أنت هنا

الحق في "مجتمع دولي" يحكمه اليهود!!
21 جمادى الأول 1434
موقع المسلم

صَدَقَ رئيسُ الائتلاف السوري المُعَارِض الشيخ معاذ الخطيب عندما قال مؤخراً: هنالك قرار دولي بمنع الشعب السوري من الانتصار في ثورته!! لم يكن في كلامه جديد لكن قيمته تأتي من مصارحة الشعب السوري بما يعلمه الجميع، لكي يرتاح السوريون إذا تأكدوا من أن قيادتهم السياسية ليست مخدوعة!!

 

وسرعان ما جاء تصديق عملي من الغرب لمقولة الخطيب،  الذي طلب من حلف شمال الأطلسي ( NATO) طلباً شديد التواضع، ألا وهو أن تشمل مهمة منظومة باتريوت المضادة للصواريخ في جنوب تركيا حماية شمال سوريا من صواريخ السفاح بشار، فلم ينتظر الحلف الصليبي أكثر من ساعتين ليقول بصفاقة:لن نتدخل عسكرياً في سوريا!! ودهاقنة الحقد المقيم في قيادة الحلف يدركون أن الخطيب لم يطلب منهم أي تدخل عسكري، لكن توفير أدنى حماية للمدنيين في سوريا بصواريخ قائمة ومنصوبة يسميه هؤلاء الحاقدون تدخلاً عسكرياً لكي يرفضوه!!

 

وقبل أيام من هذا الامتحان المعروفة نتائجه مسبقاً، كان وزير خارجية ألمانيا يبرر رفض الاتحاد الأوربي السماح للشعب السوري بالحصول على أسلحة دفاعية محضة، بمقولته السفيهة: لن نفعل حرصاً على الأقليات!! وكأن الطائرات الأسدية المجرمة التي تفتك بالمدنيين إذا سقطت تقل النصارى أو النصيريين أو الدروز!! وكأن حمامات الدم للأكثرية السنية لا تؤذي هذه الضمائر النجسة التي مردت على الكفر الباطني، وجاءت الثورة السورية لتميط عن تلك الوجوه الكالحة أقنعة الشعارات التالفة حول الديموقراطية وحقوق الإنسان!!

 

حتى الرئيس الفرنسي الذي تظاهر قبل عشرة أيام بتصميمه مع بريطانيا على تسليح الجيش السوري الحر،  ابتلع ريقه وتراجع عن وعوده الزائفة بذريعة تعجيزية مفضوحة، هي وجود  مقاتلين لا يتبعون لقيادة الجيش الحر!!

 

والأمم المتحدة تدوس على ميثاقها نفسه بابتذال عجيب، فأمينها العام يطالب الاتحاد الأوربي بعدم تسليح الثوار السوريين!! وهو يعلم أن الأوربيين لن يقدموا قطعة سلاح واحدة للشعب السوري،  لكن غي مون يريد أن يكون له نصيبه من استرضاء اليهود علانية، بإصراره على منع السوريين من حق الدفاع عن أنفسهم في مواجهة طاغية تتدفق عليه أدوات الفتك صباح مساء!!

 

وعندما استخدم نيرون الشام أسلحة كيميائية واتهم الثوار باستعمالها، تراجع أوباما عن خطه الأحمر اليتيم وأخذ يتكلم عن "خطأ  غير مقبول"!! وألفت المنظمة الدولية لجنة للتحقيق تصر على حصر طابعها  في النطاق الفني، أي التثبت من استخدام السلاح الفتاك فقط، من دون التنقيب عن الجهة التي استعملتْه  فما الفائدة من تحقيق سخيف كهذا؟

 

لقد ثار السوريون ثورة كبرى لم يكونوا يتخيلون عظمتها يوم كسروا حواجز الرعب الأسدية الرهيبة وخرجوا يهتفون للحرية المفتقدة والكرامة المستلبة.

 

 

وروعة هذه الثورة هي سبب الكراهية الأممية للشعب السوري وهو سبب مُرَكّب من جملة أسباب متداخلة،  فهذا الشعب المذهل برغم الحصار الدولي والتأييد العالمي لنيرون الشام في مجازره التي ليس لها مثيل، عنيد يخرج المدنيون منه في مظاهرات وهم يتوقعون أن تهبط عليهم البراميل المتفجرة أو الصواريخ البالستية أو قنابل المدافع في كل لحظة.ويتجمع مقاتلوه الشجعان في مجموعات صغيرة العدد يحمل كل منهم بندقية فتسقط في أيديهم مطارات ضخمة ومعسكرات فائقة التسليح!!

 

وهم شعب ثبت أنه متدين حتى النخاع بعكس الأوهام التي عاش عليها نظام الإلحاد الأسدي إذ ظن أنه اقتلع الإسلام من جذوره في سوريا.يضاف إلى ذلك أن نجاح هذه الثورة بإذن الله سوف يقضي على أهم حلم سعى الغرب إلى تحقيقه وهو إقامة حلف عميل بين الأقليات لحماية الكيان الصهيوني حماية فائقة تضاهي حماية عائلة الأسد المجربة للاحتلال اليهودي للجولان الذي باعه الهالك حافظ الأسد وتولى حراسته بطريقة لم ينجح الصهاينة فيها حتى مع البلدان التي "أنجزوا" معها تسويات سياسية!! فحماية الكيان التوسعي الغاصب هي التي تفسر سفاهة بشار و"قدرته" العجيبة على الاستهتار بسائر القوانين الدولية، في استثناء لم يحصل عليه قبله سوى سادته الصهاينة!!

 

ولا ننس أن هذا الشعب العسير القياد-بخلاف ظنون الغرب وكلبه المحلي بشار-يصنع أسلحة  تحت حمم النار وفي ظل حرمانه من الطحين والوقود وسائر ضروريات الحياة،  فكيف إذا انتصر السوريون وأقاموا دولة حقيقية؟