1438

السؤال

و ما حكم الدعاء بين التسليمة والأخرى في صلاة التراويح بهذه الصيغة : سبحانك ربنا وبحمدك اللهم اغفر لنا؟ . شاكرا لكم .

أجاب عنها:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد.
فالدعاء بين التسليمة والأخرى في صلاة التراويح بهذه الصيغة : (سبحانك ربنا وبحمدك اللهم اغفر لنا) ليس له أصل في السنة ، وليس للإمام أو المأموم التزام ذلك ، لأن العبادة مبناها على التوقيف ، فلا يشرع منها إلا ما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم . والتزام عبادة معينة في وقت معين ، من غير دليل ، يدخل في باب البدعة والإحداث .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) متفق عليه .
وهذا الذكر العظيم : (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) مما كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم في ركوعه وسجوده ، فقد روى البخاري (784) ومسلم (484) عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ، يتأول القرآن ) .
ومعنى "يتأول القرآن" : أي يفعل ما أُمِر به في القرآن ، وهو قول الله تعالى له : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ) .
فانظر كيف تُركت السنة في هذا الموضع ، وتمسك الناس بالمحدَث !!
ومن البدع التي تفعل في التراويح : قول الناس: صلاة القيام أثابكم الله، وقولهم بين كل ركعتين: اللهم صل وسلم على سيدنا محمد بصوت مرتفع، وقراءتهم بين كل ركعتين سورة الإخلاص والمعوذتين ، أو قول الإمام سبحان الله ، وترديد المأمومين خلفه: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، كل هذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولهذا أفتت اللجنة الدائمة بأنه من البدع المحدثة .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (7/ 208- 215).