أنت هنا

فاتورة الابتعاث الباهظة .. تقرير عن المشاركات
3 جمادى الثانية 1431

تقدمة :
ابتعاث الطلاب والطالبات السعوديين إلى الخارج، من إحدى أهم القضايا المثيرة للجدل في المجتمع السعودي.
بين أيدينا، نماذج كثيرة سلبية، وأخرى لم تتأثر بتلك الأجواء، وما بين هذه وتلك نقارن؛ فنجد أن الفاتورة باهظة جداً للابتعاث، ويراودنا – كغيرنا – التساؤل: أما من طريقة أخرى يستطيع أن ينهض بها أبناؤنا وبناتنا ويتزودوا بالمعارف الحديثة إلا بتلك التي تجلب إلينا عوائد بعيدة عن ديننا وقيمنا وأخلاقنا؟ وهل من سبيل – سوى التهوين المتعمد من الآثار السلبية للابتعاث – لتقنين هذا الابتعاث أو حتى إلغائه والاستعاضة بغيره عنه مثلاً ؟
آراؤكم التي ناقشتموها عبر موقع المسلم نحاول أن نطلع عليها من خلال هذا التقرير :

 

تقنية :
في البداية يقول حمد خالد : المملكة العربية السعودية لها تجربة رائدة في التدريس بواسطة الدوائر التلفزيونية المغلقة. ويمكن الاستفادة من هذه التقنية بالتعاون بين جامعات المملكة والجامعات المختارة في الخارج وتكون الدراسة مسائية لملائمة فارق الوقت.

 

التأثر بالغرب :
ولا يبدو التأثر بالغرب سبباً بقدر ما هو نتيجة لإرسال طلاب أعمارهم صغيرة نسبياً، تقول الأخت (أم عبدالله): ": لا شك أن هذا أمر خطير بل وخطير جدا وإلا لماذا تم اختيار هذه الشريحة العمرية تحديداً (بعد الثانوية)؟ وهم أغلب المبتعثين؟ فنحن بلد الإسلام نلاحظ تغيراً في بعض الأبناء والبنات عند دخول الجامعات، وهم في بلدهم، فكيف يكون الحال في بلاد الكفر ورياح الفتن تهب عليهم من كل مكان. لا سيما وان أبناء تلك البلدان ممن هم في المرحلة العمرية نفسها، هم من أكثر الشرائح ضياعاً لديهم".

 

تجفيف المنابع :
وتنظر الأخت (أم عبدالله) إلى الأمر من ناحية أخرى، متسائلة " هل يصب هذا فيما سموه تجفيف المنابع؟؟ والمجتمع المسلم كله منبع لما سموه إرهاباً"، وتضيف "ثم ما هذا الهدف الكبير يا من فتحتم هذا الباب(تهيئة الكوادر المتخصصة) وهل هو من الأهمية بمكان لكي نرمي فلذات أكبادنا في براثن أعداء الأمة؟ وما هذا الذي تقولونه: (تعود بعده إلى الوطن وقد صارت مهيأة لإدارة دفة مؤسساته والسير به نحو خطى التحديث والتطوير تحديث وتطوير تنشدونه) إلى أي طريق تريدون أن تدفعوا الوطن إليه بابتعاثكم؟

 

بعد عودتهم :
وينظر (أبو عثمان) إلى ما بعد عودة هؤلاء الطلاب من الغرب، قائلاً: " سنعظ أصابع الندم بعد عودتهم إلا أن يرحمنا الله برحمته.. وستعلمون ما أقول لكم.. ولا أتكلم إلا عن الأغلبية لا الكل".
ولا تبدو المخاوف التي يثيرها أبو عثمان مستحيلة، فحسب تقديرات أوردها موقع (المسلم) في مقال حول ذات الموضوع، أشار عدد من المبتعثين إلى أن 60% منهم قد تأثروا بالغرب وطال التغيير بعض معتقداتهم الدينية وأخلاقهم السلوكية.. وبالنظر إلى وجود 20ألف مبتعث، فإننا أمام 12 ألف منهم قد بدأ التغيير يحركهم.. وبعد سنوات لاحقة، قد يزداد تأثرهم بالغرب، فيكون لدينا بعد عودتهم 12ألف منزل وأسرة بالداخل لديها فرد يؤثّر عليهم بشكل مباشر، ويدخل عليهم أفكاراً غربية غريبة، قد تجد آذاناً صاغية بين الناشئة من الفتية والفتيات.

 

ضوابط للابتعاث:
مع إقرارهم بوجود مشاكل عديدة يصعب حصرها في موضوع الابتعاث على شكله الحالي، يؤكد كثير من قراء موقع (المسلم) وجود معطيات كان من الضروري لوزارة التعليم العالي الركون إليها في ضبط عليمة الابتعاث، وتنظيمها.
من هذه ما يشير إليه (أبو عبدالله المبتسم) الذي يرى أن هناك إمكانية لتصحيح الابتعاث، عبر ضوابط أساسية له، حيث يقول: " اتفق مع السفر لتحصيل العلم لينتفع به المسلمين بشروط: 1- عدم ذهاب الشاب أو الفتاة إلى الخارج الأبعد الزواج. 2- توفير سكن للدارس في أماكن مليئة بالمسلمين وفي الدول العربية مليئة بالأخيار. 3- يتم اختبار للدارس قبل ابتعاثه لتحديد قدرة على مواجهة الفتن والأفكار الجديدة عليه".

(العمري) يقول: " من الممكن أن تقر فكرة الابتعاث لكن بأيدي من تثق الأمة بهم، وبالضوابط التي تحقق المصلحة المنشودة من فكرة الابتعاث، لا أن يكون مشروعا تغريبياً لأبناء البلد غلف بغلاف آخر". ويضيف " سلموا المشروع للعقلاء ونحن معكم. و أرجعوا لنا أبناءنا كمثل رجوع أوساهير لليابان، لا كمثل رجوع رفاعة الطهطاوي لمصر".

أما (أبو عبدالله الشدودي) فيقول: " أولا لا بد من تطبيق الأحكام الشريعة في السفر إلى بلاد الكفار
ثانيا: أن ضد الابتعاث المبكر ما بعد الثانوية. ثالثا: الابتعاث بعد الجامعة قد يكون أنسب وأقل خطراً. رابعا: لابد من دراسات ميدانية لأحوال هؤلاء الطلاب خلال الابتعاث. فما الفائدة أن يعود إلينا بعلوم نظرية وقد انسلخ من قيمه. خامسا: أرى أنه يجب الاستغناء عن بعض الدول التي يمكن أن يتعرض طلابنا فيه لأخطار أمنية والبديل كثير ولله الحمد".

ويؤكد (عبد الإله الشريف) أن الابتعاث سلاح ذو حدين، وأن الضوابط التي يجب مراعاتها من أجل الاستفادة القصوى من البرنامج هي: "

1- الاهتمام بالمناهج الدراسية الشرعية والفكرية في جميع المراحل لكي يذهب الطالب إلى الغرب يحمل مناعة فكرية تحميه بإذن الله.

2- تأهيل الطلاب المبتعثين قبل الذهاب وإفهامهم بأن الهدف من هذا الابتعاث نفع الأمة وليس الإضرار بها. 3- توطين العلوم والتقنية داخل الدولة و إنشاء جامعات تضاهي جامعات الغرب وإحضار الكوادر العالمية مهما كلف الأمر".
فيما يضيف (أبو عفان) بالقول: " لا شك أن أولياء الأمر الذين فتحوا أبواب الابتعاث يريدون الخير لهذه البلد, فهل تحرك مجلس الشورى أو من يهتم في أن ينتشر الخير بالصورة الصحيحة والضوابط التي تحفظ شبابنا وتتقدم بها بلدنا. لماذا لا يتم دراسة الاحتياجات واختيار الأفضل والتعلم من الأخطاء ووضع الخطط التي نكون من خلالها أمة متبوعة وليست تابعة".
ويضيف بالقول: "إلى متى ونحن ننظر بعين ما تراه أقل بكثير مما يجب أن ترى، وحال الابتعاث الآن هو كحال ذلك التقاطع الذي كان يعاني من اختناق مروري، فإذا بالأموال تنفق والشركات تدرس وخلال شهور تم تجاوز ذلك التقاطع بإنشاء نفق, وبعد شهور أصبحت السيارات تصل لذلك النفق من زحمة الإشارة المرورية التالية لذلك التقاطع، وأصبحت المياه تتجمع في ذلك النفق عند نزول المطر، ولا زال الزحام في التقاطع حيث لم يؤخذ في الاعتبار سوى اتجاهين فقط."

 

حلول بعد الابتعاث:
بعد أن حدث ما حدث، وأصبح آلاف الطلاب رهينة لسلبيات المرحلة الأولى والثانية من الابتعاث الدراسي للخارج، بات من الصعب القيام بعمل إيجابي لإنهاء الأزمة.. إلا أن بعض متابعي موقع (المسلم) لا يزالون ينظرون بعين التفاؤل إلى تلك الأحداث، مؤكدين وجود فرصة للتصحيح.
ومن ذلك ما تشير إليه الأخت (أم عبدالله) عبر

"1- تكوين هيئة مكونة من بعض العلماء وطلبة العلم والمربين ممن يحمل هموم الأمة لمتابعة الوزارة في حقيقة ما تدعيه من متابعة الأبناء.

2- إجراء دراسة تقييميه لجدوى الابتعاث من خلال متابعة أحوال المبتعثين أكاديميا وسلوكيا.

3- التقدم باقتراحات بديلة - إن وجدت- لبلد الابتعاث، فقد يوجد في بعض بلاد المسلمين ما يكون بديلا أقل خطورة.

4- أن يكون في مجلس الشورى مقعداً خاصاً لأحد العلماء أو طلبة العلم من هذه اللجنة على أن تكون مستقلة عن وزارة التعليم، ولا نستكثر على أبنائنا ذلك وخاصة عند النظر للأعداد المبتعثة بنيناً وبناتاً.

5- أن تكوّن هذه اللجنة تحتها هيئة أخرى مصغرة تجمع أولياء أمور المبتعثين لملامسة الأبعاد الاجتماعية لذلك الابتعاث عن قرب وتلمس مشاكل الأسر مع أبنائها".

أما (نايف العتيبي)، فهو يرى أن الحل يكمن في إنهاءه تماماً، قائلاً: " للخروج من المأزق الحالي ليس هناك إلا أمر واحد، وهو إيقافه نهائياً، و إيجاد جامعات في هذه البلد و توفير جميع التخصصات".

فيما يقول (أبو عبدالله المبتسم): "من الحلول لهذه الأزمة:

1- وضع جامعات بتلك المستويات التي بالخارج.

2- إحضار بعض الأساتذة لبعض التخصصات النادرة.

3- ابتعاث الطالب لا يكون إلا بعد الجامعة ليتحسن نضجه وتوجههم".
ويرى (أبو عمر الأزدي) أن " المنع المطلق فيه نظر، والتجاوز المطلق كذلك، والأمر بأيدي أهل الحل والعقد الذين يقدرون العواقب وينظرون نظرة بعيدة لمستقبل هذه الأمة"، ويضيف بالقول: "الأمر يحتاج لدراسة متأنية من أهلها والمستعان والحافظ هو الله وحده".

 

تحذير :
بينما يرى ابو عثمان أن العلماء أولي البصائر قد حذروا من السفر إلى تلك البلاد الموبوءة بالفتن والفساد لئلا يصاب المسلم بالوباء الإباحي الذي يعمها فيهلك مع الهالكين أما الإبتعاث الذي نرى التسارع فيه فشأنه أشد و أنكى لأن الهدف منه ليس سلب القيم فحسب بل إضفاء قيم أخرى تخدمهم فيما بعد وما مصر والشام عنا ببعيد

 

تغيير وتلقي :
ويقول أبو إياس : انا من رأيي اذا كان ذو دين وأخلاق يمكن من خلالها ان يغير ولا يتغير وليذهب لأجل العلم فقط وان يكون العلم لا يوجد لدى دول الإسلام فليذهب وليجعلها دعوه وعلم جميعا فقد يسلم احد بسبب أخلاقه وتمسكه بالقيم والدين وهذه وجهة نظري
بينما يلاحظ ناصر من خلال حركة الابتعاث ، أن المقصود منه ليس تلقي المعرفة المجردة والتي من خلالها نبني أجيالاً واعية بالعلوم ( العصرية )التي تستفيد منها مجتمعاتنا الإسلامية .. وإنما المقصود منه تغيير التشكيل العقلي والديني للمبتعث بالدرجة الأولى ، ثم يأتي بالدرجة الثانية تعليمه العلوم العصرية!! . ولعل لي مشاركة أخرى أبين فيها من خلال الحكايات والسوالف الجانبية التي تكون بين المبتعثين مما يبين خطورة الأمر ..

 

أيد خفية :
و يعتبر ابو عبد الرحمن أن هناك أيد خفية قد أضناها الجهد وتقطعت بها السبل في تغريب هذا المجتمع فكلما أوقدوا نارا وفتنة وآراء مخالفة لتعاليم ديننا الحنيف وكلما حاولوا تفكيك هذه التركيبة المتماسكة لهذا المجتمع المحافظ باءت محاولاتهم بالفشل وتكسرت معاول هدمهم أمام تمسك المجتمع القوي بدينه ولله الحمد.فسوس لهم الشيطان أن ابعثوا بشبابكم لدول الانفتاح والتفسخ الديني والخلقي فهم قادة المستقبل !! ولعل أغرب ما في الأمر حين تريد مواصلة الدراسة بجامعاتنا المصونة تجد امامك كثير من العقبات بل قد تكون بمبالغ مالية ولكن بمجرد ان تفكر بلإبتعاث مع تكاليفه الباهظة فلا عليك سوى التوجه والتقديم وستجد من التسهيلات والترحيب ما تتوقع!!!!

 

حافظوا على هويتهم :
ويختلف عبد الباقي عن هؤلاء فمن خلال نظره لواقع الشباب السعودي في الغرب وجد أن أكثرهم حافظوا على الهوية الدينية وكان لهم دور في إعطاء صورة حقيقية عن الإسلام وبث العقيدة الصحيحة. وبما أن الواقع المر يلزم على المسلمين أن يتعلموا العلوم المادية في حقل العلوم والتقنية فإنه يرى أن تستمر حركة الإبتعاث لحين تغير حال العالم الإسلامي، ولكن أقترح أن تقوم الحكومة بتدريب المبتعثين وتزكيتهم قدر المستطاع قبل الابتعاث وأثناء فترة الابتعاث وشحن الإيمان في قلوبهم حتى يسلموا من فتنة الشهوات وشحن العلم في عقولهم حتى يسلموا من فتنة الشبهات، الله يحفظ الجميع

 

تنازلات دينية :
ويقول محمد من السعودية أنا أتمم القول عن طبقة خرجوا للدراسة ولأهداف دعوية وتقديم الإسلام بصورة حسنة وقدوة حسنة وغير ذلك ،، فأقول أني قد حادثت بعضهم عن ذلك فوجدت أنه ولابد أن يقدم بعض التنازلات -على أقل تقدير- في دينه لكي يتعايش معهم ,, بل وجدت بعض من أعرفهم قبل الابتعاث على تقوى وبعد عن الشبهات يحدثني عن دعوته لتلك العجوز أو لتلك الفتاة التي تدرس معه ,, المهم أجده متهاونا في غض بصره عنهم ويقول مثلاً أنها كانت تلبس كذا أو رأيت الدمع على خدها - والله المستعان- حتى أنني احترت كيف أنهاه عن هذا المنكر وهو يحدثني بصفته داعية؟؟..
حتى من خرج لغرض الدراسة والدعوة وتقديم الصورة والقدوة الحسنة لابد وأن يقدم بعض التنازلات في دينه.. وأعرف الكثير ممن ذهب إلى هناك يذكر بطولاته في الدعوة ولكن مع النساء وكل قصصه لا يتورع عن إطلاق بصره في الحرام وتحتار كيف تنكر عليه وهو يخبر الناس بذلك على أنه داعية؟؟؟

 

منافع :
ويقول فهد المعميري : أعتقد أن الابتعاث ما أوجدته المملكة إلا لكي ترفع من بلدنا عالياً بين الدول الكبرى الصناعية .. ولكي يتعلمون العلوم الدنيوية .. التي يستفيد منها البلد , لكن المبتعث يحتاج .. أن يأخذ مع شنطته أشياء مهمه .. وهي : - زوجه تكون معينه له في دينه ودنياه ويحصن نفسه - علم يطرد الشبهات التي تأتي في حيال دراسته - وهمة دعوة لأنه هو رسالة للاسلام . انا أعرف أخو زوجتي تأثر أصدقائه من اخلاقه وحتى واحد سيسلم لأن اخلاقه تنبعث من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم .. نريد مبتعثين دعاة بأخلاقهم وعلمهم .. اسال الله ان يحفظ أبنائنا جميعهم .

 

كم التكلفة :
ويتساءل منصور : كم يكلف ابتعاث طالب واحد؟ وفي المقابل ما الخطط الاستراتيجية التي هيأت لهؤلاء الشباب عند عودتهم؟ هل سيبنى مصانع ومعامل لهم ليمارسوا ويطبقوا العلوم التي درسوها هناك؟؟ هل هناك خطة لدمجهم في الجامعات لنستغني عن الابتعاث؟ هل استفدنا من تجاربنا السابقة للمبتعثين السابقين الذين يملأون الجامعات ولا هم لهم إلا بحوث الترقية التي لا يستفيد منها الا أرباب الصناعات (وللاسف لسنا منهم)؟ يقولون ان الصناعة هناك مرتبطة بالتعليم العالي والابحاث في الجامعات ، لماذا لا نخلق بيئة صناعية تحاكي ما عندهم ونستغني عن الابتعاث؟ وهذا بلا شك أوفر مادياً وأحفظ لدين شبابنا وعقائدهم. وفي المقابل..... هل قام الدعاة وطلبة العلم بواجبهم في قضية الابتعاث؟ هل ناصحوا أولياء الامور وبينوا لهم خطورته على أبنائهم وبناتهم؟ لماذا ينجح الابن الذي تخرج للتو من الثانوي في اقناع والده بابتعاثه أسوة بزملائه ولا ترى للدعاة اثرا على هذا الوالد الذي ربما كان على علاقة طيبة مع بعض الدعاة ونصحوه في أشياء ربما أقل أهمية؟ الهم احفظنا بحفظك واحفظ على شبابنا ايمانهم...

 

دراسة متعبة :
ويحكي زيد سلامه فيقول : أنا مبتعث متزوج وأدرس الماجستير ولي أكثر من سنتين بـأستراليا. وفي الحقيقة الدراسة بالخارج متعبة ومليئة بالفتن المستحلة المأخوذة في مجتمعاتها على أنها شي طبيعي. وشخصياً فمهما حاول المرء المسلم من التقلل من الاحتكاك بهذه الأجواء إلا أن لها عوامل ضغط فمن أقل الأمور مصافحة النساء أو العمل معهم أو غض البصر فهذا شبه مستحيل!. وبالمقابل فلها فوائد منها تقدير نعمة الإسلام العظيمة والتمسك به وجلب الفوائد والأفكار الجيدة لدولتي والقناعات المفيدة ونبذ القناعات السلبية. وأرى شخصياَ أن يؤخذ بوصية الشيخ العثيمين رحمه الله وشروط وهو: الزواج والعلم الشرعي الرصين. فالحمد لله أنعم الله علي بحفظ القرآن والعلم وأرى فائدته لي ولزوجتي عظيمة في كثير من الأمور ولله الحمد. أما من لديه جهل أو غير متحصن فللأسف نراهم يتخبطون بالشهوات والشبهات.

 

تجربة خاصة :
كما يحكي ابو محمد عن تجربة خاصة قائلا : بحكم أنني أحد المبتعثين إلى تلك البلاد و أنني أعيش الأوضاع كلها ، فإنني رأيت مايسر وما لا يسر. فما سرني هو اجتهاد بعض الطلبة والطالبات وحرصهم على دراستهم واستغلال هذه الفرصة الطيبة التي قد سهلتها الحكومة السعودية ، و هذا أمر بكل حقيقة يستحق الفخر. مع الأسف الأمور التي لم تسرني كثيرة وقد ظهرت مساوئ الإبتعاث الخارجي تدب بين كثير من الطلبة. تخيلوا يا أخواني أن هناك أناسا ممن هم محسوبين على أهل الدين والله حسيبهم ، فبعدما كانوا المرشدين لنا في بلادنا والملجأ بعد الله سبحانه وتعالى في حل مشاكلنا لم نعد نرى منهم تلك الخصلة الطيبة، فإنكار المنكر في تلك البلاد قد ذهب صداه و أصبح كأنه جملة عتيقة قد أكل عليها الزمن. أيضاً الانحلال الفكري، فكثير من الأخوة قد انجذبوا إلى طريقة الغرب في التدريس كقضية الاختلاط و أصبحوا يقولون لقد كانت عقولنا مقفلة ومسألة الاختلاط كانت بالنسبة لنا مسألة غير واضحة وحساسة ولكن بعد أنا عشناها وجدناها قد أنارت فكرنا ، ولكن للمعلومية أنني عندما أناقشهم في هذه المسألة و أذكر الحجج تعود قناعتهم السابقة بأن التعليم المختلط له مساوئ، وللإيضاح من ضمن هذه المساوئ أن الرجل هناك يكون متزوجاً ويمضي أوقاتاً طويلة مع فتاة لا تربطه بصلة غير الفصل الذي يدرسون فيه و هذا حدث أمامي. من السلبيات أيضاً ، أنني شاهدت مع الأسف البالغ انحلالاً خُلقياً لبعض فتياتنا وذلك من عدة نواحي كاللباس والحديث مع الأجانب وهناك قلة من وصل بهم الأمر إلى ما هو أسوأ والعياذ بالله. باختصار شديد أنا لا أنكر استفادتي الكبيرة من هذه البعثة وأسأل الله أن يمن علي بالفوز في شهادات الدنيا و الآخرة وأن يجعلها لي عوناً على طاعة وجميع أخواي المسلمين، ولكن في المقابل أتمنى من الجهة المسئولة أنها عندما تسمح لأعراضنا وشبابنا بالذهاب في بلد الغربة أن يولوا انتباههم الشديد لهم وعدم اهمالهم أو أن تُستغل هذه الأموال الطائلة في بناء جامعات حديثة واستقطاب كادر تعليمي من الخارج إذا استلزم الأمر ، لأن الأخلاق تكون قبل العلم.

 

يمكننا الاحتفاظ بالدين :
ويرى ابو احمد انه يمكن الاحتفاظ بدين المبتعث واخلاقه فيقول : كان مجموعة من الشباب ممن أبتعث للدراسه في فرنسا لمدة سبع سنوات ولكن وبالرغم من المغريات الا أن الله سخر لهم شخصا واحدا منهم وأستطاع بتوفيق الله ثم بدعوته لهم وتوجيههم أن يحافظ على دينهم بل انهم عادوا متمسكين بدينهم مثل الجبال الراسيات فأقترح أن يقوم كل شخص بواجبه بين زملائه وعلى السفارة متابعة مبتعثيها ونتمنى من الحكومه تقييم هؤلاء الطلاب عند عودتهم ومن يثبت انه لم يستفد شيئا ينكل ويشهر به كما فعل الحاكم الياباني بأول بعثه يابانيه للغرب أسأل الله ان يحفظ شباب المسلمين.

 

شىء لابد منه :
ويرى سهل محمد أنه : اولا : لابد من التعلم والدراسة في الخارج حتى نشغل مايشغله من غير بني جلدتنا في البلاد وحتى نكون امة واعية ونحقق الاكتفاء الذاتي ثانيا : قبل الذهاب الى بلاد الخارج من المفترض ان يكون من احد شروط الابتعاث اخذ دورات توعوية وتحصينية في أمور الدين والتعامل مع الغرب بالحفاظ على هويتنا ثالثا : لابد من تقييم العائدين من الخارج وفق ضوابطنا قبل انينطلق المبتعث ويتقلد المناصب رابعا : على كل طالب بقدر الإمكان ان يحصن نفسه بالزواج فانه يستره ويفضي شهوته , والله المستعان

 

هل نحن بحاجة اليه ؟
ويتساءل ناصح من بلاد التوحيد هل نحن بحاجة (ماسة) أو (مُلحّة)أو (ضرورة) للابتعاث؟ هل بلادنا تنقصه الكوادر؟ أم الإمكانيات؟ الواقع عقول العرب هي من سطرت التاريخ لكن عندما تكون (حرّة)، أما المصالح الشخصية فلا يصح أن تقدم على مصالح الأمة، ودفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة، وضرر الأمة على الابتعاث كبير -وإن كان به منافع- وسيطول الحكومات مما لا تريده هي، لكن يداك أوكتا وفوك نفخك. والله إن الأمر جد خطير وقد بدأت تفوح رائحته أسأل الله إلا يرينيا ما يسوء ...... أرى خلل الرماد وميض نار .:. ويوشك أن يكون لها ضرام فإن النار بالعيدان تذكى .:. وإن الحرب مبدؤها الكلام اللهم أصلح أحوالنا

 

فاتورة مدمرة :
ويعرض ابو عطية لرؤيته قائلا : لا يشك مسلم عاقل أن تخلف المنهجية التعليمية في بلادنا لا يمكن علاجه بما هو أسوء منه . وأعني بذلك مشروع الإبتعاث الخارجي وبعشرات الألوف للشباب والشابات . فالفاتورة الدينية والثقافية والشخصية ليست باهضة التكاليف فقط ، بل مدمرة . لقد تولى كبر ذاك المسعى غير المخلصلين لدينهم ولمليكهم ولوطنهم ، ومع ذلك كانت المكافأة أن يصبح الواحد نائب وزير بين عشية وضحاها ليمثل دوره التغريبي التافه خير تمثيل . ولكن وبالرغم من تلك الغيوم فإن الحق سيعلو في يوم قريب وستنطفيء شعلة الباطل الواهن سريعا وسيصبح أصحاب الوظائف البراقة الذين حصلوا عليها بخيانتهم أذلاء ويعودوا إلى مكانهم الأصلي في الحضيض المتدني .

 

تفصيل وبيان :
ويعلق أبو علي : لعل الأخوة تكلموا عن الموضوع بإسهاب، ولكن عندي بعض النقاط انبه عليها بحكم أني مبتعث لفرنسا ومتزوج ومستقيم ولله الحمد، والنقاط هي: 1- اعتراضي الشديد على ابتعاث مرحلة البكالوريوس لفشله الذريع من جهة الشباب أخلاقياً ودينياً، ومن جهة الدراسة كذلك، وقد لاحظت ذلك شخصياً في برنامج الطب هنا( لم ينجح أحد تقريباً)
2- بالنسبة لغيرهم من طلاب الدراسات العليا، فغير المستقيمين منهم تأثروا بنسبة 60% من الشبه وشرب الخمور
3- الابتعاث موجود ولذلك أحث بشدة على سد هذه الثغرة من قبل المستقيمين وأهل الخير، لأن النتيجة القادمه هي رجوع هؤلاء المبتعثين في مراكز مهمة في الدوله وهذا خطير للغاية وهو هدف من هذه الحملة، لذلك أرجو من أهل العلم توجيه ثلة من طلابهم لسد هذه الثغرة الخطيرة، لأن عزوف طلاب العلم عنها يجعل أهل الشهوات والشبهات يمسكوا بزمام الأمور فيما بعد.
يقول ابو عبد الله : أظن ان الامر واضح للجميع هم لم يستطيعوا اختراق المجتمع فعادوا الى الطريقة السابقة والتي استخدموها مع مصر من خلال ابتعاث الشباب الى هذه الدول ومن ثم يعودون محملين بالافكار والانحلال الغربي وهنالك حادثه حصلت لاحد الاقارب حيث انه عندما وصل الى سكن الجامعه قالوا له كل سعودي سيكون معه فتات ترافقه في السكن وينامان في غرفه واحده وهنا رايت ان التاريخ يعيد نفسه.

 

طاعون وحمى :
ويرى مناخ أن الإبتعاث طاعون وحمى وانفلونزا هذا العصر كل ماقيل في خطره صحيح ومن يقول أرسلوا الشباب لم يعرف تربية الشباب يوما ولاهو من أهل الحب لهم واسمعوا هذه الحقيقة : أن يموت الشخص فقيرا أو تبقى الامة متخلفة تقنينا وهي تحافظ على دينها ليس أمرا سيئا مقابل أن يملأ جيبه مالا أو تتقدم الأمة تقنينا وتتخلف عقائديا ومن يقول نحن في ذيل الأمم -يقصد من ناحية الصناعية-فقط ولايهمه أننا نتقدم نحو المحافظة على ديننا فمن هذه حاله لا تهمه إلا المادة ليس من أهل الحل والعقد وهو من رويبضة الناس ولا حق له في الكلام عن أمور المسلمين العامة-لأن لها رجالها ثم نحن (متخلفون ماديا هذه مقدمة صحيحة ماهي النتيجة التي يردها المتكلم = يريد أن نضيف لها تخلفا عقائديا وأخلاقيا وإجتماعيا ثم بعد فترة سيقولون أنتم حكمتم على الشيئ قبل تجربته هذا الوزير الفلاني ابتعث وعاد وزيرا شخصا ناجحا سنقول لهم : ماذا قدم هذا الوزير أو المدير للأمة المتخلفة صناعيا فسينغضون رؤوسهم ويقولون النجاحات متعددة وهذا نجح في توسيع دخله تغير كلامهم من أننا متخلفون ماديا صناعيا ونسوا كيف كانو يلحنون بالقول بذلك عندها يحق لنا القول بأن هذا اقصى نجاح لكم فماهي ابعادإخفاقتكم ....لا مجيب لأن القوم سيلبون موجة اخرى تقضي على الأمة