أنت هنا

عن جامعة الملك عبدالله .. هل نعيد الفصام النكد ؟
6 شوال 1430
لا يملك أي أحد إلا أن يستبشر بافتتاح جامعة جديدة أيا كانت العلوم التي تدرسها .. فالتعليم العالي هو المعراج الذي تعبر من خلاله المجتمعات إلى مراقي التطور والتحضر وهي المحضن الطبيعي لمشاريع التنمية في كل مجالاتها . فكيف إذا كانت جامعة مخصصة للتدريس والبحوث في العلوم الهندسية والالكترونية والبيئية ؟ لاشك أنها ستكون محل ترحيب أكبر .
لكن ذلك لن يعمينا عن المطالبة بأن تكون للجامعة هويتها وصبغتها المميزة التي لا تنفك عن هوية المجتمع والبلد الذي يحتضنها وينفق عليها ويبذل لها الميزانيات الضخمة بالمليارات . إنه وإن رغمت أنوف البعض ، فانه لابد من الحديث عن ضرورة مراعاة الأطر الإسلامية المحافظة للجامعة في النواحي التعليمية والإجرائية والإدارية و في كل ما يخص الجامعة ومرافقها وخدماتها .
إننا هنا لا نتحدث فقط عن قضايا مباشرة مثل وجوب منع الاختلاط وغيرها من الأمور الإجرائية ولكننا نتحدث عن قضايا أعمق تتعلق بالهوية الثقافية واللغوية للجامعة والاجندات الفكرية والثقافية وعن الأبعاد الاقتصادية و التنموية التي يفترض أن تقوم الجامعة بالنشاط فيها دراسة وبحثا وابتكارا ، خدمة للبلد و مراعاة لأولوياته وحلا لمشكلاته وتوفيرا لموارده وردما للهوة الحضارية التي يعاني منها ولم ينجح في تجاوزها بعد !
أما أولئك الذي يشغبون على المصلحين حين يتحدثون مثل هذا الحديث ويوردون عليهم بمقولات متهافتة ويسعون لإسكاتهم كي تمضى الجامعة وفق رؤيتهم التغريبية فإنما هم يؤصلون لفصام نكد بين العلم والإيمان ، عانينا منه عقودا وكدنا نتجاوزه بل تجاوزناه في أمثلة واقعية ضربها أبناؤنا المحافظون الذين نجحوا وتميزوا في حقول الطب والهندسة والعلوم التقنية وغيرها كثير،  ولم يمنعهم الحفاظ على دينهم وهويتهم من تحقيق ذلك التميز في أشد علوم الدنيا حداثة وعصرية. فهل نعيد التجربة المرة من جديد ؟